موقع النيلين:
2025-03-05@01:12:29 GMT

لاءات البرهان، تأسيس أم تكريس؟

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT


في خطاب مقتضب، بمناسبة عيد الفطر المبارك، أكد الفريق أول البرهان على أنه لا عودة لما قبل أبريل 2019 (عهد الإنقاذ) ولا لما قبل 25 أكتوبر (الوثيقة الدستورية) ولا 15 أبريل ما قبل (حرب الكرامة)، وأطلق البرهان لاءات ثلاث على غرار لاءات الخرطوم الثلاث 1967 (لا صلح لا اعتراف لا تفاوض)، بمقاربة ضمنية، لاعودة لعهد الإنقاذ ولا تفاوض للشراكة مع الحرية والتغيير وعودة للاتفاق الإطاري ولاتصالح مع الدعم السريع.

لقد طرحت “لاءات البرهان الثلاث” عدة تساؤلات على الساحة السياسة السودانية شبه الراكدة، فهل جاءت تأسيساً جديداً للمرحلة الإنتقالية، أم تكريساً لحكم المؤسسة العسكرية، في ظل غياب مشروع بديل ؟

وهل جاءت تصريحات القيادات العسكرية، التي سبقت ذلك، والتي تشير إلى انفراد المؤسسة العسكرية بتشكيل هياكل الفترة الانتقالية تداركاً لتجربة الوثيقة الدستوريه الإنتقالية التي قضت بشراكة في الحكم مع أحزاب سياسية وانتهت بفوضى وانهيار كانت نتائجه حرباً شاملة عمت جميع أرجاء السودان ؟

أم أن مقتضيات المرحلة تتطلب وحدة وطنية تتصدى لمشروع تقسيم السودان بعيداُ عن حدة الصراع السياسي والاستقطاب الايدلوجي ؟

وبغض النظر عن الإجابة على التساؤلات التي أثارتها اللاءات، فإنه يصح القول أن هذه اللاءات يمكن أن توضع في موضعها الصحيح عبر رؤية جامعة يتكامل فيها دور المؤسسة العسكرية مع الأحزاب السياسية والمكونات الشعبية، عبر مشروع متكامل يحظى بقدر أكبر من التوافق ويراعي تمثيل كل المكونات الوطنية للحصول على إجماع وطني حول كيفية إدارة الفترة الانتقالية، وليعاد تشكيل الدولة السودانية وفق أسس جديدة، وهذا يتطلب قيادة استثنائية على قدر تحديات مرحلة ما بعد الحرب، مجمع حولها، تقود البلاد نحو مصالحة وطنية شاملة تضطلع بمهام جسام في مقدمتها البناء والتعمير والنهوض الاقتصادي و معالجة ماخلفته الحرب من آثار وشروخ، ولتسلم الحكم في نهاية الفترة الإنتقالية إلى حكومة منتخبة، تمتلك الشرعية الدستورية عبر صناديق الإقتراع.

تأسيس لا انتقال

إن قضايا ما بعد الحرب يجب أن تنطلق من منصة تأسيس جديدة تعلو فيها المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية وتعتمد حواراُ وطنياً شاملاً، وهي بالتالي تحتاج إلى فترة تأسيس لا إنتقال. وهذا يتطلب الإعلان عن فترة ما قبل الانتخابات كفترة “إنتقالية تأسيسية” لا تكتفي بنقل السلطة كما جرت العادة في الفترات الإنتقالية السابقة وإنما تمتد لاستيفاء الترتيبات المطلوبة لأستقرار السودان وتحقيق السلام المستدام، وعندها نكون قد صححنا إخفاقات الفترات الإنتقالية السابقة.

لذلك لابد أن نواجه هذا الواقع وفق خارطة طريق وطنية، فالظرف التاريخي والمسؤولية الوطنية تحتم على كافة الجهات السياسية الانخراط في حوار عبر منصة وطنية مستقلة تبحث قضايا الدولة وجذور الأزمة حتى نتوصل إلى رؤية لمستقبل الدولة السودانية تلبي تطلعات اهل السودان.

من المهم جداً أن نقف على آثار وتداعيات الأزمات خلال العقود الماضية وتجنب الحلول الهشة لتلك الأزمات والتي قامت في مجملها على إقتسام السلطة وقادت البلاد إلى حرب مازالت تستعر.

وبعيداً عن صراع إقتسام السلطة على أشلاء وطن جريح لا شك أن للأحزاب السياسية دوراً أساسياً ومهماً في قضايا الإنتقال و صياغة المشروع الوطني الجامع، والاستعداد للانتخابات وفق مناخ آمن و معافى .

أخيراً؛

رأب الصدع وتماسك اللحمة الوطنية هو الأساس لاستقرار الفترة الإنتقالية ما بعد الحرب .. ما طرحه السيد ريئس مجلس السيادة في اللاءات الثلاث أمر مهم وتحول سياسي كبير، لكن لابد أن يتحول إلى مشروع عمل وطني متكامل ورؤية كلية تحمل آفاقاً لإدارة البلاد في مرحلة مابعد الحرب، وفقاً لأهداف تحقق إجماعاً وطنياً وتحولاً ديمقراطياً يضمن انتقالاً سلساً للسطة لبدء مرحلة جديدة تقوم على إنجاز الإستقرار والسلم وتحقيق الرفاه لشعب السودان.

دكتورة ميادة سوار الذهب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ما قبل

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تعلّق المساعدات العسكرية لأوكرانيا

قال مسؤول في الإدارة الأميركية لـ"سكاي نيوز عربية"، إن واشنطن ستوقف مؤقتا الدعم لأوكرانيا حتى مراجعة دوره في جهودها لإنهاء الصراع.

وأضاف المسؤول لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الرئيس دونالد ترامب "تعهد بإنهاء الصراع في أوكرانيا لكنه يحتاج شركاء ملتزمين بمساعي السلام".

وأعلن مسؤول في البيت الأبيض مساء الإثنين أن الرئيس ترامب أمر بتجميد المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا في أعقاب المشادة العلنية التي وقعت بينه وبين نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضوي الجمعة وتابع وقائعها العالم أجمع.

وقال المسؤول طالبا عدم نشر اسمه "نحن نجمّد ونراجع مساعداتنا للتأكد من أنها تساهم في التوصل إلى حل".

وقالت بلومبرغ وفوكس نيوز إن التوقف سيستمر لحين أن يقرر ترامب أن زعماء أوكرانيا يظهرون التزاما بالسلام.

ونقلت "فوكس نيوز" عن مسؤول في إدارة ترامب قوله "هذا ليس إنهاء دائما للمساعدات، إنه تعليق".

واعتبر ترامب الإثنين أن الرئيس زيلينسكي "ينبغي ان يكون أكثر امتنانا" للولايات المتحدة، وذلك بعد خوضه مشادة كلامية معه الجمعة في البيت الابيض، لافتا إلى أن التوصل الى اتفاق حول المعادن الاوكرانية لا يزال ممكنا.

وصرّح الرئيس الأميركي في البيت الأبيض "أعتقد ببساطة أن عليه أن يكون أكثر امتنانا، لأن هذا البلد (الولايات المتحدة) دعمهم في السراء والضراء".

وأضاف: "زيلينسكي قال إن الحرب ستستمر لوقت طويل وتمنى أن لا يكون على حق".

وشدد على أنه "سنبرم اتفاقات مع روسيا وأوروبا لإنهاء الحرب في أوكرانيا"، مضيفا أن "روسيا ترغب في إبرام اتفاق لإنهاء الحرب".

وأعلن ترامب أيضا أنه لم يناقش بعد وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وذلك بعدما تحدثت تقارير عن احتمال اتخاذه قرارا مماثلا بعد المشادة الكلامية بينه وبين زيلينسكي.

وذكر ترامب للصحفيين: "لم أتحدث عن هذا الأمر حتى الآن. سنرى ماذا سيحصل. هناك أمور كثيرة تحدث الآن في الوقت الذي نتحدث فيه".

مقالات مشابهة

  • قراءة في نص “تأسيس” نيروبي: الأصولية العلمانية
  • نداء حمدوك.. ورئيس وزراء البرهان الجديد !!
  • الثائر الجيد هو الثائر الميت: التصفيات الجسدية كأداة لإعادة إنتاج الهيمنة في السودان
  • الولايات المتحدة تعلّق المساعدات العسكرية لأوكرانيا
  • بلومبرج: ترامب يوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا
  • مسام ينتزع 2817 لغما في عدد من المحافظات اليمنية
  • قراءة في نص “تأسيس” نيروبي: الأصولية العلمانية (2-2)
  • تحالف «تأسيس» ينتقد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ويصف موقفه بالمنحاز لـ «حكومة بورتسودان»
  • القوات المسلحة تنظم زيارة لوفد من الإعلاميين وطلبة الأكاديمية العسكرية المصرية والجامعات لمركز السيطرة المتكامل للشبكة الوطنية للطوارئ
  • قراءة في نص “تأسيس” نيروبي: نسبهم الثوري في أكتوبر، أبريل، وديسمبر (1/2)