الثورة نت:
2024-10-03@07:15:52 GMT

حتى يأتي الرد!

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT

تتحرك إيران بتأن شديد ووفق مفهوم «الصبر الاستراتيجي»، في مسألة الرد على استهداف الكيان الصهيوني للقنصلية الإيرانية في دمشق، وإذا كان مرد ذلك هو إدراك طهران أهمية حساب الوقت والكيفية المناسبة للأخذ بالثأر لشهدائها، إلا أن المفروغ منه أن الرد قادم، وهو ما يؤمن به أيضا الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أكد للـ (سي ان ان) أن هجمات إيران ستأتي “عاجلًا وليس آجلًا”.


ولا يبدو قيام مروحية إيرانية تابعة للحرس الثوري ظهر أمس بعملية إنزال لعدد من المسلحين على ظهر سفينة إسرائيلية قرب مضيق هرمز كانت في طريقها من الإمارات إلى الهند وسحبها إلى المياه الإقليمية الإيرانية، إلا مؤشراً على رد إيراني استراتيجي سيُلقي بظلال قاتمة ليس فقط على الوجود الأمريكي الذي زاد في العربدة، وإنما على الدول المتحالفة معه غربية وعربية، بشاهد مضيق هرمز.
اعتادت إيران في سياسة المواجهة والرد على اعتداءات الكيان الصهيوني أو أمريكا أو أي من الدول المتحالفة مع الغرب إلى مرحلة الفعل، منطلقة من إثارة القلق في نفسية العدو ومن ثم إيصاله إلى مرحلة الركون، أو توجيهه إلى نواحٍ معينة لتأتيه الضربة بغتة في وقت غير متوقع ومكان غير محسوب، بما يجعل من كل ذاك الاستنفار بالعديد والعتاد حسابات فاشلة.
الولايات المتحدة أصدرت تحذيرا من السفر إلى الأراضي المحتلة، والكيان يستعد لأسوأ السيناريوهات، والاشتغال الاستخباراتي في ذروته لتخمين موعد الرد، حدّ تحديد بعض المواقيت كانت كلها تكشف عن كذبة قوة هذه الاستخبارات، وهو ربما ما دفع «يديعوت أحرنوت» العبرية- حفظا لماء وجه الاستخبارات الصهيونية- لزعم أن إيران «أجلت في اللحظة الأخيرة تنفيذ الرد أو أنها قررت تغيير طبيعة العملية نتيجة لتحذير صريح من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية”.
إنما بهذا الاستنفار يقف العالم أمام مُعطى آخر على هذا الصف الأمريكي الصهيوني، ففضلا عن الفعل العدواني الإسرائيلي الذي تجاوز الخطوط الحمر للعالم بكسره القواعد الدولية التي تجرم مثل هذا الفعل، تحاول واشنطن تصوير الرد الإيراني كحالة عدائية وليس دفاعاً عن النفس ورد اعتبار، فترفع حالة الجهوزية للدفاع عن الإجرام الإسرائيلي فيما يلتزم العالم الصمت رعبا وهلعا.
للأسف الشديد، المنطق الأعوج يتسيّد حسابات الانتهاكات بين ما هو أصيل لا يندرج ضمن الانتهاكات، وما هو خارج إطار القانون، وفي هذا الوقت تلتزم حتى الأمم المتحدة الصمت، بينما من مسؤوليتها الانتصار للقانون الدولي التي وُجدت لرعايته وملاحقة منتهكيه.
وحتى يأتي الرد الذي توقعته المصادر الأمريكية خلال ساعات مضت، ستحاول واشنطن، فتح خطوط للضغط على طهران باستعادة بعض الأوراق من الارشيف وإحياء أحداث، تدفع إيران لتوجيه جهدها للتخلص من تبعاتها، منصرفة بذلك عن الانتقام، ولا أظن إلا أن تجربة إيران الطويلة مع الأساليب الأمريكية قد أعطتها الخبرة الكافية للتقدير والتوقع ووضع الحسابات المناسبة.
وربما تباشير هذه المنهجية الأمريكية قد ظهرت الجمعة، حين قضت أعلى محكمة جنائية في الأرجنتين بأن إيران هي من خططت لتفجير مبنى الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية (آميا) عام 1994 في بوينس آيرس، وحمّلت محكمة الاستئناف الأرجنتينية إيران وحزب الله اللبناني، مسؤولية التفجير زاعمة أن الهجوم نُفذ ردا على انسحاب الأرجنتين من اتفاق التعاون النووي مع طهران.
وعلى ذات السياق زعمت صحيفة التايمز البريطانية قبل يومين اكتشاف مراسلات خطية سرية، تُظهر تحويلات مالية من إيران إلى حماس وباقي حركات المقاومة، في محاولة متزامنة للإرباك بالتمهيد لاتهام مباشر ورسمي لطهران بضلوعها في عملية «طوفان الأقصى» وهو ما كان نفاه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أما الدعم العسكري الطبيعي لحماس فيتحدث عنه قادة حماس علانية في إطار العلاقات بين محور المقاومة.
وربما ستلجأ واشنطن أيضا إلى إزعاج العالم من جديد بشأن ملف الاتفاق النووي مع إيران.
وهذا ما اعتمدت عليه أمريكا طويلا، صُنع أوراق ضغط أو العمل عليها في الخفاء وتأجيل الإعلان عنها ثم الظهور بها في الوقت الذي يخدم مصالحها أو يرد عنها وعن الكيان أي هجوم.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

"المقاومة الإسلامية في العراق": القواعد الأمريكية ستكون هدفًا إذا انضمت أمريكا في الرد على إيران

 

بغداد- رويترز

قالت المقاومة الإسلامية في العراق المتحالفة مع إيران اليوم الثلاثاء إن القواعد الأمريكية في العراق والمنطقة ستكون هدفا إذا انضمت الولايات المتحدة إلى أي رد على الضربات الإيرانية على إسرائيل أو إذا استخدمت إسرائيل المجال الجوي العراقي ضد طهران.

وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن إيران أطلقت أكثر من 400 صاروخ من إيران على إسرائيل خلال النصف ساعة الأخيرة وسماع دوي انفجارات في جميع أنحاء البلاد.

ونشر الحرس الثوري الإيراني بيانا أكد فيه قصف أهداف مهمة في الأراضي المحتلة، ردا على اغتيال إسماعيل هنية وحسن نصرالله وقائد فيلق القدس في لبنان.

وأضاف في بيان، الثلاثاء، إن العملية التي نفذها ضد إسرائيل تمت بناء على قرار من المجلس الأعلى للأمن القومي ودعم الجيش.

وتابع قائلا: "هذه هي الموجة الأولى من الهجمات على الأراضي المحتلة، والعملية الهجومية ضد إسرائيل مستمرة بدعم من الجيش ووزارة الدفاع".

وأكد البيان: " إسرائيل ستُستهدف مرة أخرى إذا ردّت".

مقالات مشابهة

  • مسؤول أمريكي: واشنطن تدرس أيضًا خيارات الرد على إيران
  • واشنطن: إسرائيل تملك حق الرد على هجوم إيران
  • نتنياهو ينسق مع واشنطن قبل الرد على إيران
  • مراسل أكسيوس: نتنياهو سينسق مع واشنطن قبل الرد على إيران
  • مراسل أكسيوس: تنتياهو سينسق مع واشنطن قبل الرد على إيران
  • البنتاجون: المدمرات الأمريكية شاركت في إسقاط صواريخ إيران
  • هجوم إيران الباليستي.. الرد المتأخر الذي حمل رسالة لم تكُ لإسرائيل
  • هجوم إيران الباليستي.. الرد المتأخر الذي حمل رسالة لم تكُ لإسرائيل- عاجل
  • إذا ردت على هجوم إيران..ميليشيات طهران في العراق تهدد المصالح الأمريكية
  • "المقاومة الإسلامية في العراق": القواعد الأمريكية ستكون هدفًا إذا انضمت أمريكا في الرد على إيران