الثورة نت:
2025-03-20@01:28:20 GMT

حتى يأتي الرد!

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT

تتحرك إيران بتأن شديد ووفق مفهوم «الصبر الاستراتيجي»، في مسألة الرد على استهداف الكيان الصهيوني للقنصلية الإيرانية في دمشق، وإذا كان مرد ذلك هو إدراك طهران أهمية حساب الوقت والكيفية المناسبة للأخذ بالثأر لشهدائها، إلا أن المفروغ منه أن الرد قادم، وهو ما يؤمن به أيضا الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أكد للـ (سي ان ان) أن هجمات إيران ستأتي “عاجلًا وليس آجلًا”.


ولا يبدو قيام مروحية إيرانية تابعة للحرس الثوري ظهر أمس بعملية إنزال لعدد من المسلحين على ظهر سفينة إسرائيلية قرب مضيق هرمز كانت في طريقها من الإمارات إلى الهند وسحبها إلى المياه الإقليمية الإيرانية، إلا مؤشراً على رد إيراني استراتيجي سيُلقي بظلال قاتمة ليس فقط على الوجود الأمريكي الذي زاد في العربدة، وإنما على الدول المتحالفة معه غربية وعربية، بشاهد مضيق هرمز.
اعتادت إيران في سياسة المواجهة والرد على اعتداءات الكيان الصهيوني أو أمريكا أو أي من الدول المتحالفة مع الغرب إلى مرحلة الفعل، منطلقة من إثارة القلق في نفسية العدو ومن ثم إيصاله إلى مرحلة الركون، أو توجيهه إلى نواحٍ معينة لتأتيه الضربة بغتة في وقت غير متوقع ومكان غير محسوب، بما يجعل من كل ذاك الاستنفار بالعديد والعتاد حسابات فاشلة.
الولايات المتحدة أصدرت تحذيرا من السفر إلى الأراضي المحتلة، والكيان يستعد لأسوأ السيناريوهات، والاشتغال الاستخباراتي في ذروته لتخمين موعد الرد، حدّ تحديد بعض المواقيت كانت كلها تكشف عن كذبة قوة هذه الاستخبارات، وهو ربما ما دفع «يديعوت أحرنوت» العبرية- حفظا لماء وجه الاستخبارات الصهيونية- لزعم أن إيران «أجلت في اللحظة الأخيرة تنفيذ الرد أو أنها قررت تغيير طبيعة العملية نتيجة لتحذير صريح من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية”.
إنما بهذا الاستنفار يقف العالم أمام مُعطى آخر على هذا الصف الأمريكي الصهيوني، ففضلا عن الفعل العدواني الإسرائيلي الذي تجاوز الخطوط الحمر للعالم بكسره القواعد الدولية التي تجرم مثل هذا الفعل، تحاول واشنطن تصوير الرد الإيراني كحالة عدائية وليس دفاعاً عن النفس ورد اعتبار، فترفع حالة الجهوزية للدفاع عن الإجرام الإسرائيلي فيما يلتزم العالم الصمت رعبا وهلعا.
للأسف الشديد، المنطق الأعوج يتسيّد حسابات الانتهاكات بين ما هو أصيل لا يندرج ضمن الانتهاكات، وما هو خارج إطار القانون، وفي هذا الوقت تلتزم حتى الأمم المتحدة الصمت، بينما من مسؤوليتها الانتصار للقانون الدولي التي وُجدت لرعايته وملاحقة منتهكيه.
وحتى يأتي الرد الذي توقعته المصادر الأمريكية خلال ساعات مضت، ستحاول واشنطن، فتح خطوط للضغط على طهران باستعادة بعض الأوراق من الارشيف وإحياء أحداث، تدفع إيران لتوجيه جهدها للتخلص من تبعاتها، منصرفة بذلك عن الانتقام، ولا أظن إلا أن تجربة إيران الطويلة مع الأساليب الأمريكية قد أعطتها الخبرة الكافية للتقدير والتوقع ووضع الحسابات المناسبة.
وربما تباشير هذه المنهجية الأمريكية قد ظهرت الجمعة، حين قضت أعلى محكمة جنائية في الأرجنتين بأن إيران هي من خططت لتفجير مبنى الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية (آميا) عام 1994 في بوينس آيرس، وحمّلت محكمة الاستئناف الأرجنتينية إيران وحزب الله اللبناني، مسؤولية التفجير زاعمة أن الهجوم نُفذ ردا على انسحاب الأرجنتين من اتفاق التعاون النووي مع طهران.
وعلى ذات السياق زعمت صحيفة التايمز البريطانية قبل يومين اكتشاف مراسلات خطية سرية، تُظهر تحويلات مالية من إيران إلى حماس وباقي حركات المقاومة، في محاولة متزامنة للإرباك بالتمهيد لاتهام مباشر ورسمي لطهران بضلوعها في عملية «طوفان الأقصى» وهو ما كان نفاه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أما الدعم العسكري الطبيعي لحماس فيتحدث عنه قادة حماس علانية في إطار العلاقات بين محور المقاومة.
وربما ستلجأ واشنطن أيضا إلى إزعاج العالم من جديد بشأن ملف الاتفاق النووي مع إيران.
وهذا ما اعتمدت عليه أمريكا طويلا، صُنع أوراق ضغط أو العمل عليها في الخفاء وتأجيل الإعلان عنها ثم الظهور بها في الوقت الذي يخدم مصالحها أو يرد عنها وعن الكيان أي هجوم.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

بعد التهديدات الأمريكية.. الصراع بين واشنطن وطهران يشتعل وتهديدات بحرب نووية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع استمرار الحصار الخانق على قطاع غزة، رغم اتفاق وقع عليه بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى القطاع، خرجت جماعة الحوثي اليمنية، لتعلن استهداف السفن التابعة لإسرائيل أو الداعمة لها، في البحر الأحمر وباب المندب.
قرار الحوثي، أثار الحفيظة الأمريكية، وخاصة بعد عودة دونالد ترامب، إلى سدة الحكم، ليعلن أنه سيشن ضربات ساحقة ومميتة على الحوثيين، في تطور جديد تشهده المنطقة، ولكن الأمر ازدادت حدته مع تهديد الرئيس الأمريكي، إيران، بشكل واضح، بأنها ستكون تحت مرمى النيران حال عدم تخليها عن جماعة الحوثي، وهو الأمر الذي اعتبرته طهران تدخلا في شؤونها وهددت بالرد على أي تهديد.
وفي أحدث فصول العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وإيران، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إرساله رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، يعرب فيها عن أمله في بدء مفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، محذرًا من إمكانية اللجوء إلى العمل العسكري إذا استمرت إيران في تطوير سلاح نووي.
وتأتي هذه الخطوة في سياق سياسة "الضغط الأقصى" التي تنتهجها الإدارة الأمريكية، والتي تهدف إلى فرض عقوبات اقتصادية مشددة على إيران، خاصة في قطاعي النفط والتصنيع العسكري، بهدف إجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات.
ومع ذلك، تظل هناك تساؤلات حول فاعلية هذه الاستراتيجية، خاصة في ظل رفض إيران المتكرر للتفاوض تحت الضغط، واستمرارها في تعزيز قدراتها النووية.
في هذا السياق، أشار تقرير لموقع «ذا هيل» إلى أن الوقت ينفد أمام الدبلوماسية بين طهران وواشنطن، وأنه يتعين على الرئيس ترامب العمل على تهدئة التوترات مع إيران والتوصل إلى اتفاق، وإلا فإن البديل المحتمل هو "حرب كارثية" على الاستقرار الإقليمي والمصالح الأمريكية.
وبينما تستمر الإدارة الأمريكية في التلويح بالعصا، يبقى السؤال مطروحًا حول ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستؤدي إلى نتائج ملموسة أم ستزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.
يذكر أن العلاقات الأمريكية- الإيرانية تشهد تصاعدًا ملحوظًا في التوترات خلال السنوات الأخيرة، مع تبادل التصريحات والتهديدات، وفرض العقوبات المتبادلة، ففي أكتوبر ٢٠٢٤، نفذت إيران هجومًا صاروخيًا على إسرائيل، حيث أطلقت أكثر من ١٨٠ صاروخًا باليستيًا، مما أثار مخاوف من تصاعد الصراع إلى حرب إقليمية شاملة، وأكد الجيش الإسرائيلي أن معظم الصواريخ تم اعتراضها بنجاح، مع وقوع بعض الضربات في مناطق وسط وجنوب إسرائيل.
من جهتها، حذرت روسيا من أن تبادل الهجمات الصاروخية بين الولايات المتحدة وإيران قد يؤدي إلى اندلاع حرب نووية إقليمية واسعة النطاق.
وأشار مسؤول روسي، إلى أنه في حال تأكد سقوط ضحايا أمريكيين نتيجة الهجوم الإيراني، فإن الولايات المتحدة قد ترد، مما يزيد من خطر التصعيد العسكري.
هذه التطورات تعكس تعقيد المشهد السياسي في المنطقة، حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية، مما يستدعي متابعة مستمرة للتطورات لضمان فهم أعمق للأحداث وتداعياتها المحتملة.

مقالات مشابهة

  • بعد التهديدات الأمريكية.. الصراع بين واشنطن وطهران يشتعل وتهديدات بحرب نووية
  • سر طبق رونالدو الذي يستعد به لكأس العالم 2026
  • صور من جريمة العدوان الأمريكي الذي استهدف مبنى المجمع الحكومي بمديرية الحزم في الجوف
  • العراق:لن نسمح باستهداف إيران والحوثيين والحشد الشعبي والشرع سيكون صديق العراق
  • ازدواجية المعايير الأمريكية: قمع الأصوات الحرة دعماً لإسرائيل
  • ‏اليمنيون أبناء الموت الذي لا يموت
  • تقرير إيطالي: خطة واشنطن لعزل إيران تمر عبر قطاع الطاقة العراقي المتزعزع
  • ما الذي قاله وزير الدفاع الأمريكي لرئيس الوزراء العراقي خلال اتصال بينهما؟
  • بعد دراستها.. إيران تؤكد حتمية الرد على رسالة ترامب
  • واشنطن: على إيران إثبات تخليها عن برنامجها النووي