عبدالله الأستاد يوظِّف الخط العربي بأسلوب عصري
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
خولة علي (دبي)
يواصل فن الخط العربي انتشاره على يد فنانين وجدوا بريقاً سحرياً في تشكيل حروفه وبناء عمل فني بديع من وحي الكلمة والمفردة، والأمثال والحكمة وبيوت الشعر، لتظهر اللوحة متماسكة من حيث الشكل والمضمون، كاشفة عن بصمة كل فنان وطريقة نسجه لحروف اللغة العربية. الفنان عبدالله الأستاد نشأ في بيئة تركت بصمتها على الفنون البصرية، ليستلهم منها عالمه، متخذاً من فن الخط محيطه، منطلقاً في رحاب الحرف والمفردة، ليجد فيهما مساحة للتعبير عن شغفه بالخط.
بيئة فنية
رحلة عبدالله الأستاد مع فن الخط بدأت منذ أن أدرك مدى تأثير محيطة والبيئة الفنية التي تشرب منها عشقه للفنون، ووجد أن حروف اللغة العربية لها وميض سحري خاص لم يستطع تجاوزه، والانشغال بفنون أخرى منذ تعرف عليها للمرة الأولى في المدرسة من خلال دفتر الخط الذي مثل له البوابة الأولى للتعرف إلى أنواع الخطوط العربية وتطويعها في الاستدارة والتمازج والتداخل والتركيب والمد، حيث تمتلك مرونة عالية تكسبها القدرة على الانطلاق في مستويات عالية من الإبداع.
القلم والمحبرة
يقول الأستاد، إن بدايته الفعلية مع فن الخط اتضحت أكثر في المرحلة الجامعية ليقتني القلم والمحبرة إلى جانب تأثره بعدد من المخطوطات الفنية لأعمال تعود إلى خطاطين من العراق، منهم حسن المسعودي وأسامة شوقي، الأمر الذي دفعه إلى البحث عن كراسات معنية بالخط لتطوير نفسه ومهارته من خلال التركيز على توظيف الخط العربي الكلاسيكي بأسلوب عصري، رغبة في إظهار التطور الفني من حيث التراكيب والأساليب الجديدة في الخط، مع الحفاظ على القواعد الأساسية الثابتة للخط وآليات الكتابة والأوزان في أثناء الاطلاع على الأعمال الحديثة من هذه الفنون.
ويصف الأستاد علاقة الفنان بقصبته ومحبرته، قائلاً: تنشأ علاقة ألفة بين الخطاط ومحبرته الخاصة، وهناك أقلام معينة يفضلها الخطاط، ويشعر بالراحة في أثناء الكتابة بها، فيترجم هذا الارتباط بأعماله الفنية.
مرونة
عن جمالية الخط العربي، يؤكد الأستاد، أن أعظم لوحات تجريدية أُنجزت باستخدام وحدات الحرف العربي في التشكيل، ونظير قابليته للمد والاستدارة والبسط والصعود والهبوط واللين في طريقة كتابته، فالخط العربي بحر لا قاع له، يضعنا في نهاية الأمر أمام فن بصري بالغ الجمال منتظم الحركة، هذا عن إمكانية الرسم بالحروف العربية، وهي صفة خاصة به دوناً عن حروف اللغات الأخرى.
ارتباط وثيق
يرى الأستاد، أن علاقة الخط العربي بالفن وثيقة وعميقة، ترجع إلى القرن الثالث أو الرابع الهجري خلال فترة تدوين ونسخ آيات القرآن الكريم، حيث دأب الخطاطون على العناية بالخط الكوفي باعتباره الخط الوظيفي الذي استُخدم لكتابة ونسخ القرآن والزخرفة على صفحاته وتذهيبها. وقد شهد الخط في تلك الحقبة تطوراً سريعاً وواسعاً، حيث أبدع الخطاطون الأوائل لوحات فنية زينت المساجد والقصور. ونظراً لقدرة الحروف العربية على التشكيل، فقد أضفت جمالية على العمارة والتخطيط العمراني، وارتبط الخط العربي بالمعاصرة كالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ما أكسبه استمرارية وتطوراً وانتشاراً أوسع.
خط الوسام
يرى الأستاد، أن كل أنماط الخطوط لها ميزتها وخصائصها، وتنفرد بإيقاع جمالي فريد، وتوفر مساحة إبداعية هائلة. وعلى الرغم من كونه يميل إلى مختلف الخطوط، إلا أن هناك خطاً يمارسه الأستاد بشكل خاص، وهو خط الوسام الذي ابتكره الفنان العراقي شوكت الوسام عام 2004، ويتألف من 3 خطوط: الثلث والديواني والكوفي القيرواني. ويجد الأستاد نفسه في الخط الكلاسيكي العربي، مع مراعاة قواعد الخط.
وأسهم الأستاد في نشر فن الخط العربي من خلال تقديمه العديد من ورش فنون الخط العربي، وتعريفه لطلبة المدارس والجامعات، وفي المخيمات الصيفية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الخط العربي فن الخط العربي اللغة العربية الفنون الخط العربی فن الخط
إقرأ أيضاً:
سفير سلطنة عمان عن إنجازات الدولة المصرية: مفخرة للمواطن العربي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال السفير عبد الله الرحبي، سفير سلطنة عمان بالقاهرة، والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، إن العلاقات المصرية العمانية ممتدة عبر التاريخ وشهدت محطات مختلفة وقائمة على الثبات والثقة المتبادلة بين الشعبين والقيادات السياسية في البلدين.
وأضاف "الرحبي"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي فهمي بهجت، ببرنامج "المحاور"، المذاع على فضائية "الشمس"، أن سلطنة عمان تؤمن بأن الإنجازات التي حدثت في الدولة المصرية لصالح الإنسان المصري هي مفخرة للمواطن العربي، مشيرًا إلى أن ما شاهده في العاصمة الإدارية والطرق والجسور محل تقدير واهتمام.
وأوضح أن سلطان عمان كان حريصًا خلال زيارته للقاهرة على زيارة العاصمة الإدارية الجديدة، والاطلاع على ما يحدث في مصر من إنجازات، وعبر عن سروره لما يحدث في الدولة المصرية.