أحمد المرسي: الجوائز الأدبية جزء أساسي من المشهد الثقافي
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
أحمد عاطف (القاهرة)
أخبار ذات صلة «تريندز» يفتتح جناحه في معرض «باريس الدولي للكتاب 2024» «ابتسامة ليوناردو دافنشي».. مختارات شعرية لروزيفيتشوصلت رواية «مقامرة على شرف الليدي ميتسي»، للكاتب والروائي المصري أحمد المرسي إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، وقد اعتبر ذلك بمثابة تقدير كبير له ولمشروعه الأدبي، ويعترف بأنه كان يشعر بالقلق مع اقتراب توقيت إعلان القائمة، إنه نبأ سعيد بكل تأكيد، فالجائزة العالمية للرواية العربية من أهم الجوائز في فن الرواية، وهذا يمثل نقلة كبيرة، فالجوائز الكبيرة تستطيع تسليط الضوء على العمل الأدبي وكاتبه، وهنا تكمن القيمة الكبرى للجائزة.
وأوضح المرسي، في حوار مع «الاتحاد»، أن الرواية تتناول فكرة الأمنيات غير المحققة، أو المبتورة، والآمال التي لن تأتي، وكيف يمكن أن يتعامل الإنسان معها، ويستوعبها، وينجو منها بآمال جديدة.
أما أول أعماله «ما تبقى من الشمس» فيتناول فلسفة الصورة الفوتوغرافية، باعتبارها شكلاً من أشكال مقاومة الإنسان وخوفه من الموت، من خلال تخليد لحظة ما، وأما روايته الثانية «مكتوب» فتتحدث عن الجبرية في الحياة.
وقال المرسي إن الكتابة بالنسبة له فعل إجباري، وليس اختيارياً، يجد نفسه مدفوعاً لها من الداخل، ويكتب ليجيب عن التساؤلات التي تؤرقه، وإنه موقن أن البشر وجدوا كي يسألوا، ويركضوا وراء إجابات الأسئلة التي يستغلق عليهم فهمها، والأسئلة التي لن يجدوا إجابات جاهزة «لأجل هذا أكتب، لأكتشف نفسي والعالم».
وأشار إلى أن الجوائز ليست مجرد دفعة أو تكريم للكاتب والكتاب، ولكنها أحياناً تكون دفعة لنوع أدبي بعينه، فهي تقدّر الكاتب، وتضعه في المكانة التي يستحقها، وهو ما يجعله أكثر تركيزاً على مشروعه، وشعوراً بأهميته، ويثري الحركة الثقافية بالكامل، ولذلك الجوائز الأدبية جزء أساسي من المشهد الثقافي.
وحول مشروعه الأدبي، أوضح أحمد أنه يكتب للإنسان الذي لا يقبل الإجابات السهلة الجاهزة الموروثة، الذي يتساءل ويريد أن يعرف الحقيقة، «أكتب للإنسان، ولا يفهم من ذلك أني أكتب لأعطي الإجابات، فأنا لا أملك أياً منها، ولكن لأدفع قارئي ليصل إلى مواءمته الخاصة في الحياة، فالناس باختلاف مشاربهم ما هم إلا إنسان واحد، ولكن مداخلهم للحياة يمكن أن تكون شخصية متفردة».
الواقعية والخيال
يرى الروائي المصري أن الواقعية والخيال هما وجهان لعملة واحدة، وكأنهما مرآتان أمام بعضهما، ولذلك كل منهما يشغله، ربما يكون الخيال أكثر جرأة، أو وضوحاً، ولكنه لن يكون موجوداً من دون غرائبية الواقع، الذي إن تأملناه لوجدناه أشد غرابة من الخيال، فالخيال مرآة الواقع، ولذلك هما يشغلانه بالقدر نفسه.
وذكر أن الكتابة التاريخية تختلف وهي مدارس كثيرة، والخيال أحد سبل عرض التاريخ، ولكن ببعض الحرية، بالطبع يوجد فارق بين الرواية التاريخية، ورواية الخيال التاريخي، ويرى أنه يوجد ثلاثة مداخل للتاريخ من الأدب وهي: الرواية التاريخية، ورواية الخيال التاريخي، والفانتازيا التاريخية.
وأشار إلى أنه لا يهتم بالنهايات على حساب البدايات، ولكنه يعطي كلاً منهما أهميته ووضعه، فكتابة الرواية تشبه كتابة جملة موسيقية، لا يمكن أن يفسدها بإهمال ميزان من الموازين، ويجب على الكاتب الاهتمام بالبداية والوسط والنهاية، معتبراً أن تقنيات مثل «الفلاش باك»، و«الفلاش فورواد» تقنيات سينمائية لا ضير من استخدامها في الأدب، وقد تم توظيفها كثيراً على يد كبار أدبائنا، استخدمها نجيب محفوظ في روايته اللص والكلاب، وبالنسبة لي أعتقد أن الفلاش باك طريقة جيدة لخلق قفزات زمنية دون إرهاق القارئ.
واعتبر المرسي أن الصحافة والأدب يسيران جنباً إلى جنب بالنسبة له، يخلع عباءة الأدب، ويرتدي عباءة الصحافة ثم يخلع عباءة الصحافة، ويلبس عباءة الأدب، وقد أثر كل منهما في الآخر، «لكن إن كان لي ولاء أول فإنه سيكون للأدب بكل تأكيد، لأنني من الأصل دخلت الصحافة من باب أدبي بحت».
وأوضح المرسي أنه يقرأ كل شيء، من الكتب الأدبية، والعلمية والتاريخية، والشعر والقصة القصيرة: «قرأت لكل أساتذتنا الكبار، نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، والطيب الصالح، وأحب على سبيل المثال أن أقرأ لمحمد المنسي قنديل، إبراهيم عبد المجيد، جلال برجس وربيع جابر، وآخرين».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الجائزة العالمية للرواية العربية الثقافة
إقرأ أيضاً:
سي إن إن تفند الرواية الإسرائيلية وتؤكد أن الشهيد اللوح كان صحفيا مميزا
قالت شبكة "سي إن إن" الأميركية إن مصور الجزيرة أحمد بكر اللوح -الذي استشهد في غارة إسرائيلية استهدفت موقعا للدفاع المدني في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة أمس الأحد- كان معروفا بين الصحفيين في غزة، وكان يرافق الدفاع المدني في كثير من الأحيان بصفته صحفيا، ويغطي مهام الإنقاذ.
وأضافت الشبكة نقلا عن الصحفي محمد الصوالحي، وهو مراسل حر متعاون معها، أن اللوح كان شخصا ممتعا للغاية، وكان دائما يحاول مساعدة الجميع وإضفاء البهجة على وجوههم.
كما قالت "سي إن إن" -نقلا عن مراسلها- إن اللوح كانت له علاقات رائعة مع جميع الصحفيين، وكان يساعدهم جميعا لأنه كان يعرف وسط غزة جيدا.
وترد الشبكة بذلك على مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي التي قال فيها إن مكاتب الدفاع المدني -حيث استشهد المصور اللوح- كانت تستخدم "كمركز قيادة وتحكم" لحركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي.
كما قالت الشبكة إن الجيش الإسرائيلي زعم -من دون أن يقدم أي دليل- أن مصور الجزيرة "إرهابي" خدم سابقا مع حركة الجهاد الإسلامي.
ونفى المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة زكي عماد الدين بشدة ادعاء جيش الدفاع الإسرائيلي بوجود إرهابيين في الموقع.
وقال المتحدث إن فرق الدفاع المدني تعمل على مدار الساعة لإنقاذ الناس والجميع يعلم أن منظمة الدفاع المدني هي هيئة إنسانية تقدم خدمات في السلم والحرب للمدنيين، وليس لها أي تدخل سياسي، مؤكدا أن الاحتلال استهدف الفريق بشكل مباشر.
إعلان
من جهتها، أدانت شبكة الجزيرة الإعلامية بشدة جريمة اغتيال الاحتلال لمصورها أحمد بكر اللوح، مؤكدة أن إسرائيل تستهدف صحفييها بشكل منهجي، وتتبع نمطا من الهجمات التي قُتل أو أصيب فيها صحفيوها بهجمات إسرائيلية.
وقالت إن هذه الجريمة تأتي بعد أيام معدودة فقط من قصف القوات الإسرائيلية منزل الزميل اللوح في حي الدعوة بمخيم النصيرات، حيث تم تدميره بشكل كامل في تلك الغارة.
كما تأتي في ظل الذكرى الأولى لاستشهاد الزميل سامر أبو دقة، وإصابة الزميل وائل الدحدوح، ومن قبلهما استشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة بمخيم جنين بالضفة الغربية عام 2022.
واستنكرت الشبكة بشدة استمرار هذه الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام في غزة، وطالبت المجتمع الدولي والمؤسسات القانونية ذات العلاقة باتخاذ إجراءات عملية وعاجلة لمعاقبة المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في هذه الجرائم البشعة، واعتماد آليات لوقف استهداف الصحفيين.
وأكدت الجزيرة التزامها باتخاذ جميع الإجراءات القانونية الممكنة لمقاضاة مرتكبي هذه الجرائم بحق صحفييها، وتضامنها التام مع الصحفيين في غزة حتى تحقيق العدالة ومعاقبة قتلة أكثر من 196 شهيدا من الإعلاميين الذي سقطوا في القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومن بينهم 4 زملاء من شبكة الجزيرة الإعلامية.
وتقول لجنة حماية الصحفيين إن إسرائيل قتلت من الصحفيين خلال عام واحد في غزة أكثر من أي صراع آخر وثقته هذه المجموعة. ووفقا للجنة فقد استشهد ما لا يقل عن 137 صحفيا في غزة والضفة الغربية وإسرائيل ولبنان منذ بدء الحرب، مما يجعلها الفترة الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين منذ بدأت في جمع البيانات في عام 1992. في حين يؤكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة، استشهاد ما لا يقل عن 196 صحفيا.
إعلان