محللون: إسرائيل تستغل المستوطنين لإفراغ الضفة من الفلسطينيين كما حدث في النكبة
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
قال محللون إن ما يقوم به المستوطنون حاليا في الضفة الغربية هو مخطط لتهجير الفلسطينيين وتطهيرهم عرقيا كما حدث في نكبة 1948، مؤكدين أن تسليح آلاف المستوطنين كان جزءا من هذه الخطة.
ويتعرض فلسطينيو الضفة لهجمة شرسة من جانب المستوطنين المسلحين الذي ينفذون خطة الحكومة الإسرائيلية التي تسعى للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، كما يقول ماثيو داس نائب رئيس مركز السياسة الدولية في واشنطن.
وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، قال داس إن موقف الإدارة الأميركية من هذا التصعيد الاستيطاني "ليس كافيا"، مؤكدا أن على واشنطن وأوروبا اتخاذ مواقف جادة لمعاقبة من يقوم بهذه الأمور.
خطة حكوميةالأمر نفسه أكده الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي بقوله إن ما يتعرض له الفلسطينيون في الضفة "يتم تحت رعاية الشرطة والجيش الإسرائيليين، كما حدث خلال النكبة الأولى على يد العصابات اليهودية".
وفي ظل هذا التصعيد غير المسبوق من جانب المستوطنين المدعومين من الحكومة، فإن السؤال الأكثر أهمية في الوقت الراهن يتعلق بموقف الدول العربية من هذه الهجمة، حسب البرغوثي.
ويمثل المستوطنون أكبر مجموعة سياسية مؤثرة في إسرائيل منذ 20 عاما وليس فقط خلال حكومة بنيامين نتنياهو الحالية، كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى.
وبسبب هذا النفوذ القوي للمستوطنين -يضيف مصطفى- فإن الحكومة "تمارس حالة تواطئ معهم لأنها تريد حسم قضية الضفة عبر الاستيلاء على المنطقة (ج)، التي تشكل 60% من مساحة الضفة".
تداعيات "أوسلو"
ويتبنى اليمين الإسرائيلي خطة الاستيلاء على المنطقة (ج)، التي يسكنها السواد الأعظم من المستوطنين الذين يحظون بدعم وحماية وتواطؤ جيش الاحتلال معهم خلال قيامهم بعملية السيطرة، كما يقول مصطفى.
وأغلقت الحكومة 93% من قضايا اعتداء المستوطنين على الفلسطينيين منذ العام 2005، وهو ما يعني أن هؤلاء يحصلون على دعم حكومي وعسكري وقضائي أيضا، وفق مصطفى.
وأضاف مصطفى: "هناك أيضا ما يعرف بالاستيطان الزراعي عبر الاستيلاء على مئات وربما آلاف الدونومات ومحو كل ما هو فلسطيني فيها كما يحدث في النقب"، مؤكدا أن اليمين الإسرائيلي المتطرف كله يدعم عملية الاستيلاء على الضفة.
من جهته، يعتبر البرغوثي أن هذه القوة للمستوطنين "الذين يمثلون رأس حربة المشروع الصهيوني"، هي أكبر تجليات اتفاقية أوسلو التي وقعتها السلطة الفلسطينية دون اشتراط عدم توسيع الاستيطان في الضفة.
لذلك، فقد ارتفع عدد المستوطنين في الضفة من 121 ألفا عند توقيع الاتفاق سنة 1991، إلى أكثر من 700 ألف حاليا، حسب البرغوثي الذي يؤكد أنهم أصبحوا بالفعل قوة سياسية لديها وزراء في الحكومة و15 عضوا في الكنيست.
لكن البرغوثي يختلف مع حديث مصطفى عن رغبة اليمين في الاستيلاء على المنطقة (ج)، ويقول: "إنهم يسعون للاستيلاء على كل فلسطين التاريخية والذهاب إلى الأردن وأجزاء من سوريا ومصر والسعودية".
أما الضفة، وفق مصطفى، فهي مقسمة حاليا بأكثر من 600 حاجز أمني ومئات المستوطنين المسلحين الذين يطلقون النار على الناس والسيارات في الشوارع، بينما الولايات المتحدة تستعد لإرسال بوارج جديد لحماية إسرائيل.
وأضاف: "السؤال الآن عن موقف الدول العربية التي قال إنها اتخذت موقف الصامت في الحرب على قطاع غزة، فماذا عن الضفة؟"، مؤكدا أنه لم تعد هناك سلطة فلسطينية في الوقت الراهن لأن السيطرة باتت للمستوطنين بشكل كامل.
وطالب البرغوثي الدول العربية بقطع كافة العلاقات مع إسرائيل وإلغاء اتفاقيات التطبيع التي يتباهى بها نتنياهو ويعتبرها طريقا لتصفية القضية الفلسطينية، مجددا التأكيد على "أهمية فرض عقوبات على إسرائيل طالما إرسال الجيوش لمحاربتها بات مستحيلا".
الرأي نفسه ذهب إليه ماثيو داس، بقوله إن السؤال حاليا يتعلق بالوقت الذي ستتحرك فيه واشنطن من أجل وقف ما يحدث في غزة والضفة ومع إرسال الأسلحة لإسرائيل نزولا على رغبة الشارع الضاغط على الإدارة الأميركية.
وختم داس بالقول إن فرض عقوبات على عشرات المستوطنين أو حظر دخول بضائع قادمة من المستوطنات "ليس كافيا"، مشددا على ضرورة فرض عقوبات على المسؤولين الإسرائيليين المتطرفين وفرض واشنطن وأوروبا عقوبات على إسرائيل.
في غضون ذلك، أكد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل ستموتريتش ضرورة توسيع الاستيطان "في جميع مناطق أرض إسرائيل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الاستیلاء على عقوبات على فی الضفة
إقرأ أيضاً:
خبراء: إسرائيل تستغل الهدنة لفرض واقع جديد في جنوب لبنان
قال خبراء إن إسرائيل تستغل فترة الهدنة في جنوب لبنان لفرض وقائع جديدة على الأرض، مستفيدة من عدم قدرة الدولة اللبنانية على فرض سيادتها الكاملة وضعف آليات مراقبة وقف إطلاق النار.
وكانت الهدنة قد دخلت حيز التنفيذ يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد أكثر من شهرين من بداية المواجهة العسكرية المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل.
وأكد الأكاديمي والباحث السياسي حبيب فياض أن "الجانب الإسرائيلي يتمادى في ممارسة العدوان ولا يكترث بالمضامين والمحددات التي انطوى عليها وقف إطلاق النار".
وأضاف -خلال فقرة التحليلي السياسي "مسار الأحداث"- أن إسرائيل خرقت الاتفاق ما يقارب 3100 مرة خلال فترة وجيزة، متوقعا أن تصل الخروقات إلى ألف خرق إضافي حتى نهاية فترة الشهرين.
واتفق معه في الرأي الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا، موضحا أن إسرائيل تمارس 3 أنواع من الاحتلال "الاحتلال التغييري في غزة، والاحتلال الاستباقي في الجولان، وفي لبنان تجمع بين الاحتلال التغييري والمؤقت في آن واحد".
حالة حزب الله
وفي السياق ذاته، يرى الكاتب المختص في الشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين أن "إسرائيل تحاول فرض تصرف مطلق في المنطقة"، مشيرا إلى أن "العقلية الإسرائيلية تميل إلى الطمع عندما تبدأ بالانتصار، وتسعى لفتح كل الأوراق الموجودة في عقيدتها".
إعلانواتفق الخبراء على أن حزب الله يمر بمرحلة إعادة تقييم وتموضع، وأوضح فياض أن "الحزب يعكف حاليا على مراجعة المرحلة الماضية لناحية اغتيال القيادات وقدرة إسرائيل على استخدام عنصر المباغتة والخروقات الأمنية الكبيرة".
وأشار العميد حنا إلى أن "حزب الله أصبح بالمعنى الجغرافي ملبننًا"، موضحا أن هناك 3 مفاصل مهمة قادمة تنتظرها لبنان: "انتهاء مهلة هدنة الـ60 يوما مع الاحتلال، وانتخاب رئيس للجمهورية، وتسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب".
وحول موقف الدولة اللبنانية، أكد فياض أن "إجراءات تطبيق وقف إطلاق النار هي شأن لبناني محض بعهدة الجيش اللبناني بمؤازرة القوات الدولية، وليس من شأن إسرائيل أن تكون عنصر مراقبة ميدانيا".
وشدد جبارين على أن إسرائيل تسعى إلى "بناء إسرائيل المهيمنة"، موضحا أن "بنيامين نتنياهو -على مدار 15 عاما- لم يخطُ أي خطوة سياسية، وكل تحركاته كانت ميدانية لفرض أمر واقع مغاير".
الموقف الدولي
وعن الخيارات المتاحة أمام حزب الله، قال فياض إن "المقاومة ليست مضطرة أن تكون محشورة بين خيارين: إما مواجهة مفتوحة شاملة مع إسرائيل أو حالة انضباط وعدم تحرك".
وأضاف أنه "من الممكن أن تعود الأمور إلى حالة وسطية على غرار ما كنا نشهده قبيل الانسحاب الإسرائيلي عام 2000".
ومن ناحيته، حذر العميد حنا من أن "آلية تنفيذ وقف إطلاق النار تحتاج إلى توضيح"، متسائلا "من يراقب على الأرض؟ وأين اللجنة الخماسية التي تشرف على تطبيق القرار 1701؟".
وفي ما يتعلق بالموقف الدولي، لفت فياض إلى أن "أميركا تعتبر لبنان حديقة خلفية لها، على عكس غزة التي تعتبرها شأنا إسرائيليا".
وأضاف أن "الضغوط الدولية قد تمنع إسرائيل من شن حرب واسعة النطاق، لكنها لا تمنعها بالضرورة من الاحتفاظ ببعض المناطق داخل الحدود اللبنانية وممارسة عربدة يومية".
إعلانونبه جبارين إلى أن "إسرائيل لن تساعد في استقرار لبنان إلا في حالة واحدة: إذا صار هناك مصدر للتطبيع معها، وما دون ذلك ستحاول فرض هيمنتها كما تفعل في الشرق الأوسط".