وكالة الصحافة المستقلة:
2025-04-25@08:03:54 GMT

سعيد وإخوته

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

أبريل 13, 2024آخر تحديث: أبريل 13, 2024

الدكتورة أروى الشاعر

لقد ترك ذلك الفيديو في نفسي غصة لا تزول، وألماً يفوق الوصف.

المشهد مؤلم وعنيف يفوق الوصف ، سعيد، طفل لم يتجاوز على الأغلب 11 عاماً يقف بجانب قبر والديه  برفقة إخوانه الإثنين، يبكي بحرقة من أعماق قلبه المفجوع، دموعه تنزلق على خديه الصغيرين، العيد الذي يفترض أن يكون مليئاً بالألوان والفرح، تحول لهؤلاء الأطفال إلى يوم موحش يذكرهم بفقدانهم الأعظم.

بدلاً من أن يتزينوا بملابس العيد الجديدة، وقفوا مكسوين بالحزن يتألمون على تراب قبر أغلى ما فقدوا .

كيف يُطلب من طفل أن يتحمل مثل هذه المعاناة هو وإخوانه الصغار؟ ، ويصبح هو المسؤول عن رعايتهم في هذا السن المبكر .

العالم يحتفل بالحياة والفرح، بينما هؤلاء الأطفال يواجهون قسوة الواقع وعنف الحرمان الذي يعصف ببراءتهم، ويخطف منهم حقهم في العيش كأطفال .

تأثري بمعاناة هذا الطفل وإخوانه يعيد التأكيد على حقيقة مريرة؛ أن أطفال غزة يعيشون في ظروف لا يمكن للعقل البشري تحملها. إن الشعور بالأسى لا يكفي هنا، هذه الصورة توجع الضمير الإنساني، تستثير كل ما فينا من إنسانية، تدفعنا للتساؤل عن العدل، وعن مستقبل عالم يسمح بمثل هذه المآسي. لا يمكن لأي إنسان يحمل في قلبه ذرة من الرحمة أو الضمير أن يتجاهل هذا المشهد. إنه يحتم علينا التفكير في مسؤولياتنا تجاه هؤلاء الأطفال حيث لا يضطروا لتحمل ما يفوق طاقتهم .

مرتبط

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

التوزيع الوظيفي.. بين الواقع والاعتبارات الإنسانية

 

عباس المسكري

مهنة التعليم والتمريض ليست مجرد وظائف، بل هي رسائل حياة تُكتب بأيدي أولئك الذين يكرسون أرواحهم لخدمة الآخرين، إنهم المعلمون والممرضون الذين يقفون في الصفوف الأمامية، ليزرعوا الأمل في عيون الأجيال ويهدوا العناية لمن هم في أمس الحاجة إليها.

وهذه المهن تتجاوز كونها وظائف يومية، فهي لبنة أساسية في بناء المجتمعات؛ فالعقول تُصاغ والكفاءات تُبنى على أيدي هؤلاء الأبطال الذين يضعون علمهم وحبهم في خدمة الإنسان، ومع ذلك، لا بد من أن يُحاط هؤلاء الكوادر بالعناية والدعم، بدءًا من لحظة تعيينهم، ليحظوا بالاستقرار النفسي والإجتماعي الذي يعزز قدرتهم على العطاء المتواصل، فتُثمر جهودهم وتظل بصماتهم حاضرة في كل زاوية من زوايا المجتمع.

في قلب كل قرار إداري، هناك إنسانٌ يعيش تحديات قد تكون أكبر من مجرد إنتقال جغرافي، في واقع الحال، يُعيّن العديد من المعلمين والممرضين في أماكن نائية، على بُعد مئات الكيلومترات عن موطنهم، رغم وجود شواغر في مناطقهم أو تلك القريبة منها، فليس مجرد تحديد مكان العمل هو ما يحكم حياة هؤلاء، بل التحديات النفسية والإجتماعية التي يتعرضون لها، فالموظف الذي يُجبر على ترك أسرته، خصوصًا في حالات العناية بالوالدين المسنين أو تربية الأطفال الصغار، يصبح في صراع مستمر بين إلتزامه الوظيفي ومسؤولياته الأسرية، وفي هذا التباعد بين الواجبين، يتشكل عبء لا يمكن تحمله بسهولة، إذ يمتد الشعور بالوحدة والقلق ليُحاصر الموظف، مما ينعكس سلبًا على أدائه وجودة العطاء الذي يقدم.

وتظل الغُربة القسرية عن الأهل، ذلك الشعور الذي يثقل قلب الموظف، ويجعل روحه تتيه بين أبعاد العمل وحنين الوطن، وما أن تبتعد المسافة بينه وبين من يحب، حتى يصبح القلق رفيقًا دائمًا، يعبث بصفو عقله ويشوش على نقاء قلبه، وهذا التشتت النفسي لا يمر دون أثر، فهو يخلق فراغًا في داخله، يتراءى له كظلال داكنة تحجب ضوء شغفه، فتتضاءل همته، وتتراجع رغبة العطاء، ومن هنا، قد يكون لهذا العبء الثقيل أن يفتك بجودة العمل، بل يصل ببعضهم إلى حدود فقدان الأمل والإنسحاب من الميدان، رغم أن فؤادهم مليء بعشق المهنة ورغبة صادقة في تقديم كل ما هو نافع ومؤثر.

تبدو هذه القضية، للوهلة الأولى، مسألة إدارية بحتة، لكنها في حقيقتها تتجاوز الأرقام والجداول إلى أعماق إنسانية وإجتماعية لا يمكن إغفالها، فالموظف ليس مجرد إسم في كشف توزيع، بل هو إنسان يحمل بين جنباته آمالًا وأحلامًا، ويدير حياة مليئة بالتحديات والتضحيات، إنه لا يعيش في معزل عن محيطه، بل ينتمي إلى أسرة وأرض وأحبة، يواجه مسؤولياتهم وتطلعاتهم، وإن هذه الأبعاد الإنسانية يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من قرارات صُنّاع القرار، إذ لا يمكننا النظر إلى الموظف كقطعة من آلة العمل، بل يجب أن نراه كعنصر حي ينبض بالحب والواجب، ويستحق كل الإهتمام والرعاية التي تضمن له التوازن بين واجبه المهني وأسرته.

ومن هنا، نتوجه بقلوب مملوءة بالثقة والتقدير إلى أصحاب القرار، نناشدهم برحابة صدرهم وسمو نظرتهم أن يُدرجوا البُعد الإنساني ضمن إعتبارات التوزيع الوظيفي، فالموظف ليس آلة إنتاج، بل روح تُثمر حين تزرع في بيئة قريبة من أهلها، آمنة في حضن أسرتها، وإن تمركز الموظف في محيطه الجغرافي لا يُسهم فقط في إستقراره النفسي والإجتماعي، بل يُعزز إحساسه بالإنتماء، ويضاعف من جودة عطائه، ويقوي أواصر العلاقة بينه وبين المجتمع الذي يخدمه.

إن مراعاة الظروف الإنسانية في التوزيع الوظيفي للمعلمين والممرضين ليس مطلبًا إداريًا فحسب، بل استثمار في مستقبل المجتمع ، فاستقرارهم النفسي والاجتماعي يُترجم إلى عقول مُبدعة وأيادٍ حانية تُشكل أجيالًا وتُعافي أرواحًا، لذا ندعو إلى سياسات تُحقق هذا التوازن، ليظل هؤلاء الأبطال شعلة تنير دروب التقدم الوطني.

مقالات مشابهة

  • لكل هذه الأسباب مجتمعة أنا عائد
  • عاجل. ترامب: عدم السيطرة على كامل أراضي أوكرانيا هو التنازل الذي يمكن أن تقدم
  • التوزيع الوظيفي.. بين الواقع والاعتبارات الإنسانية
  • السفير التركي بالقاهرة: عيد 23 أبريل يذكرنا بآمال الأطفال في مستقبل أكثر سلامًا
  • السفير التركي بالقاهرة: عيد 23 أبريل يذكرنا بآمال الأطفال في مستقبل أكثر سلاما
  • ما هي حكاية يوم الأرض الذي يحتفل به العالم في 22 أبريل من كل عام؟
  • أذكار الصباح اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025.. «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء»
  • الدفاع المدني بغزة: حجم الغارات الإسرائيلية يفوق قدرتنا على الإغاثة
  • عقوبة جديدة تنتظر كروان مشاكل قبل الحكم عليه في سب ريهام سعيد 30 أبريل
  • السودان الجديد يتخلق و لكن؛ برؤية من؟