الجزيرة:
2024-07-03@19:05:11 GMT

الاحتراق الأبوي.. عندما تلتهم الأبوة صحتك العقلية

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

الاحتراق الأبوي.. عندما تلتهم الأبوة صحتك العقلية

يصف العديد من الآباء والأمهات رؤية أطفالهم بأنهم يكادون يشعرون أن قلوبهم تمشي أمام أعينهم. رغم ذلك، يمكن أن تكون هذه التجربة ذاتها مرهقة للغاية، بل وقادرة على التهام الصحة العقلية، إذا افتقر الآباء إلى الموارد اللازمة للتعامل مع الضغوطات المتعلقة بالتربية، تُعرّف هذه الحالة باسم "الإرهاق الأبوي" أو "متلازمة الاحتراق الأبوي" وهي الحالة التي يُمكنك التعرّف عليها أكثر من خلال متابعة السطور التالية.

متلازمة الاحتراق الأبوي

تتميز متلازمة الاحتراق الأبوي بالإرهاق الشديد للآباء والأمهات خلال أداء مهامهم تجاه أطفالهم، إذ يشعر الأب أو الأم بعدم فعاليتهم في حياة أبنائهم. لذا، يجب على الوالدين الاستعداد لمشاعر الإرهاق والتعب، خلال السنوات الأولى من ولادة الطفل، ثم مشاعر الإحباط والتوتر والقلق عندما يكبر الأطفال ويقاومون توجيهاتهم.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4لا للعمل وقتا إضافيا.. 9 نصائح لتحقيق التوازن في حياة الأم العاملةlist 2 of 4هل سمعت بنمط "التربية الحرة"؟ 4 خطوات للتنشئة في عالم سريع الإيقاعlist 3 of 4وقت مستقطع للكبار والصغار.. ما هو نظام "الوقت الهادئ" للأطفال؟list 4 of 4متلازمة "الأم الباردة".. كيف تؤثر صدمات الماضي على عاطفة الأمومة؟end of list

يُشير موقع ويب مد، إلى أن الآباء قد يميلون إلى التركيز على احتياجات أطفالهم، فيخصصون الجانب الأكبر من وقتهم وطاقتهم لأطفالهم لدرجة أنهم يهملون احتياجاتهم الخاصة. والنتيجة هنا هي حدوث متلازمة الاحتراق الأبوي. وهي حالة تُعاني خلالها من الإرهاق الشديد لدرجة أنك قد تشعر أنه لم يعد لديك ما تقدمه لأحد ولا حتى لطفلك.

متلازمة الاحتراق الأبوي تؤثر أيضا بشكل مباشر على العلاقة بين الزوجين (شترستوك)

وفقا لمراجعة بحثية أُجريت عام 2020 ونشرتها "معاهد الصحة الوطنية" (NIH) الأميركية، فإن الاحتراق الأبوي هو حالة مزمنة ناتجة عن التعرض لمستويات عالية من التوتر المرتبط بالتربية، ينتج هذا التوتر بشكل رئيسي عن عدم التوافق بين متطلبات الأبوة والأمومة والموارد المتاحة للآباء لتلبية تلك المتطلبات. يشبه هذا أن تحمل عبئا ثقيلا جدا لفترة طويلة جدا، وهو ما قد ينتج عنه خسائر عاطفية وعقلية طويلة الأمد.

ويوضح موقع "هيلث لاين" أنه في حين أن تجربة كل شخص مع الأبوة وتربية الأبناء قد تبدو مختلفة، إلا أن الثابت هنا هو أن العيش في حالة من التوتر الشديد لسنوات متتالية ليس أمرا طبيعيا، لذا يكون من الطبيعي الإصابة بمتلازمة الاحتراق الأبوي بما تحمله من آثار بعيدة المدى تؤثر بشكل أساسي على الحياة اليومية.

ويزداد الأمر سوءا إذا كان أحد الوالدين يتحمل مسؤولية الأبناء بمفرده، وعدم الحصول على دعم أحد الوالدين يعني فترات راحة أقل ووقتا أقل للرعاية الذاتية، وكلاهما يساهم في زيادة الشعور بالإرهاق.

علامات متلازمة الاحتراق الأبوي

من أعراض الإصابة بمتلازمة الاحتراق الأبوي تضاؤل الاهتمام بالأنشطة التي اعتدت الاستمتاع بها. من الأعراض أيضا العصبية فيكون صبرك وقدرتك على التسامح مع أطفالك في أقل مستوياتهم. كذلك، كثرة النسيان والشعور بالخدر. أيضا، قد يتسلل لقلبك الشعور بالذنب، فتشعر أنك قد قصرت في تربية أبنائك ولم تكن لهم أبا جيدا.

وقد تؤدي هذه المتلازمة إلى الابتعاد العاطفي عن أطفالك والشعور بأنك والد غير فعال. بالإضافة إلى: ضباب الدماغ، زيادة مستويات التوتر، الاكتئاب، مشاعر العزلة، قلة النوم، ميول الوسواس القهري.

الاحتراق الأبوي هو حالة مزمنة ناتجة عن التعرض لمستويات عالية من التوتر المرتبط بالتربية (شترستوك)

وتوضح المعالجة النفسية هالي نيديتش، لموقع هيلث لاين، أن متلازمة الاحتراق الأبوي تؤثر أيضا بشكل مباشر على العلاقة بين الزوجين، قائلة: "عندما تستخدم كل عزمك وتنظيمك العاطفي لإدارة الأبوة والأمومة ومسؤولياتك الأخرى، فقد يصبح من السهل أن تصبح علاقتك أقل أهمية. والاستياء من مستوى الدعم الذي يتم تلقيه فيما يتعلق برعاية الأطفال بين الزوجين هو الشكوى الشائعة".

وقد تنتقل آثار متلازمة الاحتراق الأبوي من الوالدين للأطفال، لأنه مع انخفاض مستويات الطاقة والصبر لدى الآباء، فقد يشعر الأطفال بأنهم مهملون أو غير مرغوب فيهم.

طرق التعامل

ويوضح موقع سيكولوجي توداي أنه في كثير من الأحيان، قد يقوم الآباء، الذين يُعانون من متلازمة الاحتراق الأبوي بإخفاء أعراضهم، خوفا من وصمة العار المتمثلة في أن يُنظر إليهم على أنهم ليسوا جيدين بما يكفي، ولكن بدون حل المشكلة والحصول على العلاج، يمكن أن يكون لإرهاق الأم أو الأب آثار ضارة على الأسرة بأكملها. لذلك يوضح خبراء التربية وعلم النفس مجموعة من الإستراتيجيات التي من شأنها التعامل بفاعلية مع متلازمة الاحتراق الأبوي، وهي كما يلي:

اعترف بمشاعرك: إذا وجدت نفسك تُعاني من أعراض متلازمة الاحتراق الأبوي، فأول شيء يجب عليك فعله هو التواصل مع شريكك والتحدث معه بشأن مشاعرك.

وإذا كنت ترعى طفلك بمفردك بدون شريك، فقد يكون من المفيد التحدث إلى صديق موثوق به أو أحد أفراد العائلة. الاعتراف بمشاعرك هو خطوتك الأولى الفعالة للتعامل معها، وإنك قد تحصل على بعض الدعم من الشخص الذي تتحدث إليه.

لا تهمل نظامك الغذائي: عندما تكون مرهقا أو تُعاني من فقدان الطاقة فقد تلجأ إلى تناول الأطعمة السريعة أو بعض الوجبات الخفيفة السكرية. هذه الأطعمة قد تُزيد من شعورك بالتوتر. بدلا من ذلك، زوّد جسمك بالأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، مثل البروتين والحبوب الكاملة والفواكه والخضروات.

استمر في ممارسة الرياضة: قد تهمل التمارين الرياضية عند الشعور بالإجهاد البدني والنفسي، لكن إذا أردت تحسين الوضع، فعليك بممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، وذلك لدورها في تعزيز الطاقة وإفراز هرمونات السعادة في الجسم وتقليل التوتر وتصفية الذهن.

من أعراض الإصابة بمتلازمة الاحتراق الأبوي تضاؤل الاهتمام بالأنشطة التي اعتدت الاستمتاع بها (شترستوك)

توقف عن الشعور بالذنب: قد يشعر الآباء بالذنب عندما يُخصصون بعض الوقت لأنفسهم بعيدا عن أبنائهم، لا تقع أبدا في هذا الفخ، التركيز على احتياجاتك الخاصة من وقت لآخر لا يجعلك أبدا والدا سيئا. بل قد تساعدك الرعاية الذاتية على أن تكون والدا أفضل.

قلل من الالتزامات: حينما يكون لديك طفل وتقوم بمهام رعايته فليس عليك أن تُدير العالم إلى جوار هذا، احذف من جدولك الالتزامات المفرطة أو المرهقة، هذا قد يتيح لك مساحة إضافية للتنفس قد تحتاجها.

بقي أن تعرف أن الآباء الأكثر التزاما بأدوارهم هم الأكثر عرضة لخطر الإرهاق، وذلك لأن الضغوط التي يمارسها بعض الآباء والأمهات على أنفسهم في سعيهم لتحقيق الكمال في دورهم الأبوي يمكن أن تعرضهم لخطر عدم الشعور بالرضا والإحباط. هنا يمكن أن يساعد التخفيف من الكمالية، والالتزام بالرعاية الذاتية حتى ولو لفترات قصيرة من الوقت، والحصول على الدعم؛ الآباءَ على تجنب الإصابة بمتلازمة الاحتراق الأبوي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات یمکن أن

إقرأ أيضاً:

من الذي يبث التوتر داخل الأردن؟

من الذي يبث التوتر داخل الأردن؟ _ #ماهر_أبوطير

تجالس كثرة من مستويات مختلفة، وتسمع من يقول لك إن #الأردن تعرض لتوتير مضاعف على يد نخب سياسية وإعلامية واجتماعية وشعبية بالغت في سياق #الموقف من #الحرب.

يزعم هؤلاء أن المبالغة أدت إلى انجماد الداخل الأردني، لأن ردود الفعل على الحرب تتحدث منذ بدايتها عن حرب ممتدة، وحرب إقليمية، وتهجير من الضفة الغربية، وعن انهيار كل المنطقة، ويؤشر هؤلاء إلى محتوى سياسي، ومفردات ومصطلحات تم استعمالها، وتسييلها شعبيا، ويؤشر هؤلاء بالإضافة إلى ما سبق إلى تأثير الصور المؤلمة التي تتدفق من #غزة عبر التلفزة، ووسائل التواصل، بما أدى اليوم إلى حالة انجماد وتوتر وخوف وقلق وشعور بعدم اليقين بشأن المستقبل، وبحيث التقت موجات التخويف وفقا لتعبيرات هؤلاء مع واقع الحال الذي نراه أصلا داخل غزة، وبما يتزامن مع تصرفات الاحتلال الإسرائيلي وتهديداته لكل المنطقة.

اعتقد بصراحة ان توتر الداخل الأردني لم يكن مصنوعا داخل المختبرات المعتمة، ولا بهدف وظيفي لاستيعاب رد الفعل الشعبي، واستباقه، ولا بهدف إثارة الذعر، وضبط إيقاع الداخل ضمن سياقات محددة، ولا إنزلاقا في لعبة مزاودات بين من هو أعلى سقفا من الجانب الرسمي، أو الجانب الشعبي أو من يتوسطهما، ولا اعتقد أيضا أن المشهد كان قائما على أساس منافسة بين الرسميين وقوى شعبية ترفع شعارات المقاومة، ودعم قطاع غزة، تريد “اختطاف الشارع” وفقا لأراء مسمومة يبثها بعض العباقرة هنا، دون إدراك للأسف لكلف الكلام وتأثيراته الإستراتيجية.

مقالات ذات صلة فاتورة الكهرباء المرتبطة بالزمن بين المزود ودافع الثمن 2024/07/01

المشهد بحد ذاته كان متوترا جدا بطبيعته، والتعبيرات الحادة التي سمعناها بداية الحرب كانت طبيعية، وربما كان المطلوب أكثر من ذلك، أي إجراءات فعلية ضد إسرائيل، حتى لا نبقى هنا ندور حول انفسنا بشأن سقوف حروب الكلام وتأثيراتها على الداخل الأردني، ومن جهة ثانية فإن التعبيرات الغاضبة كانت طبيعية لان المذبحة لا يمكن السكوت عليها، كما أن تأثيرات الحرب المحتملة والممتدة والتي يتم الحديث عنها مرارا، ليست مجرد توهم، والاخطار حقيقية على الأردن أمام جنون المشروع الإسرائيلي، ومساحات تمدد هذا المشروع إستراتيجيا، إذا تمكنت إسرائيل من ذلك، على مستوى الأردن، ودول المشرق، مرورا بالضفة الغربية والقدس.

هذا يقول ان لا توتير متعمداً للداخل الأردني، والخطاب السياسي والإعلامي لو انخفضت مستوياته التي رأيناها في بداية الازمة، لكانت تلك لحظات سيئة للغاية، مع الإقرار هنا أن التعبيرات السياسية والإعلامية والحزبية والشعبية في الأردن بشكل عام أعلى من دول عربية وإسلامية، مع الاعتراف أيضا أن سقف التعبيرات عاد وانخفض بعد مرور كل هذه الأشهر رسميا وشعبيا، ولاعتبارات تتعلق بحسابات ليس هنا محل سردها، ولان الحرب للأسف الشديد باتت مستدامة، ولان هناك بالمقابل آراء لقوى نافذة ومؤثرة تبنت فكرة خفض حدة التعبيرات، تحوطا من قضايا محددة، بعضها يتعلق بالداخل الأردني وخريطته المعقدة جدا، أو بسبب علاقات الأردن الخارجية، والتقييمات التي قد لا تحتمل استمرار مثل هذا السقف في الخطاب.

الذين يقولون إن الأردن أخطأ بتوتير الداخل الأردني بكل السقوف المرتفعة بدايات الحرب، يريدون أن يقولوا فعليا، إن هذا التوتير هو الذي أدى إلى الانجماد والانكماش والتراجعات المعنوية والاقتصادية، وان فك هذا الانجماد لا يتم اليوم، ولا ينجح بسبب هذا التوتير.

الداخل الأردني متوتر أصلا بسبب كل ما يراه يوميا، وبسبب الضخ الإعلامي الهائل الذي يتدفق على بيوت الأردنيين من جهات الأرض، وإذا كان البعض يعتقد أن خفض حدة الخطاب السياسي والإعلامي والحزبي والشعبي يساهم في تهدئة الداخل، واسترداد عافيته العامة، فإن نقطة الضعف في هذا التصور تتعلق بما يجري خارج حدود الأردن من تداعيات يومية لا يمكن عزلها عنا، ولا يمكن أصلا التحكم في تأثيرها المعنوي والاقتصادي والاجتماعي.

الذي يوتر أعصاب الأردنيين حقا هو إسرائيل ومشروعها وهذه الجرائم، حتى لو سكت الرسميون والشعبيون معا، ومن يتوسطهما من قوى، هذا فوق ضغوطات الحياة التي يواجهها الناس حتى قبل الحرب، حتى لا يأتي من يقول إن الأمور كانت سمن على عسل قبل الحرب.

الغد

مقالات مشابهة

  • «نسخة طبق الأصل منه».. متلازمة غريبة تجعل الشخص يتوهم بوجود تؤام آخر يشبهه
  • الفلبين: اتفقنا مع بكين على تهدئة التوتر حول بحر الصين الجنوبي
  • حرب ضروس قد تلتهم الشرق الأوسط
  • من الذي يبث التوتر داخل الأردن؟
  • رحلة الموت تبدأ من المائدة.. اعرف مخاطر التخمة على صحتك
  • أشياء بسيطة تحقق لك السعادة وتحسن صحتك
  • تقرير لـNational Interest: الحرب بين حزب الله وإسرائيل من شأنها أن تلتهم الشرق الأوسط
  • الاحتراق الوظيفي وكيفية التغلب عليه
  • الشمس وأوميجا 3.. عادات صحية بسيطة وفعالة لتعزيز هرمونات السعادة
  • إسبانيا تلتهم جورجيا برباعية لتلقي ألمانيا في ربع نهائي يورو 2024 «فيديو»