الاحتراق الأبوي.. عندما تلتهم الأبوة صحتك العقلية
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
يصف العديد من الآباء والأمهات رؤية أطفالهم بأنهم يكادون يشعرون أن قلوبهم تمشي أمام أعينهم. رغم ذلك، يمكن أن تكون هذه التجربة ذاتها مرهقة للغاية، بل وقادرة على التهام الصحة العقلية، إذا افتقر الآباء إلى الموارد اللازمة للتعامل مع الضغوطات المتعلقة بالتربية، تُعرّف هذه الحالة باسم "الإرهاق الأبوي" أو "متلازمة الاحتراق الأبوي" وهي الحالة التي يُمكنك التعرّف عليها أكثر من خلال متابعة السطور التالية.
تتميز متلازمة الاحتراق الأبوي بالإرهاق الشديد للآباء والأمهات خلال أداء مهامهم تجاه أطفالهم، إذ يشعر الأب أو الأم بعدم فعاليتهم في حياة أبنائهم. لذا، يجب على الوالدين الاستعداد لمشاعر الإرهاق والتعب، خلال السنوات الأولى من ولادة الطفل، ثم مشاعر الإحباط والتوتر والقلق عندما يكبر الأطفال ويقاومون توجيهاتهم.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4لا للعمل وقتا إضافيا.. 9 نصائح لتحقيق التوازن في حياة الأم العاملةlist 2 of 4هل سمعت بنمط "التربية الحرة"؟ 4 خطوات للتنشئة في عالم سريع الإيقاعlist 3 of 4وقت مستقطع للكبار والصغار.. ما هو نظام "الوقت الهادئ" للأطفال؟list 4 of 4متلازمة "الأم الباردة".. كيف تؤثر صدمات الماضي على عاطفة الأمومة؟end of listيُشير موقع ويب مد، إلى أن الآباء قد يميلون إلى التركيز على احتياجات أطفالهم، فيخصصون الجانب الأكبر من وقتهم وطاقتهم لأطفالهم لدرجة أنهم يهملون احتياجاتهم الخاصة. والنتيجة هنا هي حدوث متلازمة الاحتراق الأبوي. وهي حالة تُعاني خلالها من الإرهاق الشديد لدرجة أنك قد تشعر أنه لم يعد لديك ما تقدمه لأحد ولا حتى لطفلك.
متلازمة الاحتراق الأبوي تؤثر أيضا بشكل مباشر على العلاقة بين الزوجين (شترستوك)وفقا لمراجعة بحثية أُجريت عام 2020 ونشرتها "معاهد الصحة الوطنية" (NIH) الأميركية، فإن الاحتراق الأبوي هو حالة مزمنة ناتجة عن التعرض لمستويات عالية من التوتر المرتبط بالتربية، ينتج هذا التوتر بشكل رئيسي عن عدم التوافق بين متطلبات الأبوة والأمومة والموارد المتاحة للآباء لتلبية تلك المتطلبات. يشبه هذا أن تحمل عبئا ثقيلا جدا لفترة طويلة جدا، وهو ما قد ينتج عنه خسائر عاطفية وعقلية طويلة الأمد.
ويوضح موقع "هيلث لاين" أنه في حين أن تجربة كل شخص مع الأبوة وتربية الأبناء قد تبدو مختلفة، إلا أن الثابت هنا هو أن العيش في حالة من التوتر الشديد لسنوات متتالية ليس أمرا طبيعيا، لذا يكون من الطبيعي الإصابة بمتلازمة الاحتراق الأبوي بما تحمله من آثار بعيدة المدى تؤثر بشكل أساسي على الحياة اليومية.
ويزداد الأمر سوءا إذا كان أحد الوالدين يتحمل مسؤولية الأبناء بمفرده، وعدم الحصول على دعم أحد الوالدين يعني فترات راحة أقل ووقتا أقل للرعاية الذاتية، وكلاهما يساهم في زيادة الشعور بالإرهاق.
علامات متلازمة الاحتراق الأبويمن أعراض الإصابة بمتلازمة الاحتراق الأبوي تضاؤل الاهتمام بالأنشطة التي اعتدت الاستمتاع بها. من الأعراض أيضا العصبية فيكون صبرك وقدرتك على التسامح مع أطفالك في أقل مستوياتهم. كذلك، كثرة النسيان والشعور بالخدر. أيضا، قد يتسلل لقلبك الشعور بالذنب، فتشعر أنك قد قصرت في تربية أبنائك ولم تكن لهم أبا جيدا.
وقد تؤدي هذه المتلازمة إلى الابتعاد العاطفي عن أطفالك والشعور بأنك والد غير فعال. بالإضافة إلى: ضباب الدماغ، زيادة مستويات التوتر، الاكتئاب، مشاعر العزلة، قلة النوم، ميول الوسواس القهري.
الاحتراق الأبوي هو حالة مزمنة ناتجة عن التعرض لمستويات عالية من التوتر المرتبط بالتربية (شترستوك)وتوضح المعالجة النفسية هالي نيديتش، لموقع هيلث لاين، أن متلازمة الاحتراق الأبوي تؤثر أيضا بشكل مباشر على العلاقة بين الزوجين، قائلة: "عندما تستخدم كل عزمك وتنظيمك العاطفي لإدارة الأبوة والأمومة ومسؤولياتك الأخرى، فقد يصبح من السهل أن تصبح علاقتك أقل أهمية. والاستياء من مستوى الدعم الذي يتم تلقيه فيما يتعلق برعاية الأطفال بين الزوجين هو الشكوى الشائعة".
وقد تنتقل آثار متلازمة الاحتراق الأبوي من الوالدين للأطفال، لأنه مع انخفاض مستويات الطاقة والصبر لدى الآباء، فقد يشعر الأطفال بأنهم مهملون أو غير مرغوب فيهم.
طرق التعاملويوضح موقع سيكولوجي توداي أنه في كثير من الأحيان، قد يقوم الآباء، الذين يُعانون من متلازمة الاحتراق الأبوي بإخفاء أعراضهم، خوفا من وصمة العار المتمثلة في أن يُنظر إليهم على أنهم ليسوا جيدين بما يكفي، ولكن بدون حل المشكلة والحصول على العلاج، يمكن أن يكون لإرهاق الأم أو الأب آثار ضارة على الأسرة بأكملها. لذلك يوضح خبراء التربية وعلم النفس مجموعة من الإستراتيجيات التي من شأنها التعامل بفاعلية مع متلازمة الاحتراق الأبوي، وهي كما يلي:
اعترف بمشاعرك: إذا وجدت نفسك تُعاني من أعراض متلازمة الاحتراق الأبوي، فأول شيء يجب عليك فعله هو التواصل مع شريكك والتحدث معه بشأن مشاعرك.
وإذا كنت ترعى طفلك بمفردك بدون شريك، فقد يكون من المفيد التحدث إلى صديق موثوق به أو أحد أفراد العائلة. الاعتراف بمشاعرك هو خطوتك الأولى الفعالة للتعامل معها، وإنك قد تحصل على بعض الدعم من الشخص الذي تتحدث إليه.
لا تهمل نظامك الغذائي: عندما تكون مرهقا أو تُعاني من فقدان الطاقة فقد تلجأ إلى تناول الأطعمة السريعة أو بعض الوجبات الخفيفة السكرية. هذه الأطعمة قد تُزيد من شعورك بالتوتر. بدلا من ذلك، زوّد جسمك بالأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، مثل البروتين والحبوب الكاملة والفواكه والخضروات.
استمر في ممارسة الرياضة: قد تهمل التمارين الرياضية عند الشعور بالإجهاد البدني والنفسي، لكن إذا أردت تحسين الوضع، فعليك بممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، وذلك لدورها في تعزيز الطاقة وإفراز هرمونات السعادة في الجسم وتقليل التوتر وتصفية الذهن.
من أعراض الإصابة بمتلازمة الاحتراق الأبوي تضاؤل الاهتمام بالأنشطة التي اعتدت الاستمتاع بها (شترستوك)توقف عن الشعور بالذنب: قد يشعر الآباء بالذنب عندما يُخصصون بعض الوقت لأنفسهم بعيدا عن أبنائهم، لا تقع أبدا في هذا الفخ، التركيز على احتياجاتك الخاصة من وقت لآخر لا يجعلك أبدا والدا سيئا. بل قد تساعدك الرعاية الذاتية على أن تكون والدا أفضل.
قلل من الالتزامات: حينما يكون لديك طفل وتقوم بمهام رعايته فليس عليك أن تُدير العالم إلى جوار هذا، احذف من جدولك الالتزامات المفرطة أو المرهقة، هذا قد يتيح لك مساحة إضافية للتنفس قد تحتاجها.
بقي أن تعرف أن الآباء الأكثر التزاما بأدوارهم هم الأكثر عرضة لخطر الإرهاق، وذلك لأن الضغوط التي يمارسها بعض الآباء والأمهات على أنفسهم في سعيهم لتحقيق الكمال في دورهم الأبوي يمكن أن تعرضهم لخطر عدم الشعور بالرضا والإحباط. هنا يمكن أن يساعد التخفيف من الكمالية، والالتزام بالرعاية الذاتية حتى ولو لفترات قصيرة من الوقت، والحصول على الدعم؛ الآباءَ على تجنب الإصابة بمتلازمة الاحتراق الأبوي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الخوف.. الشعور الذي جلب التأتأة والمعاناة لأحمد
كما يعرّف استشاري الطب النفسي "الفوبيا" بأنها خوف شديد جدا يؤثر على الإنسان وعلى حياته وجسمه، ويمنعه من ممارسة أنشطته المعتادة، فمثلا الذي يخاف من طبيب الأسنان يصبح يخاف من كل شخص يرتدي الثوب الأبيض.
أما "التروما" فهي -حسب الاستشاري نفسه- حادثة قاسية جدا وفوق العادة، وتؤثر في الشخص بطريقة فظيعة، ومن أعراضها أن الشخص يعيش الحدث مرتين أو 3 مرات أو حتى بعد شهر أو سنوات، ومن حيث لا يدري يشعر فجأة بأن ضربات قلبه تزداد ويديه ترتجفان ويتعرق.
ويقول الدكتور خالد عطاس -مقدم برنامج "أنت"- إن الطريق الأسلم لتعاطي الشخص مع مخاوفه ومع كل شيء هو الحوار الدائم بين مركز العاطفة ومركز العقل في الدماغ.
واستعرض برنامج "أنت" تجربة أحمد مهنا، مؤسس نادي محاربي التأتأة، الذي يقول إن كلبين هاجماه عندما كان طفلا، مما جعل حياته تنقلب إلى تعاسة، بعد أن أصبح يتأتأ في الكلام بشكل كبير جدا، ويتعرض للتنمر في المدرسة.
ويؤكد أحمد أن حالة التأتأة لازمته حتى مرحلة الجامعة، ويروي أن أحد الأساتذة لم يحترم وضعه وسأله أمام جميع الطلاب: "أين تقريرك الطبي؟".
وبقي أحمد 3 سنوات وهو أبكم، ورفض الجميع توظيفه بعد تخرجه، ويقول إنه قرر بعدها أن يوقف مأساة التأتأة في حياته، وكانت البداية أنه اقتنع بأن الخوف يمنع خروج الأحرف من لسانه، فبدأ في استخدام بعض الطرق للعلاج.
ومن الطرق التي استخدمها أحمد أنه لم يعد يخجل من تأتأته، وبدأ يخبر بنفسه الآخرين وبكل ثقة بأنه يتأتئ، وكان يكلم في اليوم 300 شخص. وكانت النتيجة أن أحمد -حسب ما يروي بنفسه- شعر أن كرة سوداء كبيرة نزلت من مخه إلى صدره وخرجت عبر رجليه.
26/11/2024