هجوم مزدوج "مباشر وعبر أذرع".. تفاصيل بداية الحرب الإيرانية على إسرائيل بمعركة الانتقام| حصار اقتصادي شامل وأنباء عن هجوم آخر خلال ساعات
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
بعد ترقب دائم ما يقارب الأسبوع، تشير كافة المؤشرات إلى أن إيران قد بدأت بالفعل معركة الانتقام من إسرائيل لاستهدافها عددا من قيادات الحرس الثوري الإيراني في قنصلية طهران بسوريا، وكان الجميع يتساءل، هل الرد سوف يكون عبر أذرع طهران في المنطقة العربية، أم يكون بشكل مباشر من القوات العسكرية الإيرانية المتعددة، وكان الرد على هذا التساؤل اليوم، وذلك عبر عمليتين خلال 24 ساعة فقط، أكدتا أن الرد الإيراني سوف يكون شاملا، سواء عبر أذرعها، أو بقواتها المباشرة.
اليوم تم الكشف عن الهجوم على السفينة الإسرائيليّة من قبل بحرية الحرس الثورى وجرها إلى اليابسة الإيرانية، وذلك قبل مرور 24 ساعة فقط من إطلاق حزب الله لحزمة من الصواريخ المكثفة على شمال إسرائيل، ويتحدث المحللون أن إيران وضعت استراتيجية انتقامية متعددة الفصول، وأنها هي، وليس أذرعها الحليفة، التي ستكون رأس حربة الانتقام والثأر لضحاياها في القنصلية الإيرانية بدمشق.
هل بدأ الرد الإيراني؟
وخلال 24 ساعة، أطلق حزب الله اللبناني وابلا من الصواريخ باتجاه الشمال الإسرائيلي، قبل أن يعلن الحرس الثوري الإيراني، الاستيلاء على سفينة "مرتبطة" بإسرائيل في الخليج، وهو ما يشير إلى بدء الرد الإيرانى على قصف جوى إسرائيلي أسفر عن تدمير مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، فقد أعلن الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، الاستيلاء على سفينة "مرتبطة" بإسرائيل على بعد 50 ميلا بحريا قبالة سواحل الفجيرة الإماراتية، فيما أعلن حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، أمس الجمعة، أنه أطلق "عشرات صواريخ الكاتيوشا" على مرابض مدفعية إسرائيلية، في هجوم قال إنه رد على الهجمات الإسرائيلية على بلدات في جنوب لبنان.
وجاء الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية تنفيذا سريعا لتهديدات قائد سلاح البحرية في الحرس الثوري الإيراني قبل يومين التي قال فيها إن الوجود الإسرائيلي في الإمارات يمثل تهديدًا لإيران، لأن هذا الوجود ليس اقتصاديا مثلما يشاع، وإنما أمنيا وعسكريا أيضا، وتشير التسريبات الإعلامية الأمريكية، إلى أن إيران أعدت خطة انتقامية لضرب حيفا، ومفاعل ديمونا، والبنى التحتية للمياه والكهرباء في العمق الإسرائيلى المحتل بهجوم بمئة مسيرة ومئات الصواريخ الباليستية "فرط صوت" تصل إلى أهدافها فى 12 دقيقة، أو مجنحة فى غضون ساعتين، وهو ما يثير المخاوف من حرب إقليمية شاملة.
قصة السفينة الإسرائيلية من الإعلام العبري والإيراني
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن السفينة التي تعرضت لهجوم بالقرب من مضيق هرمز وترفع علم البرتغال تديرها شركة "زودياك ماريتايم"، وهي شركة مملوكة للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر، وأظهر مقطع فيديو شاهدته وكالة أسوشيتد برس قوات خاصة تداهم سفينة بالقرب من مضيق هرمز بطائرة هليكوبتر يوم السبت، وهو هجوم نسبه مسؤول دفاعي في الشرق الأوسط إلى إيران وسط توترات أوسع بين طهران والغرب، ومن المرجح أن تكون السفينة المعنية هي MSC Aries التي ترفع العلم البرتغالي، وهي سفينة حاويات مرتبطة بشركة "زودياك ماريتايم" Zodiac Maritime ومقرها لندن، وسفينة الحاويات زودياك ماريتايم هي جزء من مجموعة "زودياك" التابعة للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر.
ومن ناحيتها، قالت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء إن قوات البحرية، التابعة للحرس الثوري الإيراني "ضبطت اليوم السبت، سفينة شحن مرتبطة بالكيان الصهيوني"، مشيرة إلى أن جنود مشاة البحرية استولوا على سفينة الشحن، وقالت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا": "استولت القوات الخاصة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني على سفينة حاويات تحمل اسم "MCS Aries" بالقرب من مضيق هرمز"، وبحسب "إرنا"، استولت القوات البحرية الخاصة التابعة للحرس الثوري الايراني على سفينة حاويات تحمل اسم "MCS Aries" من خلال تنفيذ عملية انزال عسكري بالهليكوبتر على سطح السفينة بالقرب من مضيق هرمز، وأضافت أنه "تم الآن توجيه هذه السفينة نحو المياه الإقليمية الإيرانية".
تل أبيب تتحدث عن انتهاك القانون الدولي
وفي رد فعل رسمي، قال وزير خارجية إسرائيل، يسرائيل كاتس، أن طهران تمارس القرصنة ويجب فرض عقوبات عليها عن قيامها بـ"عملية قرصنة"، وقال كاتس "نظام آية الله خامنئي نظام إجرامي، يدعم جرائم حماس ويجري الآن عملية قرصنة، في انتهاك للقانون الدولي"، حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم السبت، وأضاف: "أدعو الاتحاد الأوروبي والعالم الحر إلى إعلان الحرس الثورى الإيراني على الفور، منظمة إرهابية وفرض عقوبات على إيران الآن".
وبعد صدور بيان يشير إلى احتجاز سفينة في المياه بين الإمارات وإيران، قال متحدث عسكري إسرائيلي، السبت، إن إيران ستتحمل العواقب في حالة تصعيدها للعنف في المنطقة، وقال دانيال هاجاري في بيان "إيران ستتحمل العواقب في حالة اختيارها المزيد من التصعيد... إسرائيل في حالة تأهب قصوى.. رفعنا استعدادنا لحماية إسرائيل من أي عدوان إيراني آخر.. مستعدون أيضا للرد".
وكانت إسرائيل قد أعلنت عن حالة طوارئ، وسط تخوف عالمي، وتسريبات في الصحف العالمية، حول الرد الإيراني المنتظر، خصوصا أن تل أبيب وخلال 4 أشهر فقط، استطاعت اغتيال 18 من قادة الحرس الثوري داخل الأراضي السورية، وكان آخرها الهجوم على سفارة طهرات بدمشق، ومقتل 7 من قادة فيلق القدس.
تل أبيب تعترف .. ضربة مؤلمة
وعقب الكشف عن السفينة المحتجزة، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن هدف العملية الإيرانية في مضيق "هرمز" هو ضرب خط التجارة البري، وخط الشاحنات من الإمارات عبر السعودية والأردن، وصولاً إلى "إسرائيل"، ونقلت قناة "كان" الإسرائيلية، عن مدير إذاعة "الجيش" الإسرائيلي، داني زاكين، وصفه العملية بأنّها "مهمة جداً"، مشيرا إلى أن الإيرانيين يحاولون توجيه ضربة اقتصادية شبيهة بضرب اليمنيين السفن العابرة قناة السويس".
ولفت زاكين إلى أن أهمية العملية لا تقاس بعدد الحاويات التي تحملها السفينة وعدد الأشخاص الموجودين على متنها وجنسياتهم، مضيفا: "لا أعتقد أن الإيرانيين سيكتفون بهذا"، وبدوره، أكد الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، "أمان"، أبراهام زئيفي فركش، أن مهاجمة السفينة في الخليج ليس الرد الإيراني على ما العدوان على القنصلية في دمشق، وإنما خطوة أولى سيحدث مثيل لها، وقال زئيفي فركش للقناة الـ"12" الإسرائيلية إن هذه الأحداث لن تتوقف وستستمر، وإيران تواصل الإمساك بالخيوط، وهي تقوم بهذا بحكمة، وتجري حساباتها جيداً فيما تقوم به، وأعتقد أنها ستهاجم أيضا سفارات ومواقع إسرائيلية في العالم، ومسارات الملاحة البحرية الخاصة بإسرائيل، وربما تطلق أيضا النار مباشرة نحو إسرائيل.
حصار شامل .. مضيق هرمز والخط الهندي الإماراتي
وتشير تقارير الصحف الغربية، إلى أن وقوع هذا الهجوم بالقرب من مضيق هرمز يعنى أن إيران وبحريتها، وضعت يدها على المضيق عسكريا، وربما كمقدمة لإغلاقه في وجه الملاحة البحرية ليس لإسرائيل فقط، وإنما في وجه الأمريكان والبريطانيين والدول الغربية الأُخرى المنضوية تحت راية حلف الناتو، أو المتحالفة معه، وهذا قد يشمل دولا عربية خليجية وخاصة الموقعة لاتفاقات سلام أبراهام.
وكذلك فإن احتجاز السفينة الإسرائيلية، يعني أن الحرس الثوري الإيراني قرر تعطيل الجسر البري الذي يربط الهند بدولة الاحتلال انطلاقًا من دبي وأبو ظبي ومرورا بالسعودية والأردن وصولا إلى حيفا، وهو الجسر الذي يشكل بديلا للملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، التي تعطلت بفعل الهجمات التي يشنها سلاح البحرية اليمني تضامنا مع الصامدين في قطاع غزة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحرس الثوری الإیرانی السفینة الإسرائیلی بالقرب من مضیق هرمز الرد الإیرانی على سفینة أن إیران إلى أن
إقرأ أيضاً:
إسرائيل.. تفاصيل اجتماع الـ6 ساعات للموافقة على اتفاق غزة
كشفت تقارير صحفية تفاصيل عن اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي، ليل الجمعة، الذي تمت خلاله الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ساعة مبكرة من صباح السبت، إن مجلس الوزراء وافق على اتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة، وذلك قبل يوم من الموعد المقرر لبدء سريان الاتفاق.
ووفقا لبيان مقتضب صادر عن مكتب نتنياهو، وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على الاتفاق في الساعات الأولى من صباح السبت، بعد اجتماع استمر أكثر من 6 ساعات.
وقالت الحكومة في بيان: "وافقت الحكومة على إطار العمل الخاص بعودة الرهائن. سيدخل إطار العمل الخاص بالإفراج عن الرهائن حيز التنفيذ الأحد".
مؤيدون ومعارضون
في ظل معارضة شديدة من جانب بعض المتشددين في مجلس الوزراء الإسرائيلي للاتفاق، ذكرت تقارير إعلامية أن 24 وزيرا في حكومة نتنياهو الائتلافية صوتوا لصالح الاتفاق، بينما عارضه 8 وزراء.
والجمعة صوت مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر لصالح الاتفاق، في موافقة كانت الأولى من موافقتين مطلوبتين.
بالأرقام
بموجب الاتفاق، يبدأ وقف إطلاق النار، الأحد، بمرحلة أولى مدتها 6 أسابيع تشمل تبادل الرهائن والسجناء، وتفسح المجال لإنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهرا.
ومن المقرر أن يتم إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيليا، من بينهم نساء وأطفال ورجال فوق سن الخمسين، في هذه المرحلة.
وفي المقابل، ستطلق إسرائيل سراح جميع النساء والأطفال الفلسطينيين دون سن 19 عاما الأسرى في السجون الإسرائيلية، بحلول نهاية المرحلة الأولى.
والجمعة نشرت وزارة العدل الإسرائيلية قائمة تضم 95 أسيرا فلسطينيا، سيتم الإفراج عنهم في صفقة التبادل الأولى، الأحد.
وفي أعقاب تصويت الحكومة بالموافقة على صفقة الرهائن، نشرت الوزارة ذاتها قائمة أخرى بأسماء الأسرى الفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى.
وتشمل القائمة الجديدة التي تضم أكثر من 700 أسير، عددا كبيرا من المعتقلين الذين يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة، ومن بينهم أعضاء في حماس والجهاد وفتح.
وذكر بيان لوزارة العدل أن الدفعة الأولى من الأسرى لن يتم إطلاق سراحهم حتى الساعة الرابعة مساء يوم الأحد.
وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية إنها ستنقل الأسرى الفلسطينيين بدلا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تولت عملية النقل خلال وقف إطلاق النار الأول، لتجنب "التعبير العلني عن الفرح".
تعليق أميركي
قال كبير المفاوضين الأميركيين بريت ماكغورك إن البيت الأبيض يتوقع أن يبدأ وقف إطلاق النار صباح الأحد، مع إطلاق سراح 3 رهائن وإرسالهم إلى إسرائيل بعد ظهر اليوم ذاته، من خلال الصليب الأحمر.
وأكد ماكغورك لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، أنه بعد إطلاق سراح الرهائن الأحد، ينص الاتفاق على إطلاق سراح 4 رهائن أخريات بعد 7 أيام، ثم إطلاق سراح 3 رهائن أخريات كل 7 أيام بعد ذلك.
وقال: "حددنا كل التفاصيل في هذا الاتفاق. نحن واثقون تماما. من أنه جاهز للتنفيذ يوم الأحد".