نعت الفنانة نهال عنبر الفنانة شيرين سيف النصر التى توفيت خلال الساعات القليلة الماضية.
وكتبت نهال عنبر خلال حسابها الرسمي على موقع فيسبوك: "لاحول ولا قوة الا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون "أسألكم الدعاء في وفاة الفنانة الجميلة شرين سيف النصر عن عمر ٥٧ عاما وأن تدفن ف هدوء والعزاء يقتصر ع الأهل وأعلن وفاتها شقيقها ولكن بعد ما تم دفنها طبقا لرغبتها ووصيتها اللهم اغفر لها وارحمها.
نعت نقابة المهن الموسيقية برئاسة الفنان مصطفى كامل، وأعضاء مجلس الإدارة، الفنانة شيرين سيف النصر، والتي رحلت عن عالمنا، وتمت الصلاة والدفن في مقابر العائلة في هدوء وسكينة كما طلبت الراحلة، وذلك في بيان جاء من النقابة كالتالي: "ببالغ الأسى والحزن وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، يتقدم النقيب العام لنقابة المهن الموسيقية ومجلس الإدارة والجمعية العمومية إلى عائلتها وذويها بأصدق التعازي، سائلين المولي عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جنانه، وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان".
تعد الفنانة شيرين سيف النصر واحدة من أشهر نجمات الفن تخرجت عام 1991 فى كلية الحقوق، عاشت في فرنسا بعض سنوات، حيث التقى بها الفنان يوسف فرنسيس أثناء عمله هناك فى السفارة المصرية واكتشفها لتشارك في مسلسل ألف ليلة وليلة عام 1986، ثم تتوالى أعمالها في الدراما التلفزيونية والتي من أبرزها غاضبون وغاضبات، من الذي لا يحب فاطمة، المال والبنون، اللص الذي أحبه.
وفي السينما شاركت في العديد من الأعمال منها سواق الهانم، النوم فى العسل، اعتزلت التمثيل في نهايات عام 1996 بعد زواجها ثم عادت مرة ثانيه عام 2001 بعد الطلاق، لتشارك في عدة أعمال من أبرزها فيلم أمير الظلام عام 2002.
يذكر أن آخر أعمال شيرين سيف النصر في الدراما هو مسلسل "أصعب قرار"، من بطولة أحمد بدير، ورياض الخولي، وجميل الراتب، وعبير صبري، وأحمد خليل، وتامر هجرس، وطارق لطفي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سبب وفاة شيرين سيف النصر عزاء شيرين سيف النصر شیرین سیف النصر
إقرأ أيضاً:
الصبيّ الذي رآني
أعتقد أنني كنت أتملص من كتابة الرواية بحيلة ما، لقد بدت الرواية للفتاة التي كنتها في مطلع العشرين عالما محفوفا بالقَداسَة لا يمكن سبره دون تكوين ذاتي ونفسي ومعرفي هائل؛ فالرواياتُ التي ظلتْ مفتونةً بعوالمها العذبة متوشّحة بالسحر والدهشة العالية وهي لم تكن ساحرة بل مجرد فتاة تطالع كتبا في بيئة اعتاد أفرادها أن تنتهي صلتهم بالكتب بمجرد فراغهم من المدرسة، فلم يكن الكتاب سوى فعلٍ ذي صلة بالدراسة فحسب. لكنها رغم جلافة تلك البيئة ومن أحاط بها في -حيّزها العائلي- ظلت تمضي كالمسرنمة إلى الحكايات المبثوثة في مختلف المجلات والكتب القصصية التي تصادفها، وتلوذ بظلها في شهور الصيف الملتهبة.
في البدء كانت الروايات باعثًا للتحايل على النهارات الرتيبة حين لا يستعرض التلفزيون -وهو وسيلة الترفيه الوحيدة في ذلك الوقت- ما يُشغل أوقاتنا.
أثار سلوكها القرائي هواجس من حولها، فحين يرونها مُقبلة على كتاب ما يسألون متعجبين: بعدك ما خلصتي المدرسة؟!
ظللت في حكمهم تلك التلميذة النجيبة التي ما فتأت تطالع كتبها المدرسية رغم نيلها الشهادة الثانوية.
بعد أن استحالت البذرةُ التي انكفأت تَرْويها بشتى المعارف إلى شجرة بجذور متنامية في روحها المطوّقة بأفكار خاصة ورؤى ممتزجة بتلك القصص والحكايات التي تجاوزتها إلى كتابة أول نص شعري لها كان أقرب إلى خواطر المراهقين. تكاثفت محاولاتها المربكة حتى تيقنت مع الوقت أن كتابة الشعر لا تستهويها كثيرا رغم أن بعض نصوصها التي بعثتها لصحف محلية انتخبت لترجمتها إلى لغات لا تتكلمها كالبرتغالية والإسبانية. ولم يمنعها ذلك من هجر الشعر أو هكذا خيّل لها؛ وكيف يمكن للكاتب أن يهجر جوهر اللغة.
جرفها خيالها المتدفق نحو حكايات مضمخة بشخوص مقيّدة في رأسها الصغير تود لو أن لها أجنحة كي تفضي إلى سماواتها طليقة. شخوص باتت مع الوقت تكلمها. تُنصت لرغباتها وتحزن على ما نالها من أعطاب روحية وأخرى تضحك على نكاتها وتداعب أحلامهم الموصولة بأحلامها الشخصية.
سرعان ما رأتها تنفلت رويدا رويدا من قاعها المزدحم إلى جمل ومفردات مُستغرِقة في محاولة فهمها وهي تمنح جزءًا بسيطا فحسب من تفاصيلها المُعبَأة. لتتحزّم على هيئة أول نص قصصي لها. تليها قصص أخرى، جلّها مطعّمة بالشعر.
كبرت وكبرت شخصياتها معها. وما عادت لصيق روحها وحدها بل رأتهم ينسلون من ضلعها إلى ضلوع الآخرين. وجدتهم يستفيضون بأسرارهم دون أن يحبطهم هاجس ما. رغم هلعها كأم رؤوم عليهم من لمسة عابرة تخذلهم. ورغم تحذيرها لهم من جلافة العالم وخلوّه من الحنيّة. لكنهم مَضَوْا كبالغين إلى مضمار الوجود.
تذكر أول انطباع مسّ كلماتِها حين دفعتْ بإحدى قصصها الطويلة إلى أول ملتقى ثقافي في حياتها الأدبية في ولاية خَصَب في بلدها عُمان حيث صادفت أقرانا مختلفين عنها، فهي تسكن خارج خارطة الوطن في دولة الإمارات.
كغريبة بدا لها الملتقى عالما مكتضا بالمتناقضات وبلجان تحكيم خبراتهم غضّة ترقوا إلى مرتبة نقاد بطبيعة الحال، «فكتّاب القصة في عمان بلا آباء» وفق تعبير البليغ للكاتب والروائي محمد اليحيائي. وهي كبقية المتقدمين في ضبابية الخطوات الأولى تسير نحو أسرار الكتابة البكر وغاياتها.
وحين ارتقت المنصة لتضيء نصها القصصي بصوتها المتهيّب كبقية زملائها الذين تعرفت عليهم خلال أيام الملتقى الممتد لسبعة أيام، فوجئت بنبرة أحدهم في لجنة التحكيم يَقْلب أوراق قصتها بين يديه مستنكرا: «انتي مقدمة قصة قصيرة ولا رواية، معقولة قصة من عشرين صفحة؟ معقبا قوله: ليلى روحي اكتبي رواية.. انتي مشروع روائية».
بدا حكمه وفق إدراكها جَلِفا وهي تلكمه في ذاتها لاستسهاله خوض أيّ كان لكتابة رواية! بل خطر ببالها لو كان ماركيز بجلال قدره طلب منها كتابة رواية في ذلك الوقت لأبت؛ لقناعتها بأنها ما تزال أرضًا بكر لم ترتوِ بعدُ جيّدًا كي تفضّ قداسة الروايات!
ظلت تراوح بين بقية أجناس الكتابة الأخرى كالقصة بأنماطها المتباينة القصيرة منها والأقصوصة والومضة وكتابة رسائل سردية ومقالات بأنواعها وأدب أطفال ويوميات دون أن تدنو ولو قليلا من الرواية إلا حين أدركت أنها قطعت مرحلة النضج التي تعوزها لتعبر حدودها. لملمت ذاتها ككاتبة تخوض تجربة مربكة دون أن يفوتها استنساخ طقوس كتابها الأحبّ كمحاولة طريفة لتبدو كالروائيين. تذكر أنها جلست حينها كما كان يفعل كاتبها المفضل ساراماغو حين سئل عن طقوسه في كتابة الرواية، فأجاب متهكما كعادته: أن تجلس فتكتب فحسب.
انهمكت في مواجهة حاسوبها والخوف يرابط حول أفكارها المتلاطمة، رغم ذلك تجاوزت هواجسها ومضت كلماتها بسلاسة في الفصل الأول. لكن اندفاعها خبا في الفصول المتلاحقة. ظلت لليال عديدة تحاول جذب خيوط الأحداث ومداعبة الشخصيات في محاولة منها لاستنهاضها نحو غاياتها. لكن بلا جدوى.
هناك حكايات تستدعيها بقوة وتخذلك؛ فهي ليست لك وأنت لست راويها وهناك حكايات تأتيك مطواعة، هي وحدها حكايتك وما عليك سوى أن تمنحها الأمان وقليلا من الإنصات لتتخلق وتمنحك عالما خلابا. في يوم بدا رتيبا ومألوفا لولا زيارة أختها التي سردت لأمها بقلب وجل عن عصابة أفريقية تموّه أطفالا لتخطف شبابا من أهل البلد. كانت تتنصت للحكاية بفضول يليق بكاتب يبحث عن مادة خام ليشكلها، لا تدري ماذا حل بكيانها بعدها؟
ففي الليلة ذاتها سحبتها قوة ما وأجلستها رغما عنها أمام حاسوبها في مواجهة ملف وورد جديد وصوت صبي أفريقي انبثق لا تدري من أين.. يرجوها بحسٍّ معبأ بالأسى قائلا: أرجوك اكتبي حكايتي... أرجوك.. أرجوك...
ظل يرجوها حتى انصاعت كالممسوس ليملي عليها حكايته بينما أصابعها تندفع نحو كلمات متلاحقة تتخلق على صفحة الوورد البيضاء حتى نمت إلى عالم مكتظ ومكتمل في روايتها الأولى «دفاتر فارهو».
ليلى عبدالله قاصة وروائية عمانية
قدمت الورقة في مهرجان القرين الثقافي في دولة الكويت الشهر الجاري في ندوة حملت عنوان: شهادة إبداعية في الرواية والنقد من يحتاج الآخر؟