بوابة الوفد:
2025-01-09@00:02:32 GMT

أحد المخلع... ذكرى خالدة يُحييها الصوم المقدس

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

 

تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية، اليوم الأحد الموافق 6 برمودة وفق التقويم القبطى، بإحياء ذكرى «المخلع» هو الأسبوع الخامس من فترة الصوم الكبير المقدس الذى بدأ فى مارس الماضى لمدة 55 يومًا ويستمر حتى احتفالات عيد القيامة المجيد فى مايو المقبل.

وعلى مدار فترة الصوم تقيم الكنيسة القداسات والنهضة الروحية التى تتضمن دروس الكتاب المقدس والعظة الروحية، وتُعيد بعض التعاليم والمبادئ التى أوصى بها الكتاب المقدس بالتزامن مع قصص آحاد الصوم المقدس، والتى تزداد خصوصية روحية فى وجدان الأقباط، لما تحمله من عِبر عاشها أتباع السيد المسيح فى العصور الأولى والذين تأثروا به قبل واقعة الصلب التى تحمل بها عناء البشر ومر بها من أجل خلاص الأمة من الشرور والظلم والاضهاد، وصولًا لقيامته من بين الأموات.

أعاد الأقباط خلال مدة الصوم قصصًا خصصتها الكنيسة لكل يوم أحد فى مطلع الأسبوع وعرفت بـ«آحاد الصوم المقدس»، ويستهل بـ«أحد الرفاع» خلال أسبوع الاستعداد، ثم «أحد الكنوز» يعتبره المسيحيون هدية روحية إلى الملكوت، أى هدية المخلص للمؤمنين، ويأتى كبداية الأسبوع الثانى من الصوم وعرف بهذا الاسم نسبة لوصية المسيح بأهمية النظر إلى الجانب الروحى والسعى لتحقيق الثراء الروحى وليس المال، كما ورد فى «مت (19:6 )، «لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض بل اكنزوا لكم كنوزًا فى السماء».

ثم يأتى «أحد التجربة والنصرة» وخلاله ترسيخ أهمية التجربة التى جعلت النفس تواجه الشيطان، تستمد فى هذه المعانى ما قام به المسيح الذى جاء حتى يجعل الجميع يربح الغلبة وينتصر أمام هذه التجربة، ثم يأتى الأحد الثالث «أحد الابن الضال»، وتركز الكنيسة خلاله على قصة الأب الحنون فى مواجهة ضلال ابنه وخطاياه، فتلك القصة تحكى مدى ثبات الأب أمام ظلام قلب ابنه العالق فى الخطايا والذنوب، يليه «أحد السامرية» ويعرف فى الكتاب المقدس بـ«الارتواء» وهو ذكرى حوار يسوع المسيح مع المرأة السامرية، ويعتبر من أكثر الأحداث التاريخية التى عكست بعض المعانى والتعاليم الروحية وازداد ترسيخًا عبر الأعوام، جاء هذا العام مع عيد البشارة المجيد وهو عيد ذكرى ظهور الملاك جبرائيل للسيدة العذراء مريم ليخبرها بحملها فى المسيح وأنها تحمل فى أحشائها مخلص الأمة، يليه «أحد المخلع» ثم «أحد التناصير» أو يعرف بـ«المولود أعمي»، يعقبه «أحد الشعانين، أو السعف» والذى يعد ناقوس بدء أسبوع الآلام آخر أيام المسيح على الأرض قبل صلبه وقيامته.

وتفتح الكنيسة هذا الأسبوع صفحة جديدة من كتاب قصص وعبر خالدة وتروى قصة «المخلع»، وفى سطور بسيطة ترويها للأطفال والكبار بصورة منتظمة سنويًا لترسخ المعنى المستهدف بها ما جرى خلال الواقعة الشهيرة لمريض بيت حسدا.

يذكر الكتاب المقدس هذا الأحد فى العهد الجديد وتحديدًا فى إنجيل المعلم يوحنا بالإصحاح الخامس والقصة تبدأ وسط احتفالات اليهود بأد أعيادهم، وحينها ذهب السيد المسيح لمدينة القدس الفلسطينية الوارد ذكرها فى الإنجيل بـ«أورشليم» ووقف تحديدًا فى منطقة بقرب سور المدينة وكان حينها يعرف بـ«باب اسمه الضأن» أى بداية المدينة.

كانت تقبع فيها بِركة مشهورة باسم «بيت حسدا» وهى كلمة عبرانية تعنى بيت الرحمة، وكمان كان ليها خمس أروقة أى سقفية يجلس فى ظلالها عدد كبير من المرضى، وكانت دائمًا ممتلئة بأعداد غفيرة من البشر ويجلس بينهم أحد المرضى بالشلل لم يستطع تحريك أنامله وظل يشاهد من حوله يسعى للشفاء لمدة 38 عامًا.

كانت هذه الجموع تأمل بالشفاء فى هذه البِركة وحسب ما ورد فى الكتب المسيحية كان ينزل ملاكًا من السماء يُحرك المياه، ويشفى منها أى مريض، ولم ينل من خير هذه البركة هذا المريض الوحيد وظل نائمًا دون جدوى على سريره طوال أعوام ولهذا سميت هذه الذكرى بـ«المخلع»، يروى الكتاب التاريخى أن المسيح حين رآه تحنن عليه وذهب إليه ليسأله «أتريد أن تبرأ» رد المريض وقال له «يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِى إنسان يُلْقِينِى فِى الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ». ثم قال له المسيح: «قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ» وهو ما ورد فى إنجيل يوحنا.

كانت هذه الواقعة هى المعجزة التى أدهشت الحاضرين وصادفت «يوم السبت» المخصص للاحتفالات بعيد اليهود، بهرت هذه المعجزة الجموع حين شاهدوا هذا غير القادر وهو يتحرك ويحمل سريره وينصرف بعد مرض أعوام.

استشاط اليهود من هذا الأمر غضبًا من قدرة المسيح وحركة الإنسان المشلول يوم السبت المخصص للعبادة وغير مسموح لقيام أى إنسان بفعل غير الصلاة والعبادة وفق معتقدهم، وكان المخلع لا يعلم طبيعة من شفاه، وبعد فترة من الزمن دخل المخلع فى مكان حيث يقبع الهيكل وكان حينها يمكث يسوع المسيح، وحينها علم صاحب الفضل عليه ودار بينهم حوار آخر، ورد فى (يو 5: 14) «هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ فلاَ تُخْطِئْ أيضاً لِئَلَّا يَكُونَ لَكَ أَشَرّ»، وبعد ذلك ذهب المخلع لليهود ليخبرهم عن المسيح ويوشى به وكانوا حينها يخططون لقتل المسيح.

 

البابا شنودة عن أحد المخلع

يقول مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث، بطريرك الكرازة المرقسية ومعلم الأجيال، عن أحد المخلع فى إحدى العظات الروحية باجتماع الأسبوعى أثناء الصوم الكبير والتى فاضت من علمه وقدرته على سرد القصص المسيحية بطريقة مؤثرة استطاع أن يحفر فى وجدان الأقباط عقيدة قوية وعلمهم التعاليم المستهدفة من جميع الأحداث الواردة فى تاريخ السيد المسيح والتى تهدف إلى قوامة الإنسان.

يعبر البابا شنودة أن الله يفرح بالخاطئ الذى يتوب ويبحث عنهم ليقودهم للتوبة، ويذكر أن الكنيسة المصرية فى أحد السامرية وأحد المفلوج تؤكد هذا المعنى، وأن يبحث عن الخطاة مهما كانت حالتهم، وأن المفلوج بعد أن قام من مرضه أخذ سريره وذهب كما قاله له المسيح، ويروى الكتاب أن الله يقبل التوبة مهما كانت الخطيئة ومهما كانت المدة طويلة، وأن مرض المخلع يرمز إلى الخطية وأن الله قادر أن يعطيه القوة من أجل البداية الجديدة.

وهذا أيضاً يعنى مفهوم «الرجاء» وأن هناك نوعين من التائبين، هناك من يدافع عن المسيح، أما النوع الآخر فهم من ضلوا طريقهم وعملوا ضد المسيح كما فعل المخلع الذى شفاه المسيح وذهب يوشى به إلى اليهود وانضم لأعدائه.

ويسرد مثلث الرحمات أن الكنيسة تنبه أبناءها إلى خطورة «النكسة بعد التوبة» أى العودة إلى طريق الضلال والرجوع عن الصواب مرة أخرى، لذلك قال المسيح للمخلع لا تعود للخطيئة مرة أخرى حتى لا تشقى.

البابا شنودة: المسيحية لا تعرف اليأس إطلاقًا

يؤكد البابا شنودة فى عظته عن الأسبوع الخامس من الصوم، أن المسيح يأتى لكل إنسان وحيد أو يحمل فى قلبه اليأس ولعل قصة المخلع الذى جاء له المسيح بعد 38 عامًا من الوحدة دليل أنه لا يوجد يأس فى المسيحية إطلاقًا واليأس هو عمل الشيطان وحروبه الدائمة على الإنسان الذى يريد أن يهلكه، المسيحية لا تعرف اليأس ومنحت الكثير من الأمثلة التى تؤكد أنه مهما تعددت الخطيئة وكثرت سنوات الخطيئة هناك دائمًا فرصة يمنحها الله للجميع حتى يبدأ من جديد ويسطر سطور حياتة فى توبة ويعدل وجهته إلى المسار الصحيح مرة أخرى.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

محافظ بني سويف يزور الكنائس والأديرة ودار صديقات الكتاب المقدس

حرص الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف على زيارة دار أيتام صديقات الكتاب المقدس بحي مقبل بمدينة بني سويف، للمعايدة وتقديم التهنئة لنزلاء الدار من الأطفال بمناسبة عيد الميلاد المجيد يناير 2025، في تقليد سنوى اعتاد عليه المحافظ مشاركة للأخوة المسيحيين فرحتهم ولإدخال البهجة والسرور على نفوس أطفال الدار في مثل تلك المناسبات السعيدة

جاء ذلك بحضور  بلال حبش نائب المحافظ، اللواء حازم عزت السكرتير العام، اللواء سامي علام السكرتير العام المساعد، الدكتور رأفت عبد الرحمن السمان وكيل وزارة التضامن، علي يوسف رئيس المدينة، أمل عزوز وكيل مديرية التضامن، ومديرة الدار تاسونى إيلارية ومسؤولي الدار

تقدم المحافظ بالتهنئة للاطفال والقائمين على الدار،وداعب الأطفال ،الذين التفوا حول المحافظ لالتقاط بعض الصور التذكارية للتعبير عن فرحتهم بهذه الزيارة ، من خلال أغاني الترحيب والسعادة ، والأغاني الوطنية التي تعكس حبهم وانتمائهم لمصرنا الغالية، مطالبا إياهم بالاستعداد الجيد لامتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول عقب انتهاء عطلة العيد المجيد 

فيما أعرب مسؤلو الدار عن تقديرهم لهذه اللفتة الطيبة من المحافظ "د.محمد هاني غنيم، لمشاركة أطفال الدارفرحتهم واحتفالهم بعيد الميلاد المجيد،معربين عن امتنانهم المحافظ،والذي يحرص"منذ توليه مسؤولية المحافظة"على زيارة الدار ،وهو تقليد جديد وبادرة طيبة تجسد مدى التلاحم والوحدة بين أبناء الشعب المصري .

محافظ بني سويف يزور عدد من كنائس والاديرة 

كما زار الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف بجولة عدداً من الكنائس والأديرة بالمحافظة، لتقديم التهنئة للأخوة المسيحيين من مختلف الطوائف بمناسبة عيد الميلاد المجيد يناير "2025"، وذلك في حضور بلال حبش نائب المحافظ، اللواء حازم عزت السكرتير العام، اللواء سامي علام السكرتير العام المساعد ، على يوسف رئيس مدينة بني سويف ،شوقي هاشم رئيس مدينة ناصر ، أحمد دسوقي مدير مكتب المحافظ ، وعدد من رجال الدين الإسلامى من قيادات وعلماء ومشايخ الأوقاف والأزهر وأعضاء البرلمان من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ

استهل المحافظ جولته بالتوجه لمركز ناصر ، حيث تقدم بالتهنئة لنيافة القمص باسيليوس، الأنبا بولا بدير الأنبا بولا، ونيافة القمص فام الأنطوني بدير الأنبا انطونيوس، على رأس جمع من الآباء والكهنة والقساوسة، الذين عبروا عن سعادتهم بمشاركة أخوتهم لهم في العيد، وتقديرهم لمحافظ بني سويف وحرصهم الدائم على التواجد معهم في كل المناسبات ، مثمنين الجهود الكبيرة التي يبذلها رجال القوات المسلحة والشرطة في سبيل أن يحيا الجميع في أمن وسلام واستقرار

وحرص المحافظ على زيارة الكنيسة الإنجيلية بمدينة بني سويف، لتقديم التهنئة لأبناء الطائفة الإنجيلية ، وكان في الاستقبال راعي الكنيسة ببني سويف القس أكرم ناجي ، الذي أعرب عن تقديرهم لمحافظ بني سويف على هذه اللفتة الطيبة وحرص   على تقديم التهنئة" اليوم "بهذه المناسبة "، فضلاً عن حضوره " أول أمس" احتفال الطائفة الإنجيلية بالقاهرة "بكنسبة الدوبارة " وفي وجود كبار رجال الدولة من  الوزراء والمحافظين وشخصيات عامة وأحزاب ونقابات وممثلين عن كافة فئات وشرائح المجتمع

وأضاف " ناجي" أن الاحتفال بعيد الميلاد المجيد يعكس روح المحبة والوحدة وقيم التعايش المشترك ، التي نعتز بها كثيرا في وطننا مصر ، موضحا أن السيد المسيح بميلاده أسس عالما تسوده المحبة والوداعة لا العنف وعاش وعلم على هذا النهج وانه كان يدعو دائما إلى نبذ الفرقة والتعصب والتأكيد على أهمية الاعتراف بالتنوع والإقرار بالاختلاف ، وأن لا نمتلك رفاهية الخلاف في ظل الظروف الحالية والتحديات التي تستلزم الاصطفاف والاتحاد لتبقى مصر قوية وعزيزة بشعبها وخلف قيادتها السياسية وقواتها المسلحة وشرطتها الباسلة

وفي كلمته بهذه المناسبة،أعرب المحافظ عن سعادته بالمشاركة والتواجد في مثل هذه المناسبات والأعياد، التي يعتز بها كثيراً ، لتقديم التهئنة لكافة أبناء الطوائف والمذاهب المسيحية ، مشيراً إلى أن تزامن الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة مع أحداث وتحديات وظروف دولية وإقليمية يفرض علينا التفكير والتخطيط للحفاظ على بلدنا في منطقة ملتهبة تحيط بها الصراعات والنزاعات والحروب من كل جانب وعلى كافة الأصعدة الإقليمية والدولية ، مشددا على أهمية تعزيز وتماسك الجبهة الداخلية لأبناء الوطن الواحد ضد أية محاولات لبث الفرقة أو الفتنة ووأد أي محاولة لزعزعة أمن واستقرار الوطن ، والتي تعد من النعم والهبات العظيمة التى لاتدرك الشعوب قيمتها ومعناها إلا بعد زوالها ، مختتما كلمته بالدعاء للمولى سبحانه وتعالي بأن يحفظ بلدنا ووحدتنا ووحدة مصر ووحدة شعب مصر 

واختتمت الجولة بزيارة الكنيسة الكاثولوكية بميدان مولد النبي، وكان في الاستقبال  نيافة الأنبا توماس عدلي مطران الأقباط الكاثوليك "الجيزة، بني سويف،الفيوم "والقمص بولس فهمي وكيل الكنيسة الكاثوليكية ببني سويف ، حيث قدم لهم المحافظ التهنئة بعيد الميلاد المجيد ، الذي يعد بمثابة عيدا للشعب المصري والفرحة يتشاركها كافة أبنائه، وهذه هي عظمة وطننا الغالي مصر الذي يقدم أروع الأمثلة في التماسك والروح الوطنية الخالصة التي تسود أفراده، مؤكداُ أن مصر ستظل دائماً رمزاً للأمن والأمان وأيقونة محبة بوحدة شعبها تحت قيادة  الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية

يذكر أن محافظ بني سويف الدكتور محمد هاني غنيم كان قد شهد"مساء أمس"قداس عيد الميلاد المجيد بمطرانيتي ببا وبني سويف،بحضور لفيف من قيادات المحافظة الأمنية والعسكرية والتنفيذية وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ والنقابات والأحزاب

FB_IMG_1736252981456 FB_IMG_1736252985832 FB_IMG_1736252983694 FB_IMG_1736252977232 FB_IMG_1736252979286 FB_IMG_1736252971155 FB_IMG_1736252975126 FB_IMG_1736246896745 FB_IMG_1736246898748 FB_IMG_1736246900720 FB_IMG_1736246902741

مقالات مشابهة

  • استنفار قبلي في الحديدة لمواجهة العدو الأمريكي الصهيوني
  • وقفة ومسير لخريجي الدورات المفتوحة في الحيمة الداخلية بصنعاء
  • صنعاء.. وقفة مسلحة ومسير راجل بالحيمة الداخلية إعلانًا للجهوزية
  • حدث هام بالحيمة الداخلية يلفت الأنظار
  • لايف ستايلز ستوديوز تستذكر هذه الأغنية: “خالدة رغم الزمن”
  • حكم الصوم في شهر رجب .. دار الإفتاء تجيب
  • ما بين الفوائد والأضرار.. معلومات لا تعرفها عن الصوم المائي
  • محافظ بني سويف يزور الكنائس والأديرة ودار صديقات الكتاب المقدس
  • 5 رسائل مهمة للرئيس السيسي من قلب كاتدرائية ميلاد المسيح
  • وسط الزغاريد.. السيسي يصافح قيادات الكنيسة وحضور كاتدرائية ميلاد المسيح (شاهد)