بوابة الوفد:
2025-02-16@21:44:15 GMT

أحد المخلع... ذكرى خالدة يُحييها الصوم المقدس

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

 

تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية، اليوم الأحد الموافق 6 برمودة وفق التقويم القبطى، بإحياء ذكرى «المخلع» هو الأسبوع الخامس من فترة الصوم الكبير المقدس الذى بدأ فى مارس الماضى لمدة 55 يومًا ويستمر حتى احتفالات عيد القيامة المجيد فى مايو المقبل.

وعلى مدار فترة الصوم تقيم الكنيسة القداسات والنهضة الروحية التى تتضمن دروس الكتاب المقدس والعظة الروحية، وتُعيد بعض التعاليم والمبادئ التى أوصى بها الكتاب المقدس بالتزامن مع قصص آحاد الصوم المقدس، والتى تزداد خصوصية روحية فى وجدان الأقباط، لما تحمله من عِبر عاشها أتباع السيد المسيح فى العصور الأولى والذين تأثروا به قبل واقعة الصلب التى تحمل بها عناء البشر ومر بها من أجل خلاص الأمة من الشرور والظلم والاضهاد، وصولًا لقيامته من بين الأموات.

أعاد الأقباط خلال مدة الصوم قصصًا خصصتها الكنيسة لكل يوم أحد فى مطلع الأسبوع وعرفت بـ«آحاد الصوم المقدس»، ويستهل بـ«أحد الرفاع» خلال أسبوع الاستعداد، ثم «أحد الكنوز» يعتبره المسيحيون هدية روحية إلى الملكوت، أى هدية المخلص للمؤمنين، ويأتى كبداية الأسبوع الثانى من الصوم وعرف بهذا الاسم نسبة لوصية المسيح بأهمية النظر إلى الجانب الروحى والسعى لتحقيق الثراء الروحى وليس المال، كما ورد فى «مت (19:6 )، «لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض بل اكنزوا لكم كنوزًا فى السماء».

ثم يأتى «أحد التجربة والنصرة» وخلاله ترسيخ أهمية التجربة التى جعلت النفس تواجه الشيطان، تستمد فى هذه المعانى ما قام به المسيح الذى جاء حتى يجعل الجميع يربح الغلبة وينتصر أمام هذه التجربة، ثم يأتى الأحد الثالث «أحد الابن الضال»، وتركز الكنيسة خلاله على قصة الأب الحنون فى مواجهة ضلال ابنه وخطاياه، فتلك القصة تحكى مدى ثبات الأب أمام ظلام قلب ابنه العالق فى الخطايا والذنوب، يليه «أحد السامرية» ويعرف فى الكتاب المقدس بـ«الارتواء» وهو ذكرى حوار يسوع المسيح مع المرأة السامرية، ويعتبر من أكثر الأحداث التاريخية التى عكست بعض المعانى والتعاليم الروحية وازداد ترسيخًا عبر الأعوام، جاء هذا العام مع عيد البشارة المجيد وهو عيد ذكرى ظهور الملاك جبرائيل للسيدة العذراء مريم ليخبرها بحملها فى المسيح وأنها تحمل فى أحشائها مخلص الأمة، يليه «أحد المخلع» ثم «أحد التناصير» أو يعرف بـ«المولود أعمي»، يعقبه «أحد الشعانين، أو السعف» والذى يعد ناقوس بدء أسبوع الآلام آخر أيام المسيح على الأرض قبل صلبه وقيامته.

وتفتح الكنيسة هذا الأسبوع صفحة جديدة من كتاب قصص وعبر خالدة وتروى قصة «المخلع»، وفى سطور بسيطة ترويها للأطفال والكبار بصورة منتظمة سنويًا لترسخ المعنى المستهدف بها ما جرى خلال الواقعة الشهيرة لمريض بيت حسدا.

يذكر الكتاب المقدس هذا الأحد فى العهد الجديد وتحديدًا فى إنجيل المعلم يوحنا بالإصحاح الخامس والقصة تبدأ وسط احتفالات اليهود بأد أعيادهم، وحينها ذهب السيد المسيح لمدينة القدس الفلسطينية الوارد ذكرها فى الإنجيل بـ«أورشليم» ووقف تحديدًا فى منطقة بقرب سور المدينة وكان حينها يعرف بـ«باب اسمه الضأن» أى بداية المدينة.

كانت تقبع فيها بِركة مشهورة باسم «بيت حسدا» وهى كلمة عبرانية تعنى بيت الرحمة، وكمان كان ليها خمس أروقة أى سقفية يجلس فى ظلالها عدد كبير من المرضى، وكانت دائمًا ممتلئة بأعداد غفيرة من البشر ويجلس بينهم أحد المرضى بالشلل لم يستطع تحريك أنامله وظل يشاهد من حوله يسعى للشفاء لمدة 38 عامًا.

كانت هذه الجموع تأمل بالشفاء فى هذه البِركة وحسب ما ورد فى الكتب المسيحية كان ينزل ملاكًا من السماء يُحرك المياه، ويشفى منها أى مريض، ولم ينل من خير هذه البركة هذا المريض الوحيد وظل نائمًا دون جدوى على سريره طوال أعوام ولهذا سميت هذه الذكرى بـ«المخلع»، يروى الكتاب التاريخى أن المسيح حين رآه تحنن عليه وذهب إليه ليسأله «أتريد أن تبرأ» رد المريض وقال له «يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِى إنسان يُلْقِينِى فِى الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ». ثم قال له المسيح: «قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ» وهو ما ورد فى إنجيل يوحنا.

كانت هذه الواقعة هى المعجزة التى أدهشت الحاضرين وصادفت «يوم السبت» المخصص للاحتفالات بعيد اليهود، بهرت هذه المعجزة الجموع حين شاهدوا هذا غير القادر وهو يتحرك ويحمل سريره وينصرف بعد مرض أعوام.

استشاط اليهود من هذا الأمر غضبًا من قدرة المسيح وحركة الإنسان المشلول يوم السبت المخصص للعبادة وغير مسموح لقيام أى إنسان بفعل غير الصلاة والعبادة وفق معتقدهم، وكان المخلع لا يعلم طبيعة من شفاه، وبعد فترة من الزمن دخل المخلع فى مكان حيث يقبع الهيكل وكان حينها يمكث يسوع المسيح، وحينها علم صاحب الفضل عليه ودار بينهم حوار آخر، ورد فى (يو 5: 14) «هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ فلاَ تُخْطِئْ أيضاً لِئَلَّا يَكُونَ لَكَ أَشَرّ»، وبعد ذلك ذهب المخلع لليهود ليخبرهم عن المسيح ويوشى به وكانوا حينها يخططون لقتل المسيح.

 

البابا شنودة عن أحد المخلع

يقول مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث، بطريرك الكرازة المرقسية ومعلم الأجيال، عن أحد المخلع فى إحدى العظات الروحية باجتماع الأسبوعى أثناء الصوم الكبير والتى فاضت من علمه وقدرته على سرد القصص المسيحية بطريقة مؤثرة استطاع أن يحفر فى وجدان الأقباط عقيدة قوية وعلمهم التعاليم المستهدفة من جميع الأحداث الواردة فى تاريخ السيد المسيح والتى تهدف إلى قوامة الإنسان.

يعبر البابا شنودة أن الله يفرح بالخاطئ الذى يتوب ويبحث عنهم ليقودهم للتوبة، ويذكر أن الكنيسة المصرية فى أحد السامرية وأحد المفلوج تؤكد هذا المعنى، وأن يبحث عن الخطاة مهما كانت حالتهم، وأن المفلوج بعد أن قام من مرضه أخذ سريره وذهب كما قاله له المسيح، ويروى الكتاب أن الله يقبل التوبة مهما كانت الخطيئة ومهما كانت المدة طويلة، وأن مرض المخلع يرمز إلى الخطية وأن الله قادر أن يعطيه القوة من أجل البداية الجديدة.

وهذا أيضاً يعنى مفهوم «الرجاء» وأن هناك نوعين من التائبين، هناك من يدافع عن المسيح، أما النوع الآخر فهم من ضلوا طريقهم وعملوا ضد المسيح كما فعل المخلع الذى شفاه المسيح وذهب يوشى به إلى اليهود وانضم لأعدائه.

ويسرد مثلث الرحمات أن الكنيسة تنبه أبناءها إلى خطورة «النكسة بعد التوبة» أى العودة إلى طريق الضلال والرجوع عن الصواب مرة أخرى، لذلك قال المسيح للمخلع لا تعود للخطيئة مرة أخرى حتى لا تشقى.

البابا شنودة: المسيحية لا تعرف اليأس إطلاقًا

يؤكد البابا شنودة فى عظته عن الأسبوع الخامس من الصوم، أن المسيح يأتى لكل إنسان وحيد أو يحمل فى قلبه اليأس ولعل قصة المخلع الذى جاء له المسيح بعد 38 عامًا من الوحدة دليل أنه لا يوجد يأس فى المسيحية إطلاقًا واليأس هو عمل الشيطان وحروبه الدائمة على الإنسان الذى يريد أن يهلكه، المسيحية لا تعرف اليأس ومنحت الكثير من الأمثلة التى تؤكد أنه مهما تعددت الخطيئة وكثرت سنوات الخطيئة هناك دائمًا فرصة يمنحها الله للجميع حتى يبدأ من جديد ويسطر سطور حياتة فى توبة ويعدل وجهته إلى المسار الصحيح مرة أخرى.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

جاليليو جاليلي: أدانته الكنيسة بسبب علمه.. وأنصفه التاريخ بعد قرون

في القرن السابع عشر، كانت أوروبا لا تزال تحت سيطرة الفكر الديني التقليدي، حيث اعتُبرت الأرض مركز الكون، وهو الاعتقاد الذي تبنته الكنيسة الكاثوليكية لقرون. لكن عالمًا إيطاليًا يُدعى جاليليو جاليلي قرر تحدي هذه الفكرة، مستخدمًا الأدلة العلمية والتجريبية، ليصبح رمزًا للصراع بين العلم والسلطة الدينية.

بداية التحدي

وُلد جاليليو عام 1564 في مدينة بيزا الإيطالية، وكان شغوفًا بالرياضيات والفيزياء. بدأ مسيرته العلمية بإجراء تجارب رائدة حول السقوط الحر والبندول، التي وضعت الأساس لقوانين الحركة. لكن اكتشافاته الفلكية كانت السبب الرئيسي في شهرته، وكذلك في محاكمته.

التلسكوب الذي كشف أسرار الكون

في عام 1609، صنع جاليليو تلسكوبًا محسنًا مكّنه من رؤية تفاصيل لم يكن لأحد أن يتخيلها ومن خلاله، اكتشف:

أربعة أقمار تدور حول كوكب المشتري، مما دحض فكرة أن كل الأجرام السماوية تدور حول الأرض.

المراحل المختلفة لكوكب الزهرة، التي أكدت أن الكواكب تدور حول الشمس وليس الأرض.

سطح القمر غير الأملس، مما ناقض الاعتقاد القديم بأنه جرم سماوي مثالي.

الصدام مع الكنيسة

كانت هذه الاكتشافات العلمية دليلاً قويًا على صحة نظرية كوبرنيكوس، التي تقول إن الشمس هي مركز الكون، وهو ما كان يتعارض مع التعاليم الدينية في ذلك الوقت، عام 1616، أمرت الكنيسة جاليليو بالتوقف عن نشر أفكاره حول مركزية الشمس، لكنه لم يتراجع. وفي عام 1632، نشر كتابه الشهير “حوار حول النظامين الرئيسيين للعالم”، الذي دافع فيه عن نظرياته، مما أدى إلى استدعائه إلى محاكم التفتيش عام 1633.

المحاكمة والعقوبة

أمام المحكمة، اضطر جاليليو إلى التراجع العلني عن آرائه العلمية تحت تهديد التعذيب، لكنه نُفي إلى الإقامة الجبرية في منزله حتى وفاته عام 1642. ورغم ذلك، استمر في أبحاثه العلمية، وكتب أحد أهم كتبه عن الحركة وقوانينها، والتي ساهمت لاحقًا في صياغة قوانين نيوتن.

الاعتراف المتأخر

لم تُبرئ الكنيسة جاليليو رسميًا إلا بعد أكثر من 350 عامًا، حيث اعترف الفاتيكان عام 1992 بأن محاكمته كانت خطأً تاريخيًا، واليوم، يُعتبر جاليليو “أب العلم الحديث”، لأنه أرسى الأساس للمنهج العلمي الذي يقوم على الملاحظة والتجربة والاستنتاج.

مقالات مشابهة

  • أحلام ترامب ستتبخرُ على أكناف بيت المقدس
  • بدء الصوم الكبير 2025.. الكنيسة تستعد لأطول فترات الصيام
  • المطران شيحان: وحدة الميسحيين ليست مجرد شعار بل دعوة سماوية ووصية المسيح
  • دياكونيون جدد وتدشين أيقونات في عيد دخول السيد المسيح الهيكل بالمنصورة
  • الكنيسة تُحيي ذكرى شهداء ليبيا اليوم.. تضحية لن ننساها
  • جاليليو جاليلي: أدانته الكنيسة بسبب علمه.. وأنصفه التاريخ بعد قرون
  • احتفاء السينما بعيد الحب.. أفلام خالدة ترسم ملامح الرومانسية على الشاشة
  • المسجد الأقصى أقل قداسة من مكة .. مفتي الجمهورية يرد
  • نبوءة نيوتن.. رسالة من عام 1704 تتنبأ بموعد نهاية العالم
  • 24 فبراير.. الكنيسة تبدأ الصوم الكبير استعدادًا لعيد القيامة