في عام 2003 كلمني الكاتب الصحفي الكبير محمود موسي، لكي أسافر معه وعدد من الصحفيين المهمين منهم.. محمد سميح، وعنتر السيد، والمصور الصحفي الفنان حسن عبد الفتاح، وأحمد عبد العاطي، وأحمد عامر وغيرهم من الصحفيين مع الفنان الكبير عادل إمام وأعضاء فرقته المسرحية، إلى محافظة سوهاج لعرض مسرحية بودي جارد.
وبالفعل التقينا جميعا على محطة قطار رمسيس.
وبعد التواصل معها قالت: سوف ألتقي بكم على محطة قطارات الجيزة، وقد كان وجدناها تنتظرنا على المحطة، وبدأ القطار يمشي بنا وكنا نحن مجموعة الصحفيين نجلس ونتحاور مع الزعيم عادل إمام في القطار، وبعدها قلنا له نحاور شيرين سيف النصر، فرفض رفضا باتا، والتزمنا بذلك حتى وصلنا إلى مدينة سوهاج في الساعة 11 ونصف مساء.. فإذا بنا نفاجأ على رصيف المحطة، والشارع الموازي لها أكتر من نصف مليون رجل وامرأة في استقبال عادل إمام.
كان المشهد فظيع من شدة الزحام، إلى أن تدخل الأمن ونظم حركة المرور في الطريق، وذهبنا إلى مدينة ناصر، وتم تسكيننا في شاليهات جزيرة الزهور وسط النيل، وكان في استقبالنا اللواء ممدوح كدواني محافظ سوهاج وكل قيادات المحافظة، ومنهم العقيد صديقي وزميل العمر أيمن عبد الله عبد العليم، وكان يشغل منصب وكيل وزارة الشباب والرياضة بسوهاج وقتها.
وتم عرض المسرحية ليلتين، ومكثنا في سوهاج 4 أيام لم نر فيها الفنانة شيرين سيف النصر إلا أثناء عرض المسرحية في استاد سوهاج الرياضي، واحترمنا وعد وكلمة عادل إمام لنا بأن لا يقترب منها أي صحفي.
نسيت أن أقول لكم عن السبب الذي جعل عادل إمام يسافر إلى سوهاج حيث كان هناك ثأر بين عائلتين، ومات لإحداهما 27 قتيلا مما جعل عادل إمام يذهب إلى سوهاج لكي يقوم بالصلح بين العائلتين، ولكن للأسف الأمن رفض لخطورة الموقف آنذاك.. .. هذه هي ذكرياتي عن الفنانة الراحلة شيرين سيف النصر رحمة الله عليها.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: بودي جارد شيرين سيف النصر عادل إمام شیرین سیف النصر عادل إمام
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاده.. زكي طليمات رائد النهضة المسرحية في العالم العربي
لم يكن زكي طليمات، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، فنانًا تقليديًا، بل كان مشروعًا ثقافيًا متكاملًا، سعى إلى تأسيس نهضة مسرحية حقيقية، لا في مصر فقط، بل في العديد من الدول العربية، ويعتبر أحد أبرز رواد المسرح العربي في القرن العشرين، والذي وُلد عام 1894 في مدينة المنصورة بمصر.
ينتمي زكي طليمات إلى الجيل الذي آمن بأن المسرح ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو أداة تربوية وتعليمية وثقافية، التحق بمدرسة الحقوق أولًا، ثم شدّه حب الفن، فالتحق بمدرسة التمثيل وتخرج منها عام 1913، ثم ابتُعث إلى فرنسا لدراسة فنون المسرح في "الكوميدي فرانسيز"، وهناك نهل من منابع الفن الغربي، وتعلّم أسس الإخراج، وأساليب التمثيل، وطرق إعداد النصوص المسرحية، ليعود بعد ذلك إلى وطنه محمّلًا برؤية جديدة.
كان طليمات مؤمنًا بضرورة تأسيس بنية تحتية للمسرح في العالم العربي، فأسّس عام 1944 "المعهد العالي لفن التمثيل" الذي أصبح لاحقًا "المعهد العالي للفنون المسرحية"، وكان أول من دعا إلى احتراف المهنة بشكل علمي، كما أسّس "الفرقة القومية للمسرح" التي قدّمت أعمالًا ذات طابع ثقافي وتنويري، وبقيت ركيزة للمسرح الجاد في مصر.
لم يكن طليمات مجرد إداري أو أكاديمي، بل مارس الإخراج والتمثيل، وكتب العديد من النصوص المسرحية، كما ترجم وأعدّ نصوصًا عالمية بما يتناسب مع الذوق العربي، وكان يرى أن المسرح الجيد يجب أن يكون مرآة للمجتمع، يعكس همومه ويطرح أسئلته، دون أن يسقط في الابتذال أو الوعظ المباشر.
ولأن طموحه تجاوز حدود مصر، فقد ساهم في تأسيس حركة المسرح في تونس بعد الاستقلال، وعمل هناك مستشارًا ثقافيًا وساهم في إنشاء أول فرقة مسرحية وطنية، كما لعب دورًا مهمًا في دعم النشاط المسرحي في الكويت في خمسينيات القرن العشرين، وساهم في تخريج عدد من أبرز روّاد المسرح الخليجي.
تميز أسلوب زكي طليمات بالصرامة والانضباط، وكان يطالب ممثليه بالتفرغ التام والالتزام، كما أولى اهتمامًا كبيرًا بالإعداد النفسي للممثل، والإخراج المتكامل الذي يوازن بين الكلمة، والحركة، والإضاءة، والديكور.
نال طليمات تكريمات عديدة خلال حياته، منها وسام الفنون والآداب من مصر وفرنسا، وظل حتى وفاته عام 1982 مثالًا للفنان الذي جمع بين الفكر والممارسة، بين التنظير والتطبيق.
في ذكرى ميلاده، لا نتذكر زكي طليمات كأحد رموز المسرح فحسب، بل كأحد بناة الوعي الحديث في العالم العربي، وأحد المؤمنين بأن الفن الحقيقي هو الذي يُضيء العقول ويزرع الأسئلة في قلب الحياة.