أصابع من ذهب.. عم صلاح يزخرف لفظ الجلالة بأكثر من 400 طريقة
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لوحات ومخطوطات وزخارف ذات طابع إسلامي فريد وألوان فريدة ومتناسقة في هدوء خلاب تملأ أرجاء البيت الهادئ ذو "الريح الخفيف"، تراها في كل مكان حولك معلقة على الجدران وفي غرفة الجلوس وفي غرف المعيشة، قد تشكلت بحب وصبر وحِلم وهدوء و"طولة بال" نابعة من شغف وموهبة وكفوف تعشق كتابة لفظ الجلالة الذي قد تزين وتزخرف بأكثر من أربعمائة شكل ولون وبخطوط عربية فريدة، هنا في بيت الحاج "صلاح أبو قاسم" ذو الستين عامًا تجد اللوحات الفريدة تخطف أنظارك يمينً ويسارًا وترى عيناك تدفع قدميك للاقتراب ومشاهدة التفاصيل المنقوشة بعناية ولسانك يقرأ لفظ الجلالة بنقوش مختلفة وقلبك ولسانك من فيض الجمال يردد "الله الله يا عم صلاح".
يقول الحاج صلاح أنه قد نشأ لديه هذا الشغف منذ نعومة أظافره وظل يرسم ويكتب على ورق الأجندات والكراسات والألواح الخشبية ويرسم بالفوم والأوراق الملونة على القطع البلاستيكية، ولكن قد ظل لفترات طويلة منشغلًا بالعمل وظروف الحياة، وقد أثر ضيق الوقت آنذاك على مواصلة شغفه بالزخرفة وكتابة المخطوطات، ولكن بعد التفرغ نوعُا ما أو كما وصفه "لما العيال كبرت شوية" قد ناداه شغفه من جديد ولباه سريعًا حتى أصبح لديه ما يقارب من ستمائة لوحة.
وأكد أن هذا العمل هو عشق لا ينتهي وشغف من أجل كتابة اسم الله بأشكال مبهرة وليس بهدف الربح المادي، وأضاف أنه يعاني من مشكلة صحية في عينيه قد منعته من الزخرفة منذ أربع سنوات، حيث تستغرق اللوحة الواحدة أكثر من أربعة أيام عمل وأحيانًا أسبوع وتحتاج لدقة متناهية في قص الفوم وقياس المسافات الصغيرة التي قد تصل لسنتيمتر واحد أو أقل لقطعة الفوم الواحدة، وأشار أنه كان يذهب مع والده للأرض قديمًا ويقوم بتشكيل طيور أو حيوانات وأشجار من الطين وورقات الشجر و"الخوص" أو الرسم على التراب.
ومن هنا كانت البداية وتطور الأمر للرسم على الأوراق ولكن قد ضاع منها العديد مما دفعه لتدوينهم في دفاتر واسكتشات ولوحات، وتابع قائلًا" الفكرة بتيجي في دماغي فبرسمها على الورق، واسم الله وكلامه أجمل من بعض ويستحقوا نكتبهم بمليون طريقة".
وعبر "الحاج صلاح" أنه لا يهدف للربح ويستخدم أدوات مكتبية بسيطة عبارة عن أقلام جاف ملونة وورق فوم وألوان خشبية وصمغ، ويمزج بينهم على الورق لإبراز جمال الكلمات الربانية وزخرفة المساجد وعبارات التسبيح مؤكدًا أن هدفه الأكبر هو إبراز الجمال الحقيقي للفظ الجلالة قائلًا "مهما تشكل فيه يديلك أفكار أكتر ويحلو أكتر"، وتابع أنه قد شرع في تعلم الكتابة بالخطوط العربية والأصيلة ولكنه صرف النظر بعد فترة قصيرة بسبب تنفيذ الحواسيب الآلية لهذه المخطوطات بسهولة، فقد كرس جهوده للزخرفة فلكل لوحة خلفية غير الأخرى وكذلك الألوان وطريقة تناسق المقصوصات الصغيرة موضحًا "كل ما اشتغل أكتر تجيلي أفكار جديدة بألوان وأشكال مختلفة".
وقالت زوجته "الحاجة أم إيمان" لدينا ابنتان متزوجات هما إيمان وأسماء يمارسن دور الأم والأصدقاء لنا ولأخواتهم وقلوبهن مليئة بالرحمة والحنان ويداهم دائمًا ممدودة بالعطاء، قائلة “ مفيش فرق بين ولاد وبنات وبغض النظر إنهم بنات بس الحمد لله ربنا كرمني آخر كرم في بناتي الخمسة”، وابنتها الوسطى أمل تتمتع بالقناعة والطيبة والذوق والاجتهاد، أما أصالة فطموحها لا ينتهي وتبحث دائمًا عن المزيد من النجاح وتهتم بالأعمال اليدوية وتهادي بها الأقرباء والأحباب والمعلمين في المدرسة الذين تتواصل معهم حتى الآن، وأما الصغيرة إلهام فقد كان لها الحظ الأكبر من جينات والدها فتهتم بالرسومات الكارتونية وتصميم الفساتين والملابس على الورق وصناعة مناديل كتب الكتاب والزخارف والمنقوشات.
وتابعت قائلة، بناتنا هن النور الذي يضئ دروبنا وهن شمعة ونور بيتنا، مؤكدة وراثتهن لهواية أبيهن بنسب متفاوتة، وفخرهن به وبمخطوطاته ويحاولن تقليده والجلوس بجانبه لفترات طويلة للتعلم منه والتمتع بتناسق لوحاته ومزج القصاصات الصغيرة بعناية لتنتج لوحات فريدة، كما يوفرون له سبل الراحة خلال ممارسة هوايته المفضلة مع "خمسينة الشاي" ويعتبرونه أخ وصديق لهم، قائلة "هو كل حاجة لينا واحنا كل حاجة ليه".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: زخارف
إقرأ أيضاً:
جامعة الجلالة تنفذ سلسلة من الأنشطة ضمن "بداية"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نفذت جامعة الجلالة الأهلية، برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، على مدار 100 يوم سلسلة من الأنشطة والمبادرات الهادفة إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة البيئية والاجتماعية والثقافية، وذلك في إطار تنفيذ المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، التي تستهدف تطوير مهارات الأفراد ورفع الوعي المجتمعي.
وأشار الدكتور محمد الشناوي رئيس جامعة الجلالة، إلى أنه تم تنفيذ هذه الأنشطة من خلال عدة محاور منها الأنشطة البيئية والاستدامة؛ حيث تم زراعة 300 شجرة داخل الحرم الجامعي بالتعاون مع وزارة البيئة، بالإضافة إلى حملات تشجير بمشاركة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ورعاية دورية للنباتات من خلال فرق متخصصة، بالإضافة إلى تنظيم و عمل حول التغير المناخي وأهمية الحفاظ على البيئة، بالإضافة إلي إطلاق مشاريع لإعادة التدوير والمشاركة في الحفاظ على جمال ونظافة الحرم الجامعي.
وأضاف رئيس الجامعة أنه تمت الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقليل استخدام المواد الكيميائية في المختبرات، وذلك عبر منصة Prexilab، بجانب تنفيذ العديد من الأنشطة الصحية والرياضية؛ ومنها تنظيم فعاليات لتعزيز النشاط البدني وتشجيع الطلاب على أساليب الحياة الصحية، من خلال إقامة بطولات رياضية مختلفة.
كما تم إطلاق حملات طبية لفحص وعلاج الطلاب والعاملين بالجامعة والمنطقة المحيطة بها، ومنها التوعية بأهمية النظافة الشخصية والصحة العامة، بالإضافة إلى تقديم خدمات طبية مجانية.
وفي إطار دمج الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة بالبرامج الدراسية، فقد تم استخدام منصات رقمية حديثة لتوفير محتوى تعليمي يدمج الذكاء الاصطناعي، بجانب عقد ورش عمل لتطوير مهارات التدريس باستخدام أدوات تكنولوجية متقدمة، منها ورشة بالتعاون مع الوكالة الجامعية للفرنكوفونية.
كما شاركت الجامعة بـ 306 بحثًا علميًا خلال عام 2024، يغطي مجالات متعددة، مثل (الهندسة، والطب، وعلوم المواد) مثل: مشروع Green Shield الذي يهدف إلى تطوير روبوت يعمل بالذكاء الاصطناعي لإزالة الأعشاب الضارة، مما يسهم في زراعة نظيفة ومستدامة، ومشروع Sugar Heal، الذي يعمل على تحويل مخلفات قصب السكر إلى ضمادات طبية صديقة للبيئة، بالإضافة إلى التكامل بين الذكاء الاصطناعي والعلوم الصحية؛ من خلال تنظيم ورش عمل متخصصة مثل ورشة "تطبيق الذكاء الاصطناعي في تصميم الأدوية"، بمشاركة خبراء وطلاب من كليات الصيدلة وعلوم الحاسب.
كما نظمت الجامعة حملات للتبرع بالدم وورش عمل صحية حول تقييم اللياقة البدنية، من خلال إشراك الطلاب في مبادرات تطوعية لتعزيز القيم الاجتماعية والعمل الجماعي، فضلًا عن تنظيم زيارات ميدانية لواحة سيوة لاستكشاف التحديات البيئية المحلية وابتكار حلول تنموية مستدامة تتماشى مع التراث الثقافي، وإطلاق برامج قيادية للطلاب تشمل تدريبهم على مهارات التخطيط والتنظيم، بالتعاون مع مؤسسات دولية مثل آيسيك AIESEC.
ونظمت الجامعة حفلًا لأعضاء هيئة التدريس والطلاب، لعرض أبرز الفعاليات وإنجازات الجامعة، ومنها: تحسين البيئة الجامعية وزيادة الوعي البيئي بين الطلاب، ودعم الابتكار من خلال مشاريع علمية فازت بجوائز دولية، مثل Startup Olympics، بالإضافة إلى تقديم خدمات صحية وتعليمية مبتكرة.