تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لوحات ومخطوطات وزخارف ذات طابع إسلامي فريد وألوان فريدة ومتناسقة في هدوء خلاب تملأ أرجاء البيت الهادئ ذو "الريح الخفيف"، تراها في كل مكان حولك معلقة على الجدران وفي غرفة الجلوس وفي غرف المعيشة، قد تشكلت بحب وصبر وحِلم وهدوء و"طولة بال" نابعة من شغف وموهبة وكفوف تعشق كتابة لفظ الجلالة الذي قد تزين وتزخرف بأكثر من أربعمائة شكل ولون وبخطوط عربية فريدة، هنا في بيت الحاج "صلاح  أبو قاسم" ذو الستين عامًا تجد اللوحات الفريدة تخطف أنظارك يمينً ويسارًا وترى عيناك تدفع قدميك للاقتراب ومشاهدة التفاصيل المنقوشة بعناية ولسانك يقرأ لفظ الجلالة بنقوش مختلفة وقلبك ولسانك من فيض الجمال يردد "الله الله يا عم صلاح".

 

يقول الحاج صلاح أنه قد نشأ لديه هذا الشغف منذ نعومة أظافره وظل يرسم ويكتب على ورق الأجندات والكراسات والألواح الخشبية ويرسم بالفوم والأوراق الملونة على القطع البلاستيكية، ولكن قد ظل لفترات طويلة منشغلًا بالعمل وظروف الحياة، وقد أثر ضيق الوقت آنذاك على مواصلة شغفه بالزخرفة وكتابة المخطوطات، ولكن بعد التفرغ نوعُا ما أو كما وصفه "لما العيال كبرت شوية" قد ناداه شغفه من جديد ولباه سريعًا حتى أصبح لديه ما يقارب من ستمائة لوحة.

وأكد أن هذا العمل هو عشق لا ينتهي وشغف من أجل كتابة اسم الله بأشكال مبهرة وليس بهدف الربح المادي، وأضاف أنه يعاني من مشكلة صحية في عينيه قد منعته من الزخرفة منذ أربع سنوات، حيث تستغرق اللوحة الواحدة أكثر من أربعة أيام عمل وأحيانًا أسبوع وتحتاج لدقة متناهية في قص الفوم وقياس المسافات الصغيرة التي قد تصل لسنتيمتر واحد أو أقل لقطعة الفوم الواحدة، وأشار أنه كان يذهب مع والده للأرض قديمًا ويقوم بتشكيل طيور أو حيوانات وأشجار من الطين وورقات الشجر و"الخوص" أو الرسم على التراب.

 ومن هنا كانت البداية وتطور الأمر للرسم على الأوراق ولكن قد ضاع منها العديد مما دفعه لتدوينهم في دفاتر واسكتشات ولوحات، وتابع قائلًا" الفكرة بتيجي في دماغي فبرسمها على الورق، واسم الله وكلامه أجمل من بعض ويستحقوا نكتبهم بمليون طريقة".

وعبر "الحاج صلاح" أنه لا يهدف للربح ويستخدم أدوات مكتبية بسيطة عبارة عن أقلام جاف ملونة وورق فوم وألوان خشبية وصمغ، ويمزج بينهم على الورق لإبراز جمال الكلمات الربانية وزخرفة المساجد وعبارات التسبيح مؤكدًا أن هدفه الأكبر هو إبراز الجمال الحقيقي للفظ الجلالة قائلًا "مهما تشكل فيه يديلك أفكار أكتر ويحلو أكتر"، وتابع أنه قد شرع في تعلم الكتابة بالخطوط العربية والأصيلة ولكنه صرف النظر بعد فترة قصيرة بسبب تنفيذ الحواسيب الآلية لهذه المخطوطات بسهولة، فقد كرس جهوده للزخرفة فلكل لوحة خلفية غير الأخرى وكذلك الألوان وطريقة تناسق المقصوصات الصغيرة موضحًا "كل ما اشتغل أكتر تجيلي أفكار جديدة بألوان وأشكال مختلفة".

وقالت زوجته "الحاجة أم إيمان" لدينا ابنتان متزوجات هما إيمان وأسماء يمارسن دور الأم والأصدقاء لنا ولأخواتهم وقلوبهن مليئة بالرحمة والحنان ويداهم دائمًا ممدودة بالعطاء، قائلة “ مفيش فرق بين ولاد وبنات وبغض النظر إنهم بنات بس الحمد لله ربنا كرمني آخر كرم في بناتي الخمسة”، وابنتها الوسطى أمل تتمتع بالقناعة والطيبة والذوق والاجتهاد، أما أصالة فطموحها لا ينتهي وتبحث دائمًا عن المزيد من النجاح وتهتم بالأعمال اليدوية وتهادي بها الأقرباء والأحباب والمعلمين في المدرسة الذين تتواصل معهم حتى الآن، وأما الصغيرة إلهام فقد كان لها الحظ الأكبر من جينات والدها فتهتم بالرسومات الكارتونية وتصميم الفساتين والملابس على الورق وصناعة مناديل كتب الكتاب والزخارف والمنقوشات.  

وتابعت قائلة، بناتنا هن النور الذي يضئ دروبنا وهن شمعة ونور بيتنا، مؤكدة وراثتهن لهواية أبيهن بنسب متفاوتة، وفخرهن به وبمخطوطاته ويحاولن تقليده والجلوس بجانبه لفترات طويلة للتعلم منه والتمتع بتناسق لوحاته ومزج القصاصات الصغيرة بعناية لتنتج لوحات فريدة، كما يوفرون له سبل الراحة خلال ممارسة هوايته المفضلة مع "خمسينة الشاي" ويعتبرونه أخ وصديق لهم، قائلة "هو كل حاجة لينا واحنا كل حاجة ليه".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: زخارف

إقرأ أيضاً:

روضة الحاج: يا نونَ النفيرِ إذا تداعى الطيبونَ وجدتني حالاً أتيت!

كتبت شاعرة السودان الأولى “روضة الحاج”:يا موطنيلو كنتُ خُنتُكَلاستحيتْ!لو بِعتُ صدقكَبالتقاريرِ الكذوبةِوالنفاقِ المحضِ يوماًلاستحيتْلو كان لي وطنٌ سوى عينيكَأيضاً لاستحيتْ!لو أنَّنيساومتُ في السوقِ الحرامِ عليكَبعتُ أو اشتريتْلتبرأتْ نفسي لأجلِ هواكَمن نفسيلكنتُ ذبحتُنيولما اشتفيتْ!لكنَّنيوالله يا وطنَ الكرامِ-وأنت تدري-لم أكنْ إلا كما ربَّيتنيوكما اشتهيتْبنتَ الرجالِ السُمرِأربابِ الفضائلِ والنُهىالصِيدِ الجحاجيحِ الألىمهروا ثراكَ دماءهمما بينَ مجروحٍ وميْتْ!أسكنتُ كلَّ ثراكَ في قلبيولم أرَ غيرَ وجهِكَ موطني وجهاًفزنتَ قصائديبيتاً فبيتْيا أيها الوطنُ الذيلو تفتديه الروحُ منيلافتديتْ!!يا أيها الألف المُفدَّى مرتينولامُ لوحي في شرافاتِ المسيدِوسينُ ساقيةٍ لجدَّي لم تزلْدوارةً بالخيرِواو الوجدِدالُ دعاء أمي مشرقاً بالنوريا نونَ النفيرِ إذا تداعى الطيبونَوجدتني حالاً أتيت!السمراء روضة الحاجرصد وتحرير – “النيلين” إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الحاج حسن: معادلة الشعب والجيش والمقاومة ستستمر
  • إلهام أحمد: نتباحث مع تركيا عبر وسطاء
  • سعداء ولكن.. فرحة الهدنة تعكرها غصة النزوح في لبنان
  • جامعة الجلالة تستضيف مؤتمر دعم سوق العمل المصري والتحول الرقمي
  • جلالة الملك : المغرب سيواصل جهوده لإعادة الفلسطينيين والإسرائيليين لطاولة المفاوضات ووقف الحرب
  • روضة الحاج: يا نونَ النفيرِ إذا تداعى الطيبونَ وجدتني حالاً أتيت!
  • 7 أكتوبر.. تحقيق يوجه أصابع الاتهام لنتنياهو وقادة عسكريين
  • وفيات الثلاثاء .. 26 / 11 / 2024
  • رقم قياسي جديد لـ محمد صلاح بسبب طريقة احتفاله.. ما القصة؟
  • روضة الحاج: في هاتفي أحصيتُ من دوَّنتُهم بأحبِّ ما نودوا به لكنَّني فيهم خُذلتْ!