بريتوريا- تقدمت اللجنة المستقلة للانتخابات في جنوب أفريقيا باستئناف أمام المحكمة الدستورية في البلاد للبت في أحقية الرئيس السابق جاكوب زوما بالترشح في الانتخابات العامة، المقررة في مايو/أيار المقبل.

وقالت اللجنة في بيان إنها تقدمت باستئناف "عاجل ومباشر" للمحكمة الدستورية، تطلب فيه "تقديم تفسير واضح للمادة 47 من الدستور"، والمختصة بتحديد أحقية الترشح للانتخابات العامة، وقالت اللجنة "إن تقديم تفسير واضح لبنود الدستور يكتسب أهمية عالية في قضية قائمة حالية، وتتعلق بترشح الرئيس السابق جاكوب زوما، إضافة لأهميتها في الانتخابات المستقبلية في البلاد".

ويتوجه الناخبون في جنوب أفريقيا في 29 مايو/أيار المقبل إلى صناديق الاقتراع، لانتخاب 400 عضو في الجمعية العامة، حيث يقع على عاتق المشرعين المنتخبين في الجمعية العامة اختيار رئيس جديد للبلاد، ويأمل زوما من خلال الترشح بالفوز بما يكفي من الأصوات لضمان مقاعد لحزبه الجديد، مما يتيح له الترشح لمنصب رئيس الدولة.

زوما يعتبر رافعة أساسية لحزب رمح الأمة الجديد الذي تأسس في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، (مواقع التواصل). خلاف قانوني

يُعتبر الاستئناف المقدم التطور الأحدث في الخلاف القانوني حول أهلية زوما للترشح، وهو البالغ من العمر 81 عامًا، بعد أن سمحت له محكمة انتخابية في وقت سابق الأسبوع الماضي بالترشح لمقعد في البرلمان، لاغية بذلك قرارا سابقا بمنعه من التنافس.

ويأمل زوما بالترشح للرئاسة نيابة عن حزب رمح الأمة "أومكونتو وي سيزوي"، الذي انضم إليه أواخر العام الماضي، بعد خلاف مع حزبه السابق المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي عمد بدوره لتعليق عضوية زوما.

وأثارت خطوة اللجنة المستقلة للانتخابات اللجوء للمحكمة الدستورية جدلا في وسائل الإعلام في جنوب أفريقيا، حيث رأت أستاذة القانون الدستوري تانفيز جييوا إن "المحكمة الدستورية هي الجهة المخولة بالبت في هذه القضية، وليس المحكمة الخاصة بالنظر في قضايا الانتخابات، كون القضية تتعلق بتفسير مادة من الدستور، وبالتالي يقع على عاتق المحكمة الدستورية مهمة ضمان سير الانتخابات بطريقة حرة وعادلة".

وأضافت جييوا في حديثها للإعلام المحلي إنه "من المبكر القول إن القضية يمكن أن تصبح سابقة قانونية، يمكن أن يعتمد عليها لاحقا في تحديد من يحق لهم الترشح لانتخابات الجمعية العامة".

أما الباحث في الشأن السياسي ثوباني زيكالالا فرأى أن "اللجوء للمحكمة الدستورية من شأنه أن يثير مخاوف بشأن حياد اللجنة الانتخابية المستقلة، ويهدد بتقويض الثقة بقدرتها على إجراء انتخابات نزيهة" حسب قوله في مقابلة مع إعلام محلي.

جاكوب زوما يحتفل بقرار تبرئته من الفساد أمام المحكمة العليا في أبريل/نيسان 2009 (رويترز) زوما بين حزبين

وكان الخلاف على ترشح زوما للانتخابات قد مر بمراحل قانونية عدة قبل الوصول للمحكمة الدستورية، كانت بدايتها بقرار من اللجنة العليا المستقلة للانتخابات التي استبعدت زوما من  قائمة المرشحين للانتخابات، على خلفية صدور حكم  يقضي بسجنه 15 شهرا بعد إدانته بتهمة "تحقير القضاء"، وعللت اللجنة قرارها بأن الدستور يحظر ترشح من صدرت بحقهم أحكام بالسجن لمدة تزيد على 12 شهرا.

وبعد ذلك ببضعة أسابيع، نقضت محكمة مختصة بالنظر في دعاوى الانتخابات قرار اللجنة، وسمحت لزوما بالترشح، فما كان من اللجنة العليا للانتخابات سوى اللجوء للمحكمة الدستورية، سعيا للحصول على تفسير قانوني للمادة الدستورية، لحسم الجدل حول موقف زوما القانوني، لا سيما وأن القضاء لا يزال ينظر بدعوى مقامة ضد زوما بتهم تتعلق بفساد مالي.

ويعد زوما رافعة أساسية للحزب الجديد "أومكونتو وي سيزوي"، الذي تأسس في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، وخاض معركة قانونية للفوز بأحقية ترشيح ممثلين عنه في الانتخابات العامة المقبلة، لكنه لا يزال ينتظر حسما قضائيا حول اسمه "رمح الأمة"، كما أن الحزب يرتبط بشكل وثيق بتاريخ حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وهو اسم الجناح المسلح للحزب الذي قاتل حكومة الأقلية الأوروبية إبان فترة حكم الفصل العنصري، وتم حله بسقوط نظام بريتوريا.

لكن حزب المؤتمر الوطني يتهم زوما بالحط من "التاريخ المشرف للكفاح المسلح ضد نظام الفصل العنصري"، من خلال "الاستخدام الانتهازي للرمزية العسكرية"، ليرد زوما باتهام الحزب بـ"التفريط بتاريخ النضال الوطني"، عندما تخلى عن التسمية مع حل الجناح المسلح.

وفي مقابلة مع الجزيرة نت، استبعد الأكاديمي والباحث السياسي إبراهيم فاكير "حصول زوما وحزبه الجديد على مقاعد تؤهله للترشح للمنصب"، وأضاف أن "زوما يمكنه الحصول على مقاعد مقاطعة كوازولو ناتال التي ينحدر منها، وربما بضع مقاعد في ولايات أخرى، لكنها لن تكون كافية لدعم ترشحه أو فوزه بالتصويت لاختيار الرئيس".

وتشير استطلاعات للرأي أن حصة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي قد تنخفض، لكن فاكير استبعد في حديثه للجزيرة نت أن يكون هذا الانخفاض دراماتيكيا، وأضاف أنه "قد يكون على الحزب الحاكم أن يبحث عن تحالفات لتعزيز موقعه في الجمعية الوطنية، لكن ذلك لن يكون صعبا أمام حزب المؤتمر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات للمحکمة الدستوریة المؤتمر الوطنی جنوب أفریقیا حزب المؤتمر جاکوب زوما

إقرأ أيضاً:

السجن 15 عامًا لـ 5 أشخاص قتلوا «عامل» في العياط

عاقبت محكمة جنايات جنوب الجيزة، برئاسة المستشار عفيفي محمود المنوفي، 5 متهمين بالسجن المشدد 15 عامًا لاتهامهم بقتل عامل رميًا بالرصاص والشروع في قتل أبناء عمومته بالشوم، في قرية المتانيا جنوب العياط بالجيزة، إثر خلاف بينهما.

صدر القرار برئاسة المستشار عفيفي محمود المنوفي رئيس المحكمة وعضوية المستشارين رجب فكري مصطفى ومصطفى محمد عبد اللطيف ومحمد عبد الحميد و سكرتارية خالد شعبان.

ووفق أمر الإحالة في تحقيقات القضية رقم 660 لسنة 2022 جنايات مركز العياط والمقيدة برقم1350 لسنة 2022 كلى جنوب الجيزة، فإن المتهمين "غيتان.ع"، و"محمود.س"، و "وضاح. ه"، و "ضاهر. ه"، و"عبد الحميد.س" قتلوا المجني عليه "أحمد بدوي"، عمدًا، مع سبق الإصرار والترصد بأن بيتو االنية وعقدوا العزم على التخلص منه على إثر خلاف سابق.

وأوضح أمر الإحالة أن المتهمين توجهوا إلى مكان تواجد المجني عليه، وما أن ظفروا به حتى أطلق المتهم الأول صوبه عدة أعيرة نارية قاصدًا إزهاق روحه حال تواجد باقي المتهمين على مسرح الواقعة وبحوزتهم أسلحة بيضاء مما أحدث إصابته الموصوفة بتقرير الطب الشرعي والتي أودت بحياته على النحو المبين بالتحقيقات.

وأضاف أمر الإحالة أن المتهمين شرعوا في قتل المجني عليهما "دسوقي أحمد بدوي"، و "محمد عبد العزيز بدوي"، عمدًا مع سبق الإصرار والترصد بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على التخلص منهما على أثر خلاف استعر بينهم وتوجهوا إلى حيث أيقنوا تواجدهما وما أن ظفروا بهما حتى أطلق المتهم الأول صوبهم عدة أعيرة نارية "بندقية آلية" وانهال عليهم باقي المتهمين ضربًا بأسلحة بيضاء وعصا شوم قاصدين إزهاق رو حهما إلا أنه خاب أثر جريمتهم لسبب لا دخل لإرادتهم فيه وهو تدارك المجني عليهما بالعلاج.

اقرأ أيضاً«حاميها حراميها».. حبس سائق بتهمة الاستيلاء على أموال شركة بالمعادي

مصرع شخصين واختناق 3 آخرين في حريق مصنع للورق بالقناطر الخيرية

«النيران أكلت كل شيء».. مصرع وإصابة 4 أشخاص في حريق التهم مخزن كرتون بالقليوبية

مقالات مشابهة

  • السجن 15 عامًا لـ 5 أشخاص قتلوا «عامل» في العياط
  • السائح: نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية للمجموعة الأولى تجاوزت 77.2%
  • “السايح” يستقبل المبعوث الخاص للحكومة الألمانية
  • الخراز: تأخير إعلان نتائج الانتخابات البلدية يثير مخاوف من التزوير
  • العرفي: تأخير المفوضية في إعلان نتائج الانتخابات يطرح علامات استفهام
  • الأوروجواي تشهد جولة إعادة للانتخابات الرئاسية
  • قانوني يوضح موقف المحلات التجارية من حكم «الدستورية» بشأن الإيجار القديم
  • حقيقة تهديدات انتخابات البارالمبية
  • مفوضية الانتخابات تشارك في إطلاق الأكاديمية الدولية للمرأة الرائدة
  • القماطي: السائح فشل في تنظيم الانتخابات للمرة الثانية