عربيا.. «القاهرة» السند للأشقاء والداعم للاستقرار في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
على مدار السنوات العشر الماضية، حققت الدبلوماسية المصرية الكثير من الإنجازات، فعادت العلاقات الدولية إلى مسارها الطبيعى، اعتمدت العلاقات الدبلوماسية الخارجية لمصر على إقامة علاقات متوازنة مع مختلف دول العالم، وذلك فى إطار قائم على الندية وتحقيق المصالح المشتركة، وذلك لتحقيق التنمية وإقامة المشاريع التنموية فى مصر، بالإضافة إلى احترام السيادة لكل دولة، وعدم التدخل فى شئونها الداخلية، ولكن مع الحفاظ على دور مصر الرائد فى دعم السلام والاستقرار فى المحيط الإقليمى.
وفى هذا الإطار، يؤكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين العرب أن الدبلوماسية المصرية حققت أعلى مستوى لها خلال السنوات الأخيرة، حيث بدا الدور المصرى محورياً وهاماً فى العديد من القضايا، لاسيما تلك التى تخص الدول العربية الشقيقة، خاصة دول الجوار، وعلى رأسها فلسطين والسودان وليبيا، وبالإضافة إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التى فتحت ذراعيها لاستقبال السودانيين والسوريين واليمنيين الفارين من الصراعات فى بلدانهم.
«غريب»: تحمل على عاتقها القضية الفلسطينية وتلعب دور الوسيط لتهدئة الأوضاعفى البداية، أكد الدكتور محمد غريب، المحلل السياسى الفلسطينى، أمين سر حركة فتح فى القاهرة، أن مصر حملت على عاتقها القضية الفلسطينية منذ البداية، وما زالت حتى الآن، وقال إن مصر لم تتخل عن الشعب الفلسطينى للحظة واحدة، وتقدم كل ما تستطيع من جهود دبلوماسية وسياسية لوقف نزيف الدم فى قطاع غزة، وأضاف أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قدم الكثير من الدعم للشعب الفلسطينى، وهذا ليس بجديد على القيادة المصرية، فهو يذكر العالم بالقضية الفلسطينية فى المحافل الدولية، ومنها الأمم المتحدة، كما أنه قدم أكثر من خطة فى 2014 و2018 لإعادة إعمار قطاع غزة، وذلك من خلال شركات المقاولات المصرية بالكامل.
ووجّه «غريب» الشكر للقيادة وللشعب المصرى على رفض مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر، مشدداً على تأييد رأى الرئيس السيسى بعدم قبول «نكبة أخرى» من خلال الاستيلاء على أراضى الفلسطينيين فى غزة، موضحاً أن مصر كانت الأسبق دائماً نحو تقديم كافة المساعدات اللازمة للشعب الفلسطينى، وهو ما يظهر بوضوح فى موقف مصر من فتح معبر رفح على مدار الساعة، واستقبال المصابين والجرحى من أبناء غزة وعلاجهم على نفقة الدولة المصرية، والاستجابة لمناشدات الكثير من أبناء الوطن، الذين يتعرضون لعدوان غاشم منذ أكثر من 6 أشهر متواصلة.
«الطراونة»: العلاقات بين الأردن ومصر وصلت لأرقى المستويات وتجمعهما شراكة اقتصادية وثقافية وتجاريةومن جانبه، قال صالح الطراونة، المحلل السياسى الأردنى، إنه خلال العشر سنوات الماضية توطدت العلاقات بين الأردن ومصر، خاصة أن هناك العديد من القضايا المشتركة بين البلدين، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة الحالية فى قطاع غزة، حيث تبذل كل من القاهرة وعمان جهوداً حثيثة لوقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع ووقف نزيف الدم الفلسطينى، وأضاف أن العلاقات الدبلوماسية على مستوى البلدين شهدت تطوراً كبيراً خلال العقد الأخير، فعقدت الاتفاقيات، ومنها الاتفاقية الثلاثية التى تجمع مصر والأردن والعراق، فى مشاريع استثمارية وتجارية ضخمة، فى مجالات الطاقة والربط الكهربائى، والبنية التحتية.
وشدد على أن زعيمى البلدين أكدا فى أكثر من مناسبة، استعدادهما لتبادل الخبرات وإقامة مشاريع تنموية كبرى فى كلا البلدين، وتابع أن المشروع العربى هو ما يربط البلدين، ويعزز من مكانتهما فى الشرق الأوسط، مؤكداً أن البلدين تربطهما الكثير من المجالات، بداية من التجارية والثقافية والاقتصادية، والتى تسهم فى تعزيز العلاقات بين البلدين.
«عبدالعزيز»: من أوائل البلدان التى فتحت ذراعيها للسودانيين الفارين من الصراعات المسلحةوأكد مجدى عبدالعزيز، المحلل السياسى السودانى، أن مصر هى الداعم الأول للدول العربية، لاسيما التى تمر بصراعات، مثل السودان، ولكنها فى الوقت ذاته تؤكد أنها لا تتدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى، وأنها تترك للشعب السودانى حق تقرير مصيره ومن يحكمه، مضيفاً أن مصر استضافت «الحوار السودانى - السودانى» من أجل التوصل إلى اتفاق وتهدئة للأوضاع، وشدد على أن الجهود المصرية لم تقف عند هذا الحد، بل استضافت مصر قمة دول الجوار، فى شهر يوليو 2023، والتى ضمت الدول السبع المجاورة للسودان، فى محاولة منها لدفع الدول المتأثرة من الصراع السودانى إلى تهدئة الأوضاع.
وتابع «عبدالعزيز» أن مصر أصرت على متابعة نتائج القمة التى عقدت فى القاهرة، فكان هناك اجتماع آخر لوزراء خارجية دول جوار السودان فى شهر أغسطس من العام ذاته، موضحاً أن كلا اللقاءين تضمنا بعض المحددات الأساسية للتعامل مع الأزمة فى السودان، وهى الحفاظ على سيادة البلد، والمؤسسات الداخلية، وعدم التدخل فى الشأن الداخلى.
وأكد أن مصر كانت من أوائل الدول التى فتحت ذراعيها لاستقبال السودانيين الفارين من الصراعات المسلحة، وقد تجاوزت أعدادهم فى مصر نحو 170 ألف سودانى، فتحت لهم أبواب منازل المصريين فى النوبة، فضلاً عن تقديم العديد من الخدمات، وعلى رأسها الطبية من قبل وزارة الصحة المصرية، والتعليمية التى قدمتها وزارة التعليم، والعديد من الخدمات، حتى يمكنهم الشعور بآدميتهم، وبأنهم فى وطنهم الثانى، حتى مرور تلك الأزمة.
«رجب»: السياسة المصرية تجاه الأزمة الليبية تعتمد على دفع جميع الأطراف نحو التهدئةأما الدكتورة إيمان رجب، خبيرة فى شئون الأمن القومى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فأكدت أن مصر من الدول المؤثرة بشكل مباشر على الوضع المتأزم فى ليبيا، خاصةً أن هذا الوضع تنجم عنه الكثير من التحديات والتهديدات، التى تمس الأمن القومى المصرى.
واستطردت أن هدف مصر نحو الأزمة الليبية، هو دفع كافة الأطراف للحوار والتفاهم على الأولويات الوطنية، لاسيما أن توحيد المؤسسات الأمنية والاقتصادية يُعد أهم خطوة، حتى لا تفقد وحدتها الإقليمية أو سيادتها، وأضافت أن مصر بذلت كل جهودها لدعم مساعى الأمم المتحدة، لتسهيل الحوار السياسى الليبى، وذلك لإنهاء الصراع والأزمة، والتوصل إلى خارطة طريق لإعادة بناء الدولة الليبية.
وتابعت «رجب» أن مصر تحرص على دعم الحكومة الليبية، حيث قامت بإعادة فتح السفارة المصرية فى طرابلس، وهو ما يعد دليلاً على أن ليبيا دخلت مرحلة جديدة، تحتاج فيها إلى مساحات أوسع للحوار مع الرموز الليبية وقيادتها، مؤكدةً أن جوهر السياسة المصرية هو التعامل مع كافة الأطراف على قدم المساواة، وفق منهج شفاف يهدف لتقديم الدعم السياسى والاقتصادى والفنى والتنموى.
«هريدى»: جهودها غيرت مواقف الغرب تجاه القضية الفلسطينيةوقال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر بذلت جهوداً دبلوماسية عديدة من أجل دعم القضية الفلسطينية طوال السنوات الماضية وليس خلال الأزمة الحالية، مشيراً إلى أن مصر تبذل قصارى جهودها لإنهاء العدوان على القطاع، المستمر منذ السابع من أكتوبر الماضى، وأشار إلى أن جهود الدولة أسهمت فى إحداث تغييرات إيجابية فى مواقف القوى الغربية، ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية، والعديد من الحكومات الأوروبية، إذ اختلفت مواقفهم كثيراً وتغيرت لصالح الموقف الفلسطينى ووجهة النظر التى يدعمها الموقف المصرى، مثل دعم قرار حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين.
«بدر الدين»: دافعت عن الحقوق المشروعة للأشقاءوقال إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر بذلت جهوداً كبيرة لدعم الفلسطينيين لمناصرة قضيتهم عبر عقود وليس مع اندلاع الحرب على غزة فى السابع من أكتوبر فقط، وتابع: «وقفت مصر خلال الأحداث الأخيرة بجوار أشقائنا الفلسطينيين منذ البداية وحتى هذه اللحظة، إذ كانت الجهود تبذل على عدة محاور ومستويات، بداية من المستوى الدبلوماسى، خصوصاً دبلوماسية القمة، وحتى المستوى الإنسانى وإدخال المساعدات».
وأشار أستاذ العلوم السياسية، لـ«الوطن»، إلى دور مصر فى محكمة العدل الدولية وجهودها السياسية، فضلاً عن دعواتها المستمرة بإقامة دولة فلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية على حدود 1967 وتكون عاصمتها القدس الشرقية، فضلاً عن اللقاءات الثنائية التى يعقدها الرئيس مع زعماء العالم لتوضيح حقوق الشعب الفلسطينى وكشف الانتهاكات المرتكبة بحقه.
وتابع «بدر الدين» أن مصر تعمل على استقبال الجرحى والمرضى الفلسطينيين، وعلاجهم فى المستشفيات المصرية، إلى جانب عملها على إنزال المساعدات الإغاثية للقطاع، متابعاً: «تكاد لا توجد دولة بذلت من أجل القضية الفلسطينية ما بذلته الدولة المصرية، ولا يزال الموقف المصرى ثابتاً، دفاعاً عن حقوق الفلسطينيين».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الدبلوماسية المصرية الأشقاء العرب الأفارقة الشرق الأوسط القضیة الفلسطینیة الکثیر من قطاع غزة أن مصر
إقرأ أيضاً:
ترامب.. والذين معه!
رغم الإجماع العربي «السُّداسي» على الرفض القطعيّ لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، يبدو إصرار «ترامب» والذين معه، من القوى الاستعمارية القديمة «المُطَعَّمة صهيونيًّا»، على عدم التراجع عن مخططات التهجير، لإحداث تغيير في خارطة الشرق الأوسط.
خلال الأيام الماضية، لم ينقطع الحديث عن «مخططات» الرئيس الأمريكي، بفرض مشاريعه الاستعمارية، خصوصًا ما يتعلق بترحيل شعب غزة إلى مصر والأردن، وفقًا للمشروع «الصهيوني» ـ الاستراتيجي العقائدي ـ بعد تدمير القطاع، والعدوان على لبنان، وإسقاط «نظام الأسد» في دمشق، ومحاصَرة طهران!
منذ عودته مرة أخرى، إلى البيت الأبيض، لم تتغير عقلية «ترامب»، و«أوهامه» بالتحكم في البشرية، إذ يعتقد أن ما يقوله هو الحقيقة المطلقة، وأن توقعاته للمستقبل هي نبوءات ثابتة ستتحقق رغم أنف الجميع، فنراه يرسم خرائط العالم المستقبلية، ومحاولته التحكم في مصائر الشعوب، وترويج مخططاته لإعادة توزيع البشر وأماكن إقامتهم، وكذلك تحديد مستقبل الأمم وتقرير مصائرها بدلًا عن الأنطمة والحكومات!
ربما لا يعي «ترامب» والذين معه، أن معظم مَن حكموا «الدولة العبرية»، جاءوا إلى فلسطين التاريخية، ثم استولوا على أراضيها وقتلوا شعبها، بعد ان أسسوا تنظيماتهم الإرهابية وعصابات القتل، مثل «هاجانا وشتيرن وأرجون».. وغيرها.
لذلك، عندما يستقبل الرئيس الأمريكي، «الصهيوني المهاجر» بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، نرجو ألا يتغافلان عن أن الحل الجذريّ لأزمة الشرق الأوسط، يتمثل في إعادة يهود المستوطنات إلى الدول التي جاءوا منها، وإن لم يتسنَّ ذلك، فما على «ترامب» إلا ان يستضيفهم في «جرينلاند» أو «آلاسكا»، أو أي مكان آخر يخطط ضمه إلى أمريكا!
لقد أثبتت الولايات المتحدة ـ بكل حكامها من الأفيال والحمير ـ أنها في خدمة «الصهيونية العالمية»، ولذلك لا نبالغ عندما نقول إن مآل ملف التهجير لأهالي غزة، سيكون المعيار الحاسم، لبقاء القضية الفلسطينية حيَّة أو تصفيتها، كما سيكون عاملًا إضافيًّا لترسيخ وتعزيز قوة ونفوذ أمريكا، أو مؤشرًا واضحًا لبداية انهيار أنظمة عربية، وتغيير خارطة الشرق الأوسط!
الحاصل الآن، أن «ترامب» والذين معه في أمريكا وأوروبا، ينأون بأنفسهم أن تكون قواتهم جزءًا من الحل في غزة، لأنهم لا يريدون مواجهة مباشرة مع حماس ولا فصائل المقاومة الفلسطينية، لكن في المقابل، لا حلَّ مطروحًا في الأفق، ما دامت الدول العربية، وفي مقدمتها مصر والأردن، ترفضان ملف التهجير.
أخيرًا.. نعتقد أن الأيام والأسابيع القادمة، سيزداد العرب ارتباكًا مع مخططات «ترامب» للشرق الأوسط، التي لا يمكن فصلها عن القضية الفلسطينية، إذ نتوقع إعادة تحريك قطار «التطبيع العربي» مع «إسرائيل»، وإحياء «صفقة القرن»، وتوسيع «اتفاق إبراهام» باتجاه السعودية، وسحب القوات الأمريكية من سوريا، وممارسة أقصى درجات الضغط على إيران.
فصل الخطاب:
يقول «ونستون تشرشل»: «الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات، وتسقى بالعرق والدم».
[email protected]