الحرب في غزة.. حلفاء إسرائيل يواجهون مخاطر الاستمرار بإرسال الأسلحة
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
مع تصاعد الاحتجاجات العالمية إزاء العدد المتزايد من القتلى المدنيين في غزة، تواجه العديد من الحكومات الغربية، التي تقدم الدعم العسكري لإسرائيل، صعوبات في الحفاظ على هذا التوازن في ظل الاتهامات الموجهة لها بالمساهمة في ارتكاب "جرائم حرب".
خلال الأسبوع الماضي لوحده واجهت ثلاث دول داعمة لإسرائيل، هي ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، مواقف متشددة وداعية لوقف توريد السلاح لإسرائيل.
أمام محكمة تابعة للأمم المتحدة وجدت ألمانيا نفسها يوم، الثلاثاء، مضطرة للدفاع ضد الاتهامات بأنها متواطئة في الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة من خلال تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
وبعد ساعات قليلة، في واشنطن، قال النائب غريغوري ميكس أحد كبار الديمقراطيين والحليف للبيت الأبيض إنه قد يمنع صفقة بقيمة 18 مليار دولار لبيع طائرات مقاتلة من طراز F-15 لإسرائيل حتى يكون لديه مزيد من المعلومات حول كيفية استخدام إسرائيل لهذه الأسلحة.
وفي اليوم ذاته جرى الضغط على وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون للحديث عما توصلت إليه حكومته من نتائج بشأن المراجعة الداخلية حول ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت القانون الإنساني الدولي أثناء هجومها على غزة.
وتعد الولايات المتحدة وألمانيا أكبر الداعمين العسكريين لإسرائيل، بنسبة 98 في المئة من أنظمة الأسلحة الرئيسية المرسلة إلى إسرائيل، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إنه "حتى الآن لم تؤثر الضغوط على هذين البلدين وكذلك بريطانيا، على الرغم من أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان هدد في وقت سابق من الشهر الجاري بربط الدعم المستقبلي لإسرائيل بكيفية معالجة مخاوفه بشأن الضحايا المدنيين والأزمة الإنسانية في غزة".
في بريطانيا، أثارت المخاوف المتعلقة باستمرار تقديم الدعم العسكري لإسرائيل، مخاوف أكثر من 600 محامٍ وقاضٍ متقاعد، حثوا الحكومة البريطانية على تجميد شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرين إلى وجود "خطر معقول" بحدوث إبادة جماعية في غزة.
وتنفي إسرائيل بشدة اتهامات المتعلقة بالإبادة الجماعية، وتقول إنها بحاجة للدفاع عن نفسها ضد حماس.
ومع ذلك، ومع ارتفاع عدد القتلى في غزة، أوقفت بلجيكا وكندا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا صفقات توريد الأسلحة إلى إسرائيل.
وبحسب الصحيفة فإن "من الممكن أن تزداد الأمور سوءا إذا واصلت إسرائيل تنفيذ خططها المتعلقة بغزو مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والتي لجأ إليها مئات الآلاف من النازحين".
تشير التقديرات إلى أن ألمانيا وافقت على تصدير أسلحة إلى إسرائيل بقيمة نحو 353 مليون دولار العام الماضي، على الرغم من أن المسؤولين قالوا إن معظم المساعدات العسكرية المقدمة منذ بدء الحرب كانت غير فتاكة.
يقول مدير الأبحاث في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية كريستيان مولينغ إن "من غير الواضح ما إذا كانت موجة الغضب الشعبي داخل ألمانيا تجاه إسرائيل ستؤدي في النهاية إلى وقف مبيعات الأسلحة".
وإلى حد بعيد، فإن أكبر مصدر للأسلحة إلى إسرائيل هي الولايات المتحدة، التي التزمت في عام 2016 بحزمة مساعدات عسكرية مدتها 10 سنوات بقيمة 38 مليار دولار، بما في ذلك 5 مليارات دولار للدفاع الصاروخي.
ومع ذلك، فقد اتخذ بايدن تدريجيا لهجة أكثر صرامة ضد إسرائيل مع استمرار الحرب، حيث دعا الأسبوع الماضي إسرائيل لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين.
تبين الصحيفة إن "هذا لم يكن كافيا لإرضاء الأميركيين الذين يريدون أن يستخدم بايدن التهديد بقطع الأسلحة للضغط على الإسرائيليين لقبول وقف إطلاق النار".
في موجة من الرسائل الأخيرة، حث ما لا يقل عن سبعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين وأكثر من 50 عضوا ديمقراطيا في مجلس النواب، بما في ذلك النائبة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة، بايدن على وقف جميع عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل.
ومما يزيد من الضغوط على غدارة بايدن طالب تحالف يضم عشرات المنظمات الليبرالية والنقابات العمالية، والذي سيكون جزءا رئيسيا من حملة إعادة انتخاب بايدن، في رسالة يوم الخميس بوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل حتى ترفع حكومتها القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وترى كريستينا راميريز، رئيسة منظمة "NextGen America" التي تركز على زيادة إقبال الناخبين وهي جزء من التحالف، أنه في حال لم يتم التعامل بإيجابية مع المطالب التي وردت في الرسالة فإن بايدن يواجه "احتمال خسارة دعم الناخبين الديمقراطيين الموثوقين، وخاصة الشباب".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الأسلحة إلى إسرائیل فی غزة
إقرأ أيضاً:
اللاجئون السودانيون يواجهون أوضاع صعبة بسبب التأشيرة في إثيوبيا
يواجه اللاجئون السودانيون الفارون إلى إثيوبيا، وضعا معقدا بسبب التغييرات الإدارية الجديدة التي أجرتها السلطات الإثيوبية بشأن رسوم تجديد تأشيرة الدخول ورفع الغرامات إلى 30 دولارا يوميا للمخالفين.
وأصدرت السلطات الإثيوبية، في فبراير الماضي، قرارا بإعفاء السودانيين في العاصمة أديس أبابا من رسوم تجديد تأشيرة الدخول، لكنها تراجعت عن القرار بدءا من أكتوبر الماضي.
ونصت الإجراءات الجديدة على فرض غرامة 30 دولارا يوميا على المخالفين قبل فبراير الماضي، فيما تراوحت الغرامات هري أكتوبر ونوفمبر الحاليين بين 5 – 10 دولار يوميا.
فتح التسجيل للسودانيين في العاصمة أديس أباباوترفض مفوضية اللاجئين في إثيوبيا فتح التسجيل للسودانيين في العاصمة أديس أبابا، مؤكدة أن التسجيل يتم فقط في المخيمات، على الرغم من السماح لعدد من الجاليات الأخرى بالتسجيل، مثل اليمنيين والسوريين وغيرهم.
وقال سوداني لجأ إلى العاصمة أديس أبابا مع أسرته لـ”سودان تربيون” بعد اندلاع الحرب في السودان، إنه فشل في السفر إلى السعودية بعد حصوله على عمل هناك بسبب عدم قدرته على دفع تكلفة الغرامات الجديدة التي وصلت إلى ثلاث آلاف دولار له ولاسرته.
وتشهد العلاقات بين السودان وإثيوبيا توترا واضحا بعد تصريحات وزير الخارجية السوداني علي يوسف، التي قال فيها إن السودان سيقف إلى جانب مصر إذا فشل الحوار بشأن سد النهضة الإثيوبي، وأن خيار الحرب سيبقى مفتوحا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق يضمن حقوق الدول الثلاث في مياه النيل.
لكن الوزير عاد وقال في تغريدة على منصة “X” اليوم السبت: “أثيوبيا جارة شقيقة للسودان، يرتبط شعبها مع الشعب السوداني بصلات دم وثقافة ومصالح مشتركة، عمرها من عمر الحضارات العريقة التي عرفها البلدان. ظل النيل في قلب هذه العلاقات رافد خير ومحبة وتعاون وينبغي أن يستمر كذلك دائما”.
وكانت الخارجية الإثيوبية قد استدعت سفير السودان الزين بإبراهيم الأربعاء الفائت، احتياجا على تصريحات يوسف الأخيرة.
ويرى السوداني “ن.م” أن هذه التصريحات دفعت السلطات الإثيوبية إلى تعديل الغرامات وفرض المزيد منها على السودانيين رداً على تصريحاته -حسب رأيه.
وفي سياق متصل، أعلن التجمع السوداني للسودانيين بأديس أبابا ــ مجموعة مدنية تضم مهنيين وشباب ــ عن قلقه من الإجراءات الأخيرة للسلطات الإثيوبية، مناشداً رئيس الوزراء آبي أحمد بالتدخل لإلغاء القرارات الجديدة نظراً للظروف القاسية التي يواجهها السودانيون بأديس أبابا.
وقال عضو التجمع إسماعيل التاج لـ “سودان تربيون” إن الإجراءات الأخيرة للسلطات الإثيوبية فرضت حالة من القلق بين السودانيين.
ودعا تاج الحكومة الإثيوبية إلى النظر في الرسوم الجديدة، مشيرا إلى أن هناك تحديات تواجه تجديد التأشيرات للسودانيين.
وفي ذات السياق قال الخبير في القانون الدولي المحامي حاتم السنهوري، لـ “سودان تربيون” إن الاجتماع الأول للتجمع السوداني ناقش عددا من الترتيبات لعقد لقاء مع الحكومة الإثيوبية لتوضيح معاناة السودانيين بعد الحرب.
وأكد على أن الاجتماع ناقش مسألة وقف الحرب وقرر تكثيف العمل لرفع الوعي المجتمعي بضرورة وقف الحرب وإزالة أسباب الحروب ونشر ثقافة السلام ونبذ خطاب الكراهية والعنصرية وفضح ممارسات سلطة الأمر الواقع.
وأشار إلى أن التجمع يعتزم الاتصال بالجهات الإقليمية والدولة ومنظمات حقوق الإنسان لوقف الحرب ودحر داعمي الحرب وكل من يدعم مشروعها.
وأوضح أن تكوين التجمع مستقل وضمن أهدافه حل الأزمة التي تواجه السودانيين حاليا بعد تعديل الغرامات في إثيوبيا.