تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وصل مستوى التصعيد المتبادل بين طهران وتل أبيب إلى ذروته في الساعات القليلة الماضية­، ضمن تداعيات الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، والتي قصفتها طائرات الاحتلال ما أسفر عن مقتل قائد عسكري إيراني كبير، بالإضافة إلى 6 من كبار الضباط في فيلق القدس الذراع العسكري الأبرز للحرس الثوري الإيراني.

وبعدما حذر مسؤولون أمريكيون من هجوم مباغت لإيران على إسرائيل أمس الجمعة، أكد الإعلام الإسرائيلي أن القيادة الإيرانية أرجأت الضربة المحتملة على تل أبيب بعد تحذير أمريكي شديد اللهجة، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، التي نقلت عن مسؤول أمريكي تصريحاته بأن الإدارة الأمريكية تواصل تبادل الرسائل مع طهران على مدى الأسبوع الماضي، للتحذير من تبعات الهجوم على إسرائيل.

انتقام إيراني محتمل.. تحذيرات متتالية من واشنطن 

ووفقا لما نقلته شبكة "سي إن إن"، عن مسؤول بارز بالإدارة الأمريكية، فإنه على الرغم من الرسائل المتبادلة بين واشنطن وطهران فإنها لا تستبعد انتقام إيراني محتمل، ردًا على استهداف قنصليتها في سوريا، في حين توقعت تقارير استخباراتية غربية أن يأتي الانتقام الإيراني خلال الأيام القليلة المقبلة، لاسيما بعد انقضاء عيد الفطر.

فيما رجح مراقبون أن تضرب طهران مباشرة مواقع عسكرية أو حكومية في الداخل الإسرائيلي عبر الصواريخ أو الدرون الانتحارية، وليس عبر الوكلاء.

خامنئي ورئيسي يتوعدون برد على استهداف القنصلية

وكان المرشد الإيراني علي خامنئي، قد ظهر الأربعاء الماضي وهو يتكئ على بندقية قنص وتوعد بمعاقبة إسرائيل على استهداف قنصلية بلاده في دمشق حيث قال: "النظام الشرير ارتكب خطأ ويجب أن يعاقب، وسيعاقب"، وذلك بعد يوم واحد من كلمة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي أكّد خلالها أن الاستهداف "الجبان" لقنصلية بلاده في دمشق "لن يمرّ دون رد".

ودمّر قصف جوي نسبه مسؤولون سوريون وإيرانيون إلى إسرائيل مقرّ القنصلية الإيرانية في دمشق، ما تسبّب بمقتل قياديَين أحدهما أكبر مسؤول عسكري إيراني في سوريا وعناصر في الحرس الثوري الإيراني.

وأفاد الحرس الثوري الإيراني بأن 7 من عناصره بينهم العميد محمد رضا زاهدي والعميد محمد هادي حاجي رحيمي، قُتلوا في الضربة، بينما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن حصيلة ضحايا الضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق بلغت 16 قتيلا.

الهجمات الإسرائيلية على العناصر الإيرانية 

وعلى مدار الأعوام الماضية شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، لكن أيضاً مواقع للجيش السوري.

ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفها بمحاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا، ومنذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر، كثّفت إسرائيل استهدافها لمواقع في جارتها الشمالية.

الردود الإيرانية دائما ما تأتي غير متناسبة مع الهجمات الإسرائيلية، فمنذ 7 أكتوبر عمد حلفاء إيران في المنطقة من لبنان إلى العراق وصولًا إلى اليمن، مهاجمة أهداف إسرائيلية أو أميركية لدعم حماس، غير أنهم امتنعوا عن القيام بأعمال واسعة النطاق، فيما أكّدت طهران أنها لا تريد حرباً إقليمية.

يذكر أن التوتر بين البلدين بلغ حدا غير مسبوق منذ استهداف القنصلية في دمشق، وإعلان الحرس الثوري الإيراني في الأول من أبريل مقتل العميد محمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري في سوريا ولبنان، ونائبه محمد هادي رحيمي، فضلا عن خمسة من الضباط المرافقين لهما في هجوم القنصلية.

وشكل هذا الهجوم ضربة مؤلمة بل ربما الأكثر إيلاماً لطهران منذ اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في محيط مطار بغداد في يناير 2020، ما دفع كافة المسؤولين الإيرانيين في أعلى هرم الحكم إلى التأكيد بأن الرد آت لا محالة، ومهددين بأنه سيكون مؤلماً.

دعوات دولية للتهدئة 

وفي ظل التصعيد المستمر، دعت روسيا وألمانيا إلى التحلي بضبط النفس، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حكومته تستعد "للوفاء بجميع المتطلبات الأمنية" لإسرائيل في ظل تصاعد التوتر بالمنطقة جراء توعد إيران بالانتقام من إسرائيل.

ومددت شركة لوفتهانزا الألمانية للطيران، وهي واحدة من شركتي طيران غربيتين تنظمان رحلات إلى العاصمة الإيرانية، تعليق رحلاتها إلى طهران، وحذرت روسيا مواطنيها من السفر إلى الشرق الأوسط.

بالأرقام.. الضربات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية 

وبحسب الإحصائيات الدولية، فإن إسرائيل ضربت مواقع وقوات يُزعم ارتباطها بإيران 35 مرة على الأقل منذ 7 أكتوبر الماضي، كما استهدفت مطارَي حلب ودمشق بشكل أدى إلى وقف مؤقت للخدمات الجوية الإنسانية والحيوية للأمم المتحدة، وفقا لـ "لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا".

وأشارت اللجنة الأممية إلى أن فصائل موالية لإيران استهدفت أكثر من 100 مرة قواعد عسكرية أمريكية في شمال شرق سوريا، وأن الولايات المتحدة ردت بتوجيه ضربات جوية إلى فصائل داعمة لإيران بشرق سوريا، ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تصاعدت الهجمات على القوات الأمريكية في سوريا والعراق، إذ بلغت وفق تقديرات أميركية أكثر من 165 هجوماً بالصواريخ والمسيرات المتفجرة، حيث ينتشر في العراق نحو 2500 جندي أمريكي، فيما لا يزال ما يقارب ألف جندي على الأراضي السورية، وأشعلت الحرب في غزة والتصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل المخاوف الدولية من توسع الصراع إلى حرب إقليمية في المنطقة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إيران إسرائيل القوات الأمريكية طهران تل أبيب سوريا والعراق القنصلية الإيرانية في دمشق الهجوم الإسرائيلي طائرات الاحتلال الحرس الثوري الإيراني الثوری الإیرانی الحرس الثوری فی سوریا فی دمشق

إقرأ أيضاً:

لاريجاني ونصير زاده في دمشق.. أهداف الزيارات تحت النار

طهران- لم يمض سوى يوم واحد على ختام زيارة علي لاريجاني، كبير مستشاري المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، إلى سوريا ولبنان، حتى بدأ وزير الدفاع الإيراني العميد طيار عزيز نصير زاده زيارة رسمية إلى دمشق، التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد وكبار القادة العسكريين والأمنيين.

وعلى غرار لاريجاني الذي نقل رسالة من المرشد الإيراني الأعلى إلى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في زيارته الأخيرة إلى بيروت، قال وزير الدفاع الإيراني لدى وصوله إلى دمشق إنه "بناء على توصيات قائد الثورة الإسلامية مستعدون لتقديم كل وسائل الدعم إلى سوريا الصديقة".

وأشار الضيف الإيراني الذي يزور دمشق لأول مرة منذ تشكيل الحكومة الإيرانية في أغسطس/آب الماضي، إلى أن سوريا لديها مكانة إستراتيجية في سياسة بلاده الخارجية، مضيفا أنه والوفد المرافق له سيبحثون مع المسؤولين السياسيين والعسكريين في دمشق عدة مسائل مشتركة في مجال الدفاع والأمن، لتوسيع وتطوير العلاقات في هذا المجال بين البلدين.

وتأتي زيارة المسؤولين الإيرانيين عقب تهديدات إسرائيلية باغتيال الرئيس السوري بشار الأسد، وشن تل أبيب هجمات متكررة لقطع الطريق البري الواصل بين سوريا ولبنان، وذلك تزامنا مع تصعيد القصف المتواصل على كل من لبنان وقطاع غزة.

"كنعاني مقدم" وصف سوريا بأنها تمثل الجبهة الأمامية لمحور المقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي (الجزيرة) قراءة عسكرية

وفي ظل الحديث عن مقترح أميركي لتسوية بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، يعتبر القيادي السابق وأحد أبرز مؤسسي الحرس الثوري الجنرال المتقاعد حسين كنعاني مقدم، أن زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى دمشق تأتي استكمالا للجهود الإيرانية المتواصلة دعما لحلفائها في سوريا ولبنان، وللتنسيق بين حلقات محور المقاومة.

وفي حديثه للجزيرة نت، يعتقد كنعاني أنه لا يمكن النظر في زيارة نصير زاده من دون أخذ زيارة علي لاريجاني بالحسبان، موضحا أن الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة في التوقيت الراهن تحتم على طهران أن تعزز دعمها الدبلوماسي لقادة محور المقاومة بما يتناسب ودعمها للميدان.

ووصف المتحدث سوريا بأنها تمثل "الجبهة الأمامية لمحور المقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي"، مؤكدا ضرورة تفويت الفرصة على العدو من تسجيل انتصار في المعركة المتواصلة، وإفشال مخططاته التي يراهن على إنجاحها مع وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

ورأى أن محور المقاومة يتعرض لحرب عسكرية وسياسية وإعلامية هائلة، من أجل تقويض قدراته ونزع سلاحه، مؤكدا أن "التنسيق بين طهران ودمشق والمقاومة الإسلامية في بيروت يرمي إلى إفشال المخططات الصهيوأميركية، الرامية إلى تعويض الهزيمة العسكرية عبر انتصار سياسي، تسجله من بوابة مفاوضات وقف إطلاق النار مع حزب الله اللبناني".

وعلى ضوء العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان والهجمات المتكررة على سوريا، يرى القيادي السابق في الحرس الثوري أن التطورات الإقليمية تفرض على كل من طهران ودمشق تنفيذ المعاهدات الثنائية بحذافيرها لمواجهة الخطر الإسرائيلي، ومن ضمن تلك المعاهدات الإستراتيجية الدعم العسكري والاستشاري والأمني.

كما أن الحضور الإيراني في سوريا والدعم العسكري والتسليحي لها يعززان من صمود فصائل المقاومة، بحسب كنعاني الذي يؤكد أن جميع الخيارات مطروحة لدعم المقاومة في مواجهة الهجمة الإسرائيلية، ومنها مدها بمقاتلين متطوعين للقيام بعمليات برية، وكذلك مستشارين عسكريين وحتى أسلحة نوعية في حال اقتضت الضرورة.

ولدى إشارته إلى التهديد الإيراني بتنفيذ عملية "الوعد الصادق الثالثة" ردا على القصف الإسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني الشهر الماضي، يرى القيادي السابق بالحرس الثوري أن جزءا من الزيارات الإيرانية إلى سوريا يأتي في إطار وضع النقاط على حروف خطة العملية التي ستشارك فيها فصائل المقاومة الأخرى، والتنسيق لليوم التالي من العملية.

فرجي راد: إيران تواصل مشاوراتها مع سوريا تأكيدا على عدم تخلي حلقات محور المقاومة عن بعضها (الصحافة الإيرانية) قراءة سياسية

من ناحيته، يلمس السفير الإيراني السابق في النرويج وسريلانكا والمجر، عبد الرضا فرجي راد، في تكثيف المسؤولين الإيرانيين زياراتهم إلى سوريا ولبنان على وقع التصعيد المتواصل على كل من دمشق والضاحية الجنوبية لبيروت "رسالة دعم لأصدقاء طهران وتحدٍّ لتهديدات العدو".

وفي حديث للجزيرة نت، يوضح فرجي راد أن إصرار المسؤولين الإيرانيين على زيارة الأصدقاء تحت النار تأتي في سياق التنسيق السياسي، واستمرار طهران بتقديم شتى أنواع الدعم لحلفائها في سوريا ولبنان في خضم الحرب المتواصلة، كما أنها تأتي في سياق استكمال تقديراتها حول التهديدات الإسرائيلية.

ورأى أن اختيار لاريجاني ونصير زاده للاجتماع بالمسؤولين السوريين في التوقيت الراهن نابع من أهمية الرسائل التي ترسلها طهران إلى دمشق، التي تتعرض لتهديدات إسرائيلية خطيرة وتتلقى مطالب حساسة عبر قنوات أجنبية ومقترحات مغرية مقابل التخلي عن دعم المقاومة.

وتابع فرجي راد أن إيران تواصل مشاوراتها عن كثب مع الجانب السوري، لدراسة التهديدات الإسرائيلية من جهة، والتنسيق مع الحلفاء من جهة أخرى، بشأن المفاوضات السياسية المستمرة معهم تحت النار، وكذلك تجديد الدعم لفصائل المقاومة، والتأكيد على عدم تخلي حلقاتها عن البعض الآخر في المحور.

وكان وزير الدفاع الإيراني والوفد المرافق له قد التقى اليوم الأحد في دمشق، كلا من نظيره السوري الجنرال علي محمود عباس، ورئيس هيئة الأركان الفريق عبد الكريم محمود إبراهيم، وكذلك اللواء كفاح ملحم رئيس مكتب الأمن الوطني، وناقش معهم قضايا وصفت بأنها "ذات اهتمام مشترك" تتعلق بالدفاع والأمن في المنطقة وتعزيز التعاون بين البلدين لمواجهة الإرهاب وتفكيك بنيته.

مقالات مشابهة

  • المملكة وإيران: التزام مشترك بتنفيذ اتفاق بكين لتعزيز علاقات البلدين
  • مسؤول إيراني: علاقاتنا مع السعودية تخدم مصالح المنطقة بأكملها
  • الشرطة الإسرائيلية: ارتفاع عدد المصابين في سقوط صاروخ على تل أبيب إلى 6 أشخاص
  • لاريجاني ونصير زاده في دمشق.. أهداف الزيارات تحت النار
  • عمل كضابط عمليات لدى الحوثيين وأنشأ خلايا الحرس الثوري بصنعاء!.. مصرع قيادي كبير بحزب الله
  • وزير الدفاع الإيراني يجري مباحثات مع الأسد في دمشق.. هذا ما ناقشاه
  • سوريا.. الأسد يلتقي وزير الدفاع الإيراني في دمشق
  • الأسد يلتقي وزير الدفاع الإيراني في دمشق
  • ناشط إيراني مناهض للنظام ينتحر ويدفن في طهران
  • معارض إيراني ينتحر بعد رفض مطلبه بالإفراج عن معتقلين سياسيين