- صرف منفعة الطفولة بأثر رجعي لـ 3 أشهر

على الرغم من مرور ثلاثة أشهر على بدء استحقاق صرف المنافع ضمن منظومة الحماية الاجتماعية، إلا أن المنظومة لم تغط كافة المستفيدين من المنافع، ولا زال مواطنون يترددون على مقر "الصندوق" ويقفون طوابير للرد على استفساراتهم ومعاملاتهم.

وبين قادم من بعيد، وآخر توقف صرف مرتباته التي كان يستلمها من الضمان الاجتماعي أو للأشخاص ذوي الإعاقة، يقف موظف الاستقبال الوحيد في (صندوق الحماية الاجتماعية)، ليرد على سيل من الاستفسارات في مشهد يحتاج إلى إعادة النظر لإيجاد وسائل متطورة للرد على استفسارات المراجعين، أفضل من الوقوف في طوابير.

وفي مقر صندوق الحماية الاجتماعية بالغبرة، التقت (عمان) بعدد من المراجعين، واستوضحت منهم عن أبرز استفساراتهم، حيث تعددت أوجه الاستفسار عن المنافع، إلا أن ثمة استفهامًا واحدًا اتفق عليه الجميع، وهو (أين وسائل الاتصال الحديثة والتقنيات للرد على الاستفسارات؟)، ولماذا يتكبد المواطن مشقة الوصول لمقر (الصندوق) ويقف في طابور طويل للحصول على رد حول عدم اكتمال معاملته أو توقف صرف منفعته أو عدم صرفها إطلاقا؟.

وأكد مراجعون أن منظومة الحماية الاجتماعية أعلن عنها قبل أن تطبق بفترة طويلة، وذلك لكي تقوم كافة الجهات ذات العلاقة بالاستعداد والتنسيق فيها بينها، ليتم التطبيق في الأول من يناير من العام الجاري بسهولة ويسر وتصل المنافع بطريقة سهلة لكل مستحقيها، وأعرب المراجعون عن استغرابهم من عدم وجود تنسيق بين الجهات ذات العلاقة، موضحين أنه إلى الآن هناك أشخاص من فئات تستحق المنافع لم يستلموا أي منفعة ومن جانب آخر أوقفت عنهم المخصصات التي كانوا يستلمونها سابقا.

من أدم إلى مسقط

يقول إسحاق بن يعقوب الخصيبي الذي وصل لمقر المنظومة في الغبرة متأخرا ليستفسر عن عدم صرف منفعة لأيتام هو وكيلهم: لا أستطيع العودة، فقد جئت من ولاية أدم، والمسافة بعيدة ولا بد أن أصل للموظف الذي يمكنه الإجابة على الاستفسار الذي جئت من أجله.. وقد جئت لاستفسر عن انقطاع راتب تقاعدي كان يصرف "لأيتام" أنا وكيلهم الشرعي، حيث توقف منذ بداية شهر يناير إلى الآن، ولا نعرف أسباب التوقف ولا متى سوف يتم البدء بالصرف؟

وأشار الخصيبي أنه واقع في حيرة حول موضوع صرف المنفعة وقال: سجلنا "الأيتام" في المنفعة الخاصة بهم، وتمت الإفادة من قبل "المنظومة" بأنهم غير مستحقين لأن الراتب التقاعدي الذي يتقاضونه أعلى من المنفعة، وعلى الرغم من تلك الإفادة والتأكيد من المختصين إلا أن الراتب مقطوع منذ ثلاثة أشهر.

وأعرب الخصيبي عن استغرابه من عدم وجود أي وسائل تواصل أو استفسار لدى منظومة الحماية الاجتماعية، وقال: تكبدت المشقة من ولاية أدم إلى مقر المنظومة بولاية بوشر لأستفسر عن الموضوع، فقد حاولت أن أتصل بجميع الأرقام الموجودة للتواصل مع المنظومة إلا أنه لا يوجد رد، وأشار إلى أن المنظومة في بداية تطبيقها ولا بد أن تستقبل كثيرا من الاستفسارات من المواطنين، لذلك كان لا بد من الاستعداد لذلك عبر إيجاد فريق مختص يستقبل الاستفسارات ويرد عليها، كذلك إيجاد وسائل تقنية متطورة يمكن للمواطن أن يستفسر ويجد الإجابة من خلالها دون الحاجة للوصول للمقر.

توقف المنفعة

من جانبه قال مروان بن خلفان السليمي: منذ بداية يناير تقدمت بطلب صرف منفعة (الأشخاص ذوي الإعاقة)، لإخوتي الاثنين الذين لديهم إعاقة وإثباتات لإعاقتهم، ولكن إلى الآن لم تصرف المنفعة لهم.

وأضاف: لا نعرف ما هي أسباب عدم صرف المنفعة، رغم أن أخوتي لديهم بطاقات (الأشخاص ذوي الإعاقة) تثبت إعاقتهم، فلماذا لا يتم صرف المنفعة لهم.

وأكد السليمي أن المراجعة المتكررة لمقر المنظومة ترهقنا، ونجد طوابير كل يوم تقف للاستفسار، وهذا الأمر يأخذ منا الجهد والوقت، ونتمنى إيجاد وسائل تواصل حديثة لنتمكن من التواصل والحصول على ردود لاستفساراتنا.

دخل الأسرة

أما خلفان بن سالم الرجيبي فقال جئت لاستفسر عن منفعة دخل الأسرة؛ لأنها لم تصرف حتى اليوم، لا نعلم الأسباب لعدم صرفها.

وقال ناصر بن راشد السيابي: من الواضح أن سبب عرقلة صرف العديد من المنافع وعدم اكتمال صرفها سببه عدم وجود قاعدة بيانات.

وأضاف: أراجع مقر المنظومة منذ مدة وبشكل متكرر، إلا أن الكثير من الأشخاص منهم كبار في السن ونساء ورجال لا يعرفون أسباب عدم صرف المنافع لهم، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الحالات تتشابه في استحقاقها لمنفعة "دخل الأسرة" و "منفعة الإعاقة"، وجميعهم لا يزالون ينتظرون الدراسة الميدانية أو إجراء المسح الميداني عن الحالة، وعدم وجود قاعدة بيانات ترتبط بها كل الجهات، يزيد الأمر تعقيدا وصعوبة.

رد المنظومة

وردًا على أسئلة (عمان) أفاد المختصون في صندوق الحماية الاجتماعية أن منظومة الحماية الاجتماعية هي عبارة عن برامج وسياسات تهدف إلى حماية الأسرة والأفراد من مخاطر دورة الحياة من الطفولة إلى الشيخوخة وتتضمن المنظومة برامج التحويلات النقدية (الضمان)، وبرامج التأمين الاجتماعي، وبرامج دعم الإسكان والسلع والخدمات الأساسية، وبرامج التشغيل والتأهيل والتمكين والرعاية، السياسات والتشريعات المختلفة مثل حقوق الطفل والأشخاص ذوي الإعاقة.

وأكد المختصون على وجود تحديات ويتم التعامل معها أولا بأول، موضحين أن التحديات تكمن في إدخال الحسابات البنكية من قبل المستفيد مثل إدخال خاطئ، أو إضافة رمز أو ما شابه، إضافة إلى تحديات الربط مع الجهات المرتبطة بعمليات الصرف، ونوع الصرف مثل تحديد الحالة الاجتماعية، وعدم اكتمال البيانات الشخصية أو تحديثها، وكذلك بيانات الحساب البنكي بالربط مع البنك المركزي مع شركة (ملاءة) التي تعمل على إدارة انعكاس الحسابات البنكية للأفراد.

وقال المسؤولون بالصندوق: إن أعداد المستحقين للمنافع شهدت زيادة في جميع الفئات المستحقة منذ شهر يناير،حيث بلغ عدد المنتفعين من منافع الحماية الاجتماعية في شهر فبراير 1,393,257 منتفعا مقابل 1,373,803 منتفعين، على سبيل المثال لا الحصر بلغ عدد المنتفعين من منفعة الطفولة في شهر فبراير 1,160,613 منتفعا مقابل 1,145,139 منتفعا في شهر يناير.

وأوضحوا أن عملية التسجيل في المنافع ما زالت مستمرة وتوجد بعض الفئات المستحقة للمنافع لم تبادر بالتسجيل ومن خلال التوعية في وسائل الإعلام المختلفة يتم حثهم على التسجيل في المنافع، ويتم الصرف بأثر رجعي لمدة ثلاثة أشهر من تاريخ الاستحقاق.

وحول مواجهة عدد من الأوصياء بعض المتاعب لفتح حسابات بنكية لأبنائهم قال المختصون: يتم التعامل مع تلك الحالات ويتم الصرف بأثر رجعي لمدة ثلاثة أشهر من تاريخ الاستحقاق، ما عدا منفعة الأشخاص ذوي الإعاقة ومنفعة دعم دخل الأسر كونهما تخضعان لإجراءات مؤسسية، وبالتالي يتم الصرف من تاريخ الاستحقاق.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: منظومة الحمایة الاجتماعیة الأشخاص ذوی الإعاقة صرف المنفعة عدم اکتمال ثلاثة أشهر عدم وجود عدم صرف إلا أن

إقرأ أيضاً:

تحذيرات من تزايد انتشار قصر النظر لدى الأطفال حول العالم

يعاني حوالي واحد من كل ثلاثة مراهقين في العالم من قصر النظر ويتوقع أن يرتفع عدد الأطفال والشباب الذين يعانون من قصر النظر بحلول عام 2050 إلى أكثر من 740 مليوناً، وفق ما ذكره فريق من الباحثين الصينيين، نقلاً عن مجلة "دير شبيغل" الألمانية. وهو ما يتوافق مع حوالي 40 بالمائة من المراهقين الذين تبلغ أعمارهم خمس سنوات أو أكثر في جميع أنحاء العالم.

قام فريق الباحثين الذي يقوده ياجون تشن من جامعة سون يات سن في قوانغتشو بتقييم دراسات وتقارير حكومية من 50 دولة حول العالم. هذه الدراسات والتقارير تضمنت بيانات حوالي خمسة ملايين طفل وشاب تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عامًا، منهم أكثر من 1.9 مليون يعانون من قصر النظر.

اختلاف بين الجنسين
يبدأ قصر النظر عادةً في مرحلة الطفولة. لكن على الرغم من أن السبب قد يكون الاستعداد الوراثي للفرد، إلا أن الباحثين يلقون باللوم على التغيرات السلوكية مثل قضاء وقت أطول داخل الفضاءات المغلقة وأمام الشاشات واعتبارها السبب الرئيسي للزيادة القوية التي تم تسجيلها على مر السنين.

ووفق الباحثين، فإن معدل انتشار قصر النظر قد زاد بشكل حاد بين عامي 1990 و2023. كما أن هناك أيضاً اختلاف بين الجنسين. إذ تتأثر الفتيات أكثر من الفتيان، والسبب يعود إلى أن الفئة الأولى تميل إلى قضاء وقت أقل في الهواء الطلق ووقت أطول بالأنشطة التي تحتاج إلى التركيز عليها عن قرب.

ويحذر الباحثون من إن قصر النظر قد يصبح "عبئا صحياً عالمياً" في المستقبل. ويتوقعون زيادة أعلى في البلدان ذات الدخل المنخفض إلى المتوسط مقارنة بالبلدان ذات الدخل المرتفع.

مقالات مشابهة

  • "ابدأ" مبادرة تستهدف تشجيع الصناعة المحلية لتوفير 16 مليار دولار.. خبراء: غياب قاعدة بيانات موحدة للسوق أبرز التحديات
  • برلمانية: التحالف الوطني خطوة مهمة نحو تعزيز الحماية الاجتماعية
  • عبد المنعم إمام: ندعم تحويل الدعم لنقدي لصالح الحماية الاجتماعية
  • هيئة الطيران المدني” تحصد شهادة الجودة السعودية “حياك” في خدمة المستفيدين
  • بعد تزايد أعداد النازحين..وزير لبناني يدعو السوريين إلى العودة إلى بلادهم
  • الأداء الحكومي في الميزان
  • برلماني: التحول إلى الدعم النقدي يعزز الحماية الاجتماعية للفئات المستحقة
  • تحذيرات من تزايد انتشار قصر النظر لدى الأطفال حول العالم
  • النائب أيمن محسب: التحول إلى الدعم النقدي يعزز الحماية الاجتماعية للفئات المستحقة
  • نهى بكر: «التحالف الوطني» يمثل دفعة كبيرة لتعزيز برامج الحماية الاجتماعية