التيار الصدري بالعراق يمهّد للعودة للعمل السياسي باسم التيار الوطني الشيعي
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
بغداد- في خطوة مفاجئة وخلال أيام عيد الفطر، أعلن التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر، عن تغيير اسمه الجماهيري إلى "التيار الوطني الشيعي"، الأمر الذي عده مراقبون جزءا من حراك العودة إلى العمل السياسي، باعتبار أن للتيار جماهير شعبية واسعة في غالب مدن ومحافظات البلاد، خاصة في مناطق الوسط والجنوب.
ويرى مراقبون أن الغاية من العنوان الجديد هي تمهيد للعودة إلى العمل السياسي، بعد عزلة دامت أكثر من عام، بالتزامن مع تحركات الصدر الأخيرة نحو القواعد الشعبية، وفي إطار الاستعدادات السياسية والشعبية لعودة الصدريين للمشهد السياسي عبر بوابة انتخابات مجلس النواب المقبلة، والتي سيكون مشاركا فيها وبقوة.
يقول مدير مركز بغداد للدراسات الإستراتيجية مناف الموسوي، وهو مقرب من التيار الصدري، إن "عملية تغيير عنوان التيار فيها الكثير من الدلالات، أبرزها الانفتاح على الفضاء الوطني مع التمسك بالهوية الشيعية الإسلامية، وعلى المستوى الخاص فإن هذا التغيير جاء بعد لقاء السيد الصدر بالمرجع الشيعي الأعلى السيد السيستاني، فضلا عن إعادة نشاط الكتلة الصدرية المستقيلة وتفاعلها مع الجماهير".
ويبين الموسوي للجزيرة نت أن "التيار الصدري يريد الانفتاح على الأغلبية الصامتة التي تشترك معه بالكثير من القضايا، ومنها رفض المحاصصة والاستحواذ الحزبي من قبل أحزاب السلطة، ومشروع الصدر الإصلاحي الذي يهدف إلى إعادة بناء الدولة العراقية وفق الرؤية الديمقراطية".
وأشار إلى أن "تغيير العنوان هدفه أيضا الخروج من القيد الطائفي والتحول إلى الفضاء الوطني، خاصة أن التيار الصدري يمتلك القاعدة الشعبية الأكبر والأهم في الوسط الشيعي، وبالتالي العودة للعمل السياسي وفق شروط الصدر ومشروعه الإصلاحي".
وكان نواب الكتلة الصدرية في البرلمان العراقي البالغ عددهم 73 نائبا، وهي أكبر كتلة في البرلمان، قدموا استقالاتهم في يونيو/حزيران عام 2022 بطلب من الصدر، بعد الأزمة السياسية التي أعقبت الانتخابات البرلمانية المبكرة التي أجريت في أكتوبر/تشرين الأول عام 2021، ليقرر بعدها الصدر الانسحاب من العملية السياسية وعدم المشاركة في أي انتخابات مقبلة، "حتى لا يشترك مع الساسة الفاسدين" على حد تعبيره.
ما وراء المسمياتلم يسبق للتيار الصدري المشاركة في أي من الانتخابات السابقة تحت مسماه المعروف، وإنما شارك بأسماء كيانات مختلفة كانت تمثله، مثل "سائرون" و"الأحرار" وغيرها، ومن المتوقع أن يدخل التيار الانتخابات المقبلة، وفي حال قرر ذلك سيكون بمسمى مختلف عن التيار الوطني الشيعي.
وفي هذا الصدد يوضح الخبير بالشأن الانتخابي وعضو مجلس مفوضية الانتخابات الأسبق عادل اللامي في حديث للجزيرة نت أن "المادة الخامسة من قانون الأحزاب تنص على تأسيس الأحزاب على أساس المواطنة، أي غير مسموح بتأسيس حزب على أساس مكون من مكونات الشعب العراقي".
ويرى الكاتب والمحلل السياسي فلاح المشعل أن "الإعلان عن تغيير عنوان التيار الصدري إلى التيار الوطني الشيعي يعد خطوة في تعريف مَن هم الشيعة العراقيين الوطنيين، وعزل للأحزاب والتنظيمات الشيعية الموالية لإيران عن الشارع الشيعي العام".
ويقول المشعل للجزيرة نت إن "هذا الإعلان بمثابة ضربة سياسية لخصوم الصدريين، رغم أن شعار الوطني لا يلتقي مع ما هو طائفي، لكن الهدف هو طرح البديل النوعي الموازي للإطار التنسيقي"، مبينا أن "هناك استعدادات وإشارات تؤكد أن التيار الصدري يستعد لخوض الانتخابات النيابية، وما تغيير عنوان التيار إلا جزء من هذا الاستعداد".
إعلان العودة يشكل دعاية انتخابية مبكرة وخارطة تحالفات سياسية قادمة متوقعة.
التيار الوطني الشيعي .
خطوة في الأندماج العقائدي بعد الأعتزال والانعزال السياسي وهي
مرحلة من مراحل متعددة تم صياغتها مراراً وتكراراً،
لقد اشكل التيار ذاته على مسمى الأطار التنسيقي الشيعي وهو يعود… pic.twitter.com/tBGpNkFNIe
— د.حــــيدر البرزنچــي (@Hber_iq) April 11, 2024
بالمقابل، قال رئيس مركز ألوان للدراسات الإسترتيجية، والمقرب من الإطار التنسيقي، حيدر البرزنجي، في تغريدة له على منصة "إكس" إن "إعلان العودة يشكل دعاية انتخابية مبكرة وخارطة تحالفات سياسية قادمة ومتوقعة من التيار الوطني الشيعي"، معتبرا أنها "خطوة في الاندماج العقائدي بعد الاعتزال والانعزال السياسي، وهي مرحلة من مراحل متعددة تمت صياغتها مرارا وتكرارا"، مشيرا إلى أن التيار ذاته شُكّل على مسمى الإطار التنسيقي الشيعي، وهو يعود اليوم إلى الحياة السياسية عبر بوابة الاسم العقائدي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات التیار الوطنی الشیعی التیار الصدری
إقرأ أيضاً:
مدرب توتنهام يقاوم التيار في «السفينة الغارقة»!
لندن (د ب أ)
أخبار ذات صلة مدافع مانشستر سيتي يدعم خوسانوف بعد «البداية الصعبة» توتنهام يسقط للمباراة الرابعة توالياً في «البريميرليج»
يقاوم أنجي بوستيكوجلو، مدرب توتنهام، التكهنات بشأن مستقبله، وسط ترنح الفريق اللندني مجدداً بالخسارة أمام ليستر سيتي بنتيجة 1-2 في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، مشيراً إلى أن فريقه بإمكانه تحقيق نتائج متميزة في الفترة المتبقية من الموسم.
خسر توتنهام للمرة السادسة في آخر سبع جولات بالدوري الإنجليزي، ليزداد الضغط على بوستيكوجلو الذي يعاني كثرة الإصابات، حيث يغيب 10 لاعبين عن صفوف الفريق.
وزادت التكهنات حول مستقبل المدرب الأسترالي، بعد الخسارة 2-3 أمام إيفرتون في الأسبوع الماضي، لكنه قاد الفريق اللندني للفوز بالنتيجة نفسها خارج ملعبه أمام هوفنهايم الألماني في الدوري الأوروبي، يوم الخميس الماضي لينعش حظوظ توتنهام في التأهل لدور الـ16، ويستعد لمواجهة ليفربول في إياب قبل نهائي كأس الرابطة في فبراير المقبل.
وشدد بوستيكوجلو، «أثق كثيراً في لاعبي فريقي، لقد قدموا أداءً رائعاً وسط الظروف التي نمر بها، ولكن التركيز بالطبع سيكون على أننا خسرنا مباراة جديدة».
وأضاف في تصريحات أبرزتها وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا)، «ربما هذا أسوأ مركز لنا هذا الموسم، ولكن ما زلت أثق أنه بإمكان هذا الفريق أن يحقق شيئاً متميزاً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الموسم، وأعتقد أن اللاعبين يؤمنون بنفس الفكرة أيضاً».
وتابع، «أثق أن التفاصيل الصغيرة التي تمنعنا من تحقيق نتائج قوية ستتغير، وأثق أنه عندما تتغير سيكون بإمكاننا ترك بصمة قوية».
وختم مدرب توتنهام، «أشعر أن هؤلاء اللاعبين يبذلون أقصى جهد من أجل النادي وليس لي، كما أن الجهاز المعاون ملتزم للغاية، وهي أمور إيجابية أركز عليها». في المقابل، واجه رود فان نيستلروي مدرب ليستر سيتي تكهنات أيضاً حول مستقبله بعد سبع هزائم متتالية، ولكنه قاد الفريق لأول فوز في الدوري الإنجليزي منذ 3 ديسمبر الماضي.
وأشاد فان نيستلروي بلاعبيه بعد هذا الفوز الذي أخرج ليستر سيتي من المراكز الثلاثة الأخيرة.
وقال المدرب الهولندي: «تأخرنا بهدف، ولكن قدمنا أداءً جيداً، وأكدت ذلك في مباريات سابقة خسرناها، ولكن الفريق لم يهتز بعد التأخر في النتيجة».
وختم مدرب ليستر سيتي، «اللاعبون كانوا هادئين في فترة الاستراحة، لأنهم كانوا يدركون أن الخطة تسير بشكل جيد، وأتيحت لنا الفرص، وأردنا أن نقدم أداء أفضل في الشوط الثاني، وهو ما نجحنا به».