إكرام الميت.. لماذا رفض خبير آثار إعادة دفن مومياوات الفراعنة؟
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
قرر فجأة متحف Chau Chak Wing الملحق بجامعة سيدني في استراليا فجأة منع عرض مومياوات الفراعنة للجمهور بحجة تعارضها مع الأخلاق، فى نفس الوقت الذى يسمح لنفسه بعرض خمسة آلاف قطعة آثار مصرية منذ افتتاح المتحف 2020 بما يتنافى مع الأخلاق بأنها قطع مصرية ويتكسب منها دون أى حقوق لبلد المنشأ صاحبة هذه الحضارة ومعظم القطع جاءت إلى المتحف وكل المتاحف العالمية بطرق غير شرعية اهم الاستعمار بالنصيب الأكبر فى خروجها، ويرى أنه من الأخلاق أيضًا أن يقرر المتحف عودة هذه المومياوات إلى بلدها وهم أصحاب الحق فى عرضها وفقًا للشرع والقانون، وقد استغل البعض هذا التصرف ليعيد فكرة قديمة مستهلكة تم الرد عليها وصدرت فتوى شرعية بجواز عرضها.
موقف دار الإفتاء من عرض المومياوات
وفى ضوء هذا يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن هذا الموضوع حسمته دار الإفتاء موضحة أنه لا مانع شرعًا من قيام الهيئات المختصة بدراسة الآثار عن طريق إخراج المومياوات القديمة، وعرضها في المتاحف، مع الاحتياط التام في التعامل معها بما لا يخلّ بحقوق الموتى في التكريم.
وينوه الدكتور ريحان إلى أن الإسلام دعا إلى الرجوع إلى الآثار والنظر إليها للاعتبار والعظة باعتبارها الدليل المادي الملموس على وجود قوم آخرين للتعرف على حياتهم وحضارتهم ودراسة أسباب ازدهارها أو هلاكها، وبضياع هذه الآثار بأي شكل من الأشكال هو ضياع وفقدان لحضارة معينة
وأن الآية الكريمة رقم 45 في سورة الحج «فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ» تؤكد على أهمية آثار الحضارات السابقة على الإسلام وأنه من معالم هذه الحضارة في الآية السابقة البئر المعطلة، وهي البئر المهملة المرتبطة بقوم كانوا يستعملونها وبفقدانهم فقدت البئر أهميتها ونضب ماؤها وتعطلت، أمّا القصر المشيد فهو كل بناء مشيد من أي مادة سواء من الحجر أو الطوب وتعنى كل الآثار السابقة.
ونوه الدكتور ريحان إلى أن رفات السلالات البشرية تقع ضمن الآثار طبقُا لمفهوم الآثار كما جاء في التعريف الوارد في قانون حماية الآثار المصرى رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته «الأثر كل عقار أو منقول أنتجته الحضارات المختلفة أو أحدثته الفنون والعلوم والآداب والأديان منذ عصور ما قبل التاريخ وخلال العصور التاريخية المتعاقبة حتى ما قبل مائة عام متى وجد على أرض مصر وكانت له قيمة أو أهمية أثرية أو تاريخية باعتباره مظهراً من مظاهر الحضارات المختلفة التي أنتجت أو قامت على أرض مصر أو كانت لها صلة تاريخية بها وكذلك رفات السلالات البشرية والكائنات المعاصرة لها»
وأردف بأن الآية رقم 92 في سورة يونس «فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ»، والتى أبهرت علماء الآثار في الغرب، تشير إلى أن جثمان فرعون موسى بعد غرقه طفت على سطح البحر ليراها الجميع ليكون عبرة لمن خلفه إلى يوم القيامة والمقصود بمن خلفه في وقت الحدث هم بنو إسرائيل ليؤمنوا بالمعجزة ومن خلفه من ملوك مصر القديمة ليتعظوا مما حدث له ومن خلفه من الناس أجمعين المقصودة في الآية الكريمة «وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ».
وتساءل الدكتور ريحان «كيف يكون عظة للناس من بعده إذ لم يشاهده الناس؟ وقد أخذ المصريون القدماء جثته وقاموا بتحنيطها طبقًا للمعتقد المصرى البعث والخلود وعثر عليها في الاكتشافات الأثرية وخلص من ذلك أن هذا الشخص يجب أن يراه الناس وينعكس ذلك على باقى المومياوات فلا مانع من عرضها خاصة أنه لا يوجد دليل أثرى واحد حتى الآن عن شخصية فرعون الخروج.
أوضح أن تحنيط جثامين الفراعنة يغير من صفات الجثامين نفسها وحتى لغويًا يتغير اسمها إلى مومياء ولو تعرضت لعوامل التعرية ستتحلل فورًا لذلك تخضع لنظم خاصة وضعت على أسس علمية وبهذا فهو تكريم وليس إهانة لصاحبها كما أن هذه المومياوات تخضع للدراسة بالفعل من أساتذة متخصصين لمعرفة السلوك البشرى والأمراض التي تعرضوا لها ووسائل العلاج والكثير من المعلومات عن هذه الحضارة وبالتالى فإن استخراج المومياوات وعرضها يخضع للإشراف والدراسات العلمية وليس الهدف هو حصد الدولارات حتى أن هذا النوع من السياحة يطلق عليه السياحة الثقافية للتعرف على حضارات الشعوب وليس من قبيل الترفيه والداخل إلى حجرة المومياوات يصمت تمامًا احترامًا لهذا المكان ومن الطبيعى أن يدفع الزائر مقابل لهذه الخدمة.
حضارة عظيمة
وتابع الدكتور ريحان أن هؤلاء يقطعون آلاف الكيلو مترات للتعرف على حضارتنا العظيمة وليس للفرجة على بهلوانات، والدين الإسلامى دعا إلى السير في الكون للتعرف على حضارات السابقين وهو ما يجب أن يحرص عليه العرب والمسلمون أيضًا طبقًا للآية 21 سورة غافر «أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الفراعنة مومياوات فرعون موسى الدکتور ریحان للتعرف على
إقرأ أيضاً:
العراق يكشف عن استعادة 23 ألف قطعة أثرية من أوروبا وأميركيا
3 مارس، 2025
بغداد/المسلة: كشف مجلس القضاء الأعلى في العراق عن استرداد نحو 23 ألف قطعة أثرية تعود للحضارات السومرية والبابلية، هُربت بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003. ومنذ سنوات طويلة يعمل العراق على استرداد آثاره التي نُهبت وهُرّبت خلال السنوات التي أعقبت الاحتلال الأميركي عام 2003، وأسفرت عن تغييب أعداد كبيرة من القطع الأثرية الهامة من التاريخ العراقي القديم.
ونقل بيان لمجلس القضاء عن قاضي محكمة التحقيق في بغداد، القاضي نبيل كريم، الاثنين، قوله إن العراق استرد خلال السنوات العشر الأخيرة نحو 23 ألف قطعة أثرية، سومرية وبابلية، من ضمن الآثار العراقية المسروقة، مؤكداً أن جميعها كانت في دول أوروبية إلى جانب الولايات المتحدة. وأضاف أن “العراق نجح عام 2021 باستعادة لوح كلكامش، الذي كان معروضاً في متحف في واشنطن، بعد أن تم رفع دعوى قانونية أثبتت تهريبه، وخلال العام نفسه استعاد العراق 17 ألف قطعة أثرية من الولايات المتحدة. إضافة إلى آلاف القطع التي تمت استعادتها من أوروبا بالتعاون مع السلطات في بريطانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى، تعود الى الحضارات السومرية والبابلية”.
وأوضح البيان القضائي العراقي أن الحكومة استعادت 3500 قطعة أثرية من فرنسا، و150 قطعة من ألمانيا في العام 2017. أما في العام 2019، فقد استعادت 700 قطعة من بريطانيا، إضافةً إلى 2000 قطعة استرجعت من دول مختلفة. لاحقاً في عام 2021، استعادت السلطات 17 ألف قطعة أثرية من الولايات المتحدة، تضمنت ألواحاً مسمارية وتماثيل وأدوات من حضارات العراق القديمة، بعدما تم تهريب هذه القطع بعد عام 2003، بينما لا يزال العمل مستمراً لاستعادة المزيد منها”.
ومنذ عام 1991، تقوم عصابات بتصدير لوحات فنية تعود للعصور البابلية والسومرية، من مواقع في سامراء وبابل وكربلاء وذي قار. ولاحقاً، قام تنظيم “داعش” بتحطيم تماثيل تعود إلى آلاف السنين قبل الميلاد في نينوى، ثم باع البعض الآخر إلى دول مجاورة في الخليج العربي والأردن وتركيا ثم إلى أوروبا، وصولاً إلى الولايات المتحدة الأميركية، لتبقى في أيد مجهولة، تحصَّنها بطريقة سرية.
ولا تظهر هذه القطع إلا في المزادات السرية التي تسعى الحكومة العراقية الحالية لمراقبتها، واسترجاع ما يمكن استرجاعه.
وحول الإعلان الجديد، قال عضو لجنة السياحة والآثار في البرلمان العراقي، رفيق هاشم، إن بلاده “تبذل منذ سنوات جهوداً كبيرة من أجل استعادة الآثار المهربة، وهناك لجان مختصة تعمل على ذلك مشكلة من وزارات ومؤسسات عراقية مختلفة، وهناك تواصل مع كافة الدول التي يملك العراق معلومات عن وجود آثاره فيها”.
وبيّن هاشم أن “هناك مافيات دولية كان تعمل مع الجماعات الإجرامية والإرهابية من أجل تهريب آثار العراق وبيعها في دول مختلفة، وهذا كان جزءا من مخطط تدمير حضارة العراق، لكن الجهود الحكومية دفعت نحو استرداد الآلاف من تلك القطع، وما زال هناك الآلاف مازال العمل يجري على استردادها، وهناك جهود دبلوماسية وقانونية تجري دون أي توقف”.
ويعتبر ملف استعادة الآثار العراقية المنهوبة بعد الغزو الأميركي أحد أبرز القضايا التي أوكلتها الحكومات المتعاقبة في بغداد إلى لجنة مشتركة من وزارات الخارجية والداخلية والثقافة، لكن السلطات العراقية ما زالت تؤكد أن العدد الذي استُعيد قليل جداً مقارنة باللقى والآثار التي نُهبت بعد عام 2003، إبان الاحتلال الأميركي. وبحسب قانون الآثار والتراث رقم 55 لسنة 2002، فإن سرقة الآثار من الجرائم الخطيرة التي تهدد الإرث الحضاري، وتنص المادة 40 من القانون على “عقوبات صارمة تتراوح بين السجن لمدة لا تقل عن 7 سنوات ولا تزيد على 15 سنة، مع تعويض مقداره ستة أضعاف القيمة المقدرة للأثر أو المادة التراثية في حالة عدم استردادها”، وتشدد العقوبة إلى السجن المؤبد إذا كان مرتكب الجريمة من المكلفين بإدارة أو حراسة الأثر.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts