بوابة الوفد:
2024-11-24@20:40:13 GMT

صحفيون وأحزاب!

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

يرجع الفضل إلى مجلس شورى النواب الذى أسسه الخديو إسماعيل عام 1866 فى تطوير الحياة السياسية وتهيئة الأجواء للتفكير فى العمل الحزبى رغم كونه كياناً استشارياً، حيث يعتبر بعض المؤرخين أن الحزب الوطنى الذى أنشأه العرابيون عام 1879 أول الأحزاب السياسية فى تاريخ مصر، فى حين يرى البعض الآخر أن هذا التنظيم لم يكن سوى تكتل جهوى، افتقد صفة التنظيم ووسائل الاتصال الكافية مع الجماهير، ولم يكن هدفه الوصول للسلطة، باعتبار ذلك أحد أهم عناصر تعريف الحزب السياسى، بل كان مقاومة النفوذ الأجنبى، وإنقاذ مصر من الإفلاس والدعوة للإصلاح وتنظيم التعليم، وقد انتهى الوجود العملى لهذا الحزب بنفى العرابيين، وخيانة بعض أعضائه من خلال تحالفهم مع الخديو توفيق، ثم جاء الاحتلال الإنجليزى لمصر عام 1882 ليطوى صفحة هذا الحزب من خريطة الحياة السياسية المصرية.

يعتبر المؤرخون، عام 1907 عاماً للأحزاب، فقد شهد ذلك العام موجة من موجات تأسيس الأحزاب فى مصر جعلته يحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الأحزاب التى تأسست فيه، ولم يتراجع عام 1907 عن المرتبة الأولى إلا بعد ثورة 25 يناير 2011 التى أعقبها تأسيس عدد من الأحزاب غير مسبوقة فى التاريخ المصرى، ومنها حزب الأمة فى 21 سبتمبر 1907، حيث تحولت ثلاثة تيارات سياسية كانت تعبر عن نفسها من خلال الصحافة إلى جانب أحزاب سياسية، أسسه مجموعة من كبار ملاك الأراضى الزراعية وكبار رجال العائلات وبعض رجال السياسة والقانون والصحافة، وكان من أبرز قادته ومفكريه أحمد لطفى السيد مصدر جريدة «الجريدة»، كما شارك فى تأسيسه محمود باشا سليمان وعلى شعراوى باشا وعبدالعزيز فهمى، وقد تبنى الحزب الفكر الليبرالى، ورأى أن الارتقاء بالتعليم وبناء ديمقراطية على أساس من النظام الدستورى الطريق الوحيد لتحقيق رقى مصر واستقلالها.

ثم نشأ حزب الإصلاح على المبادئ الدستورية فى 9 ديسمبر من العام نفسه، أسسه الشيخ على يوسف صاحب جريدة «المؤيد» وكان حزباً موالياً للخديو عباس حلمى الثانى ومؤيداً له، وقد انتهى الحزب بوفاة مؤسسه عام 1913. وظهر الحزب الوطنى فى 26 ديسمبر عام 1907، أسسه مصطفى كامل صاحب جريدة «اللواء» وهذا المسمى أطلق على التيار المعادى للاحتلال قبل تأسيس الحزب، هذا وقد اعتبر حزب مصطفى كامل قضية الاستقلال الوطنى عمله الأول، وإن كان قد تبنى أيضاً الدعوة إلى الدستور، وتطورت مواقف الحزب فيما بعد وفاة مصطفى كامل فى 10 فبراير 1908، فاكتسبت أبعاداً اجتماعية فى ظل زعامة محمد فريد، فبدأ يهتم بالنقابات العمالية والتعاونيات ومدارس الشعب وغيرها من المشروعات، وقد اضطر محمد فريد لمغادرة البلاد إلى منفاه الاختيارى بين تركيا وسويسر وألمانيا، لكنه ظل زعيماً للحزب حتى وفاته فى نوفمبر 1919.

ظهر بعد ذلك الحزب الوطنى الحر، فى 20 يوليو 1907، أسسه محمد وحيد بك الأيوبى وهو حزب موالٍ للاحتلال البريطانى، واختار جريدة «المقطم» التى كانت تعتبر بمعنى ما لسان حال سلطات الاحتلال فى مصر، لتعلن من خلالها برنامجه، وقد تغير اسم الحزب فيما بعد إلى حزب الأحرار بعد أن أصدر جريدة تحمل هذا الاسم عام 1908، وقد انتهى هذا الحزب فى أغسطس 1910 بعد أن أدين مؤسسه فى قضية تبديد أموال وحكم عليه بالسجن مدة شهرين.

وظهر بعد ذلك الحزب الوطنى عام 1907 وأسسه الصحفى حافظ أفندى عوض ونشر برنامجه فى جريدة المؤيد التى عمل فيها مدة 10 سنوات، وكان برنامجه يتحدث عن التعاون مع سلطات الاحتلال، وقال فيه: «إننا رجال الحزب الوطنى نعتقد أن مصالح مصر وإنجلترا واحدة» ويبدو أن حزبه كان حزباً على الورق فقط، وقد انضم فى يناير عام 1908 بعد تأسيس مصطفى كامل للحزب الوطنى الحقيقى إلى حزب الإصلاح على المبادئ الدستورى.

كذلك تأسس فى ذلك العام حزب صغير حمل اسم الحزب الجمهورى، ودعا إلى إنهاء حكم أسرة محمد على، أسسه عدد من الصحفيين والمثقفين، وكان هذا الحزب يرى أن النظام الجمهورى أقرب النظم إلى مبادئ العدل والإنصاف، ولم يستمر هذا الحزب طويلاً واختفى من الوجود.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن الحياة السياسية المؤرخين الحزب الوطنى مصطفى کامل هذا الحزب

إقرأ أيضاً:

المعارضة تفشل في مواجهة حزب الله: لا تسوية معه

يبدو أن قوى المعارضة تنتظر نهاية الحرب لتبدأ معركتها السياسية الداخلية بهدف تحصين وتحسين واقعها السياسي، علماً أن كانت لديها فرصة جدية في الأيام الأولى للمعركة للحصول على مُكتسبات أكبر في ظلّ الضربات التي تعرّض "حزب الله" والتي أضعفته لعدّة أيام. 

لكن من الواضح أن المعارضة فشلت في الدخول في معركة سياسية مؤثّرة خلال الحرب، والأمر لا يعود حتماً الى أسباب مرتبطة بحسن النوايا، غير أن السرّ يكمن في المشاكل العضوية الجذرية التي تسيطر عليها وتقف عقبة في طريق أي حراك سياسي نافع سواء لجهة الاصطفافات النيابية أو لجهة التكتيك لإضعاف "حزب الله" وحلفائه. 

ولعلّ أبرز العوامل التي أعاقت خُطط المعارضة، وبمعزل عن ما يظهر في وسائل الإعلام من خلال الحملات الضاغطة التي تؤشر الى نهاية "حزب الله" تماما، حيث اتجه البعض الى اعتبار أنّ لبنان بات يترقّب مرحلة جديدة خالية من "الحزب"، فإن المعارضة غير متوافقة في ما بينها ولا متطابقة في مجمل المواقف ولو ظهر الامر عكس ذلك، فلا مرشّح رئاسيا واحدا يجمعها ولا خطاب سياسيا يوحّدها أو حتى نظرة تكتيكية واستراتيجية للواقع اللبناني. لذلك فإنها لم تتمكن من أن تفرض نفسها في مواجهة "الحزب" أو الوصول الى تسوية معه مرتبطة بالقضايا الخلافية. 

ثمة عامل آخر ساهم في تعقيد تنفيذ تصوّر المعارضة، ويتركّز في نقطة التفاف القوى الاسلامية حول "حزب الله"؛ إذ إنّ "الثنائي الشيعي" المتمثل "بحزب الله" و"حركة امل" لا يزالان توأمان برأس واحد لا ينفصلان، وكذلك القوى السنّية بغالبيتها العظمى التي تؤيد "الحزب" وتدعمه بعيداً عن بعض الخلافات غير المرتبطة بالمعركة الراهنة. وهذا أيضاً ينطبق على الأحزاب الدرزية الأساسية وتحديداً الحزبين الاشتراكي والديمقراطي، اضافة الى الوزير السابق وئام وهاب الذي يتمايز قليلاً عن "حزب الله" من دون أن يخرج عن تأييده له في القضايا الاستراتيجية. 

وفي سياق متّصل فإنّ المعارضة فشلت أيضاً في استقطاب رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بشكل كامل، حيث بقي الرجل خارج المعارضة بالرغم من خلافه العميق مع "الحزب" في مرحلة تعتبر الاكثر حساسية في لبنان، لكن هذه الخلافات ما لبثت أن تقلّصت بشكل أو بآخر ما يجعل من "حزب الله" قادراً على الخروج من الحرب، رغم الاضرار الكبيرة التي تعرّض لها، بقوّة جدية لا يمكن الاستهانة أو الاستفراد بها في الداخل اللبناني.
المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • حلفاء الحزب يتشددون.. الانتصارات الإعلامية تخيفهم
  • الحزب الاشتراكي اليمني يعلن موقفه النهائي من ”الانفصال” والقضية الجنوبية
  • الحوار الوطنى.. غياب الإعلام والثقة عن المرحلة الثانية
  • ليست منطقة عمليات.. الصادق: على الحزب تحييد بيروت
  • بو عاصي: ما وظيفة سلاح الحزب؟
  • المعارضة تفشل في مواجهة حزب الله: لا تسوية معه
  • هدف جديد لـحزب الله... هذا ما بدأ بقصفه
  • المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى يناقش الجهود المبذولة لحوكمة الذكاء الاصطناعي
  • الوطنى للذكاء الاصطناعي يناقش الجهود المبذولة للحوكمة
  • جنبلاط مع الحزب وواشنطن وضد ايران