بوابة الوفد:
2025-01-31@04:22:28 GMT

صحفيون وأحزاب!

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

يرجع الفضل إلى مجلس شورى النواب الذى أسسه الخديو إسماعيل عام 1866 فى تطوير الحياة السياسية وتهيئة الأجواء للتفكير فى العمل الحزبى رغم كونه كياناً استشارياً، حيث يعتبر بعض المؤرخين أن الحزب الوطنى الذى أنشأه العرابيون عام 1879 أول الأحزاب السياسية فى تاريخ مصر، فى حين يرى البعض الآخر أن هذا التنظيم لم يكن سوى تكتل جهوى، افتقد صفة التنظيم ووسائل الاتصال الكافية مع الجماهير، ولم يكن هدفه الوصول للسلطة، باعتبار ذلك أحد أهم عناصر تعريف الحزب السياسى، بل كان مقاومة النفوذ الأجنبى، وإنقاذ مصر من الإفلاس والدعوة للإصلاح وتنظيم التعليم، وقد انتهى الوجود العملى لهذا الحزب بنفى العرابيين، وخيانة بعض أعضائه من خلال تحالفهم مع الخديو توفيق، ثم جاء الاحتلال الإنجليزى لمصر عام 1882 ليطوى صفحة هذا الحزب من خريطة الحياة السياسية المصرية.

يعتبر المؤرخون، عام 1907 عاماً للأحزاب، فقد شهد ذلك العام موجة من موجات تأسيس الأحزاب فى مصر جعلته يحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الأحزاب التى تأسست فيه، ولم يتراجع عام 1907 عن المرتبة الأولى إلا بعد ثورة 25 يناير 2011 التى أعقبها تأسيس عدد من الأحزاب غير مسبوقة فى التاريخ المصرى، ومنها حزب الأمة فى 21 سبتمبر 1907، حيث تحولت ثلاثة تيارات سياسية كانت تعبر عن نفسها من خلال الصحافة إلى جانب أحزاب سياسية، أسسه مجموعة من كبار ملاك الأراضى الزراعية وكبار رجال العائلات وبعض رجال السياسة والقانون والصحافة، وكان من أبرز قادته ومفكريه أحمد لطفى السيد مصدر جريدة «الجريدة»، كما شارك فى تأسيسه محمود باشا سليمان وعلى شعراوى باشا وعبدالعزيز فهمى، وقد تبنى الحزب الفكر الليبرالى، ورأى أن الارتقاء بالتعليم وبناء ديمقراطية على أساس من النظام الدستورى الطريق الوحيد لتحقيق رقى مصر واستقلالها.

ثم نشأ حزب الإصلاح على المبادئ الدستورية فى 9 ديسمبر من العام نفسه، أسسه الشيخ على يوسف صاحب جريدة «المؤيد» وكان حزباً موالياً للخديو عباس حلمى الثانى ومؤيداً له، وقد انتهى الحزب بوفاة مؤسسه عام 1913. وظهر الحزب الوطنى فى 26 ديسمبر عام 1907، أسسه مصطفى كامل صاحب جريدة «اللواء» وهذا المسمى أطلق على التيار المعادى للاحتلال قبل تأسيس الحزب، هذا وقد اعتبر حزب مصطفى كامل قضية الاستقلال الوطنى عمله الأول، وإن كان قد تبنى أيضاً الدعوة إلى الدستور، وتطورت مواقف الحزب فيما بعد وفاة مصطفى كامل فى 10 فبراير 1908، فاكتسبت أبعاداً اجتماعية فى ظل زعامة محمد فريد، فبدأ يهتم بالنقابات العمالية والتعاونيات ومدارس الشعب وغيرها من المشروعات، وقد اضطر محمد فريد لمغادرة البلاد إلى منفاه الاختيارى بين تركيا وسويسر وألمانيا، لكنه ظل زعيماً للحزب حتى وفاته فى نوفمبر 1919.

ظهر بعد ذلك الحزب الوطنى الحر، فى 20 يوليو 1907، أسسه محمد وحيد بك الأيوبى وهو حزب موالٍ للاحتلال البريطانى، واختار جريدة «المقطم» التى كانت تعتبر بمعنى ما لسان حال سلطات الاحتلال فى مصر، لتعلن من خلالها برنامجه، وقد تغير اسم الحزب فيما بعد إلى حزب الأحرار بعد أن أصدر جريدة تحمل هذا الاسم عام 1908، وقد انتهى هذا الحزب فى أغسطس 1910 بعد أن أدين مؤسسه فى قضية تبديد أموال وحكم عليه بالسجن مدة شهرين.

وظهر بعد ذلك الحزب الوطنى عام 1907 وأسسه الصحفى حافظ أفندى عوض ونشر برنامجه فى جريدة المؤيد التى عمل فيها مدة 10 سنوات، وكان برنامجه يتحدث عن التعاون مع سلطات الاحتلال، وقال فيه: «إننا رجال الحزب الوطنى نعتقد أن مصالح مصر وإنجلترا واحدة» ويبدو أن حزبه كان حزباً على الورق فقط، وقد انضم فى يناير عام 1908 بعد تأسيس مصطفى كامل للحزب الوطنى الحقيقى إلى حزب الإصلاح على المبادئ الدستورى.

كذلك تأسس فى ذلك العام حزب صغير حمل اسم الحزب الجمهورى، ودعا إلى إنهاء حكم أسرة محمد على، أسسه عدد من الصحفيين والمثقفين، وكان هذا الحزب يرى أن النظام الجمهورى أقرب النظم إلى مبادئ العدل والإنصاف، ولم يستمر هذا الحزب طويلاً واختفى من الوجود.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن الحياة السياسية المؤرخين الحزب الوطنى مصطفى کامل هذا الحزب

إقرأ أيضاً:

اتفاقات نوعية مع الخارج تنتظر والرئيس عون يعطّل الألغام

كتب طوني مراد في" نداء الوطن": تلتقي الأوساط الدبلوماسية الأوروبية والعربية على الإشارة إلى أن الضربة العسكرية لإيران باتت شبه حتمية وقد اتخذ القرار فيها أخيراً، وستكون على الأرجح قبل نهاية آذار المقبل، وقد تواكبها تطورات داخلية، إلا إذا أبدت طهران استعداداً جديّاً وفعليّاً ملموساً لتقديم تنازلات على صعد عدة سواء في ما خص برنامجها النووي أو أجندتها التوسعية وخريطة نفوذها في المنطقة، وهو احتمال طوعي وارد بنسبة محدودة تحت وطأة الضغوط، لأن البديل هو التخلّي قسراً عن تلك الرهانات. وترى الأوساط أن الضربات التي تلقتها إيران في لبنان وغزة وسوريا غير كافية، طالما أن رأس الحربة ما زال يراهن على تعويم أذرعه.

يبدو أن "حزب الله" يدرك جيّداً دقائق اللعبة، ويسعى إلى الحفاظ ما أمكن على مواقعه ونفوذه في صلب الدولة اللبنانية، على رغم بعض التباينات في صفوف قيادته بين متماهين كليّاً مع إيران وبين من يسعى إلى نوع من التمايز، إذ من الواضح أن الجانبين يلتقيان على هذه المسألة. من هنا يُفهم استشراس "الحزب" من خلال تركيبة الثنائي، على التمسك بحقيبة المال وحقائب أخرى معينة، وعلى استنفار الموالين له في الإدارات الرسمية والمؤسسات على قضم ما أمكن من مواقع، أو على فرض أمر واقع، تحسّباً للتحوّلات المتوقعة، باعتبار أن ما يمكن أن يحصِّله "الحزب" اليوم قد لا يمكنه تحصيله بعد حين.

يقول عارفون في المعادلة الشيعية إنّ الرئيس نبيه بري يحاول التملّص من الحالة الضاغطة بخلفية دولية على "حزب الله" حكوميّاً، والحالة الضاغطة الموازية التي يمثلها "الحزب"، علماً أن ثمّة تململاً متنامياً وأكثر تجلياً في المناخ المحيط بحركة "أمل" لجهة الانزعاج من رهانات "حزب الله" وما استتبعته من خسائر ونكبات، وتالياً "لم يعد في الإمكان تحمّل المزيد".

من هنا يمكن فهم تمايز "الحركة" في الموقف حيال عراضات الدراجات النارية الأخيرة، على أن هذه العراضات شكّلت "نقزة" كبيرة محليّاً وخارجيّاً، وقد تجلّى ذلك في تقارير دبلوماسية لعدد من السفارات المهمة لعواصمها تلفت إلى محاذيرها وانعكاسها على انطلاقة العهد الجديد وما تعنيه من خطر صدامات داخلية.
يبقى أنه مع تأليف الحكومة العتيدة فإن استحقاقات مهمة تنتظرها، إذا ما كانت التشكيلة على قدر الآمال وتلبّي التطلعات الدولية والعربية إلى إرساء مرحلة مختلفة عما سبق تحت عنواني استعادة السيادة وإطلاق عملية الإصلاح. وفي هذا المجال، تمّ العمل الدؤوب ويتمّ حاليّاً على استكمال مشاريع اتفاقات تعاون مع عدد من الدول العربية والصديقة، ومن بينها اتفاقات مهمّة مع المملكة العربية السعودية، ويبلغ عددها اثنين وعشرين اتفاقاً وينكبّ عليها موظفون في وزارة الخارجية والوزارات والإدارات المعنية، وهي مشاريع اتفاقات لا يمكن أن تبصر معظمها النور إذا لم تكن الحكومة الجديدة أهلاً للثقة.  
 

مقالات مشابهة

  • اتفاقات نوعية مع الخارج تنتظر والرئيس عون يعطّل الألغام
  • «القاهرة الدولى للكتاب».. جسر ثقافى يعزز الوعى والانتماء الوطنى
  • جامعة حلوان تحتفل بيوم البيئة الوطنى تحت شعار "مصر خضراء"
  • هدفنا الاستراتيجى دعم البحث العلمى للصناعة والاقتصاد الوطنى وتقليل الفاتورة الاستيرادية
  • جامعة سوهاج تحتفل بيوم البيئة الوطنى بندوة تثقيفية عن التحول للأخضر
  • التحالف الوطنى يساهم فى دعم الطلاب غير القادرين بجامعة بنها
  • ندوات توعوية وورش عمل.. جامعة حلوان تحتفل بيوم البيئة الوطنى «مصر خضراء مستدامة»
  • اتحاد كرة اليد: لاعبو منتخب فرنسا اعتذروا للاعبي منتخبنا بعد المباراة
  • «التنسيقية» تدعو لمسيرات شعبية لدعم أهالي غزة
  • نعيم قاسم أعلنها.. حقائق عن مصير حزب الله