ما الذي يعنيه قرار بايدن بزيادة رسوم التنقيب عن النفط والغاز؟
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
رفعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رسوم وكلفة التنقيب عن النفط والغاز في الأراضي الفدرالية، كجزء من حملة شاملة على الصناعة قبل انتخابات تشرين الثاني المرتقبة.
وقال مكتب إدارة الأراضي، الجمعة، إنه وضع اللمسات الأخيرة على قاعدة لرفع الرسوم التي يجب على الحفارين دفعها للحكومة لأول مرة منذ العام 1920 والسندات اللازمة لتغطية تكلفة عمليات التنظيف لأول مرة منذ العام 1960.
وبحسب وزيرة الداخلية ديب هالاند، فإن "هذه هي أهم الإصلاحات لبرنامج تأجير النفط والغاز الفدرالي منذ عقود، وسوف تقلل من المضاربات المسرفة، وتزيد العائدات للجمهور، وتحمي دافعي الضرائب من تحمل تكاليف عمليات التنظيف البيئي".
تأتي هذه القاعدة في الوقت الذي يشدد فيه الرئيس جو بايدن موقفه تجاه منتجي الوقود الأحفوري في محاولة لحشد الناخبين التقدميين في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية هذا العام.
كما تحركت إدارته أخيراً لتقييد عقود إيجار الحفر البحرية وتجميد تصاريح البنية التحتية الجديدة للغاز الطبيعي المسال.
لكن ارتفاع الإتاوات يأتي أيضًا مع ارتفاع أسعار النفط الخام وسط مخاوف من انقطاع الإمدادات بسبب الاضطرابات في الشرق الأوسط - وهي العوامل التي دفعت بالفعل أسعار البنزين الأميركية إلى الارتفاع وعززت التضخم.
ويبلغ متوسط أسعار البنزين في الولايات المتحدة الآن 3.63 دولار للغالون، بزيادة نحو 15% منذ بداية العام.
وتعهد بايدن خلال حملته الانتخابية بقيادة التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري، لكنه حث منذ ذلك الحين على مزيد من الحفر لوقف ارتفاع الأسعار.
وتجاوز إنتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز في ظل رئاسته إنتاج أية دولة في التاريخ.
لكن الطاقة برزت مع ذلك كساحة معركة في الانتخابات، مع تعهد دونالد ترامب بتحرير الصناعة و"الحفر" إذا عاد إلى البيت الأبيض.
وفي حين أن اللوائح التي تم الكشف عنها يوم الجمعة لا تنطبق إلا على الأراضي الفدرالية، التي تشكل أقل من 10% من الإنتاج الأميركي، فقد أثار الإعلان على الفور انتقادات من مجموعات الوقود الأحفوري وحلفائهم الجمهوريين في الكونغرس، بحسب تقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.
وانتقد أكبر عضو جمهوري في لجنة الطاقة والموارد الطبيعية بمجلس الشيوخ، جون باراسو، الرئيس بايدن لأنه "بذل كل ما في وسعه لجعل إنتاج الطاقة على الأراضي الفدرالية مستحيلاً اقتصادياً".
وأضاف باراسو: "إن انخفاض النفط والغاز الطبيعي من الأراضي الفدرالية يعني وظائف أقل للأميركيين، ويكاد يكون من المؤكد، المزيد من الأموال إلى الشرق الأوسط وفنزويلا وروسيا وإيران".
وسترتفع معدلات الإتاوة من 12.5% إلى 16.67%، تماشيا مع التغيير الذي فرضه لأول مرة قانون خفض التضخم، وهو قانون المناخ التاريخي الذي أصدره بايدن.
كما سيرتفع الحد الأدنى لمتطلبات السندات، المستخدمة لدفع تكاليف تنظيف الآبار المهجورة، من 10 آلاف دولا إلى 150 ألف دولار لعقد الإيجار الفردي.
قاعدة يوم الجمعة هي الأحدث من بين عديد من قواعد المناخ التي وضعتها الوكالات الفدرالية، إذ يتسابق بايدن لإنهاء أجندته التنظيمية قبل التصويت في تشرين الثاني.
أصدرت وكالة حماية البيئة هذا الأسبوع قواعد تضع حدًا للتلوث السام الناتج عن المصانع الكيماوية وإزالة المواد الكيميائية المسببة للسرطان من مياه الصنبور.
وفي الشهر الماضي، أصدرت الوكالة اللوائح النهائية التي تحدد الحد الأقصى لانبعاثات السيارات والشاحنات، وفي وقت سابق من هذا العام، أصدرت قاعدة تضيق الخناق على أكثر أشكال تلوث الهواء فتكًا من المصانع ومحطات الطاقة.
وعلى الرغم من أن هذه القاعدة لاقت ترحيبًا واسع النطاق من قبل نشطاء المناخ، إلا أنها تعرضت لانتقادات باعتبارها غير كافية من قبل البعض الذين جادلوا بأنها لم تذهب إلى أبعد من ذلك.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار النفط والغاز
إقرأ أيضاً:
ما الاختلاف الذي لمسه السوريون في أول رمضان بدون الأسد؟
دمشق – "كل شيء قد اختلف، حركة الناس والمحلات والوضع المعيشي، يشعر المرء وكأن الناس في الشام أصبحت تتنفس بشكل أفضل"، بهذه العبارة يشرح خالد السلوم (43 عاما) الاختلاف الذي لمسه بعد مضي 15 يوما على شهر رمضان الأول الذي يشهده السوريون بعد رحيل نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويضيف السلوم، في حديث للجزيرة نت، "كان هناك الكثير من الشبان المطلوبين للخدمة الإلزامية في الجيش أصبح بإمكانهم اليوم التحرك بحرية، ومن الاختلافات الملحوظة أيضا أن أعداد الناس في رمضان هذا العام وكأنها قد تضاعفت".
ويؤكد الرجل الأربعيني شعوره بالفرحة الغامرة لتمكنه من مواكبة أجواء رمضان هذا العام في سوريا بعد سقوط النظام السابق، وهو الشعور المشترك الذي رصدته الجزيرة نت لدى كثير من السوريين في دمشق.
أجمع بعض السوريون في دمشق ممن تواصلت معهم الجزيرة نت على أن الحرية الدينية ربما تكون أبرز ما لمسوه من اختلاف بين شهور رمضان في ظل حكم النظام السابق ورمضان هذا العام.
وحول ذلك تقول لينا العجلوني (26 عاما) للجزيرة نت "نتمتع في رمضان هذا العام بالحرية، أن يستمع الإنسان للقرآن الكريم أينما كان وأن يصلي أمام جميع الناس من دون أن يمنعه أحد"، وتضيف "هذه الحرية لم تكن موجودة في السابق، وأعتقد أن ذلك يمثل فرحة لنا ولكل المسلمين حول العالم".
ومن جهته، يشير الطالب الجامعي أحمد الحلبي إلى جانب آخر يتمثل في زيادة إقبال الناس على زيارة الجوامع بدمشق في رمضان هذا العام، وزيادة إقبالهم على صلوات التراويح والقيام.
إعلانبالإضافة إلى ذلك تخلص السوريون من ظواهر عديدة كـ"بسطات الدخان أمام الجوامع" والتي كانت تعود بالغالب إلى "مخابرات النظام"، وظاهرة المجاهرة بالإفطار في الشوارع التي كانت تستفز مشاعر الصائمين و"تقلل من هيبة الإسلام"، على حد تعبير الحلبي.
ضبط كثير من السوريين المغتربين توقيت زيارتهم إلى بلدهم هذا العام مع حلول الشهر الفضيل، ليتسنى لهم معايشة أجواء رمضانية استثنائية في سوريا الوليدة، ومن بينهم سمير صابونجي، وهو مغترب سوري في الولايات المتحدة الأميركية، قدم إلى سوريا لمعانقة هذه الأجواء.
وعن ذلك يقول صابونجي للجزيرة نت "إنه أول رمضان لي في سوريا بعد غياب 15 عاما، وأشعر بسعادة لا توصف، ويبدو لي أن الناس قد استعادت بلدها وأرضها، وهي تجربة مختلفة جدا عن كل تجاربي التي عشتها في الشام سابقا".
ويضيف صابونجي "رغم أن الأجواء أخفّ من المعتاد بسبب أزمتي الكهرباء والسيولة، فإن الخوف الذي كان يسيطر على الناس قد اختفى، ولمست أُلفة وطاقة إيجابية تعم الشوارع والجوامع، وأنا ممتن لكل ذلك".
بدوره، عبّر المهندس حذيفة الشهابي، المغترب في ألمانيا، عن مشاعره المختلطة بزيارة بلده في رمضان بالقول "فرحة ونشوة وحب ورغبة بالبقاء في الشارع والحكي مع الناس، والكثير من المشاعر الأخرى التي تنتابني كلما خرجت من المنزل لأتجول في حارات دمشق وشوراعها".
ويتابع الشهابي في حديث للجزيرة نت "رغم ضيق أحوال الناس والفقر الذي خلفه حكم الأسد، فإن إيمانهم الثابت بالله وبهجتهم بالأجواء الرمضانية تعطيني الأمل في هذه البلاد التي شبعت من القسوة والدمار".
وكانت الأنشطة الدينية الإسلامية قد شهدت تضييقا ممنهجا في عهد الرئيسين حافظ وبشار الأسد منذ عام 1970 حتى 2024، وتحكمت الأجهزة الأمنية في مفاصل المؤسسة الدينية الرسمية، ومُنعت الصلوات في الجيش، وفُرض تشديد على الخطب والدروس الدينية في المساجد.
إعلان