الجزيرة:
2025-04-29@20:42:12 GMT

هل ستكون غزة أكثر أمانا إذا استقال نتنياهو؟

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

هل ستكون غزة أكثر أمانا إذا استقال نتنياهو؟

تركز كثير من انتقادات الغرب لإسرائيل على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكن خبراء يقولون إن أسلوبه في الحرب يحظى بدعم واسع.

هذا ما يلخصه تقرير بموقع الجزيرة الإنجليزي للكاتب الصحفي المستقل المقيم بتونس سايمون سبيكمان كوردال، الذي استهل مقاله بالإشارة إلى أنه مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، يبدو أن الانتقادات تَنصب على الزعيم الإسرائيلي المحاصر نتنياهو، الرجل الذي يواجه تهم فساد متعددة، موضحا أن أحد مظاهر تلك الانتقادات يتجلى في خروج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع للمطالبة برحيله.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هآرتس: الحق يقال إسرائيل خسرت الحربlist 2 of 4واشنطن بوست: أكبر موردي الأسلحة للجيش الإسرائيليlist 3 of 4أكبر عدو لأميركا ليس الصين أو روسيا بل ديونها الكبيرةlist 4 of 4بلومبيرغ: المسيرات الإيرانية تعيد تشكيل مفهوم الحربend of list

ومع ذلك، ينقل الكاتب عن محللين قولهم إنه ينبغي عدم الخلط بين السخط على نتنياهو والمحرضين اليمينيين المتطرفين في حكومته، وبين تراجع الدعم الشعبي للحرب التي تشنها إسرائيل لمعاقبة غزة على الهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولتأمين إطلاق سراح الأسرى المتبقين الذين تم أخذهم من إسرائيل في ذلك اليوم.

ويقول المراقبون إن الاختلاف مع نتنياهو كفرد لا ينفي أن أهدافه الحربية لا تزال تتمتع بدعم مجتمع أصبح بشكل متزايد يمينيا ومتدينا متطرفا، كما يعتقد أن الفلسطينيين "أقل شأنا" بطريقة أو بأخرى مما هم عليه بالفعل.

"لدينا أشخاص يتجولون بأسلحة آلية، ومجرد قولك إنك تخاف من فلسطيني يعطيك المبرر القانوني لإطلاق النار عليه"، حسبما يقول حاييم بريشيث من لندن، وهو مؤلف كتاب "تقديم المحرقة: دليل مصور" وأستاذ دراسات السينما في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية ببريطانيا.

التطور السياسي

ويقول بريشيث، الذي غادر إسرائيل في السبعينيات وقُتل والداه في أوشفيتز، "أعتقد، في الوقت الحالي، أن المجتمع الإسرائيلي قابع في مكان ما بين الفاشية والنازية ويبدو أن أحدا لم يلاحظ ذلك".

وقد وجد استطلاع للرأي أجرته صحيفة "إسرائيل اليوم" في يناير/كانون الثاني الماضي أن الأغلبية الساحقة من الذين شملهم الاستطلاع (81.5%) يؤيدون فكرة أن الحرب في غزة تظل أفضل وسيلة لتأمين إطلاق سراح الأسرى.

فضلا عن ذلك، وقبل الحكم الأخير الذي أصدرته محكمة العدل الدولية، والذي أمر إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة لتجنب المجاعة، أظهر استطلاع أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية إحجاما ملحوظا بين الإسرائيليين عن زيادة المساعدات المقدمة إلى غزة.

بريشيث: أعتقد، في الوقت الحالي، أن المجتمع الإسرائيلي قابع في مكان ما بين الفاشية والنازية ويبدو أن أحدا لم يلاحظ ذلك

وتقول ميراف زونسزين، وهي كبيرة محللين في مجموعة الأزمات الدولية من تل أبيب، إن "هناك اتجاهين متوازيين في المجتمع الإسرائيلي على مدى السنوات العشرين الماضية أو نحو ذلك".

لقد أصبح المجتمع الإسرائيلي، وخاصة الشباب، أكثر يمينية، وتشير استطلاعات الرأي إلى ذلك، "لقد شهدنا تزايد الدعم للسياسة الأرثوذكسية المتطرفة واليمين المتطرف، الذي دخل في نهاية المطاف، ليس فقط الحكومة، بل أيضا المحاكم والجيش ونظام التعليم"، حسب قولها.

وتتمتع الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي تضم اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الذي أدين بالتحريض ودعم الإرهاب عام 2007، وبتسلئيل سموتريتش، الذي يرأس حزبا صهيونيا دينيا متشددا، بتفويض يمكن أن يستمر حتى عام 2026.

"والواقع أن الناس يشكون من وجود اليمين المتطرف والأرثوذكسي المتطرف في السلطة، خاصة الليبراليين. ومع ذلك، من المهم ألا نخلط هذه الاعتراضات، التي مردها غالبا هو حرياتهم السياسية، مع قلق هؤلاء بشأن حياة الفلسطينيين"، وفقا لزونسزين.

أهي معزولة حقا؟

ولم تنجح الانتقادات الدولية للهجوم الإسرائيلي على غزة في إضعاف الافتراضات المحلية التي صاغتها عقود من السرد السياسي والإعلامي حول "العزلة الإقليمية" للبلاد.

فبعد الشكوى، لسنوات عديدة، من الوقوع ضحية للأمم المتحدة واتهام وكالة الأمم المتحدة الإنسانية الرئيسية في غزة (الأونروا) بأنها مخترقة من قِبَل حركة حماس الفلسطينية، سارع الوزراء الإسرائيليون إلى رفض الطلب الذي تقدم به مجلس الأمن أواخر مارس/آذار الماضي بوقف إطلاق النار.

كما أن الانتقادات الدولية الأخرى -مثل تقرير المقرر الخاص للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيز، الذي وجد أن إسرائيل متورطة في 3 من أعمال الإبادة الجماعية الخمسة المحددة في اتفاقية عام 1948- تم رفضها باعتبارها معادية للسامية من قبل المؤسسة السياسية والإعلامية في إسرائيل، وكذلك من قبل حلفاء إسرائيل في الولايات المتحدة.

وتقول زونسزين إنه لا يمكن إلا -ربما- لعدد قليل من المحللين أن يشككوا في أن نتنياهو لم يشجع أو يستفد من نمو اليمين الديني المتطرف، لكن الإشارة إلى أن المعاناة في غزة ستكون أقل بدونه أمر مثير للسخرية، وفقا لزونسزين.

وحتى قبل هجوم أكتوبر/تشرين الأول، تقول المحللة، كانت إسرائيل مطمئنة لمكانتها بوصفها قوة إقليمية عظمى لا يمكن المساس بها، وكانت واثقة من أن الدول العربية الرائدة مستعدة للتغاضي عن مستوطناتها الآخذة في التوسع وتطبيع العلاقات معها.

لكن السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي قلب هذه الافتراضات رأسا على عقب، ووجه ضربة قوية لكل ذلك.

وتضيف أن "السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أصاب كل المجتمع الإسرائيلي، من الجنود الذين يوثقون جرائم الحرب التي ارتكبوها على تيك توك إلى السياسيين الذين يوجهونهم".

وتردف زونسزين قائلة: "لقد ظل المجتمع الإسرائيلي منذ سنوات ينظر إلى الفلسطينيين على أنهم العدو، أما نتنياهو، فيمكن تأنيبه فقط.. وفي ما يتعلق بغزة، فإنه يمثل الإجماع".

الجيش

وقد لقي أكثر من 33 ألف شخص حتفهم في غزة وأصيب ما يقرب من 76 ألف آخرين في الهجمات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، كما أن ثمة روايات عن تعذيب مدنيين وموظفي الأمم المتحدة، في حين أصبحت الاتهامات للجيش الإسرائيلي بقتل الأشخاص، الذين يتضورون جوعا بحثا عن الطعام، أمرا شائعا.

ويقول بريشيث "لقد استولى اليمين المتطرف على الجيش الإسرائيلي منذ عام 2000 تقريبا"، كما يؤكد في كتابه "جيش لا مثيل له" أن الجيش صاغ الهوية الثقافية والسياسية لإسرائيل ويعكسها.

وأضاف أن المجندين اليمينيين دخلوا الجيش من الرتب الدنيا قبل أن يحصلوا على الترقية تدريجيا، وبحلول عام 2008، وربما 2009، أصبحوا هم الجيش بشكل أساسي.

ويستدرك بريشيث بقوله: "لا تسيئوا فهمي، فلم تكن هذه منظمة ليبرالية تماما من قبل، لقد كانت دائما هيئة قومية للغاية".

وأردف "في نهاية المطاف، هذا هو الجيش نفسه الذي أشرف على النكبة [طرد حوالي 750 ألف فلسطيني من وطنهم عام 1948]، وكذلك الحروب التي تلت ذلك، ومع ذلك، هذا شيء جديد".

قبل الحرب الحالية على غزة، كان وصول القوميين المتطرفين والمتدينين قد اصطدم بالحائط، كما يقول المحلل الإسرائيلي نمرود فلاشينبيرغ وهو يعلق على الحماسة القومية التي اكتشفتها إسرائيل في هذا الصراع.

وتابع فلاشينبيرغ "لقد ظل اليمين المتطرف يعزز قبضته على الدولة لسنوات عديدة. فمنذ الحرب، يرفض الجمهور الإسرائيلي سياسيا مسار نتنياهو، لكنه يقبل أيضا بكل إخلاص سياسة اليمين– أي حرب الدمار التي تشن في غزة".

وما قد يحدث بعد ذلك في الحرب هو موضوع تكهنات مكثفة للغاية.

وبينما يركز القادة في الغرب، وخاصة الرئيس الأميركي جو بايدن، انتقاداتهم بشكل متزايد على نتنياهو، فقد أصبح من الواضح أن قيادته تتحدث عن الأثر أكثر من السبب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات المجتمع الإسرائیلی أکتوبر تشرین الأول الیمین المتطرف إسرائیل فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

الشاب الذي اغتالته إسرائيل.. لكنه فضحهم إلى الأبد

قُتل الصحفي الشابّ في قناة الجزيرة، حسام شبات، يوم الرابع والعشرين من مارس/ آذار، حين استهدفته طائرة مُسيّرة إسرائيلية بصاروخ واحد أثناء وجوده داخل سيارته.

وقد أفاد صحفي آخر قام بتوثيق آثار الجريمة أن حسام كان قد أنهى للتوّ مقابلة صحفية، وكان متوجهًا إلى المستشفى الإندونيسي في شمال غزة من أجل بث حي على قناة الجزيرة مباشر.

وقد اعتبرت لجنة حماية الصحفيين عملية قتله جريمة قتل متعمدة. وكان حسام يساهم أيضًا في موقع "دروب سايت نيوز" الأميركي، حيث استخدم الصحفي جيفري سانت كلير تقاريره الميدانية الحية ضمن "يوميات غزة" التي نشرها.

ترك حسام رسالة قبل استشهاده جاء فيها:

"إذا كنتم تقرؤون هذه الكلمات، فهذا يعني أنني قد قُتلت – على الأرجح استُهدفت – من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.. لقد كرست الثمانية عشر شهرًا الماضية من حياتي كاملةً لخدمة شعبي.

وثقتُ أهوال شمال غزة دقيقةً بدقيقة، مصممًا على كشف الحقيقة التي حاولوا طمسها.. وأقسم بالله إنني قد أديتُ واجبي كصحفي. خاطرتُ بكل شيء لنقل الحقيقة، والآن، أرقد بسلام…".

في وقت سابق من يوم استشهاده، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحفي محمد منصور، العامل لدى قناة فلسطين اليوم، مع زوجته وابنه، عبر قصف مباشر لمنزله في خان يونس.

إعلان

وبعد اغتيال شبات، احتفى الجيش الإسرائيلي بقتله علانيةً، إذ نشر عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" منشورًا تفاخر فيه بـ"تصفية" حسام، قائلًا: "لا تدعوا السترة الصحفية تخدعكم، حسام كان إرهابيًا". وكان الاحتلال قد زعم قبل ستة أشهر أن شبات وخمسة صحفيين آخرين – جميعهم يعملون لدى قناة الجزيرة – ينتمون إلى حركة حماس.

في ذلك الوقت، كان شبات يغطي الأحداث من شمال غزة، تلك المنطقة التي لم يتبقَّ فيها سوى قلة من الصحفيين، حيث كانت إسرائيل قد أطلقت حملة إبادة مركزة، وكان شبات وزملاؤه يرابطون هناك لتوثيق الجرائم الإسرائيلية وتقديم تغطية مستمرة.

كان حسام يدرك أن إعلان الاحتلال له كـ"عنصر من حماس" يعني نية مبيّتة لاستهدافه. لذلك دعا مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى رفع أصواتهم مستخدمين وسم "#احموا_الصحفيين"، قائلًا:

"أناشد الجميع نشر الحقيقة حول ما يتعرض له الصحفيون، لفضح خطط الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى فرض تعتيم إعلامي. انشروا الوسم وتحدثوا عنا!".

وكانت آخر رسالة صحفية له، والتي أُرسلت قبل ساعات من مقتله، قد تُرجمت من العربية إلى الإنجليزية بواسطة شريف عبد القدوس، وافتتحت بهذه الكلمات:

"كانت الليلة حالكة السواد، يغمرها هدوء حذر. خلد الجميع إلى نومٍ قلق. لكن السكون سرعان ما تحطّم تحت وطأة صرخات مفزعة. وبينما كانت القنابل تمطر السماء، كانت صرخات الجيران تعلن اللحظات الأولى لاستئناف الحملة العسكرية الإسرائيلية. غرقت بيت حانون في الذعر والرعب".

إنه وصف مروع للواقع، يكشف بوضوح السبب الذي دفع إسرائيل إلى إسكات حسام شبات.

وصل عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين قُتلوا منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 236 شهيدًا، بانضمام حسام شبات إلى هذه القائمة الدامية. وفي السابع من أبريل/ نيسان، قصفت إسرائيل خيمة إعلامية في خان يونس، مما زاد من ارتفاع عدد الضحايا.

إعلان

منذ أن أنهى نتنياهو وقف إطلاق النار، انطلقت إسرائيل في موجة قتل عارمة، أسفرت خلال الأيام الثلاثة الأولى عن استشهاد 700 شخص وإصابة 900 آخرين، ولا تزال المجازر مستمرة.

يعلم دعاة الدعاية الحربيّة أنّ خططهم تنهار أمام الشهادات الصادقة والمعارضة الحرة. فالبروباغاندا الحربية تقتضي دومًا فرض الرقابة والصمت.

لم يكن حسام شبات الفلسطيني الوحيد الذي ترك خلفه توثيقًا لعملية قتله والمسؤولين عنها. فقد كان رفاعة رضوان من بين خمسة عشر مسعفًا تم إعدامهم على يد إسرائيل، قبل يوم من اغتيال شبات، وقد ترك تسجيلًا مصورًا لعملية قتله، مما أسقط روايات الاحتلال الكاذبة.

في صباح الثالث والعشرين من مارس/ آذار، قتلت قوات الاحتلال العاملين في الإغاثة الإنسانية برفح، وكانوا ثمانية من طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، وستة من الدفاع المدني الفلسطيني، وموظفًا من وكالة الأونروا، أثناء تنفيذهم مهمة انتشال الجرحى والشهداء المدنيين.

وبعد انطلاقهم لتنفيذ مهمتهم، انقطعت أخبارهم لأيام. وأطلق الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، مناشدات يائسة إلى العالم للضغط على إسرائيل لكشف مصيرهم. حتى الثلاثين من مارس/ آذار، حين تم استخراج جثثهم من قبر جماعي ضحل، وهم لا يزالون يرتدون زيهم الرسمي المضيء.

وقد كشفت الفحوصات الجنائية التي أجراها طبيب تعاقد مع مستشفى في خان يونس عن علامات تشير إلى "عمليات إعدام ميداني" بناءً على أماكن الإصابة القريبة والمقصودة.

وقد عُثر على الضحايا وهم لا يزالون يحملون أجهزة الاتصال، والقفازات، والحقائب الطبية. ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية شهادات الطبيب، وأشارت إلى أن إسرائيل قد دمرت النظام الصحي في غزة وقتلت ألفًا من العاملين في القطاع الطبي، وهو ما يرقى إلى جرائم حرب.

وفي الأول من أبريل/ نيسان، غطت صحيفة "نيويورك تايمز" المجزرة، واضعة في عنوانها اقتباسًا على لسان الأمم المتحدة يتهم إسرائيل بقتل عمال الإنقاذ. لكنها افتتحت التقرير بإبراز نفي الاحتلال، حيث ادّعت إسرائيل أن تسعة من القتلى كانوا "مقاتلين فلسطينيين".

إعلان

واتّبعت الصحيفة أسلوبها المعتاد في تقديم الروايتين (رغم الفارق بينهما)، مستعرضةً بشاعة المشهد وشهادات وكالات غزة والأمم المتحدة، ثم منح المساحة مجددًا لدفاعات الجيش الإسرائيلي غير القابلة للتصديق، بزعم أن "عددًا من المركبات كانت تتقدم نحو الجنود الإسرائيليين بطريقة مريبة ومن دون إشارات طوارئ".

وزعمت إسرائيل أن من بين القتلى محمد أمين إبراهيم شوبكي، الذي شارك في هجمات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، رغم استحالة تصديق هذه الرواية في ظل الكم الهائل من القنابل التي أسقطت على غزة – بكمية تفوق ما أُلقي خلال الحرب العالمية الثانية – بزعم استهداف حركة حماس فقط، لا عشرين ألف طفل فلسطيني قتلوا جراء ذلك.

غير أن العثور على الهاتف المحمول الذي سجل ما حدث قلب الرواية الإسرائيلية رأسًا على عقب. فقد التقط رفاعة رضوان هاتفه المحمول أثناء تعرض قافلتهم للنيران، وسجل رسالة مؤثرة وهو يركض باتجاه النيران الإسرائيلية محاولًا إنقاذ المصابين. خاطب والدته قائلًا:

"أمي، سامحيني… أقسم بالله إنني اخترت هذا الطريق فقط لأساعد الناس".

وأظهرت اللقطات أن أضواء سيارات الإسعاف كانت تعمل بوضوح، ومع ذلك لم توفر لهم أي حماية.

أكد الشريط المصور ما كان العالم يعرفه بالفعل، وكشف عن شجاعة إنسانية نادرة لشاب فلسطيني واصل إنقاذ الأرواح وسط إبادة جماعية لا توصف.

لقد كان شريط رفاعة رضوان مؤثرًا إلى درجة أن صحيفة "نيويورك تايمز" اضطرت، في السادس من أبريل/ نيسان، إلى نشر عنوان صريح يشير إلى أن "عمال الإغاثة في غزة قُتلوا برصاص إسرائيلي". ومع ذلك، منح التقرير، الذي كتبته إيزابيل كيرشنر، مساحة واسعة لمسؤولي الاحتلال لتقديم دفاعاتهم مجددًا، متجاهلًا المنهجية الإسرائيلية في استهداف القطاع الصحي في غزة.

إن المؤرخين الفلسطينيين يتحدثون بلغة الإنسانية. فهم يروون ما يجري بحقهم كما كتب حسام شبات:

إعلان

"كنت أنام على الأرصفة، في المدارس، في الخيام – في أي مكان أجده. كانت كل يوم معركة من أجل البقاء. تحملت الجوع لأشهر، ومع ذلك لم أتخلَّ يومًا عن شعبي".

كما ترك كلمات خالدة:

"لا تتوقفوا عن الحديث عن غزة. لا تسمحوا للعالم أن يغض الطرف. استمروا في النضال، وواصلوا رواية قصصنا – حتى تتحرر فلسطين".

إنها كلمات حكيمة ومؤثرة، ورسالة بالغة الأهمية لشعب يتعرض لإبادة جماعية. وهي تمامًا الكلمات التي يحتاج العالم إلى سماعها اليوم.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • شروط الاحتلال الإسرائيلي التي أدت لإلغاء مسيرة العودة
  • الأونروا: "إسرائيل" اعتقلت أكثر من 50 موظفًا من الوكالة منذ بداية الحرب
  • الأونروا: إسرائيل اعتقلت أكثر من 50 موظفا من الوكالة منذ بداية الحرب
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • الشاب الذي اغتالته إسرائيل.. لكنه فضحهم إلى الأبد
  • نهاية أم مخرج سياسي.. ماذا حول صفقة "إقرار بالذنب" التي اقترحها الرئيس الإسرائيلي بشان نتنياهو؟ "تفاصيل"
  • وزير البلديات: أكثر من 500 ألف فرصة وظيفية في الأنشطة التي تشرف عليها الوزارة
  • ناصر الدين: صحة اللبنانيين مسؤولية جماعية ونريد بيئة غذائية أكثر أماناً
  • معلومات... هذا الهدف الذي سيقصفه العدوّ الإسرائيليّ في الضاحية
  • من أشعل الحرب في السودان؟ ما الذي حدث قبل 15 أبريل؟