لجريدة عمان:
2025-01-26@06:54:28 GMT

الحرب الرقمية وأزمة الوعي المجتمعي

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

سبق أن تحدثنا في مقالات سابقة عن بعض مستجدات الأنظمة الرقمية التي تُستعمل في الحروب المباشرة وغير المباشرة مثل بعض نماذج الذكاء الاصطناعي التي تعمل على التزييف المرئي والسمعي عبر صناعة مقاطع مرئية أو سمعية غير حقيقية لشخصيات مشهورة خصوصا في نطاق السياسة، وثمّة خوارزميات ذكية تحلّ محل المؤسسات الأمنية في مراقبة الأفراد والمجتمعات عبر جمع البيانات الشخصية والعامة من وسائل التواصل الاجتماعي وتحليلها للخروج بنتائج تخدم الأهداف السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية، وكذلك عبر المراقبة المرئية وتحليل الصور من وجوه الأشخاص الذي يدخل في بعض حالاته في نطاق الحماية الأمنية المشروعة وفي نطاقات أخرى يتجاوز الأمر إلى اختراق الخصوصيات وحريات الأفراد والمجتمعات.

نجد أنفسنا أمام مستجدات رقمية أخرى أخذت وتيرة تطوراتها واستعمالاتها تتسارع في خضم الحروب الحالية التي ستكون حديث مقالنا هذا.

أظهرت لنا حرب غزة الحالية التي طال أمد طغيان الكيان الصهيوني فيها دورَ الأنظمة الرقمية في مضاعفة محن هذه الحرب؛ إذ تُظهر كثير من التقارير الإعلامية -مثل الذي عرضته قناة الجزيرة وصحف غربية- عن دور خوارزميات الذكاء الاصطناعي في حرب غزة من حيث استعمالاتها من قبل الوحدة الاستخباراتية الإسرائيلية «8200» -وحدة أمنية استخباراتية تابعة للكيان الصهيوني تختص في استخبارات الإشارات وفك التشفير، وتعمل على التجسس الرقمي وعمليات الأمن السيبراني، وجمع المعلومات الاستخباراتية وتحليل البيانات، ووُجّه كثيرٌ من منتسبيها إلى تأسيس شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا والأمن السيبراني التي تتعاقد معها -لاحقا- وحدات الأمن الإسرائيلي في مراقبة الفلسطينيين وتحليل بياناتهم المتعددة مثل المرئية والصوتية التي تجمعها عبر طائرتها المسيّرة التي تحلّق دون توقف على سماء غزة؛ فتجمع بيانات ضخمة تتولى الخوارزميات الذكية تحليلها وبناء توصيات ترشد آلات القتل الصهيونية في تحديد أهدافها، وكذلك تواطؤ شركة جوجل في توفيرها لتقنيات ذكاء اصطناعي خاصة في تحديد الوجوه وتحليلها التي استعملها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة لقتل فلسطينيين واعتقالهم وتعذيبهم بناءً على توصيات نماذج الذكاء الاصطناعي.

في نطاق خارج ميدان الحرب المباشرة، يُلحظ أيضا دور هذه الخوارزميات في مراقبة آراء مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي مثل منصات «فيسبوك» و«إكس» و«إنستجرام» خصوصا المتعلقة بالقضية الفلسطينية وحرب غزة، وقيام هذه الخوارزميات بتحليل هذه الآراء وفقا لمصادرها الجغرافية وتوجهاتها السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية والفئات العمرية، وبناءً على هذه المعلومات تتوجه نماذج الذكاء الاصطناعي في تحديد بعض التوصيات والإرشادات للمؤسسات الأمنية التي تنتهج عدّة أساليب منها تزييف الأحداث والحقائق ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمشاركة في تقييد حرية التعبير عبر حظر بعض الكلمات والمصطلحات المعنية بدعم القضية الفلسطينية، وعبر محاصرة بعض الحسابات النشطة بواسطة البلاغات أو الحظر المباشر للحسابات، ويكون ذلك في أغلب الحالات عن طريق التعاون مع الشركات المالكة للمنصات مثل شركة جوجل كما أوردنا ذلك آنفا. انخرطت كذلك الوحدة الصهيونية «8200» بشكل ملحوظ -بناء على نتائج تحليلات خوارزميات الذكاء الاصطناعي- في اتباع السياسة الإنجليزية «فَرّقْ تَسُدْ» عن طريق إنشاء حسابات -معظمها وهمية- في منصات التواصل الاجتماعي والمشاركة بها وفقا لتوزيع جغرافي وثقافي محددَيْن؛ فتجد حسابات يحمل بعضها معرفات وصورا لشخصيات إما معروفة أو لوجوه مصطنعة عبر نماذج الذكاء الاصطناعي، وتعمل على المشاركة في هذه المنصات وفق منهجية محيّرة في بعض حالاتها؛ فتجدها حينا تتحدث في الشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية الخاصة بدولة معيّنة سواء بالسلب أو الإيجاب، وتتفاعل مع المستخدمين في المجتمع حتى تنال حظوةً من الشهرة، وتراها حينا آخر تركّز على بث سموم الفرقة بين الدول والمجتمعات، وتصاعد دورها مؤخرًا ليشمل الدفاع المستميت -باسم دول وشعوب محددة- عن الكيان الصهيوني، وإظهار الحقد على الفلسطينيين ومقاومتهم وما يتصل بها، ويأتي كل هذا في فترة غفلة من المجتمع الرقمي -الذي سبق أن نبهنا بالمخاطر الرقمية التي تحدق بها في مقالات سابقة- وجهله بأساليب الحروب الرقمية التي لم تعدْ مهماتها حكرا على البشر بل أوكلت المهمة أيضا إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي وخوارزمياتها؛ لتنظيم عمل هذه الحسابات واستعمالها بشكل يصعب كشف زيفها، ولتُنجز الأهداف بدقة عالية وسرعة متناهية.

يقودنا ارتفاع درجات وعينا بهذه الحروب الرقمية بتعدد أساليبها إلى الدفع بالعمل على رفع مستويات أنظمتنا الدفاعية وتحديثها التي تبدأ بمضاعفة تنمية الوعي المجتمعي بالواقع الرقمي وفهم أنماط المجتمع الرقمي وسبل التحكم به وترويضه عبر المؤسسات الرقمية؛ إذ كنا نتداول -سابقا- مفهوم المجتمع التقليدي الذي يمكن التفاعل مع عالم أفكاره عبر مؤسسات الإعلام -وإن كان تأثيرها محدودا مقارنة بتأثير أدوات المجتمع الرقمي الحالي- ولكننا اليوم مع أزمة تمس الوعي الإنساني وتربك أفكاره واستقراره في الحياة، وهذا ما يستدعي توظيف وسائل الإعلام في ضخ جرعات عالية من الوعي فيما يخص الثقافة الرقمية ومشروعاتها المتصاعدة، ويأتي كذلك دور المؤسسات المعنية في تحديد أنظمة الدفاع الرقمية المناسبة لدحر أيّ هجوم رقمي مثل الذي عرضناه في الفقرات السابقة، ويكون ذلك عبر تطوير وسائل رقمية دفاعية مضادة مثل تسخير خوارزميات ذكاء اصطناعي قادرة على جمع البيانات وتحليلها وفرزها لتميز الخبيث من الطيب؛ ويمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي أن تقوم بدورها الدفاعي المذكور، وأن تتفاعل مع أنظمة رقمية أخرى مثل الأنظمة المتعلقة بالحماية الرقمية؛ منها الأمن السيبراني والتشفير المتقدم المرتبط بالحوسبة الكوانتمية، وقد سبق مناقشة هذه التقنيات السيبرانية والكوانتمية في مقال نُشر في الملحق العلمي في جريدة عُمان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: نماذج الذکاء الاصطناعی التواصل الاجتماعی فی تحدید

إقرأ أيضاً:

5 ميزات الذكاء الاصطناعي في هواتف Galaxy S25.. تعرف عليها

أطلقت شركة سامسونج مساعد الذكاء الاصطناعي Galaxy AI في هواتف Galaxy S24 خلال العام الماضي، وهذا العام، تعد أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة والمحسنة أكبر تغيير في تشكيلة Galaxy S25، وتعد عملاقة التقنية الكورية بإضافة أحدث المزايا المبتكرة إلى الهواتف القديمة، لكنها في الوقت الحالي مخصصة لأحدث تشكيلة من هواتفها الرئيسية.

بدءا من تكامل Gemini وحتى تحرير الصور بشكل غير متصل بالإنترنت، هذه هي ميزات الذكاء الاصطناعي الخمس التي تأتي لهواتف Galaxy S25:

ترد على هواوي.. سامسونج تطلق هاتفا ثوريا بشاشة ثلاثية الطياتأول ساعة ذكية بشاشة سطوعها 4000 شمعة من سامسونجأبرز ميزات الذكاء الاصطناعي في هواتف Galaxy S251. العمل عبر التطبيق:

لقد شهد الذكاء الاصطناعي تطورا كبيرا في القدرة على العثور على معلومات دقيقة، بغض النظر عن صياغة استفسارك، لكن بعد حصولك على هذه المعلومات، يجب أن تعرف كيف تتعامل معها. اعتمادا على احتياجاتك، قد تحتاج إلى نسخ النتائج ولصقها في تقويم أو بريد إلكتروني أو ملاحظة، مع هواتف Galaxy S25، تقدم سامسونج تطبيق Cross App Action الذي يسهل هذه العملية.

عند استدعاء مساعد الذكاء الاصطناعي من جوجل Gemini، وطلب القيام منه بأمر ما سيبحث Gemini عن المعلومات المطلوبة ويلتقطها ثم يضيفها بدلا منك في التطبيق الخاص بك بهذا الطلب، ووفقا للشركة يعمل تطبيق Cross App Action مع تطبيقات جوجل وسامسونج وعدد قليل من تطبيقات الطرف الثالث مثل Spotify وواتساب.

2. البحث باللغة الطبيعية:

تقدم مجموعة Galaxy S25 تطبيق المعرض وقائمة الإعدادات إمكانية الوصول إلى البحث باللغة الطبيعية، عادة، عند البحث عن صورة معينة، تحتاج إلى تذكر تفاصيل محددة لتحديد الموقع في المكتبة. لكن الآن، يمكنك البحث بناء على محتوى الصورة أو بياناتها الوصفية، حيث سيقوم مساعد Galaxy AI بالبحث عن الصور التي تبحث عنها في تطبيق المعرض.

أبرز ميزات الذكاء الاصطناعي في هواتف Galaxy S25
3. تحسين البحث السياقي:


أحيانا قد تحتاج إلى مساعدة هاتفك في تحديد المعلومات المعروضة على الشاشة، تعتبر ميزة دائرة البحث أو Circle to Search أداة مفيدة لهذا الغرض، حيث تتيح لك العثور على معلومات حول النصوص أو الصور الموجودة على الشاشة. مع Galaxy S25، يمكن لدائرة البحث الآن التعرف على الصوت المسموع أثناء تشغيله، إذا كنت تشاهد فيديو وترغب في معرفة الأغنية التي تعزف في الخلفية، يمكنك استخدام الدائرة للبحث عنها.
 

4. أدوات تناسب عاداتك اليومية:

بمرور الوقت، سيتعلم هاتف Galaxy S25 عاداتك ويستطيع اقتراح روتين يومي يتناسب مع مهامك، حيث يعتمد على محرك البيانات الشخصية الذي يحلل معلومات المستخدم لتقديم تجارب مخصصة.

كما يمكن أن تتعاون هذه الميزة مع أجهزة سامسونج الأخرى. إحدى السيناريوهات التي كشفت عنها الشركة توضح كيف يمكن لجهاز منزلي ذكي مساعدتك في تحسين جودة نومك. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي الخاص بالجهاز أن يحدد درجات الحرارة المثلى لنومك، مثل ضبط منظم الحرارة تلقائيا عند وقت النوم.

Galaxy S255. ذكاء اصطناعي غير متصل بالإنترنت:

يتطلب الذكاء الاصطناعي قدرا كبيرا من قوة المعالجة، مع هاتف Galaxy S25، أصبح التحرير الإنتاجي للصور ممكنا الآن دون الاتصال بشبكة الإنترنت إذا قمت بتنزيل حزمة نماذج اللغة الكبيرة (LLM)، تتيح لك ميزة تطبيق الصور هذه إزالة العناصر الموجودة في الصورة أو تغيير حجمها، كان هذا يتطلب اتصالا نشطا بالإنترنت، ولكن مع هاتف S25، يمكنك تعديل صورك باستخدام أداة Audio Eraser بشكل كامل دون الاتصال بالإنترنت.

Galaxy S25

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي ينجح في تشخيص أمراض الرئة بأستراليا
  • اختتام الدورة الثالثة من برنامج تمكين القطاع الصحي في الذكاء الاصطناعي الذي نظمته “سدايا” بمشاركة 125 ممارسًا صحيًا
  • ترامب متّهم باستخدام الذكاء الاصطناعي.. تعرّف على الأسباب
  • محافظ قنا يشارك في ندوة "دور الأديان في مواجهة الشائعات" لتعزيز الوعي المجتمعي
  • ترامب يوقع أمراً تنفيذياً بشأن الذكاء الاصطناعي
  • 5 ميزات الذكاء الاصطناعي في هواتف Galaxy S25.. تعرف عليها
  • محافظ قنا يشارك في ندوة «دور الأديان في مواجهة الشائعات» لتعزيز الوعي المجتمعي
  • قطار التعددية القطبية وأزمة الغرب
  • أستاذ علوم سياسية: مواجهة الشائعات تتطلب استراتيجية تعتمد على الوعي المجتمعي
  • أول علاج للسرطان وأمراض القلب مطور من قبل الذكاء الاصطناعي