يحتفل العالم فى الخامس من أبريل من كل عام باليوم الدولى للضمير، ويعود الاحتفال بهذا اليوم إلى عام ٢٠١٩ عندما أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى يوليو من العام نفسه، اختيار يوم ٥ أبريل «اليوم الدولى للضمير»، فى ضوء الطلب الذى تقدمت به مملكة البحرين بهدف تحفيز المجتمع الدولى على إنهاء الحروب وحل النزاعات الدولية بطريقة سلمية، وتحفيز الشعوب إلى تحقيق السلام الداخلى.
ومن هذا المنطلق وتحت شعار «تعزيز ثقافة السلام مع الحب والضمير»، تحتفل الأمم المتحدة والعالم فى الخامس من إبريل من كل عام بـ«اليوم العالمى للضمير».
وقد اختلف العلماء والمفكرون فيما بينهم فى التعبير عن «ماهية الضمير»، وفى أنه قابل للصواب أو الخطأ، وعرَّف بعضهم «الضمير» بأنه قدرة الإنسان على التمييز بين الخطأ والصواب، أو بين الحق والباطل، وقدمه الفلاسفة بأنه مركَّب من الخبرات العاطفية، مؤسَّس على فَهم الإنسان للمسئولية الواقعة على عاتقه إزاء مجتمعه، والضمير وفق معجم المعانى الجامع: استعداد نفسيّ لإدراك الخبيث والطيب من الأعمال والأَقوال والأَفكار، والتفرقة بينها، واستحسان الحَسن واستقباح القبيح منها، وبهذا المفهوم يتداخل الضمير الإنسانى فى كل مناحى الحياة، فعلى مستوى العمل، يظهر الضمير المهنى فيما يُبديه الإنسان من استقامة وعناية وحرص ودقة فى قيامه بواجبات مهنته. وعلى المستوى الدراسى، يظهر الضمير فى الاهتمام بتحصيل الدروس والبحث عن المعلومات الصحيحة وتوظيفها بالشكل السليم. وعلى مستوى الأسرة يظهر الضمير فى التخطيط الجيد لمستقبل الأسرة والأبناء والتفانى فى الوفاء بالتزاماتها، أما «تأنيب الضمير»، فيُقصد به شعور الفرد بالندم لقيامه بخطأ ما، أو تقصيره فى مهامه وواجباته، ويُطلق على الإنسان الصادق الأمين المتقن لعمله أنه «حيّ الضمير»، ونقيضه الشخص الذى يأتى بأعمال دون وازع سليم من ضميره ويُسمى «معدوم الضمير».
ويواكب اليوم الدولى للضمير هذا العام دعوات إلى تخفيف أوجاع العالم الناتجة عن الحروب والصراعات، مع استمرار التصعيد الاسرائيلى فى غزة والاعتداء على المواطنين، وارتكاب مجازر لاإنسانية فى حق مواطنين عزل، وانتهاك القوانين الدولية كلها، حيث أزهقت الأرواح وتمزقت الأسر، ولحقت آثار مُدمرة بالأطفال، ولحقت أضرار بالمدارس والمرافق الصحية، وسويت المنازل والمكاتب بالأرض، وهجّرت أسر بأكملها، فضلا عن استهداف المستشفيات والعاملين فيها وسيارات الإسعاف، واستهداف منظمات الإغاثة الطبية مثل «أطباء بلا حدود» ومنظمات إنقاذ الطفولة، دون أى احترام للاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية جنيف.
ووصل الأمر إلى قتل ما يزيد على ١٦٠ طفلاً رضيعاً فى يوم واحد، ناهيك عن قتل نحو ١٠ آلاف طفل فى شهرين، لتوصف بذلك حرب إسرائيل على عزة بأنها الأكثر فتكا بالأطفال، كما أنها الحرب الأكثر دموية للصحفيين منذ ٣٠ عاما.
وفى النهاية وفى «اليوم الدولى للضمير»، هل يستفيق ضمير العالم؟!
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب
جامعة المنصورة
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د أحمد عثمان جامعة المنصورة العالم الجمعية العامة للأمم المتحدة اختلف العلماء
إقرأ أيضاً:
عشرات المنظمات تدعو الفيفا لدفع إدارة ترامب لتغيير سياسات الهجرة
دعت 90 منظمة أمس الخميس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى الضغط على الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب من أجل عكس سياسات الهجرة التي تعتبر أنها تشكل مخاطر جسيمة على حقوق الإنسان في كأس العالم 2026.
جاء ذلك في رسالة وجهتها العشرات من المنظمات من بينها "هيومن رايتس ووتش"، إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2النمسا أول دولة بالاتحاد الأوروبي ترحل سوريًا منذ إسقاط الأسدlist 2 of 2منع عرض فيلم وثائقي يشعل الغضب داخل “بي بي سي”end of listوشدّد ترامب بعد توليه الرئاسة سياسات الهجرة بشكل غير مسبوق، فأطلق خطة لترحيل الملايين من المهاجرين غير النظاميين، وفعّل قرارا مثيرا للجدل يقضي بحظر دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة، هذا إلى جانب إجراءات أخرى.
وقد أثارت هذه السياسات موجة من الانتقادات الحقوقية، وسط تحذيرات من آثارها الاقتصادية والاجتماعية.
وحذرت الرسالة المشتركة الفيفا من أن تخاطر وتصبح "أداة علاقات عامة لتلميع انتهاكات" إدارة الرئيس ترامب.
كما دعت الرسالة حكومة الولايات المتحدة إلى التراجع عن سياسات الهجرة التي تُعرّض "حقوق المشجعين واللاعبين والصحفيين والمجتمعات المُضيفة للخطر".
وقالت مينكي ووردن مديرة المبادرات العالمية في هيومن رايتس ووتش "إن إقصاء العالم من كأس العالم 2026 ليس مجرد قرار سيئ على المستوى التجاري، بل يتعارض أيضا مع الإستراتيجية المتعلقة بحقوق الإنسان والالتزامات ذات الصلة، والتي تم تبنيها منذ تقدمت الولايات المتحدة بعرضها لاستضافة كأس العالم 2026 مع كندا والمكسيك عام 2018″.
وكانت رايتس ووتش قد خاطبت الفيفا في مايو/أيار الماضي مطالبة بمعلومات حول الخطوات التي يتخذها الفيفا لضمان "أن تسمح الحكومة الأميركية للاعبين والمشجعين والصحفيين من جميع أنحاء العالم بحضور كأس العالم 2026 بأمان".
كما سألت رايتس ووتش الفيفا عن الخطوات التي يمكن أن يتخذها للمناصرة من أجل "تغييرات في السياسات بما يتماشى مع حقوق الإنسان الدولية، وأنظمة الفيفا وسياستها لحقوق الإنسان".
إعلانوأشارت المنظمة إلى أن رد الفيفا جاء في 3 يونيو/حزيران الماضي "دون أن يعالج أيا من القضايا التي أثارتها هيومن رايتس ووتش بشكل فعال".
وقال رد الفيفا "إذا علمت الفيفا بوجود آثار محتملة ضارة على حقوق الإنسان.. فسوف ننخرط مع السلطات المعنية".