"صوت أمريكا": السودان يواجه أزمة كارثية بينما ينظر العالم بعيدا
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحذر الأمم المتحدة والوكالات الدولية من أن حياة الملايين من الناس في السودان معرضة للخطر حيث ينظر العالم بعيدا عن الاحتياجات الإنسانية الهائلة التي تواجه الدولة التي مزقتها الحرب، بحسب ما ذكرت إذاعة "صوت أمريكا".
ولقد عانى السودان من عام من الحرب، والتي تتفق الوكالات الإنسانية على أنها تسبب واحدة من أسوأ الكوارث التي من صنع الإنسان في العالم.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير، للصحفيين في جنيف، "من المرجح أن يكون عدد الضحايا المبلغ عنهم أقل من الواقع."
وأضاف ليندماير: "نتوقع أيضا أن يكون هناك المزيد من الوفيات بين جميع السكان بسبب النزوح وتفشي الأمراض وعدم القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية، والاحتياجات الصحية للأمهات وحديثي الولادة، وعدم القدرة علي الوصول إلى الغذاء والماء."
ووفقا لتقرير جديد صادر عن المنظمة الدولية للهجرة، يجبر 20000 شخصا، نصفهم من الأطفال، على الفرار من منازلهم في السودان كل يوم.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إنه منذ اندلاع الحرب قبل عام في 15 أبريل، نزح أكثر من 8.6 مليون شخص، حوالي 6.6 مليون داخل السودان و 1.8 مليون كلاجئين في الدول المجاورة.
وقالت إيمي بوب المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إن: "السودان يسير على طريق سريع بشكل مأساوي ليصبح أحد أكبر الأزمات الإنسانية في العالم منذ عقود، والصراع الذي اجتاح البلاد يخلق ضغوطا في جميع أنحاء المنطقة."
كما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن السودان قد يصبح قريبا واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم لأن ما يقرب من 18 مليون شخص يعانون من الجوع الحاد و 5 ملايين آخرين على شفا المجاعة.
ومع ذلك، قال ليندماير: "هذا ليس سوى قمة جبل الجليد" لوضع يائس بشكل متزايد.
وأضاف: "الوقت ينفد. بدون وقف القتال ووجود عوائق لإيصال المساعدات الإنسانية، ستزداد أزمة السودان سوءا بشكل كبير في الأشهر المقبلة ويمكن أن تؤثر على المنطقة بأكملها."
وتابع: "إن وصول الجهات الفاعلة في المجال الإنساني محدود بشكل خاص. لا يمكن الوصول إلى نصف الولايات من داخل السودان. لا يمكن الوصول إلى دارفور وكردفان وهما منعزلتان عن المساعدات الإنسانية ".
وقال أوزان أجباس مدير عمليات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في السودان: "كان الوضع في السودان هشا للغاية بالفعل قبل الحرب، وأصبح الآن كارثيا."
وأضاف، في بيان، "في العديد من المناطق التي بدأت فيها منظمة أطباء بلا حدود أنشطة طارئة لم نشهد عودة المنظمات الإنسانية الدولية التي تم إجلاؤها في البداية في أبريل."
واتهمت منظمة أطباء بلا حدود، العالم بـ"غض الطرف عن منع وصول المساعدات الإنسانية،" مما يعرض ملايين الأشخاص للخطر.
وبالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للصراع في السودان، حث الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الأطراف المتحاربة على دعم وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات "من أجل الإنسانية، ومن أجل الناس والأطفال الذين يعانون."
وفي حديثه في مدينة مومباسا بكينيا، أشار رئيس وفد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر فريد عبد القادر، إلي الخسائر الهائلة التي ألحقتها الحرب بحياة الشعب السوداني وسبل عيشه، حيث قال إن الصراع حطم النسيج الأساسي للحياة اليومية في جميع أنحاء السودان وأن النظام الصحي في البلاد قد انهار وغير قادر على رعاية السكان.
وأضاف: "تم تدمير البنية التحتية الحيوية، وفقد المهنيون في جميع القطاعات كل شيء. في حين أن أكثر من 700000 طفلا معرضون لخطر سوء التغذية،" لافتا إلي إن: "العواقب الإنسانية للصراع وخيمة ".
وأصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقريرا يقيم فيه الآثار الاجتماعية والاقتصادية للصراع المسلح على المجتمعات الريفية.
وشمل التقرير أكثر من 4500 أسرة ريفية في جميع أنحاء السودان، ووجد أن البلاد تواجه أزمة أمن غذائي متسارعة.
وبحسب التقرير، فإن سلاسل الإنتاج والتوريد الغذائية "تعطلت بسبب الحرب المستمرة"، وحذر من "توقع حدوث مجاعة في السودان في عام 2024"، لا سيما في ولايتي الخرطوم والجزيرة وفي منطقتي دارفور وكردفان.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السودان مجاعة فی السودان الوصول إلى فی جمیع أکثر من
إقرأ أيضاً:
أزمة جديدة بجنوب السودان.. صراع عسكري واحتقان سياسي يهددان البلاد
يعاني جنوب السودان موجة جديدة من التوترات، مع اندلاع اشتباكات عنيفة في بلدة الناصر بين القوات الحكومية ومليشيات محلية، بينما تشهد العاصمة جوبا تطورات خطيرة مع اعتقال قيادات عسكرية بارزة ومحاولة فاشلة للقبض على مسؤول استخباراتي سابق.
هذه الأحداث المتلاحقة تهدد الاستقرار الهش في البلاد وتطرح تساؤلات عن مستقبل اتفاق السلام.
اشتباكات عنيفة في الناصرأفادت مصادر متعددة، من بينها "سودان تريبون" وإذاعة فرنسا الدولية، باندلاع مواجهات مسلحة بين الجيش الحكومي ومجموعة مسلحة تُعرف باسم "الجيش الأبيض" في منطقة الناصر بولاية أعالي النيل.
تتكون هذه المجموعة بشكل رئيسي من شبان ينتمون إلى قبائل النوير، وقد لعبت دورا بارزا في النزاع السابق بين الحكومة والمعارضة، وهي معروفة باستخدامها أساليب حرب العصابات والمواجهات العنيفة.
ووفقا للتقارير، استخدمت القوات الحكومية أسلحة ثقيلة ومدرعات في محاولة للسيطرة على البلدة، في حين رد المسلحون بعنف، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.
ولا تزال حصيلة القتلى غير واضحة، لكن شهود عيان أفادوا بأن السكان المحليين فروا من منازلهم خشية استمرار القتال.
وتأتي هذه المواجهات في ظل تصاعد التوترات السياسية والعسكرية، حيث تتهم المعارضة المسلحة الحكومة بانتهاك اتفاق السلام، بينما تؤكد الحكومة أن عملياتها تهدف إلى القضاء على التمردات غير الشرعية وفرض الأمن في المناطق المضطربة.
في العاصمة جوبا، اعتقلت قوات الأمن جنرالا بارزا مقربا من زعيم المعارضة رياك مشار، في خطوة أثارت مخاوف بشأن مستقبل اتفاق السلام. ووفقا لتقارير إذاعة فرنسا الدولية "آر إف آي" (RFI)، لم تصدر السلطات أي توضيحات رسمية بشأن دوافع الاعتقال، لكن مصادر رجحت أن يكون مرتبطا بتزايد التوتر بين الحكومة وحركة المعارضة المسلحة التي يقودها مشار.
إعلانيُذكر أن رياك مشار، نائب الرئيس الحالي، خاض صراعا طويلا مع الرئيس سلفاكير قبل توقيع اتفاق السلام في عام 2018، لكن العلاقات بين الطرفين لا تزال متوترة، وسط اتهامات متبادلة بعدم تنفيذ الاتفاق بالكامل. ويخشى أنصار المعارضة أن يكون اعتقال القيادات العسكرية خطوة تهدف إلى تقويض نفوذ مشار في الجيش وإضعاف المعارضة قبل الانتخابات المرتقبة.
إطلاق نار في جوبافي تطور آخر زاد من التوتر في العاصمة، اندلع تبادل لإطلاق النار في جوبا عقب محاولة قوات الأمن اعتقال رئيس جهاز المخابرات السابق، وفقا لما أوردته "إيستليف فويس"(Eastleigh Voice).
وبحسب المصادر، واجهت العملية مقاومة مسلحة من قوات موالية للمسؤول السابق، مما أدى إلى اندلاع مواجهات في شوارع العاصمة وسط حالة من الذعر بين المدنيين.
وتعكس هذه الحادثة حالة عدم الاستقرار داخل الأجهزة الأمنية، إذ تشير بعض التقارير إلى وجود تململ داخل المؤسسة العسكرية، حيث يعترض عدد من الضباط الكبار على سياسات الحكومة الحالية.
وقد يؤدي هذا الوضع إلى تمردات داخلية أو حتى انشقاقات في صفوف القوات المسلحة، مما يزيد من هشاشة الوضع الأمني في البلاد.
ماذا بعد؟ هل ينهار اتفاق السلام؟تثير هذه التطورات تساؤلات جوهرية عن مستقبل جنوب السودان، خاصة مع اقتراب الانتخابات المقررة في أواخر 2025، والتي ستكون الأولى منذ استقلال البلاد في 2011. وفي ظل تصاعد أعمال العنف واستمرار الاعتقالات السياسية، يخشى كثيرون أن تسير البلاد نحو موجة جديدة من الصراع المسلح، مما قد يهدد جهود المجتمع الدولي لإرساء السلام وتعزيز الاستقرار.
يرى محللون أن استمرار هذه التوترات قد يؤدي إلى تأجيل الانتخابات أو حتى انهيار اتفاق السلام، مما قد يعيد البلاد إلى دوامة الصراع المسلح. وفي ظل غياب حلول سياسية حقيقية، تبقى المخاوف قائمة بشأن قدرة الحكومة والمعارضة على تجاوز خلافاتهما وضمان استقرار مستدام في البلاد.