أمريكي يروي لـ«الوطن» رحلته إلى حطام سفينة تيتانيك بقاع المحيط: شعور لا يصدق
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
على عمق أكثر من 4000 متر تحت سطح البحر في قاع المحيط الأطلسي، وبتفاصيل ربما محى بعضها الزمن، تبقى آثار السفينة العملاقة «تيتانيك» التي مر على تاريخ غرقها 112 عامًا كاملة، زيارتها بمثابة رحلة مرعبة في أعماق البحر، مع قوة الضغط الجوي والظلام القاتم، وهي الجولة التي عاشها بطل قصتنا الأمريكي توم زالر.
رحلة إلى حطام تيتانيك.. مزيج من مشاعر مختلفة
روى توم زالر لـ«الوطن» تجربته في أول حديث لصحيفة مصرية وعربية عن رحلة إلى حطام تيتانيك، في الذكرى الـ112 لغرقها، والتي يصفها بالمذهلة ولا يمكن تخيلها، وهي مزيج من كل المشاعر؛ بداية من الإثارة والترقب حتى الخوف والفضول.
«زالر» يعمل مديرا لشركة Imagine Exhibitions، وهي شركة متخصصة في إنتاج وتسويق المعارض والمعالم السياحية الأكثر شعبية في العالم، ومنها سفينة تيتانيك، كما تجوب العالم بمعارضها، إذ زارت أكثر من 30 دولة في أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا وأستراليا.
رحلته إلى حطام تيتانيك منذ 23 عامًارحلة توم زالر انطلقت قبل 23 عامًا، وكان حينها يعمل في شركة معارض متخصصة بسفينة تيتانيك، وتمت دعوته كضيف للغوص في موقع الحطام والمساعدة في انتشال القطع الأثرية، ورسمها في قاع البحر باستخدام برنامج CAD (وهو نوع من البرامج التي يمكنك استخدامها لإنشاء تصميمات ثلاثية الأبعاد)، وذلك لإجراء أول توثيق رقمي لموقع حطام تيتانيك.
سافر «زالر» داخل غواصة روسية، وهي نفسها التي كانت موجودة في فيلم تيتانيك الشهير للمخرج الأمريكي جيمس كاميرون، وكان معه شخصين آخرين، وهما قائد الغواصة، ومصور يجلس على الجانب الأيسر، يبنما هو كان بالجانب الأيمن.
الغوص في قاع المحيط.. الرؤية تتحول من المياه الزرقاء إلى السوداءغواصة يبلغ قطرها من الداخل نحو مترين، وهي صغيرة وضيقة جدًا، وبدأ «زالر» وزملاؤه الاثنان في الدخول إلى الغواصة والتزام أماكنهم، حينها كانت الغواصة على متن سفينة، ثم أُلقي بها في المياه الزرقاء الكاريبية، لتبدأ رحلتهم إلى قاع المحيط الأطلسي.
نظر الأمريكي من النافذة، ليرى المياه تتحول تدريجيًا من اللون الأزرق الصافي إلى الأسود القاتم، ثم استمرت رحلتهم في الغوض لمدة ساعتين، حتى جاءت اللحظة الحاسمة، ووصلا بسلام إلى حطام تيتانيك.
الرؤية الأولى لحطام سفنية تيتانيكفور وصول الغواصة إلى الحطام، قام القائد بتشغيل الضوء المنبعث من الغواصة، كانوا على بُعد متر ونصف تقريبًا من تيتانيك: «الضوء الوحيد الذي رأيناه كان ضوء الغواصة، فور رؤيتي لحطام السفينة كان أمرًا لا يصدق، كانت مشاعره متناقضة، بين الخوف والقلق والرعب والفضول والسعادة».
الرحلة استغرقت 12 ساعةأمضى هو وزملاؤه رحلة استغرقت 8 ساعات أسفل سطح البحر بجانب حطام سفينة تيتانيك، ثم ساعتين للعودة إلى سطح البحر، أي أن الرحلة استغرقت 12 ساعة كاملة.
قبل رحلته، شاهد «زالر» المئات من مقاطع الفيديو لسفينة تيتانيك، وأمضى الكثير من الوقت في دراستها، لكن التواجد على بعض متر من السفينة كان أمرًا مختلفًا: «التواجد هناك بشكل مباشر شيئًا مميزًا للغاية، غمرتني ذكريات الأشخاص الذين نجوا وماتوا في تلك الليلة، لكن مهمتنا كانت أن نروي القصة ونثري معرض تيتانيك الخاص بنا وجعله تجربة أفضل لزوارنا».
انخفاض درجة الحرارة بشكل كبير أسفل قاع المحيطالرحلة كانت في شهر أغسطس، أي الصيف، لكن أسفل قاع المحيط تنخفض درجة الحرارة، لذلك، أخذ معه بعض الملابس الإضافية: «كان الجو حارًا بالخارج، ولكن بعد أن غصنا في أعماق المحيط الأطلسي، أصبح الجو باردًا جدًا، وحرصت على ارتداء زوجًا إضافيًا من الجوارب، وسترة وقبعة، وملابس أخرى لغرض التدفئة، وخلال رحلة العودة، شربنا الشاي الساخن، لكن طوال الرحلة، لم نأكل أو نشرب، لم نرغب في استخدام المرحاض».
كانت رؤية «زالر» لحطام السفينة أمرًا لا يصدقه عقل، وبقاء السفينة طوال السنين الماضية شامخة في وضع مستقيم بقاع المحيط شيء مذهل، يقول: «إنها مُهيبة حتى وهي ترقد في قبرها بعد حوالي 112 عامًا».
تفاصيل معرض تيتانيكوفي معرض تيتانيك الذي يقيمه توم زيلر وشركته، يتم عرض المئات من القطع الأثرية من سفينة تيتانيك، بالإضافة إلى القطع والأزياء من فيلم تيتانيك الشهير، ويعيش الزوار رحلة تبدأ بالصعود عبر تيتانيك، ثم الغرق واكتشافها أسفل سطح البحر: «منذ رحلتي إلى حطام تيتانيك، قدمت مئات المعارض حول السفينة وقصتها، المعرض مصمم ليغمر الزائر في تاريخ تيتانيك بطريقة جديدة، مع تفاصيل لا تصدق».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سفينة تيتانيك حطام سفينة تيتانيك حادثة بحرية سفینة تیتانیک قاع المحیط سطح البحر
إقرأ أيضاً:
روسيا تعلن غرق سفينة شحن في البحر المتوسط بعد انفجار بغرفة المحرك
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الثلاثاء، أن سفينة الشحن "أورسا ميجور" غرقت في البحر المتوسط إثر انفجار وقع في غرفة المحركات، مشيرة إلى فقدان اثنين من أفراد طاقمها.
وشُيدت السفينة عام 2009 وتعود ملكيتها النهائية إلى شركة أوبورون لوجيستيكس، التي تشارك في مشروعات بناء عسكرية لوزارة الدفاع الروسية.
وقالت الشركة في وقت سابق إن السفينة كانت في طريقها إلى ميناء فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا وكانت تحمل على متنها رافعتين عملاقتين.
وقال مركز الأزمات التابع لوزارة الخارجية في بيان إنه جرى إنقاذ 14 من 16 فردا في طاقم السفينة ونقلوا إلى إسبانيا، لكن اثنين ما زالا في عداد المفقودين. ولم يذكر المركز سبب انفجار غرفة المحرك.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن السفارة الروسية في إسبانيا قولها إنها تبحث في ملابسات غرق السفينة وإنها على اتصال بالسلطات في إسبانيا.
وأحجمت شركة أوبورون لوجيستيكس وإس.كيه-يوج، وهي المالك والمشغل المباشر للسفينة، عن التعليق على الحادث. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على الشركتين في عام 2022 بسبب علاقاتهما بالجيش الروسي، كما فرضت عقوبات على السفينة نفسها.
وأظهرت لقطات صورتها سفينة عابرة ونشرت على موقع لايف دوت آر.يو الروسي اليوم الثلاثاء السفينة وهي تنزلق بقوة إلى جانبها الأيمن مع غمر المياه لمقدمتها بشكل أكثر من المعتاد أمس الاثنين.
وقالت خدمة الإنقاذ البحري الإسبانية إنها تلقت إشارة استغاثة من أورسا ميجور أمس الاثنين حينما كانت تبعد نحو 57 ميلا عن ساحل ألميريا.
وذكرت الخدمة أنها تواصلت مع سفينة قريبة أبلغت عن سوء الأحوال الجوية وعن وجود قارب نجاة في المياه، وقالت السفينة إن أورسا ميجور كانت تنزلق إلى جانبها الأيمن.
وأُرسلت سفينتان وطائرة هليكوبتر إلى الموقع ونُقل أفراد الطاقم الذين تم إنقاذهم، وعددهم 14، إلى ميناء قرطاجنة الإسباني.
ونقلت خدمة الإنقاذ البحري الإسبانية عن أفراد الطاقم قولهم إن السفينة كان على متنها حاويات فارغة بالإضافة إلى رافعتين على السطح.
وذكرت أن سفينة حربية روسية وصلت في وقت لاحق إلى الموقع وتولت مسؤولية عمليات الإنقاذ.
وتظهر بيانات لتتبع السفن من مجموعة بورصات لندن أن السفينة غادرت ميناء سان بطرسبرغ الروسي في 11 كانون الأول/ ديسمبر وشوهدت لآخر مرة وهي ترسل إشارة الساعة 2204 بتوقيت غرينتش أمس الاثنين بين الجزائر وإسبانيا حيث غرقت.