جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-21@18:53:54 GMT

قلوبنا مع إخواننا المستضعفين في غزة

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

قلوبنا مع إخواننا المستضعفين في غزة

 

حمد الحضرمي **

 

 

الحرب الوحشية والاعتداء الغاشم والظلم والاضطهاد الذي يتعرض له إخواننا وأهلنا في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023م، من الصهاينة المعتدين قد تجاوز الحدود، وهو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان لارتكاب مجازر بشعة ضد الإنسانية؛ حيث شنَّ الصهاينة على قطاع غزة حرباً صليبية شعواء، وارتكبوا فيها جرائم حرب وإبادة جماعية قضت على الأخضر واليابس، فقتل الآلاف من الأبرياء المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، وتم تدمير المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد، دون أي اعتبار للقيم والأخلاق الإنسانية والأنظمة والقوانين والمواثيق الدولية.

وتمَّ تدمير قطاعات المياه والكهرباء والوقود والاتصالات، ومنع دخول المساعدات الإنسانية لتجويع وقتل أهل غزة، وقصفت المستشفيات وسيارات الإسعاف، فمات المرضى والأطفال بسبب استحالة علاجهم لسوء الأوضاع الصحية، وتم اغتصاب عشرات النساء وتعذيب وسجن وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين بأسلوب صهيوني ممنهج من المعاملة المجرمة، واستخدام أسلحة ممنوعة ومحرمة دوليًا، دون حسيب أو رقيب أو تدخل من المؤسسات والمنظمات الحقوقية، وفي صمت دولي وخذلان عربي.

إنَّ ما يحدث على أرض غزة من جرائم ليس لها مثيل في التاريخ الحديث، فقد اتحدت قوى الشر مع الصهاينة بكل قدراتهم وإمكانياتهم المادية والعسكرية ضد فئة قليلة محاصرة من كل الجهات منذ عشرين سنة، والصهاينة يفعلون الأفاعيل دون توقف وبلا رحمة ولا شفقة في قلوبهم المريضة القاسية، وقد آن الأوان أن تتوقف هذه الحرب الظالمة لغايات إنسانية على أقل تقدير، حتى يتم رفع المعاناة عن إخواننا وأهلنا في غزة، الذين أصبحوا يعيشون في أوضاع إنسانية صعبة ومؤلمة، ورغم شدة المعاناة تجدهم في صبر وثبات وإيمان راسخ، وقدموا وما زالوا يقدمون تضحيات كبيرة لأجل الدفاع عن الوطن والمقدسات، ليعيشوا في وطنهم بعزة وكرامة.

ويتوجب علينا واجبًا أخلاقيًا وإنسانيًا وشرعيًا نصرة إخواننا وأهلنا في غزة وفلسطين، نظرًا للظروف القاسية التي تمر عليهم من قصف متواصل وقتل للمدنيين الأبرياء وهدم البيوت على ساكنيها وسلب أراضيهم وتهجيرهم من وطنهم، فقد ضاقت الدنيا عليهم بما رحبت، وتكالبت عليهم قوى الظلم وانتهكت حرماتهم وأعراضهم واستبيحت دماؤهم وأموالهم وقتل أطفالهم ونسائهم بدم بارد من الصهاينة المعتدين الظالمين، فيتوجب علينا نصرتهم ومساندتهم وعدم التخلي عنهم، وإننا على يقين بأن الله العظيم سينصر عباده المؤمنين المظلومين والنصر سيتحقق لا محالة، لأن نصر الله لأوليائه سنة ثابتة لا تتغير، فكم من قرية ظالمة اهلكها الله بعزته وقدرته وجبروته.

وامتثالًا لقيم التضامن والتراحم والنجدة وإغاثة الملهوف والجهاد بأنواعه، فإننا نناشد الأمة العربية والإسلامية بضرورة استنهاض هممها وتوحيد صفوفها وطاقاتها ومساعدة ومساندة إخواننا وأهلنا في غزة وفلسطين الذين يطلبون منَّا العون والنصرة، فعلينا الوقوف بجانبهم وعدم التخلي عنهم، ومد يد العون للمقاومة الفلسطينية ماديًا ومعنويًا وإعلاميًا لتثبيت أقدامهم ونصرتهم على عدوهم دفاعًا عن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

لقد مرت أيام العيد على أغلبنا بفرحة ناقصة وحزن وألم يعتصر قلوبنا لما يتعرض له أهلنا في غزة من ويلات الحرب والدمار والخراب، فقد سرق الصهاينة فرحة العيد من أطفال غزة ومن الأسر والعائلات، وقد عايشنا نحن هذه الأوضاع المُؤلمة بحزن وألم كبير، فكيف عاش أهل غزة هذه الأيام وكيف يفرحون بالعيد، وهم لديهم في كل بيت قتيل أو جريح، يعيشون بين الركام بلا مأوى ولا طعام ولا شراب ولا دواء ولا علاج، وقد تشتت الأسر والعائلات، ولم يسلم من الآلة العسكرية الصهيونية الوحشية لا بشر ولا شجر ولا حجر، وما زالت بعض جثث الأبرياء تحت الأنقاض، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر رحمة ربه تنزل عليه.

إنَّ هذه الحرب حرب عمياء لم ترحم الصغير ولا الكبير، وقد سجل التاريخ هذا الظلم والعدوان والمجازر الدموية في صفحاته، وسيأتي يوم القصاص العادل عاجلًا أم أجلًا، والذي سينصف الله المظلوم من الظالم، ويرجع له حقوقه كاملة غير منقوصة، والله يمهل ولا يهمل. وسيبقى أهل غزة المجاهدون الأحرار الصامدون أبطال يفتخر بهم كل إنسان حر شريف، لأنهم واجهوا العدو الصهيوني بكل شجاعة وفداء، وصبروا على الشدائد وقاوموا المحتل المعتدي بكل قوة وإيمان وبسالة، وستبقى دماء الشهداء منارة في طريق النصر والتحرير والخلاص من الصهاينة المجرمين المعتدين المحتلين.

** محامٍ ومستشار قانوني

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فرصة لبنانية لضبط المعابر غير الشرعية

كتب عيسى يحيي في"نداء الوطن": منذ العام 2009، بدأت بريطانيا مشروع تجهيز الجيش اللبناني لمكافحة التهريب وضبط الحدود ومواجهة الإرهاب، لا سيّما تنظيم "داعش" خلال الحرب السورية، فكان تشكيل ثلاثة أفواج حدود برية، وبناء 39 برج مراقبة على الحدود الشمالية والشرقية مع سوريا في العام 2013، وتدريب جنود وتزويد الجيش بعربات عسكرية متطورة. ورغم تلك التجهيزات بقيت أزمة تهريب البضائع والمواد الغذائية وخصوصاً خلال الأزمة الاقتصادية عبر تلك المعابر، إضافةً إلى عبور النازحين السوريين منذ بداية الحرب السورية وعند كلّ خضة أمنية في سوريا، واللافت أنّ معظم المعابر غير الشرعية يتحكم بها مهربون طُبعت بأسمائهم.

استمرار قصف تلك المعابر لقطع طرق الإمداد العسكرية واللوجستية لـ "حزب الله"، سبقه استهداف معبر المصنع الرسمي. وتكمن أهميته كونه المعبر الأساسي والرئيسي الذي يربط لبنان بسوريا، ومنها إلى دول الخليج العربي، فهو الأقرب إلى ميناء بيروت الذي تُشحن منه البضائع. هو شريانٌ حيوي واقتصادي، ينفذ منه لبنان برياً إلى الخارج. ومنذ بداية الحرب عَبرَ منه آلاف اللبنانيين الذين هربوا إلى سوريا والعراق، إضافة إلى النازحين السوريين المغادرين الذين تخطت أعدادهم حوالى 340 ألف نازح، بعد محاولات حثيثة وعديدة على مدى سنوات لإعادتهم باءت كلّها بالفشل. يشكّل معبر المصنع أو ما يعرف بمعبر جديدة يابوس أحد أبرز روافد خزينة الدولة لجهة تجارة "الترانزيت" ومرور البضائع، ويعتمد عليه كبديل عن مطار بيروت في حال تعطّله، للتوجه عبره نحو مطار دمشق. وشكّل خلال الأزمة السورية طريقاً للهروب من براميل الأسد السورية، واليوم بات منفذاً للهرب من الطائرات الإسرائيلية.

وإن كان الجيش الإسرائيلي اتهم "حزب الله" باستخدام معبر المصنع والمعابر غير الشرعية لتمرير الأسلحة والذخائر الآتية من إيران عبر سوريا، تمهيداً لقصفها، تلقّت وزارة الخارجية اللبنانية في شباط الفائت، مذكرة احتجاج سورية صنّفت أبراج المراقبة الحدودية للجيش اللبناني بأنها تهديد للأمن القومي السوري، وتتهمها بالتجسس لصالح إسرائيل، كذلك اتهام الجيش بنقل المعلومات إلى البريطانيين الذين يزوّدون الجيش الإسرائيلي بها، ما يدفع الأخير لتوجيه ضربات في العمق السوري. وفي وقتٍ شكّل النظام السوري خلال حرب تموز عام 2006 داعماً أساسياً لـ "حزب الله"، نأى النظام بنفسه عن دعم "الحزب" في حربه ضدّ إسرائيل.

من بوابة المفاوضات بين الدولة اللبنانية وتل أبيب لوقف الحرب، برزت المعابر غير الشرعية كإحدى النقاط المهمة في تطبيق القرار 1701، حيث تفرض إسرائيل شروطاً على لبنان لمراقبتها ومنع "حزب الله" من استخدامها، في سبيل إضعاف قدراته وترسانته الصاروخية، مما يضع الحكومة اللبنانية أمام اختبار إرادتها وقدرتها على ضبطها.  

مقالات مشابهة

  • رسالة مؤثرة من كفر الشيخ للاعبه الراحل محمد شوقي: ترك بصمة في قلوبنا والملعب
  • واشنطن: الحرب في لبنان تقترب من النهاية
  • صوت الأزهر تخصص عددها الجديد عن تورط الصهاينة في سرقة مساعدات غزة
  • تقارير تكشف موعد انتهاء الحرب في لبنان
  • المطران عطا الله: فلتتوقف الحرب في غزة ولبنان
  • طرف الحرب الأول التوأم السيامي : أتحدث . [1]
  • الصهاينة يستبيحون سقطرى
  • فرصة لبنانية لضبط المعابر غير الشرعية
  • إجتماعات بلا قفازات بين نواب المعارضة وحزب الله
  • شاهد | الزنداني يقول بأن الصهاينة يسعون لتحويل العداء نحو إيران والمسلمون الشيعة بدلًا عن اليهود والأمريكيين