جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-22@19:13:00 GMT

قلوبنا مع إخواننا المستضعفين في غزة

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

قلوبنا مع إخواننا المستضعفين في غزة

 

حمد الحضرمي **

 

 

الحرب الوحشية والاعتداء الغاشم والظلم والاضطهاد الذي يتعرض له إخواننا وأهلنا في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023م، من الصهاينة المعتدين قد تجاوز الحدود، وهو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان لارتكاب مجازر بشعة ضد الإنسانية؛ حيث شنَّ الصهاينة على قطاع غزة حرباً صليبية شعواء، وارتكبوا فيها جرائم حرب وإبادة جماعية قضت على الأخضر واليابس، فقتل الآلاف من الأبرياء المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، وتم تدمير المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد، دون أي اعتبار للقيم والأخلاق الإنسانية والأنظمة والقوانين والمواثيق الدولية.

وتمَّ تدمير قطاعات المياه والكهرباء والوقود والاتصالات، ومنع دخول المساعدات الإنسانية لتجويع وقتل أهل غزة، وقصفت المستشفيات وسيارات الإسعاف، فمات المرضى والأطفال بسبب استحالة علاجهم لسوء الأوضاع الصحية، وتم اغتصاب عشرات النساء وتعذيب وسجن وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين بأسلوب صهيوني ممنهج من المعاملة المجرمة، واستخدام أسلحة ممنوعة ومحرمة دوليًا، دون حسيب أو رقيب أو تدخل من المؤسسات والمنظمات الحقوقية، وفي صمت دولي وخذلان عربي.

إنَّ ما يحدث على أرض غزة من جرائم ليس لها مثيل في التاريخ الحديث، فقد اتحدت قوى الشر مع الصهاينة بكل قدراتهم وإمكانياتهم المادية والعسكرية ضد فئة قليلة محاصرة من كل الجهات منذ عشرين سنة، والصهاينة يفعلون الأفاعيل دون توقف وبلا رحمة ولا شفقة في قلوبهم المريضة القاسية، وقد آن الأوان أن تتوقف هذه الحرب الظالمة لغايات إنسانية على أقل تقدير، حتى يتم رفع المعاناة عن إخواننا وأهلنا في غزة، الذين أصبحوا يعيشون في أوضاع إنسانية صعبة ومؤلمة، ورغم شدة المعاناة تجدهم في صبر وثبات وإيمان راسخ، وقدموا وما زالوا يقدمون تضحيات كبيرة لأجل الدفاع عن الوطن والمقدسات، ليعيشوا في وطنهم بعزة وكرامة.

ويتوجب علينا واجبًا أخلاقيًا وإنسانيًا وشرعيًا نصرة إخواننا وأهلنا في غزة وفلسطين، نظرًا للظروف القاسية التي تمر عليهم من قصف متواصل وقتل للمدنيين الأبرياء وهدم البيوت على ساكنيها وسلب أراضيهم وتهجيرهم من وطنهم، فقد ضاقت الدنيا عليهم بما رحبت، وتكالبت عليهم قوى الظلم وانتهكت حرماتهم وأعراضهم واستبيحت دماؤهم وأموالهم وقتل أطفالهم ونسائهم بدم بارد من الصهاينة المعتدين الظالمين، فيتوجب علينا نصرتهم ومساندتهم وعدم التخلي عنهم، وإننا على يقين بأن الله العظيم سينصر عباده المؤمنين المظلومين والنصر سيتحقق لا محالة، لأن نصر الله لأوليائه سنة ثابتة لا تتغير، فكم من قرية ظالمة اهلكها الله بعزته وقدرته وجبروته.

وامتثالًا لقيم التضامن والتراحم والنجدة وإغاثة الملهوف والجهاد بأنواعه، فإننا نناشد الأمة العربية والإسلامية بضرورة استنهاض هممها وتوحيد صفوفها وطاقاتها ومساعدة ومساندة إخواننا وأهلنا في غزة وفلسطين الذين يطلبون منَّا العون والنصرة، فعلينا الوقوف بجانبهم وعدم التخلي عنهم، ومد يد العون للمقاومة الفلسطينية ماديًا ومعنويًا وإعلاميًا لتثبيت أقدامهم ونصرتهم على عدوهم دفاعًا عن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

لقد مرت أيام العيد على أغلبنا بفرحة ناقصة وحزن وألم يعتصر قلوبنا لما يتعرض له أهلنا في غزة من ويلات الحرب والدمار والخراب، فقد سرق الصهاينة فرحة العيد من أطفال غزة ومن الأسر والعائلات، وقد عايشنا نحن هذه الأوضاع المُؤلمة بحزن وألم كبير، فكيف عاش أهل غزة هذه الأيام وكيف يفرحون بالعيد، وهم لديهم في كل بيت قتيل أو جريح، يعيشون بين الركام بلا مأوى ولا طعام ولا شراب ولا دواء ولا علاج، وقد تشتت الأسر والعائلات، ولم يسلم من الآلة العسكرية الصهيونية الوحشية لا بشر ولا شجر ولا حجر، وما زالت بعض جثث الأبرياء تحت الأنقاض، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر رحمة ربه تنزل عليه.

إنَّ هذه الحرب حرب عمياء لم ترحم الصغير ولا الكبير، وقد سجل التاريخ هذا الظلم والعدوان والمجازر الدموية في صفحاته، وسيأتي يوم القصاص العادل عاجلًا أم أجلًا، والذي سينصف الله المظلوم من الظالم، ويرجع له حقوقه كاملة غير منقوصة، والله يمهل ولا يهمل. وسيبقى أهل غزة المجاهدون الأحرار الصامدون أبطال يفتخر بهم كل إنسان حر شريف، لأنهم واجهوا العدو الصهيوني بكل شجاعة وفداء، وصبروا على الشدائد وقاوموا المحتل المعتدي بكل قوة وإيمان وبسالة، وستبقى دماء الشهداء منارة في طريق النصر والتحرير والخلاص من الصهاينة المجرمين المعتدين المحتلين.

** محامٍ ومستشار قانوني

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يتحدث عن قرارات "النصر" ووضع إيران وما حدث بسوريا

تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميريكة عن أهم القرارات الاستراتيجية التي قادت إسرائيل لتحقيق ما وصفه بـ"انتصار تاريخي" ضد حماس، حزب الله، والمحور الإيراني.

وخلال حديثه، تطرق نتنياهو إلى اللحظات الحرجة والتحديات التي واجهتها إسرائيل، مؤكدا أن هذه الحرب أعادت تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط.

اليوم الذي غير كل شيء

وبدأ نتنياهو الحديث بتذكر الـ7 من أكتوبر 2023، اليوم الذي وصفه بأنه نقطة تحول حاسمة.

وقال : "في السابعة والنصف صباحا، أيقظوني على أخبار الهجوم. ذهبت فورا إلى مقر القيادة العسكرية في كيريا وأعلنت الحرب".

وأضاف أن حماس كانت قد شنت هجوما واسع النطاق أدى إلى مقتل ما يقرب من 1200 إسرائيلي، مما جعل إسرائيل تتعامل مع واحدة من أسوأ المخاطر الأمنية في تاريخها.

تهديد الجبهة الشمالية

وفي الأيام التي تلت الهجوم، دخل حزب الله في القتال، مما أثار تهديدا جديدًا على الحدود الشمالية لإسرائيل.

ويقول نتنياهو: "في الـ9 من أكتوبر، خاطبت قادة المجتمعات المحاذية لغزة، وطلبت منهم الصمود لأننا سنغير الشرق الأوسط".

ومع ذلك، رفض نتنياهو اقتراحات من قادة عسكريين بتحويل الجهود إلى مواجهة حزب الله وترك حماس دون رد.

وقال: "لا يمكننا خوض حرب على جبهتين. جبهة ضخمة في كل مرة".

الدعم الأمريكي وقرار المواجهة

وفي 18 أكتوبر، قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة تضامنية لإسرائيل، وهي زيارة وصفها نتنياهو بأنها غير مسبوقة.

وأوضح أن "هذه أول مرة يزور فيها رئيس أمريكي إسرائيل أثناء حرب. أرسل بايدن مجموعتين قتاليتين لحاملات الطائرات، مما ساعد على استقرار الجبهة الشمالية".

ورغم الدعم الأمريكي، نشأت خلافات حول كيفية مواجهة حماس. حيث وجه الأمريكيون بعدم الدخول بريا إلى غزة، مقترحين الاعتماد على الهجمات الجوية فقط. لكن نتنياهو رأى أن ذلك لن يحقق الهدف.

وقال: "من الجو، يمكنك قص العشب، لكنك لا تستطيع اقتلاع الأعشاب الضارة. نحن هنا لتدمير حماس بالكامل".

رفح والرهانات الكبرى

وكانت مدينة رفح، الواقعة على الحدود مع مصر، نقطة استراتيجية هامة.

وقد توقعت الولايات المتحدة سقوط 20,000 قتيل إذا غزت إسرائيل المدينة.

وقال: "إذا لم نسيطر على رفح، ستعيد حماس تسليح نفسها وسنصبح دولة تابعة. الاستقلال الإسرائيلي هو مسألة حياة أو موت".

وعندما تقدمت إسرائيل في مايو 2024، كانت الخسائر أقل بكثير من المتوقع. استطاعت القوات الإسرائيلية قطع طرق إمداد حماس وقتل زعيمها يحيى السنوار، مما شكل ضربة كبيرة لحماس.

حزب الله: المفاجأة الكبرى

وعلى الجبهة الشمالية، نفذت إسرائيل هجومًا نوعيا ضد حزب الله في سبتمبر 2024، وصفه نتنياهو بـ"الصدمة والإبهار".

وخلال 6 ساعات فقط، تمكنت القوات الإسرائيلية من تدمير معظم صواريخ حزب الله الباليستية.

وأوضح نتنياهو: "كنا نعرف أن نصر الله يعتمد على الصواريخ المخفية في المنازل الخاصة، ولكن خطتنا تضمنت تحذير المدنيين عبر السيطرة على البث التلفزيوني اللبناني قبل الهجوم".

وكان اغتيال حسن نصر الله، زعيم حزب الله، خطوة فارقة. قال نتنياهو: "لقد كان محور المحور. لم تكن إيران تستخدمه فقط، بل كان هو يستخدم إيران".

تقويض المحور الإيراني

وأكد نتنياهو أن الحرب أضعفت المحور الإيراني بشكل كبير. وقال: "لقد أنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم حماس وحزب الله والنظام السوري، وكل ذلك ذهب أدراج الرياح. لا يملكون الآن خط إمداد"،

وكما أشار إلى أن إسرائيل دمرت إنتاج إيران من الصواريخ الباليستية، مما سيستغرق سنوات لإعادة بنائه.

إعادة الإعمار ومستقبل السلام

ورغم الضغوط الدولية، أصر نتنياهو على أنه لن يوقف الحرب قبل القضاء التام على حماس.

وقال: "لن نتركهم على بعد 30 ميلا من تل أبيب. هذا لن يحدث".

وكما أشار إلى أن النصر يفتح الباب أمام فرص جديدة للسلام، بما في ذلك تطبيع محتمل مع السعودية.

وأضاف: "هذا سيكون امتدادًا طبيعيًا لاتفاقيات إبراهيم التي أبرمناها تحت قيادة الرئيس ترامب"، أضاف.

"النصر"

وبالنسبة لنتنياهو، لم يكن النصر عسكريا فقط، بل كان اختبارًا لإرادة إسرائيل وقدرتها على قيادة المعركة.

وقال نتنياهو: "القوة ليست مجرد صواريخ ودبابات. إنها الإرادة للقتال والاستيلاء على المبادرة". وشدد على أن هذا النصر يعيد تشكيل الشرق الأوسط ويضع إسرائيل في موقع أقوى للمستقبل.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يتحدث عن قرارات "النصر" ووضع إيران وما حدث بسوريا
  • الأمل بالله وتأثيره على حياتنا
  • في 3 أيام..حمادة هلال يحصد 22 مليون مشاهدة لـ "ياريت أهلينا ماربونا"
  • الحرب بالنقاط
  • عائلات الأسرى الصهاينة تطالب بصفقة شاملة وانهاء الحرب لضمان عودة الأسرى
  • كتائب القسام” توجه رسالة جديدة “للمستوطنين الصهاينة” وعائلات الأسرى
  • شرط قديم جديد..نتانياهو: لن أوقف الحرب في غزة قبل القضاء على حماس
  • شكرا مصر.. فلسطينيون: «أم الدنيا في ضهرنا دايما وبتدعم قضيتنا»
  • هذا ما يفعله حزب الله الآن.. تقريرٌ إسرائيلي يكشف
  • بعد يومين..حمادة هلال يتصدر تريند يويتوب بـ "ياريت أهلينا ماربونا"