جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-02@03:16:58 GMT

قلوبنا مع إخواننا المستضعفين في غزة

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

قلوبنا مع إخواننا المستضعفين في غزة

 

حمد الحضرمي **

 

 

الحرب الوحشية والاعتداء الغاشم والظلم والاضطهاد الذي يتعرض له إخواننا وأهلنا في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023م، من الصهاينة المعتدين قد تجاوز الحدود، وهو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان لارتكاب مجازر بشعة ضد الإنسانية؛ حيث شنَّ الصهاينة على قطاع غزة حرباً صليبية شعواء، وارتكبوا فيها جرائم حرب وإبادة جماعية قضت على الأخضر واليابس، فقتل الآلاف من الأبرياء المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، وتم تدمير المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد، دون أي اعتبار للقيم والأخلاق الإنسانية والأنظمة والقوانين والمواثيق الدولية.

وتمَّ تدمير قطاعات المياه والكهرباء والوقود والاتصالات، ومنع دخول المساعدات الإنسانية لتجويع وقتل أهل غزة، وقصفت المستشفيات وسيارات الإسعاف، فمات المرضى والأطفال بسبب استحالة علاجهم لسوء الأوضاع الصحية، وتم اغتصاب عشرات النساء وتعذيب وسجن وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين بأسلوب صهيوني ممنهج من المعاملة المجرمة، واستخدام أسلحة ممنوعة ومحرمة دوليًا، دون حسيب أو رقيب أو تدخل من المؤسسات والمنظمات الحقوقية، وفي صمت دولي وخذلان عربي.

إنَّ ما يحدث على أرض غزة من جرائم ليس لها مثيل في التاريخ الحديث، فقد اتحدت قوى الشر مع الصهاينة بكل قدراتهم وإمكانياتهم المادية والعسكرية ضد فئة قليلة محاصرة من كل الجهات منذ عشرين سنة، والصهاينة يفعلون الأفاعيل دون توقف وبلا رحمة ولا شفقة في قلوبهم المريضة القاسية، وقد آن الأوان أن تتوقف هذه الحرب الظالمة لغايات إنسانية على أقل تقدير، حتى يتم رفع المعاناة عن إخواننا وأهلنا في غزة، الذين أصبحوا يعيشون في أوضاع إنسانية صعبة ومؤلمة، ورغم شدة المعاناة تجدهم في صبر وثبات وإيمان راسخ، وقدموا وما زالوا يقدمون تضحيات كبيرة لأجل الدفاع عن الوطن والمقدسات، ليعيشوا في وطنهم بعزة وكرامة.

ويتوجب علينا واجبًا أخلاقيًا وإنسانيًا وشرعيًا نصرة إخواننا وأهلنا في غزة وفلسطين، نظرًا للظروف القاسية التي تمر عليهم من قصف متواصل وقتل للمدنيين الأبرياء وهدم البيوت على ساكنيها وسلب أراضيهم وتهجيرهم من وطنهم، فقد ضاقت الدنيا عليهم بما رحبت، وتكالبت عليهم قوى الظلم وانتهكت حرماتهم وأعراضهم واستبيحت دماؤهم وأموالهم وقتل أطفالهم ونسائهم بدم بارد من الصهاينة المعتدين الظالمين، فيتوجب علينا نصرتهم ومساندتهم وعدم التخلي عنهم، وإننا على يقين بأن الله العظيم سينصر عباده المؤمنين المظلومين والنصر سيتحقق لا محالة، لأن نصر الله لأوليائه سنة ثابتة لا تتغير، فكم من قرية ظالمة اهلكها الله بعزته وقدرته وجبروته.

وامتثالًا لقيم التضامن والتراحم والنجدة وإغاثة الملهوف والجهاد بأنواعه، فإننا نناشد الأمة العربية والإسلامية بضرورة استنهاض هممها وتوحيد صفوفها وطاقاتها ومساعدة ومساندة إخواننا وأهلنا في غزة وفلسطين الذين يطلبون منَّا العون والنصرة، فعلينا الوقوف بجانبهم وعدم التخلي عنهم، ومد يد العون للمقاومة الفلسطينية ماديًا ومعنويًا وإعلاميًا لتثبيت أقدامهم ونصرتهم على عدوهم دفاعًا عن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

لقد مرت أيام العيد على أغلبنا بفرحة ناقصة وحزن وألم يعتصر قلوبنا لما يتعرض له أهلنا في غزة من ويلات الحرب والدمار والخراب، فقد سرق الصهاينة فرحة العيد من أطفال غزة ومن الأسر والعائلات، وقد عايشنا نحن هذه الأوضاع المُؤلمة بحزن وألم كبير، فكيف عاش أهل غزة هذه الأيام وكيف يفرحون بالعيد، وهم لديهم في كل بيت قتيل أو جريح، يعيشون بين الركام بلا مأوى ولا طعام ولا شراب ولا دواء ولا علاج، وقد تشتت الأسر والعائلات، ولم يسلم من الآلة العسكرية الصهيونية الوحشية لا بشر ولا شجر ولا حجر، وما زالت بعض جثث الأبرياء تحت الأنقاض، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر رحمة ربه تنزل عليه.

إنَّ هذه الحرب حرب عمياء لم ترحم الصغير ولا الكبير، وقد سجل التاريخ هذا الظلم والعدوان والمجازر الدموية في صفحاته، وسيأتي يوم القصاص العادل عاجلًا أم أجلًا، والذي سينصف الله المظلوم من الظالم، ويرجع له حقوقه كاملة غير منقوصة، والله يمهل ولا يهمل. وسيبقى أهل غزة المجاهدون الأحرار الصامدون أبطال يفتخر بهم كل إنسان حر شريف، لأنهم واجهوا العدو الصهيوني بكل شجاعة وفداء، وصبروا على الشدائد وقاوموا المحتل المعتدي بكل قوة وإيمان وبسالة، وستبقى دماء الشهداء منارة في طريق النصر والتحرير والخلاص من الصهاينة المجرمين المعتدين المحتلين.

** محامٍ ومستشار قانوني

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اليوم الثاني لمؤتمر "رجاء في قلوبنا ونشيد يمجد الخليقة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد اليوم الثاني من المؤتمر الذي ينظمه مركز التنشئة الروحية تحت عنوان "رجاء في قلوبنا، ونشيد يمجد الخليقة" فعاليات متنوعة وثرية، بدأت بالقداس الإلهي الذي ترأسه الأب يوحنا بولس، راعي كنيسة السيدة العذراء مريم في الزرابي، حيث اجتمع المشاركون في صلاة جماعية لبدء اليوم بروحانية عالية.

بعد القداس، استمتع الحضور بوجبة فطور جماعية، تلاها وقت لترانيم روحانية أضفت جوًّا من البهجة والسلام. ثم انتظم المشاركون في مجموعات نظافة، تعكس قيم التعاون والاهتمام بالبيئة.  

وتضمن البرنامج لقاءً مميزًا مع الأخت نجاة مرتجي من الراهبات الفرنسيسكانيات لقلب مريم الطاهر في أبوتيج، حيث قدمت محاضرة بعنوان "نشيد المخلوقات أو الأخت الشمس"، وذلك في ذكرى مرور ٨٠٠ عام على هذا النشيد الذي يعكس تقديس الخليقة وروحانية القديس فرنسيس الأسيزي.  

كما شهد المؤتمر عرض فيلم وثائقي عن الطبيعة، تلا ذلك نقاش مفتوح حول مضمون الفيلم وأهمية الحفاظ على البيئة كجزء من الإيمان المسيحي.  

ولم تخلُ الفعاليات من الجانب الترفيهي والتعليمي، حيث أقيمت مسابقات "أسئلة العباقرة" التي أثارت حماس المشاركين وعززت روح المنافسة الودية.  

ويستمر المؤتمر ببرنامج حافل بالفعاليات الروحية والثقافية، ويدعو المنظمون الجميع إلى متابعة باقي الفقرات، مع طلب الصلوات لدعم نجاح هذه الفعاليات.

مقالات مشابهة

  • خطيب المسجد الحرام: لو كشف الله لنا الغطاء عن ألطافه بنا لذابت قلوبنا
  • اعلام العدو ينشر إحصائية قتلى الجنود الصهاينة منذ السابع من أكتوبر 2023
  • الفنان مصطفى شعبان ينعي شقيقه الأصغر: اللهم اجبر قلوبنا على فراقه
  • أبواق المرجفين..!!
  • سردية السلام لمناهضة الحرب وخطاب الكراهية
  • اليوم الثاني لمؤتمر "رجاء في قلوبنا ونشيد يمجد الخليقة"
  • الرئيس السيسي: قلوبنا مع أسر ضحايا تحطم الطائرتين بواشنطن
  • قلوبنا في الفاشر شنب الأسد وعروس المدائن
  • الحرب درس الوطنية الأول
  • أبو حمزة: انهينا اجراءات تسليم اثنين من الأسرى الصهاينة