كشف مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث السرطان أن سرطان عنق الرحم هو أحد أكثر أنواع السرطانات التي يمكن علاجها، بشرط اكتشافه مبكرا وعلاجه بشكل فعّال من خلال الفحص والتشخيص، حيث يعد السرطان الرابع الأكثر شيوعا بين النساء في العالم، ويتم تسجيل أكثر من نصف مليون حالة إصابة جديدة بسرطان عنق الرحم كل عام، وما يقارب من 250 ألف مريضة تُتوفى بسبب المرض.

وفي سلطنة عمان، يتم تسجيل نحو 30 إلى 35 حالة جديدة كل عام، ويوجد ما يقارب من ثلث المريضات المصابات تم تشخيصهن بمرض واسع الانتشار (المرحلة الرابعة)، كما يفسح سرطان عنق الرحم المجال للوقاية الأولية (عامة السكان) والثانوية (الأفراد المرضى المعرضين لخطر كبير)، وقد ثبت أن هذا يقلل من نسبة الوفيات خاصة أن الوقاية الأولية تستند إلى وعي وتثقيف أفراد المجتمع بعوامل الخطر.

وأشار مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان أن جميع المريضات اللاتي تم تشخيص إصابتهن بسرطان عنق الرحم أو أي سرطان آخر يتلقين رعاية متكاملة، حيث تتم معالجة الحالة النفسية للمريضة، وتقييم التغيرات المزاجية لدى جميع المريضات مثل القلق والاكتئاب، وإذا لزم الأمر سترى المريضة الطبيب النفسي في الوقت نفسه مع الجراح أو الإشعاع أو طبيب الأورام، وسيقوم أخصائي التغذية السريرية وأخصائي العلاج الطبيعي والصيدلي الإكلينيكي بتقييم احتياجات المريضة وتقديم الدعم المناسب.

وأشار المركز إلى أن فيروس الورم الحليمي البشري يعد العامل الرئيسي لسرطان عنق الرحم والأكثر أهمية، إذ يسبب ما يقارب 99٪ من الإصابات التي تنتقل جنسيا، وتعتمد الوقاية الثانوية منه عن طريق استخدام اختبار بابانيكولاو (مسحة عنق الرحم)، حيث يعد اختبار عنق الرحم هو الطريقة القياسية للكشف عن السرطان مبكرا، ومن ثم تقليل حدوث السرطان الغازي بنسبة 60٪ إلى 90٪ ومعدل الوفيات بنسبة 90٪، أما في الآونة الأخيرة فيعتمد الفحص على اكتشاف الفيروس مباشرة من العينات التي تم الحصول عليها من عنق الرحم.

وأوضح المركز أنه بمجرد الاشتباه في الإصابة بالسرطان، يجب أن تخضع المريضة لاختبار محدد في عيادة سرطانات أمراض النساء الخارجية يسمى "تنظير المهبل" التي يتم من خلالها الحصول على خزعة الفحص، علما بأن هناك عدة أنواع من سرطان عنق الرحم أكثر من 70٪ من سرطان الخلايا الحرشفية، مشيرا إلى أنه بمجرد تحديد التشخيص، سيتم إجراء فحص جسدي مفصل باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي للحوض، والأشعة السينية للصدر لمعرفة مدى انتشار المرض، فإذا كان يُشتبه في أن السرطان متقدم موضعيا، فسيتم إجراء فحص بالأشعة المقطعية لدراسة مدى انتشار السرطان (المرحلة السريرية).

وبين المركز أن العلاج الإشعاعي يلعب دورا مهما في إدارة سرطانات عنق الرحم، ويستخدم هذا الشكل من العلاج الأشعة السينية عالية الطاقة لإتلاف الخلايا السرطانية، ولقد ثبت أنه فعّال للغاية عندما يكون المرض متقدما موضعيا، كما يتميز العلاج الإشعاعي بقدرته على توصيل جرعات عالية من الإشعاع للورم مع تجنيب الأعضاء السليمة حول المنطقة السرطانية، وذلك تفاديا لأي مضاعفات أخرى للهياكل الحرجة كالمثانة البولية والمستقيم.

ويمكن تقديم العلاج الإشعاعي عن طريق العلاج الإشعاعي الخارجي للورم من آلة خارج الجسم تسمى "المسرع الخطي"، ويتم فيها إعطاء العلاج لمدة 5 أيام في الأسبوع لأكثر من شهر، وتستغرق كل جلسة ما يقرب من 25 إلى 30 دقيقة، ويعتمد العدد الإجمالي للجلسات على العلاج الذي يحدده طبيب الأورام الإشعاعي، كما يتم أيضا إعطاء العلاج الكيميائي مرة واحدة في الأسبوع لمدة 5 أسابيع، إلى جانب العلاج العضدي الذي يعد شكلا من أشكال العلاج الإشعاعي الداخلي الذي يتضمن وضع مصادر مشعة داخل الورم أو بالقرب منه، مما يسمح بتوصيل جرعات عالية من الإشعاع بدقة إلى المنطقة المصابة، وقبل بدء العلاج الإشعاعي يقوم طبيب الأورام الإشعاعي بترتيب فحص بالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو كليهما لتخطيط الجرعة المناسبة وحجم العلاج لكل مريضة وشرح الآثار الجانبية المحتملة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العلاج الإشعاعی سرطان عنق الرحم

إقرأ أيضاً:

بعد إعلان كيت ميدلتون شفائها التام.. هل يمكن عودة السرطان بعد العلاج منه؟

بعد أقل من عام على إعلانها تشخيص إصابتها بالسرطان وتحديدًا في مارس 2024، تحدثت كيت ميدلتون، أميرة ويلز، مرة أخرى عن مرضها، ولكنها زفّت إلى محبيها خبرًا سارًا، بعدما أعلنت ميدلتون في منشور على منصة X أنّها في مرحلة الشفاء من مرض السرطان الذي تعاني منه، وذلك بعد زيارة للمستشفى الذي تلقت فيه العلاج في وقت سابق من العام الجاري.

كيت ميدلتون تعلن تعافيها من السرطان 

وشاركت كيت ميدلتون صورة لها من مستشفى رويال مارسدن لمرضى السرطان، لتكشف عن شفائها التام من المرض، إذ قالت في المنشور: «أشعر بالارتياح الآن لأنني في مرحلة هدوء المرض وما زلت أركز على التعافي، كما يعلم أي شخص عانى من تشخيص إصابته بالسرطان، فإن الأمر يستغرق وقتًا للتكيف مع الوضع الطبيعي الجديد. ومع ذلك، أتطلع إلى عام مليء بالإنجاز، هناك الكثير مما نتطلع إليه. شكرًا للجميع على دعمكم المستمر».

I wanted to take the opportunity to say thank you to The Royal Marsden for looking after me so well during the past year.

My heartfelt thanks goes to all those who have quietly walked alongside William and me as we have navigated everything.

We couldn’t have asked for more.… pic.twitter.com/f3sA7yZdOi

— The Prince and Princess of Wales (@KensingtonRoyal) January 14, 2025

وشكرت الأميرة طاقم مستشفى رويال مارسدن، الذين حرصوا على علاجها ورعايتها الجيدة خلال العام الماضي، وقد حدّت أميرة ويلز من واجباتها الملكية منذ تشخيص حالتها، لكنها ظهرت مؤخرًا في قداس عيد الميلاد السنوي للعائلة في ساندرينجهام واستضافت قداس ترانيم «معًا في عيد الميلاد» في وستمنستر آبي في أوائل ديسمبر. 

رحلة كيت ميدلتون مع السرطان 

رحلة كيت ميدلتون مع السرطان، بدأت عندما اكتشف الأطباء إصابتها بالمرض الخبيث بشكل غير متوقع في مارس من العام الماضي، عندما خضعت لعملية جراحية في البطن، ولم تكشف عن نوع السرطان الذي تعاني منه، ولا عن مدى تقدمه عندما جرى اكتشافه، وفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز».

وفي سبتمبر 2023، قالت أميرة ويلز إنّها خضعت للعلاج الكيميائي وأكملت مراحل العلاج، وكشفت لوكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا» ​​عن خضوعها لعملية جراحية باستخدام منفذ، وهو جهاز صغير يجري زرعه تحت الجلد ومتصل بقسطرة تمر عبر وريد كبير، ويسمح هذا الجهاز بتوصيل الأدوية مثل أدوية العلاج الكيميائي مباشرة إلى أوردة الصدر، ما يجنب المريض وخز الإبر.

ووصفت كيت ميدلتون معاناتها وأسرتها مع مرض السرطان طيلة الفترة الماضية، قائلة: «إنّ الأشهر التسعة الماضية كانت صعبة للغاية بالنسبة لنا كعائلة، رحلة السرطان معقدة، مخيفة وغير متوقعة للجميع، خاصة لأولئك الأقرب إليك، وطريق الشفاء والتعافي الكامل لا يزال طويلًا».

هل يمكن الشفاء من السرطان؟

وقال الدكتور كيمي نج، نائب رئيس قسم أورام الجهاز الهضمي في معهد دانا فاربر للسرطان في بوسطن، إن إعلانها يعتبر بالتأكيد خبرا جيدا ومطمئنا، مشيرًا إلى أنّ معنى الشفاء لدى المريض قد يختلف، وبشكل عام عندما يتحدث الأطباء والمرضى عن الشفاء، فإنهم يقصدون عدم وجود دليل على وجود السرطان في فحوصات الدم أو المسح الضوئي، وفقًا لمجلة «Time» الأمريكية.

الدكتور سيكندر أيلاوادي، أخصائي الأورام وأستاذ الطب في «مايو كلينيك»، يقول إنّ الشفاء من السرطان يعني ببساطة أنه في هذه المرحلة، لا توجد أي علامة يمكن اكتشافها على وجود السرطان في الجسم في جميع الاختبارات التي أجريت، وهذا لا يعني بالضرورة أنّ السرطان قد اختفى تمامًا، ولكنه يعني أن الأطباء لا يستطيعون اكتشافه بعد إجراء اختبارات شاملة عليه.

أما الدكتورة مارلين مايرز، أستاذة الطب ومديرة برنامج النجاة في مركز بيرلموتر للسرطان التابع لمركز لانجون الصحي بجامعة نيويورك تقول: «إن كلمة الشفاء معقدة للغاية، والاستخدام الشائع لهذه الكلمة حتى بين أطباء الأورام، إذا قالوا إن شخصاً ما في حالة شفاء يعني أننا نعلم أن المرض قد يعود، ولكن في الوقت الحالي لا يوجد دليل على وجود السرطان».

الدكتور كريستوفر فلاورز، رئيس قسم الأورام اللمفاوية والنخاعية ورئيس قسم طب السرطان في مركز إم دي أندرسون للسرطان بجامعة تكساس علق على مصطلح «الهدوء مع المرض» الذي استخدمته كيت ميدلتون قائلًا: «إن الطريقة التي يتم بها استخدام مصطلح الهدوء قد تختلف من شخص لآخر، ومن طبيب لآخر»، فعلى سبيل المثال، يحدد المعهد الوطني للسرطان نوعين من التحسن؛ التحسن الجزئي والتحسن الكامل، ففي التحسن الكامل تختفي كل علامات وأعراض السرطان، أما في التحسن الجزئي، فقد يقل حجم السرطان ولكنه يظل في الجسم (ولم يتضح من منشور ميدلتون أي نوع من التحسن كان السرطان في جسدها)، وإذا ظل الناس في حالة شفاء تام لمدة خمس سنوات على الأقل، فقد يعني هذا أنهم شُفوا من السرطان.

هل يمكن أن يعود السرطان بعد الشفاء منه؟

الدكتور سيكندر أيلاوادي، أخصائي الأورام، يقول إنّ السرطان معروف بتكرار ظهوره حتى بعد الشفاء منه، وهناك بعض أنواع السرطان هي أكثر عرضة لذلك من غيرها، موضحًا: «بعض أنواع السرطان، مثل الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال سرطان الدماغ، حتى لو اختفى، فإنه سيعود قريبًا جدًا. وبالمثل، فإن سرطان البنكرياس وسرطان المثانة وسرطان المبيض معرضون لخطر كبير جدًا للعودة على الرغم من العلاج، وعلى الرغم من الاستجابات الكاملة، وعلى الرغم من الشفاء»، إذ قد تبدأ أعداد صغيرة من الخلايا السرطانية التي لا يستطيع الأطباء اكتشافها في النمو في أي وقت، لذا يستمر معظم المرضى في العمل مع أطبائهم لمراقبة أي علامات على هذه الانتكاسات.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يتنبأ بدقة بمرض السرطان والعلاج الفعال
  • دراسة جديدة: السمنة تزيد من خطر مضاعفات السرطان لدى الأطفال
  • 6 علامات تشير إلى احتمالية الإصابة بـ السرطان الصامت
  • 6 علامات تشير إلى احتمالية الإصابة بـ"السرطان الصامت"
  • سرطان الأمعاء بين الشباب.. أرقام مروعة تدق ناقوس الخطر
  • في شهر التوعية من سرطان عنق الرحم.. درهم وقاية خير من قنطار علاج
  • لا تتجاهليها.. 3 علامات تحذيرية لسرطان عنق الرحم القاتل
  • جلالة السلطان يمنح السفير الأردني وسام النعمان من الدرجة الأولى
  • «اعتقدوا أنه قولون عصبي».. تشخيص خاطئ يتسبب في وفاة سيدة بريطانية بسرطان البنكرياس
  • بعد إعلان كيت ميدلتون شفائها التام.. هل يمكن عودة السرطان بعد العلاج منه؟