محاصرة المليشيا في مدني أسهل بكثير من محاصرتها في الخرطوم
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
كنت قد كتبت من قبل أني مطمئن تماماً لقيادة الجيش الحالية وأن تهاوي التكتلات المليشاوية آتٍ لا محاله وما هي إلا مسألة وقت ليس إلا وستتحرر الخرطوم تدريجياً.
لم أكتب ذلك لرفع المعنويات أو من باب التفاؤل إنما هي حقيقة لا بد أن نقر بها … ولكي يتضح لك ذلك تأمل في هذه النقاط التالية :
1- المليشيا منذ بدأت الحرب إلى الآن فشلت داخل العاصمة في احتلال موقعٍ عسكريٍ استراتيجيٍ واحدٍ ، فلا القيادة العامة للجيش ولا سلاح المدرعات ولا سلاح الإشارة ولا سلاح المهندسين ولا قاعدة وادي سيدنا الجوية ولا كرري والكلية الحربية استطاعت المليشيا أن تحتلهم ، وجميع المواقع العسكرية أو الدستورية التي هي بها إما أنها عبارة عن معسكرات أو مواقع كانوا فيها أصلاً أو كلفوا بحمايتها ، ولم تنجح المليشيا إلا في مراكز ومواقع عسكرية هامشية وليست ذا بعد استراتيجي .
2- بحسب مصادر قيادية في الجيش فجميع المواقع والأحياء والمناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع في الخرطوم لم يحررها الجيش إلى الآن ببساطة لأن حرب المدن هي عبارة عن حرب عصابات وليست جيوش، ومن الطبيعي في العمليات العسكرية أن تأخذ زمناً للتحرير لأن التقدم البري يعرضك في حرب المدن لخسائر كبيرة بسبب الكمائن والقناصين والتخندق داخل المنازل وسهولة الالتفاف ، إنما يكون التعامل العسكري معها فقط بسياسة المحاصرة و الإستنزاف وقطع الإمداد ومن ثم لوحدهم سيخرجوا هاربين وعندها يتم التعامل العسكري معهم (وهذا ما حدث في تحرير الإذاعة بالضبط ) وهذا ما يحدث في جميع مناطق سيطرة المليشيا لو تأملنا في خارطة الانتشار والسيطرة، فالمسألة ليست إلا مسألة وقت فقط.
3- ما حدث في مدني ونيالا يعده البعض تكتيك إستراتيجي لسحب القوات وتشتيتها (سياسة شد الأطراف) وكذلك أيضاً لأن محاصرة المليشيا في مدني أسهل بكثير من محاصرتها في الخرطوم.
4- قيادات الجيش ليسوا وحدهم في إدارة الأزمة ، وجهاز المخابرات في أفضل ما يكون ، وبلاشك الخطط التي تضعها غرفة التخطيط المرتبطة بالقيادة الأمنية للبلاد تعتمد على الأبعاد السياسية والقراءات الأمنية ، هذا ما يفسر لنا لماذا لم يستهدف طيران الجيش أماكن تواجد قيادة المليشيا مع ترصده التام لها ولتحركاتها، وهذا لأن النصر والهزيمة لها حسابات وقراءات سياسية وأمنية وكل عملية عسكرية أو سياسية لها وقتها المناسب لها وكل يومٍ يخسر العدو وحليفهم السياسي سياسياً وإعلامياً وشعبياً ما لا يستطيع تعويضه بكسبٍ أخر.
المقداد خالد
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
منظمة دولية تكشف تأثير انتصارات الجيش السوداني على المواطنين
متابعات ـ تاق برس أعلنت منظمة الهجرة الدولية عودة 396,738 شخص إلى مناطقهم الأصلية في السودان.
ويحقق الجيش السوداني تقدما فى عدد من المحاور، حيث تمكن من استرداد اجزاء كبيرة من كل من ولاية الجزيرة ـ وسط السودان، وولاية الخرطوم، خاصة الخرطوم بحري، وشرق النيل.
ووفقا للفرق الميدانية لمصفوفة تتبع النزوح بمنظمة الهجرة الدولية فإن تلك الاعداد(396,738)،عادت في الفترة ما بين منتصف ديسمبر الماضي وحتى مطلع مارس الجاري.
ولفتت فى تقرير لها اليوم، الى ان 66 في المئة منهم فارقوا ملاذات نزوحهم المؤقت عائدين إلى ولاية الجزيرة ـ وسط السودان ، بينما عاد 29 في المئة إلى سنار ـ جنوب السودان ، واختار 5 في المئة منهم العودة إلى ديارهم في الخرطوم.
وفى العام المنصرم،قالت منظومة التتبع، ان عدد النازحين داخليا فى جميع الولايات السودانية والبالغ عددها 18 ولاية بلغ – 2.8 مليون قبل حرب أبريل 2023، و7.1 مليون منذ ذلك الحين، وان أكثر من نصف جميع النازحين داخلياً هم من النساء، وأكثر من ربعهم من الأطفال دون سن الخامسة.
الجيش السودانيالمواطنينمنظمة دولية