اختطاف سفينة وإطلاق صواريخ.. هل بدأ الرد الإيراني على إسرائيل؟
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
خلال 24 ساعة، أطلق حزب الله اللبناني وابلا من الصواريخ باتجاه الشمال الإسرائيلي، قبل أن يعلن الحرس الثوري الإيراني، الاستيلاء على سفينة "مرتبطة" بإسرائيل في الخليج، فهل بدأت إيران الرد على قصف جوي "نُسب لإسرائيل"، وأسفر عن تدمير مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق؟
هل بدأ الرد الإيراني؟السبت، أعلن الحرس الثوري الإيراني، الاستيلاء على سفينة "مرتبطة" بإسرائيل على بعد 50 ميلا بحريا قبالة سواحل الفجيرة الإماراتية.
والجمعة، أعلن حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، أنه أطلق "عشرات صواريخ الكاتيوشا" على مرابض مدفعية إسرائيلية، في هجوم قال إنه رد على الهجمات الإسرائيلية على بلدات في جنوب لبنان.
وفي حديثه لموقع "الحرة"، يربط الباحث في شؤون الشرق الأوسط، فادي عيد، بين الواقعتين كإشارة على "بدء الرد الإيراني" على الهجوم المنسوب لإسرائيل.
وإيران كانت مطالبة بـ"الرد رغما" عنها للحفاظ على هيبتها الخارجية وصورة النظام الإيراني، ولذلك فهي تستخدم أذرعها ووكلائها للرد "غير المباشر"، ولجأت للاستيلاء على السفينة المرتبطة بإسرائيل كرد "مباشر" لكن خارج حدود إسرائيل، وفق حديثه لموقع "الحرة".
ومن جانبه، يكشف الخبير الاستراتيجي الإيراني، سعيد شاوري، أن تأخر الرد الإيراني جاء من أجل لـ"التعامل بشكل دقيق وصحيح، ولتفادي الوقوع في الأخطاء".
وإيران ليست في "أجواء حرب" على عكس إسرائيل التي تعيش تلك الحالة منذ 6 أشهر، والخطة العسكرية للرد تحتاج لـ"استعداد مسبق" لأي تبعات تنجم عن "العمليات العسكرية"، وفق المحلل السياسي الإيراني.
ويؤكد أنه "وضع الخطط العسكرية لا يتم فقط من قبل إيران لكن حلفائها أيضا"، ويتم أخد بعين الاعتبار "مواقف الحلفاء وسياساتهم" وما سيمكن أن يؤدي لدخولهم في أي "معركة أو رد".
وإيران تحتاج لوضع "خطط مدروسة ومحكمة وقوية" لتنفيذ تهديداتها، وهناك تفكير دائم بطريقة "الخروج الناجح"، عند التعامل مع إسرائيل وأمريكا قبل التفكير بـ"طريقة الدخول"، وفق شاوردي.
لكن على جانب آخر، يشير أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس، مئير مصري، إلى أن "النظام الإيراني قد أطلق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان تجاه إسرائيل، من خلال وكيله المعتمد هناك"، في إشارة لحزب الله.
وفي حديثه لموقع "الحرة"، يتساءل مستنكرا:" ألا يعتبر ذلك اعتداءً عدوانياً جديدا وكافيا لتقوم إسرائيل هي بالرد ومعها الولايات المتحدة؟".
ويضيف:" للأسف الشديد لقد تعودنا على العربدة الإيرانية وأصبحت صواريخ ومسيرات إيران تعبث في المجال الجوي الإسرائيلي وكأن شيئاً لم يحدث".
وهذا القدر غير المسبوق من "اللامبالاة الإسرائيلية والأميركية" على حدٍ سواء هو الذي جعل إيران تتجرأ وتتمادى بهذا الشكل، على حد تعبير مصري.
هل تحدث "مواجهة مباشرة"؟بعد صدور بيان يشير إلى احتجاز سفينة في المياه بين الإمارات وإيران، قال متحدث عسكري إسرائيلي، السبت، إن إيران ستتحمل العواقب في حالة تصعيدها للعنف في المنطقة.
وقال دانيال هاجاري في بيان "إيران ستتحمل العواقب في حالة اختيارها المزيد من التصعيد... إسرائيل في حالة تأهب قصوى.. رفعنا استعدادنا لحماية إسرائيل من أي عدوان إيراني آخر.. مستعدون أيضا للرد"، فهل يحدث تصعيد؟
يرى عيد أن "اختطاف السفينة وإطلاق حزب الله صواريخه تجاه إسرائيل" هو "رد للاستهلاك المحلي ومخاطبة الداخل الإيراني"، للتأكيد على أن "إيران ردت على استهدف قنصليتها".
ويستعبد الباحث في شؤون الشرق الأوسط "وقوع المزيد من التصعيد"، ويقول:" إيران لن تفعل أكثر من ذلك، ولكنها سوف تستخدم أذرعها مثل جماعة الحوثي وحزب الله، دون (رد قاسي).
وتشكل الجماعات المدعومة من إيران ما يسمى "محور المقاومة"، وهو تحالف من الميليشيات المسلحة التي تضم حركتي الجهاد وحماس في غزة، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وجماعات مسلحة عدة في العراق وسوريا، وهي بمثابة خط دفاع أمامي إيراني، وتستخدمها إيران لنشر نفوذها في جميع أنحاء المنطقة.
وعبر تلك المليشيات، نجحت إيران في منافسة القوى الإقليمية التقليدية في المنطقة، إذ تدعم، مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، أكثر من 20 جماعة مسلحة، غالبيتها مصنفة "إرهابية" في الولايات المتحدة.
لكن شاوردي يؤكد أن إيران لن "تتراجع عن ضرب إسرائيل"، وهناك خطط بدأت طهران بالعمل عليها للرد على الجانب الإسرائيلي.
وإيران جادة تمام بضرب إسرائيل وتعتقد أن "الضربة هذه المرة ضرورية جدا"، لمنع الجانب الإسرائيلي من القيام بأي عمل عسكري ضد الأراضي الإيرانية والمستشارين الإيرانيين في أي مكان "مستقبلا"، وفق الخبير الاستراتيجي الإيراني.
ويرى أن الضربة "القوية الموجعة"، هامة لمنع إسرائيل من استهداف أي من حلفاء إيران في "سوريا أو لبنان أو العراق أو اليمن" في المستقبل.
ومن جانبه، يقول مصري إن "النظام الإيراني لا يحتاج أن يقوم بعمل إجرامي كبير داخل إسرائيل حتى يعطي لنا الذريعة للدخول في مواجهة شاملة معه".
والحرب مُعلنة من قبله منذ زمن وما قام به من فظاعات وخروقات صارخة لا مثيل لها لكافة القوانين والأعراف الدولية كافية تماما لتبرر البدء في القيام بعمليات عسكرية موسعة في العمق الإيراني، وفق أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الرد الإیرانی رد على
إقرأ أيضاً:
إيران تحسم الخيار.. هل بقيَ حزب الله قائد وحدة الساحات؟
قبل نحو أسبوع وتحديداً عند تشييع أمين عام "حزب الله" السّابق الشهيد السيد حسن نصرالله، لم يتحدّث الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم عن أيّ عنوانٍ يتربطُ بـ"وحدة الساحات"، وهو المسار الذي كان قائماً خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل ويضمّ سائر أركان ما يُعرف بـ"محور المقاومة" المدعوم من إيران.عملياً، لا يمكن اعتبار عدم حديث قاسم عن "وحدة الساحات" بمثابة "إنكارٍ لها" أو إعلان لـ"إنتهاء دورها"، ذلك أنَّ هذا الأمر لا يصدر بقرارٍ من "حزب الله" بل من إيران ذاتها والتي تسعى حالياً لـ"لملمة جراح الحزب" بعد الحرب من خلال تكريس الإحاطة الخاصة به، مالياً وعسكرياً.
السؤال الأساس الذي يطرح نفسه الآن هو التالي: هل ستُحيي إيران "وحدة الساحات".. ماذا تحتاج هذه الخطوة؟ هنا، تقول مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إنَّ "وحدة الساحات تزعزعت كثيراً إبان الحرب الأخيرة التي شهدها لبنان"، معتبرة أن "حزب الله كان رائد هذه الوحدة في حين أن الخسائر التي أصيب بها عسكرياً تؤدي به حالياً إلى البقاء جانباً لإعادة ترميم نفسه داخلياً وأمنياً".
ترى المصادر أن "إيران قد تفكر في إحياء وحدة الساحات لاحقاً ولكن بطرق مختلفة لا تؤدي إلى خسائرها الكبيرة"، موضحة أنَّ "إيران تريد الاستثمار في حلفائها مرة جديدة على قاعدة الإستفادة وليس على قاعدة الخسارة، ذلك أنّ هذا الأمر مُكلف جداً بالنسبة لها".
في المقابل، ترى المصادر أن "انكفاء إيران عن الساحة بسهولة وبساطة هو أمرٌ ليس مطروحاً على الإطلاق، فحصول هذا الأمر سيكون بمثابة تسليمٍ لواقع المنطقة إلى أميركا وإسرائيل، وهو الأمر الذي ترفضه إيران وتسعى من خلال أدوات مختلفة للإبقاء على نفوذها قائما بعدما تراجع بشكل دراماتيكي".
ورغم الانتكاسات العسكرية التي مُني بها "حزب الله"، فإن إيران أبقت عليه كـ"عنصر محوري وأساسي يقود محور المقاومة ووحدة الساحات"، وفق ما تقول المعلومات، وبالتالي فإن عمليات الترميم تغدو انطلاقاً من هذه النقطة لتكريس قوة الحزب مُجدداً، لكن الأمر سيصطدم بأمرٍ مفصلي أساسه الداخل اللبناني، فضلاً عن أن عمليات تمويل الحزب وتسليحه باتت تواجه صعوبات جمّة لاسيما بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد يوم 8 كانون الأول الماضي 2024.
ولهذا، تعتبر المصادر أنّ "وحدة الساحات تريد عنصراً متماسكاً"، كاشفة أن "استعادة الدور السابق من حيث القوة والزخم يتطلب وقتاً طويلاً، وبالتالي قد لا تستقر تلك المساعي على نتائج إيجابية ذلك أن ورشة الحزب الداخلية تحتاج إلى تمكين وتمتين، وهذا الأمر يعمل الإيرانيون عليه".
وسط كل ذلك، تقول المصادر إنَّ "حزب الله" اليوم، ورغم توقه لإعادة "إحياء" وحدة الساحات، إلا أنه في الوقت نفسه لا يريد الاصطدام مع الداخل اللبناني الذي "رفض" تلك القاعدة، والأمر هذا قائم أيضاً في أوساط الطائفة الشيعية التي بات كثيرون فيها لا يؤيدون القاعدة المذكورة على اعتبار أن نتائجها كانت كارثية على الحزب ولبنان.
ضمنياً، تعتبر المصادر أن إعادة تبني "حزب الله" لمفهوم "وحدة الساحات" واعتماده كقاعدة جديدة مُجدداً سيعني بمثابة تكرار لسيناريوهات سابقة، وبالتالي عودة "حزب الله" إلى تكريس خطوات تتحكم بقرار السلم والحرب وهو الأمر الذي أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون أنه بـ"يد الدولة فقط"، وذلك خلال مقابلته الأخيرة مع صحيفة "الشرق الأوسط".
بشكل أو بآخر، قد لا يُغامر "حزب الله" بالإندماج مُجدداً ضمن "وحدة الساحات" مثلما كان يجري سابقاً، علماً أن هذا الأمر لا يعني خروج "الحزب" من المحور الإيراني، لكن آلية التعاطي والتنسيق ستختلف تماماً، وبالتالي سيكون الحزب أمام الواقع السياسي الداخلي اللبناني الذي بات "حزب الله" مُلزماً التعاطي معه كما هو وعلى أساس مكوناته وتحت سقف الدولة وضمن مقتضيات ومرتكزات خطاب القسم للرئيس عون. المصدر: خاص "لبنان 24"