بالرغم من تقارير كثيرة، وتوقعات بضربة إيرانية ضخمة، ربما تكون أواخر الأسبوع الجاري من جانب طهران ضد إسرائيل، ردًا على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق الأسبوع الماضي، فأنا أعتقد أن إيران أعقل وأكبر من أن تتورط في حرب مفتوحة ضد دولة الاحتلال، وأنه رغم تحذيرات بايدن، وتقارير أمريكية منشورة أن طهران جهزت عشرات من صواريخ كروز، ومئات من المسّيرات لاستهداف إسرائيل، فإن طهران تعلم، أنها لو فتحت هذه الجبهة ضد إسرائيل، فإن تداعياتها قد تطال إيران ذاتها وأنها قد تكون الخاسر الأكبر وليس العكس.


 

وايران تعرف كذلك، أن الولايات المتحدة وإسرائيل يتحينان الفرصة للنيل من قوة إيران ، وهو نفس ما تم في سنوات سابقة، عندما تم انتهاز الخطأ العراقي الأفدح والأكبر والوحيد بالإقدام على غزو الكويت 1991، وتم تصفية العراق والجيش العراقي وتدمير مقدراته وسقوط بغداد 2003.


وفي هذه المناسبة، وأقصد قيام اسرائيل بضرب القنصلية الإيرانية في دمشق، فإن طهران تشعر هذه المرة، رغم انها تكررت في مناسبات سابقة، بفداحة الضربة التي طالت قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي، ونائبه والعديد من قيادات الحرس الثوري الإيراني، وأن واجب عليها الرد لحفظ ماء الوجه، لكنها تدرك تمامًا أنه حال قصف إسرائيل مباشرة بالصواريخ الطويلة، أو فتح مجال لحرب كبرى ومفتوحة مع العدو الاسرائيلي في هذا الوقت، فستكون مآلاته خطرة. وربما كان الرئيس الأمريكي بايدن، يقصد تمامًا تحذيره الموجز لإيران، عندما سئل عن رسالته لإيران والتي تستعد لتوجيه ضربة لإسرائيل بقوله في مؤتمر صحفي:"لا تفعلوا"، فالحرب لو قامت واضحة مباشرة بين طهران وتل أبيب، فإنها لن تتوقف عندهما.
والواقع أن ما بين اسرائيل وايران طوال السنوات الماضية، سجالات ومواجهات تدفع فواتيرها المنطقة، فإيران موجودة في لبنان واليمن والأراضي المحتلة، وقصف القنصلية الإيرانية في دمشق من جانب دولة الاحتلال، كان غرضه ان تتوقف عن دعم فصائلها المسلحة لمواصلة أعمالهم ضد الاحتلال، وايران اليوم وفق التقارير تتجهز للرد للقول انها قوية وموجودة ولن تسكت على حقها، وحتى لاتكررها الحكومة الاسرائيلية.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، هو التداعيات التي قد تحدث حال غيرت طهران تكتيكاتها وردت بضربة صاروخية على اسرائيل أو فتحت جبهة لحرب حقيقية معها الان؟!
المؤكد، إنه لو حدث ذلك فستكون هناك تداعيات كارثية على المنطقة، لا أحد يمكن أن يحددها بدقة الان، سواء ما يتعلق بسعر النفط في العالم أو إمدادات البترول ذاتها أو حركة الملاحة في الشرق الأوسط، وخصوصا لو دخلت الولايات المتحدة الحرب بجوار إسرائيل، وهذه ليست "سيناريوهات خيالية"، ولكنها افتراضات تناقش اليوم في كل مراكز الدراسات في العالم، على وقع أجواء مشتعلة بالفعل بين طهران وتل أبيب، فإن المنطقة بكاملها ستُدفع دفعا لآتون الحرب، وهو ما سبق ان حذرت منه مصر، من أن تؤدي تداعيات العدوان على غزة لاتساع نطاق الصراع في منطقة الشرق الأوسط.
والختام.. طهران أكبر وأعقل من أن تفتح جبهة واسعة مع كل من تل أبيب وواشنطن في وقت واحد، خصوصا وانها تعلم أن الاحتلال يبحث عن أي نصر يقدمه للشارع الإسرائيلي المحتقن بعد السقوط في وحل غزة، والفشل حتى اللحظة في استعادة الرهائن، ما قد يدفع بنتنياهو لاستغلال أي تحرك ايراني للرد بقوة غاشمة، وفي الحالتين ستدفع المنطقة فواتير الدم والحرب بالوكالة في ظروف سياسية واقتصادية وعالمية بالغة السوء.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

عراقجي للغرب: كُفوا عن "وعظ" إيران

 

طهران- الوكالات

طالب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مُنتقدي إيران بالتوقف عن "الوعظ" الموجه لها حول برنامجها النووي.

وقال عراقجي عبر حسابه في منصة "إكس": "إنه لمن الوقاحة توجيه الوعظ للإيرانيين بأنه يتعين عليهم أن يعلنوا مرة واحدة وإلى الأبد أنهم سيتخلون عن امتلاك الأسلحة النووية".

ورد عراقجي على تصريحات للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حول البرنامج النووي الإيراني مؤكدًا أن التزام طهران بالنظام العالمي لعدم انتشار الأسلحة النووية "واضح للجميع".

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن "ترسانة إسرائيل النووية وامتناعها عن الانضمام لمعاهدة منع الانتشار أمرٌ يشكل تهديدًا للعالم ويجب عدم التغاضي عنه". وأضاف: "إيران كانت وقعت على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية عام 1968". وقال عراقجي: "إنه من التهور والغضاضة وعظ الإيرانيين باستمرار أن يكفوا عن امتلاك السلاح النووي".

وكان مسؤولون دوليون أطلقوا تحذيرات لإيران بشأن برنامجها النووي، وطالبوا السلطات في طهران إلى إعلانها صراحة نبذها امتلاك أسلحة نووية.

وأدلى غوتيريش، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، بتصريحات خلال "المنتدى الاقتصادي العالمي" في دافوس، ذكر فيها غوتيريش أن "إيران لا بد من أن تتخذ خطوة نحو تحسين العلاقات بدول المنطقة والولايات المتحدة، عبر توضيح أنها لا تهدف إلى تطوير أسلحة نووية".

مقالات مشابهة

  • ترمب يعيّن ويتكوف للتعامل مع ملف إيران: دبلوماسية أم ضغوط؟
  • عراقجي للغرب: كُفوا عن "وعظ" إيران
  • إبراهيم النجار يكتب: إسرائيل.. ومرحلة تصفية الحسابات السياسية
  • إبراهيم عثمان يكتب: بكري الجاك: الدعم السريع يمارس الزعيق والعويل!
  • نبذ امتلاك النووي والتخلي عن ضم الضفة..غوتيريش يحذر إيران وإسرائيل
  • بالفيديو.. جرحى بعملية طعن بـ«تل أبيب» نفذها أجنبي وإسرائيل ترسل تعزيزات إلى جنين
  • إيران بين العقوبات والطموحات النووية: أيهما سيكسر الآخر؟
  • ترامب لا يزيد خطرها..السعودية: لا نريد حرباً بين إيران وإسرائيل
  • وزير الخارجية السعودي يدعو لتجنب حرب بين إيران وإسرائيل
  • وزير الخارجية السعودي: يجب تجنب الحرب بين إيران وإسرائيل