عزيزي القارئ، يمكننا تشبيه صيام شوال كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإن من الفوائد المهمة لصيام الست من شوال هو تعويض النقص الذي حصل في صيام الفريضة في رمضان، إذ لا يخلو الصائم من حصول تقصير أو ذنب مؤثّر سلباً في صيامه. ويوم القيام يؤخذ من النوافل لسد خلل ونقص الفرائض كما قال النبي، صلّى الله عليه وسلّم: (إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ؟ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِك).
*بالإضافة إلى أنه أداء لسنة سنها رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فالست من شوال فيها زيادة خير ومصلحة عظيمة وفائدة كبيرة في امتثال أمر وإرشاد النبي، صلّى الله عليه وسلّم وترغيبه، والحرص على فعل ما شرع الله من العبادة وهذا خير عظيم.
*معاودة للطاعة بعد الطاعة وهذا دليل قبول الأولى، فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده، كما قال بعضهم: ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها، كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى.
*وصيام الست من شوال هو شكر لله على نعمة إتمام صيام شهر رمضان. كما أن بالصيام يُحيي الإنسان قلبه من جديد، وصيام الست من شوال يثبت الإنسان ويديم وصله بالله بهذه العبادة.
*الاستمرار على الطاعات حيث أنه ليس للطاعات موسماً معيناً، ثم إذا انقضى هذا الموسم عاد الإنسان إلى المعاصي، بل إن موسم الطاعات يستمر مع العبد في حياته كلها، ولا ينقضي حتى يدخل العبد قبره. قيل لبشر الحافي – رحمه الله -: إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان. فقال: (بئس القوم قوم لا يعرفون لله حقاً إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها).
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: صیام الست من شوال
إقرأ أيضاً:
10 حقائق وأسرار حول سورة ق.. هل تضعف القرين والجن؟
سورة ق من السور التي تحمل العديد من الفضائل، ويشغل البعض تساؤلًا هامًا حول ما إذا كانت هذه السورة تعالج القرين والجن وتساعد في تضعيفهما، هذا السؤال يفتح بابًا للنقاش حول الدور الذي تلعبه السور القرآنية في حماية الإنسان من التأثيرات السلبية للجن والقرين، بالإضافة إلى مكانتها الكبيرة في القرآن الكريم.
1. فضل سورة قسورة ق تتضمن فضائل عظيمة، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على قراءتها في خطبتي الجمعة والعيدين. كان يُكتفى بقراءتها كخطب كاملة؛ لأنها تحتوي على معاني شاملة تمس جوانب الحياة كافة، من خلق الإنسان وموته إلى بعثه، وتبرز أهمية التزام المسلم بطاعة الله سبحانه وتعالى.
كما كانت السورة تشد انتباه الصحابة إلى حقيقة وجود الموت والبعث وحساب الإنسان على ما قدمت يداه.
2. تأثير سورة ق في الحياة اليوميةالسورة تعتبر من السور التي تعين المسلم في أوقات الضيق، حيث يلجأ إليها المسلم في حالته النفسية الصعبة، سواء في فترات الاضطراب أو في مواجهة الجن والقرين.
وُجد أن قراءة سورة ق بانتظام تساعد في تحصين النفس من الشرور وتقويتها ضد أي تأثيرات سلبية، بما في ذلك السحر والجن.
3. هل سورة ق تضعف القرين؟لقد ذكر بعض العلماء أن سورة ق من السور التي يُستحب قراءتها لتحصين النفس من الجن والقرين. يُقال إن قراءة سورة ق سبع مرات في الماء، ثم شربه أو استخدامه في غسيل الجسم، قد يساهم في حماية الشخص من تأثيرات الجن والسحر. ورغم أن هذه الأمور ليست مثبتة علميًا، إلا أن الكثيرين يؤمنون بتأثير هذه السورة في تقوية النفس ضد الأذى الروحي.
4. أهمية سورة ق في علاج النفسسورة ق تعتبر علاجًا نفسيًا وروحيًا، حيث تتطرق إلى مواضيع مثل الحياة والموت، والبعث، والجزاء. تذكر السورة أن الله سبحانه وتعالى هو أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد، وهو أدرى بما في نفسه من وساوس أو هموم. وهذا التذكير بالقرب الإلهي يعين المؤمن على تجاوز الصعوبات النفسية ويمنحه راحة روحية.
5. سورة ق: علاج للسحر والجنتعد سورة ق من السور التي يُعتقد أنها تساهم في حماية الإنسان من السحر والجن، حيث يقال إن تلاوتها في الماء أو على الجسم تساعد في درء هذه الأضرار. يمكن تلاوتها بشكل خاص عندما يشعر الشخص بتأثيرات سلبية أو حين يتعرض لمواقف قاسية.
6. تفسير سورة قتبدأ سورة ق بالحروف المقطعة "ق" وتتناول مواضيع مثل البعث بعد الموت وعذاب المكذبين، حيث تبرز قصص الأقوام السابقة الذين كذبوا الرسل فاستحقوا العذاب. كما أنها تعرض حقيقة الموت وقيام الساعة بشكل ملموس، وتبيّن أن كل ما يمر به الإنسان في حياته هو تحت مشيئة الله.
7. سبب تسمية سورة قتم تسمية السورة بهذا الاسم نسبة إلى الحرف المقطّع "ق" الذي بدأ به كلام الله تعالى في بداية السورة. يُعتقد أن هذه الحروف تحمل رمزية خاصة لدى علماء القرآن، وقد وردت في عدد من السور الأخرى، مثل "ألم" و"كهيعص".
8. دروس من سورة ق في مواجهة الجن والقرينسورة ق تعلم المسلم الصبر والتوكل على الله في مواجهة كل ما يعكر صفو حياته، بما في ذلك الأذى الروحي أو الجسدي الناتج عن الجن أو القرين. تذكّر السورة المؤمنين بأن الله أقرب إليهم من أي شيء آخر، ويجب عليهم الاستعانة به في مواجهة جميع تحديات الحياة.
9. دور السورة في تعزيز الإيمانتعد سورة ق من السور التي تساهم في تقوية إيمان المسلم، حيث تذكره بعظمة الله وقدرته على كل شيء. قراءة السورة بانتظام تعزز من قدرة المؤمن على مواجهة المصاعب بثقة في الله، وتبعث في نفسه الاطمئنان والسكينة.
تأثير سورة ق في الحياة الروحيةفي النهاية، لا يمكن إنكار الدور الكبير الذي تلعبه سورة ق في حياة المؤمن من حيث تعزيز الإيمان وحماية النفس من الشرور. سواء كانت تعالج الجن والقرين بشكل مباشر أم لا، فإن تأثيرها الروحي والنفسي عميق ويستحق التأمل والاهتمام.
إذن، سورة ق ليست مجرد نص قرآني، بل هي مصدر للطاقة الروحية التي ترفع المؤمن، وتمنحه القوة لمواجهة تحديات الحياة اليومية.