تاج السر عثمان بابو (1) بعد عام من الحرب ودخولها عامها الثاني، لابد من السعي الجاد لوقفها، ومواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها ومهام الفترة الانتقالية، وهي حرب من أجل السلطة والثروة، وتصفية الثورة، وتمكين الرأسمالية الطفيلية داخل طرفي الحرب لنهب ثروات البلاد وتهريبها، والتفريط في السيادة الوطنية. أدت الحرب إلى نزوح الملايين داخل وخارج البلاد، ومقتل وفقدان الآلاف من الأشخاص ، وماساة إنسانية وتدمير البنيات التحتية ومرافق الدولة الحيوية والمصانع والأسواق والبنوك ومواقع الإنتاج الصناعي والزراعي والخدمي إضافة لقطع خدمات الكهرباء والماء والاتصالات والانترنت مما ضاعف معاناة المدنيين، إضافة لنهب ممتلكاتهم وعرباتهم ومنازلهم من طرفي الحرب، وانتهاكات حقوق الانسان والقانون الانساني كما في حملة الاعتقالات والتعذيب الوحشي والقتل للمحتجزين والمعتقلين من طرفي الحرب، وحل لجان المقاومة والخدمات، فضلا عن شبح المجاعة والنقص في الغذاء الذي يهدد حياة ٢٥ مليون سوداني حسب بيانات الأمم المتحدة، إضافة لخطر تمزيق وحدة البلاد، والزج بها في الصراع الإقليمي والدولي الملتهب لنهب ثروات أفريقيا والسودان، ومن أجل إيجاد موطئ قدم على البحر الأحمر.
(2) كما أوضحنا سابقا هناك ضرورة للحل الداخلي بعد فشل الحلول الخارجية التي أعادت إنتاج الأزمة والحرب، كما في تجربة الوثيقة الدستورية التى تم الانقلاب عليها، والاتفاق الإطاري الذي قاد للحرب اللعينة الجارية حاليا، بالتالي هناك ضرورة لعدم إعادة الشراكة مع العسكر والدعم السريع ، كما هو مطروح في مشروع اتفاق “المنامة” الذي يعيد إنتاج الأزمة والحرب، والتوجه صوب الحل الجذري الذي يتم فيه ترسيخ واستدامة الحكم المدني الديمقراطي. وهذا يتطلب: التقييم الناقد لتجارب فشل الفترات الانتقالية السابقة وعدم تكرار فشلها، والتراجع عن مواثيقها التي تم الإجماع عليها، كما حدث في مواثيق ثورة أكتوبر 1964 وانتفاضة مارس – أبريل ١٩٨٥ وثورة ديسمبر ٢٠١٨، والسير قدما لترسيخ الحكم المدني الديمقراطي.
لقد بذل جهد سياسي وفكري في تلك والمواثيق التي تم التنكرلها، ومازالت بعض عناصرها صالحة للمخرج من الأزمة مثل: ميثاق ثورة أكتوبر ١٩٦٤. ميثاق التجمع الوطني لإنقاذ الوطن في انتفاضة مارس – أبريل ١٩٨٥ ميثاق اسمرا الذي أقره التجمع الوطني الديمقراطي ١٩٩٥ إعلان نداء السودان لاعادة هيكلة الدولة السودانية ٢٠١٦ ميثاق قوى الحرية والتغيير، يناير ٢٠١٩
(3) مع اهمية وقف الحرب وتوصيل المساعدات الإنسانية، من المهم الخروج من هذه الحلقة الجهنمية للانقلابات العسكرية التي دخلت فيها البلاد التي أخذت أكثر من ٥٧ عاما من عمر الاستقلال البالغ أكثر من ٦٨ عاما ،وتحقيق أوسع تحالف قاعدي جماهيري من أجل: – وقف الحرب وتوصيل المساعدات الإنسانية، وعودة النازحين لمنازلهم وقراهم، وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي تدهورت ، ووقف نهب ثروات البلاد وتهريبها للخارج والتوجه الداخلي في التنمية، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب. – عدم الإفلات من العقاب بتقديم مجرمي الحرب والجرائم ضد الانسانية للمحاكمة، وإلغاء كل القوانين المقيدة للحريات، القصاص لشهداء مجزرة فض الاعتصام وبقية الشهداء ، وقومية ومهنية الخدمة المدنية والعسكرية. – حل كل المليشيات (دعم سريع، مليشيات الكيزان، جيوش الحركات) وجمع السلاح وفق الترتيبات الأمنية، وقيام الجيش القومي المهني الموحد، وعودة المفصولين من العمل مدنيين وعسكريين، وتسليم البشير ومن معه للجنائية الدولية، وتكوين المجلس التشريعي والمفوضيات. تفكيك التمكين واستعادة أموال الشعب المنهوبة. – تمثيل المرأة بنسبة 50% في كل المواقع الحكومية والتشريعية ، ومساواتها الفعلية مع الرجل. – تحقيق السيادة الوطنية والعلاقات الخارجية المتوازنة بعيدا عن الأحلاف العسكرية. بإلغاء كل الاتفاقات العسكرية الخارجية التي تمس السيادة الوطنية،، واستعادة كل الأراضي السودانية المحتلة، وقيام علاقاتنا الخارجية على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. – قيام المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية للتوافق علي دستور ديمقراطي وقانون انتخابات ديمقراطي ، يتم علي أساسه انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية، وغير ذلك من مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة. الوسومتاج السر عثمان بابو
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية:
الفترة الانتقالیة
إقرأ أيضاً:
الخارجية الألمانية: الاجتماعات مع الحكومة الانتقالية في سوريا كانت فرصة جيدة للتواصل
أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل عن "الخارجية الألمانية"، بأن الاجتماعات مع الحكومة الانتقالية في سوريا كانت فرصة جيدة للتواصل، وندرس الخيارات بشأن إعادة فتح سفارتنا في سوريا ولا يمكننا تحديد إطار زمني لذلك.
ورصد مراسل فضائية «القاهرة الإخبارية» من دمشق، خليل هملو، مشاهد من داخل مطار دمشق الدولي الذي استأنف عمله منذ قليل بأول رحلة من دمشق إلى حلب.
وقال «هملو» إن أول رحلة من مطار دمشق الدولي انطلقت منذ نصف ساعة من الآن، وهي تسمى رحلة تجريبية إلى مطار حلب الدولي بعد التخريب الذي طال المطار ليل السبت والأحد الـ7و8 من الشهر الجاري.
وأوضح أن المخربين الذين دخلوا إلى المطار عبثوا بمحتوياته وسرقوا أجهزة حواسب وأشياء أخرى أدت إلى تعطيل حركته، لافتًا إلى أن المطار يرتبط بمحطات عربية ودولية.
وأكد مراسل فضائية «القاهرة الإخبارية» من دمشق أن انطلاق أول رحلة من المطار منذ قليل لها دلالة كبيرة بأن الحياة بدأت أن تعود إلى طبيعتها، منوهًا إلى أن هناك طائرة أخرى تابعة للطيران السوري انتهت تعبئتها بالوقود للاستعداد للطيران.