13 أبريل، 2024

بغداد/المسلة الحدث: قام زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بإعلان استبدال اسم “التيار الصدري” بـ”التيار الوطني الشيعي”. وقد أثارت هذه الخطوة تحليلات وتكهنات بشأن المشروع السياسي الجديد الذي يمثله الصدر ورغبته في المنافسة مع “الإطار التنسيقي”، الذي يضم عدة كتل شيعية في العراق.

وفي الرابع من شباط ٢٠٢٣، قدم عمار الحكيم، رئيس تيار الحكمة، مشروع الوطنية الشيعية، الذي يهدف إلى تعزيز وحدة الشيعة في العراق.

وفي ١١ نيسان ٢٠٢٤، أعلن مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، تأسيس التيار الوطني الشيعي.ما يثير هذا الإعلان تساؤلات حول التوافق بين الحكيم والصدر في إطار التوجه الشيعي الوطني.

يعتقد مراقبون أن هذه الخطوة هي استعداد لعودة التيار الصدري للعمل السياسي ومشاركته في الانتخابات البرلمانية المقبلة. ولم يصدر أي توضيح من الصدر بشأن خطوته هذه وتوقيتها، وان الغموض الذي يتبعه التيار بشأنها، متعمد.

وتهدف تغيير الاسم  إلى جذب المزيد من الأتباع وتوسيع قاعدة دعمه،

وفي ضوء مستجدات الإعلان عن التيار الوطني الشيعي، يرى المحللون أن هذا المشروع يسلك نفس الاتجاه الذي وضعه الحكيم في مشروع الوطنية الشيعية، خاصة فيما يتعلق بتعزيز الوحدة الشيعية والتركيز على القضايا الوطنية كضرورة لتحقيق التقدم والاستقرار.

وقد استغلت بعض الجهات الإعلان عن التيار الوطني الشيعي لتسويقه على أنه الخصم المنتظر للقوى الشيعية الأخرى في العراق كجزء من منهجية الترويج السلبي والمغرض، الذي يتقاطع مع كون، عمار الحكيم ومقتدى الصدر، زعيمان شيعيان وطنيان ينتميان إلى الجيل السياسي الشاب الذي يعد الأمل في قيادة البلاد.

وفي ظل بداية تقاعد الجيل السياسي المؤسس للنظام السياسي في العراق بسبب العمر والتقادم، يعول العراقيون على هؤلاء الزعماء في قيادة البلاد.

ومع الإعلان عن التيار الوطني الشيعي، يعود مشروع الوطنية الشيعية إلى الواجهة ويثير الجدل من جديد.

يرى التحليل المختلف أن مشروع الوطنية الشيعية الذي أسسه عمار الحكيم كان الرائد في تعزيز التعددية في العراق مع الحفاظ على الهوية الشيعية، نظرًا لأن الشيعة يشكلون الغالبية السكانية في البلاد، ويعتبر هذا الزخم الشيعي أساسًا للنظام السياسي العراقي.، ولا يمكن أن تستقر أي معادلة سياسية دون احترام هذا الواقع.

وعلى العكس من ما يروجه البعض من دعاية فتنوية، يكون إعلان التيار الوطني الشيعي مدعاة لتوحيد الصف الشيعي، برؤية واحدة للمستقبل.

ويعتبر تعاون وتوافق القادة الشيعة البارزين مثل عمار الحكيم ومقتدى الصدر خطوة هامة نحو تعزيز الاستقرار في العراق وتحقيق تحول ديمقراطي شامل.

من المهم أن نفهم أن مشروع الوطنية الشيعية، لا يقتصر على الشؤون الشيعية فحسب، بل يشمل القضايا الوطنية الأخرى التي تهم جميع المكونات العراقية، في تحقيق التنمية والاستقرار الشامل في العراق، وتعزيز العدالة الاجتماعية، ومحاربة الفساد، وتعزيز العلاقات الدولية.

من المبكر الحكم على نجاح أو فشل مشروع الوطنية الشيعية لدى كل من الحكيم والصدر، فالتحديات التي تواجه العراق لا تزال كبيرة، والمسار السياسي معقد. ومع ذلك، فإن توحيد الصف الشيعي وتعاون قادتهم يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في بناء مستقبل أفضل للعراق وتحقيق الاستقرار والازدهار.

والمؤكد، أن التيار الوطني الشيعي، سوف يشارك في العملية السياسية، وفي الانتخابات، موفرا مساحة جيدة للتفاعل، حتى في الجبهة المعارضة، من اجل تقويض الأخطاء في العملية السياسية ، وتفكيك الازمات وتحقيق انسجام مع القوى الشيعية الأخرى لإدارة البلد، وتجاوز عقد الصراع التي لم تحقق نتائجا في الفترة الماضية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: التیار الوطنی الشیعی التیار الصدری عمار الحکیم فی العراق

إقرأ أيضاً:

اعتقال مئات الضباط.. دعوة للتحقيق مع بدء التعداد العام في العراق

دعت الجبهة التركمانية في العراق، الأربعاء، وزير الداخلية إلى فتح تحقيق عاجل مع قائد شرطة محافظة كركوك بشأن الأسباب التي أدت إلى اعتقال مسؤول سيطرات الشرطة، قبل يوم واحد فقط من إجراء التعداد العام للسكان.

وقالت في بيان صحفي، إنها تدعو الوزير عبد الأمير الشمري لفتح تحقيق عاجل مع قائد شرطة محافظة كركوك بشأن الأسباب التي أدت لاعتقال مسؤول سيطرات شرطة كركوك مع 320 ضابطاً ومنتسباً من سيطرات مناطق أخرى محاذية لمحافظتي أربيل والسليمانية، التابعتين لإقليم كردستان في شمال العراق.

واعتبرت الجبهة هذا الإجراء "غير مبرر ويثير تساؤلات عدة، لا سيما أنه أتاح المجال لدخول آلاف العوائل من دون تدقيق إلى محافظة كركوك للتأثير على نزاهة عملية التعداد العام للسكان في المحافظة".

لذلك، قالت الجبهة التركمانية "نحمّل قائد شرطة كركوك المسؤولية القانونية الكاملة عن جميع الخروقات التي وقعت في السيطرات المحاددة لمحافظات الإقليم".

وفي وقت سابق، الأربعاء، انطلقت في كافة أنحاء العراق أكبر عملية للتعداد العام للسكان والمنازل لأول مرة منذ نحو 37 عاما، وستستمر ليومين.

وأدلى رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، صباح الأربعاء، بالمعلومات المطلوبة الخاصة بعائلته لدى استقباله فريق التعداد العام للسكّان في دار سكنه وهو يرتدي الزي العربي.

وجدد السوداني، خلال استقباله فريق التعداد على التأكيد على المواطنين  "بالتعاون مع فرق التعداد الجوالة، والإدلاء بالمعلومات الصحيحة والدقيقة، لأهمية قاعدة البيانات الناتجة ودورها الحاسم في خطط التنمية وتطوير الخدمات".

وحسب بيان للحكومة العراقية، انطلقت عملية التعداد في ظل إجراءات أَمنية مشددة وتطبيق إجراءات حظر شامل للتجوال منذ منتصف الليلة الماضية، لمدة 48 ساعة.

وتابع بيان الجبهة أن "استهداف هذا العدد الكبير من المنتسبين بتهمة التهريب يضع قيادة الشرطة أمام المسؤولية القانونية عن أسباب سكوتها على عمليات تهريب البضائع التي تدّعي حدوثها، ولماذا تم اتخاذ هذا الإجراء تحديداً قبل التعداد بيوم واحد فقط"؟

وقالت "نؤكد على ضرورة إعادة انتشار الأجهزة الأمنية الاتحادية كافة لمسك سيطرات محافظة كركوك مع المحافظات الأخرى، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار وحماية نزاهة عمليات التعداد والإجراءات الأمنية في المحافظة".

واختتمت الجبهة التركمانية بيانها بمناشدة وزارة الداخلية لإتمام التحقيقات بشكل شفاف واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة "كل الفاسدين".

ولكركوك حساسية ديمغرافية خاصة في العراق، وهي من المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، وطالت الحكومات السابقة اتهامات عدة باتخاذها إجراءات سهلت زيادة عدد السكان العرب في المحافظة بهدف إحداث تغيير ديمغرافي لصالح الحكومة الاتحادية.

مقالات مشابهة

  • لمنع انزلاق اليمن نحو المجهول .. رئيس المكتب السياسي السابق لحركة الحوثيين يوجه دعوة هامة لكافة الأطراف اليمنية شمالاً وجنوباً 
  • بتكلفة 158 مليون جنيه.. توصيل التيار الكهربائي لأودية بمدينة أبوزنيمة
  • اكثر من نصف مصانع العراق متوقفة عن العمل
  • بتكلفة 200 مليون جنيه.. إطلاق التيار الكهربائي بمحطة محولات جامعة المنيا
  • اعتقال مئات الضباط.. دعوة للتحقيق مع بدء التعداد العام في العراق
  • 5 قرارات جديدة للحكومة.. تعرف عليها
  • ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين :"ندعم المسار السياسي الذي يستهدف تعزيز الاستقرار"
  • الحكومة توافق على مشروع قانون يغلظ جرائم التيار الكهربائي وعدد من القرارات
  • الحكيم والعامري يدعوان الى المشاركة الفاعلة في التعداد العام للسكان
  • الحكيم والعامري يؤكدان أهمية ديمومة الاستقرار في العراق