أكد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني قبيل توجهه إلى واشنطن أنه سيبحث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن أهمية التهدئة في قطاع غزة ووقف الحرب، وسبل منع توسع الصراع في المنطقة.

وأدلى السوداني، تصريحا صحفيا، قبيل مغادرته إ صباح اليوم السبت، أكد فيه أن هذه الزيارة تأتي في ظرف دقيق وحساس على مستوى العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك على مستوى ظروف المنطقة وما يحصل في الأراضي الفلسطينية من جرائم تجاه الأبرياء، فضلاً عن المخاوف من اتساع نطاق الصراع.

إقرأ المزيد خبير عراقي: زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن قد تساعد في تخفيف حدة التوتر في المنطقة

وأوضح أن هدف الزيارة هو الانتقال بالعلاقات مع الولايات المتحدة إلى مرحلة جديدة تتضمن تفعيل بنود اتفاقية الإطار الستراتيجي، التي تتماشى مع برنامج الحكومة الذي يركز على الإصلاحات الاقتصادية والمالية وفي سائر المجالات المهمة، وكذلك الشراكات المنتجة مع مختلف دول العالم.

وأكد السوداني أن اللقاء بالرئيس بايدن سيتناول البحث في ظروف المنطقة وما تشهده من تصعيد، والدور المشترك في العمل على التهدئة ومنع الصراع من الاتساع بما يؤثر على مجمل الاستقرار في العالم، كما يستعرض اللقاء عمل اللجنة العسكرية العليا بين العراق والتحالف الدولي، الهادفة للوصول إلى جدول زمني لإنهاء مهمة التحالف والانتقال إلى علاقات ثنائية مع الدول المشاركة في التحالف.

وأكد أن الزيارة ستشهد لقاءات مع وزراء الخارجية والدفاع والخزانة الأمريكيين، ومستشار الأمن القومي، وغرفة التجارة الأمريكية وكبار المسؤولين في الشركات النفطية والصناعية.

وجدد التأكيد أن الزيارة تحمل الرغبة في بناء شراكة ستراتيجة مستدامة، قائمة على الاحترام المتبادل، وحفظ أمن العراق وسيادته ووحدة أراضيه.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الحرب على غزة جو بايدن قطاع غزة محمد شياع السوداني

إقرأ أيضاً:

الوقوف مع أحد طرفي الحرب: مساهمة في الحل أم إطالة لعمر الصراع؟

حين تتشظى الحقيقة بين ركام الخطابات المتضاربة، يصبح اتخاذ موقف في الحرب أشبه بالمشي على حافة الهاوية، حيث كل خطوة تحمل احتمالية السقوط في هاوية أخلاقية أو سياسية.

في النزاعات، لا يُطلب منك فقط أن تختار بين قاتل وآخر، بل يُفرض عليك أن تصبح جزءًا من ماكينة الحرب نفسها، متورطًا في إعادة إنتاج سرديتها، مساهماً في ترسيخ منطقها.

لكن، ماذا يعني حقًا أن تقف مع أحد طرفي الحرب؟

الوقوف مع طرف في نزاع لا يحكمه أي أساس أخلاقي متين ليس مجرد انحياز سياسي، بل هو إعلان اندماج ضمن منظومة إنتاج العنف، حتى لو كان ذلك باسم العدل أو الدفاع عن الضحايا.

فالحروب، كما علمتنا تجارب التاريخ، لا تُخاض فقط بالبنادق، بل تُخاض أيضًا بالكلمات، بالمواقف، بالتماهي مع أحد أشكال السلطة ضد الآخر.

لكن حين يكون الطرفان وجهين لنفس العملة، يصبح الانحياز ضربًا من إعادة إنتاج المأساة بوجه مختلف.

في المشهد السوداني، حيث الحرب بين مليشيا الدعم السريع ومليشيا الجيش ليست صراعًا بين الخير والشر، بل تنازع بين شبكات المصالح داخل البنية نفسها، فإن السؤال الأهم ليس: “من الذي يجب أن نناصره؟” بل: “لماذا نحن مطالبون أصلاً بأن نناصر أيًا من القتلة؟”

إذا كان الطرفان يستندان إلى ذات الأدوات: العنف، الاستبداد، والاتجار بالموت، فكيف يمكن أن يكون الانحياز لأيٍّ منهما أخلاقيًا؟

يتحدث والتر بنيامين عن “حالة الطوارئ” بوصفها القاعدة لا الاستثناء في الأنظمة القمعية، حيث يُفرض على الناس الاصطفاف بين خيارات لا تملك أي مشروعية حقيقية.

في مثل هذه الحالة، يصبح الصراع نفسه وسيلة لإعادة إنتاج السلطة، حيث كل طرف يسعى إلى إقناعك بأن وجوده هو الضامن الوحيد للاستقرار، بينما يغرقك أكثر في دوامة الفوضى.

في النزاعات، حيث تتلاشى الفروقات بين الضحية والجلاد، وحيث تصبح السلطة هدفًا في ذاتها، يتحول اتخاذ موقف منحاز إلى مساهمة غير واعية في إعادة تدوير الأزمة.

لا يعني ذلك الحياد، بل يعني تجاوز ثنائية المفاضلة بين السيئ والأسوأ، والسؤال عن البديل الممكن خارج إطار اللعبة المفروضة.

لأن الوقوف مع أحد طرفي النزاع في سياق كهذا ليس سوى اختيار للكيفية التي سيستمر بها القمع، وليس رفضًا له من حيث المبدأ.

ما المطلوب إذًا؟

المطلوب هو رفض القبول بالمعادلة التي تجعل من الحرب قدرًا محتومًا، والتي تفرض علينا الاختيار بين أسياد الموت، بينما يتم تغييب صوت الجماهير الحقيقية، تلك التي تعاني ولا تحكم، تموت ولا تقاتل، وتُسحق دون أن يُسمح لها حتى بتحديد مصيرها.

لأن المأساة الكبرى ليست فقط في أن طرفي الحرب بلا مشروع، بل في أن مشروع التحرر نفسه قد تم تغييبه داخل دوامة الاحتراب العبثي.

لكن السؤال الأهم هنا: كيف نكسر هذه الحلقة المغلقة من الصراع؟ كيف نؤسس لمسار مغاير لا يقوم على استبدال مستبد بآخر، بل على تغيير البنية التي تجعل الاستبداد ممكنًا؟

الحديث عن البديل ليس مجرد تمرين نظري، بل ضرورة سياسية وأخلاقية.

البديل ليس مجرد “عدم الوقوف مع أحد”، بل هو فعل إيجابي في حد ذاته، فعل يقتضي إعادة تشكيل الوعي الجمعي نحو مشروع لا يتأسس على العنف، بل على تفكيك أدواته.

البديل يكمن في خلق مساحات مقاومة خارج معادلة السلطة المليشياوية، في دعم التنظيمات القاعدية، في تمكين قوى المجتمع المدني التي تتجاوز الانقسامات المصطنعة.

لأن أي تغيير حقيقي لن يأتي من داخل هذه المليشيات، بل من خارجها، من الشوارع التي لم تتلوث بدم الأبرياء، من الأصوات التي لم تنحرف لمجاراة منطق الحرب، من الأجساد التي لم تضعف أمام إغراءات السلاح.

في النهاية، الوقوف مع أي طرف في حرب كهذه ليس إلا مساهمة في إطالة أمد الكارثة.

والانحياز الوحيد الذي يملك قيمة حقيقية هو ذلك الذي يرفض الحرب نفسها، لا أن يحاول تزيين أحد أوجهها القبيحة.

لكن هذا الرفض لا يكفي وحده، بل يجب أن يكون مشفوعًا بمشروع واضح المعالم، مشروع لا يكتفي برفض الاستبداد، بل يسعى إلى خلق نقيضه الحقيقي:

مجتمع قادر على إعادة بناء ذاته دون الحاجة إلى البنادق كضامن وحيد لوجوده.

zoolsaay@yahoo.com

   

مقالات مشابهة

  • العراق في مرمى الضغوط الأمريكية.. نائب: الضغط على أوبك لخفض صادرات النفط غير واقعي
  • العراق في مرمى الضغوط الأمريكية ونائب يؤكد: العقوبات غير واقعية
  • العراق في مرمى الضغوط الأمريكية ونائب يؤكد: العقوبات غير واقعية - عاجل
  • وحدة الساحات تعود إلى الواجهة.. هل ينخرط العراق في الصراع الإقليمي؟
  • الوقوف مع أحد طرفي الحرب: مساهمة في الحل أم إطالة لعمر الصراع؟
  • ترامب يسحب التراخيص الأمنية من بايدن وكبار مسؤولي البيت الأبيض السابقين
  • العراق يعاود تدريباته في البصرة تحضيراً للقاء فلسطين الثلاثاء المقبل
  • إعلام عبري: وفد إسرائيلي يتوجه إلى واشنطن لإجراء مباحثات بشأن النووي الإيراني
  • إعلام عبري: وفد إسرائيلي رفيع المستوى يتوجه إلى واشنطن لإجراء مباحثات بشأن الملف النووي الإيراني
  • العراق يحذر مواطنيه من «صيف قاس».. مالسبب؟