المناطق – متابعات

كشف برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، أن الحرب في السودان أودت بحياة الآلاف وأجبرت الملايين على ترك منازلهم وأثارت اضطرابات اقتصادية فى جميع أنحاء المنطقة، مما أدى إلى تفاقم أزمة الجوع.

وأوضح البرنامج الأممي – في تقرير صدر اليوم /السبت/ بجنيف بمناسبة مرور عام على النزاع في السودان – أن مساحات من الأراضي الزراعية تحولت إلى ساحات قتال في حين أصبحت المزارع والشركات مهجورة مع فرار السكان بحثا عن الأمان، لافتا إلى أن هناك نقصا كبيرا في السيولة النقدية بجميع أنحاء البلاد، كما أن القطع المتكررة لقنوات الاتصال تعيق الجهود المبذولة للحفاظ على استمرار التجارة.

أخبار قد تهمك الأمم المتحدة تدعو إلى وقف إطلاق النار في السودان 11 أبريل 2024 - 1:58 مساءً مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 148 حقيبة إيوائية في محلية كرري بولاية الخرطوم في السودان 10 أبريل 2024 - 8:26 مساءً

وأشار البرنامج إلى ارتفاع في أسعار المواد الغذائية في السودان بنسبة 73% عن العام الماضي وأعلى بنسبة 350% عن متوسط الخمس سنوات، وتفاقمت بسبب انخفاض قيمة العملة، كما أشار إلى أن الأثار المترتبة على ذلك تظهر في جنوب السودان وتشاد حيث يؤدي تعطل التجارة ونزوح أعداد كبيرة من السكان الى استنزاف الموارد وتفاقم الجوع.
وحذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي سيندي ماكين من أن ملايين الأشخاص في السودان وجنوب السودان وتشاد مهددون بالمجاعة، وذلك بعد أن دمرت الحرب الزراعة والشركات والاقتصادات الوطنية تاركة ضحاياها جائعين ومفلسين، مشددة على على ضرورة أن يتوقف القتال الآن وإلا فقد تصبح المنطقة قريبا أكبر أزمة جوع في العالم.
وذكرت المنظمة الدولية أن موسم العجاف في السودان على الأبواب، حيث بدأ مبكرا، ومن المتوقع أن يستمر لفترة أطول لأن الحرب حدت بشدة من موسم الحصاد الأخير، مبينة أن تقييما للمحاصيل أجرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) يظهر أن الإنتاج الوطني للحبوب يقل بنسبة 46% عن مستويات عام 2023، وأقل بنسبة 40% عن متوسط الخمس سنوات، حيث دمر الصراع مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق إجبار المزارعين على ترك أراضيهم فى نفس الوقت الذي أصبحت الأسمدة والوقود غير ميسورة التكلفة بالنسبة للمزارعين الذين مازالوا قادرين على رعاية حقولهم.

وحذرت المنظمة من أن السودان لن يتمكن من تمويل استيراد مخزونات غذائية كافية لتغطية النقص، مبينة أن أسعار الحبوب الأساسية قد تضاعفت في العام الماضي، ومن المتوقع أن ترتفع أكثر بسبب ضعف الحصاد الأخير، كما حذرت من أن هذا سيؤدى إلى نقص حاد فى الغذاء خلال موسم العجاف مع تأثير مدمر على ملايين الأشخاص الذين يعانون بالفعل من مستويات قياسية من الجوع والمرض وسوء التغذية.

ومن ناحية أخرى، كشفت المنظمة الدولية أن الاقتصاد في جنوب السودان يتراجع في ظل معاناة الأسر من التضخم المفرط والانخفاض الشديد في قيمة العملة، وهو ما يرجع جزئيا إلى تمزق خط أنابيب تصدير النفط الرئيسي في البلاد، والذي يمر عبر السودان في مارس، حيث أن النفط هو المصدر الرئيسي للدخل في جنوب السودان، وفي نفس الوقت اقتربت التجارة عبر الحدود من السودان (شريان الحياة لدولة جنوب السودان غير الساحلية) من التوقف التام منذ بداية الحرب.
وحذرت المنظمة من أن هذه الاضطرابات الاقتصادية تهدد بدفع مليون شخص إلى حالة من انعدام الأمن الغذائي الشديد في جنوب السودان، حيث يعاني بالفعل أكثر من نصف السكان (7,1 مليون شخص) من الجوع الشديد، وذلك مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بأكثر من الضعف في بعض المناطق.

وذكرت المنظمة أن حوالى أربع من كل خمس أسر فى جنوب السودان قد لا تتمكن من شراء المواد الغذائية الأساسية، ونوه إلى أن سيناريو مماثل يحدث في تشاد، حيث تضاعفت أسعار المواد الغذائية في شرق البلاد تقريبا في العام الماضي، بينما أدى إغلاق الحدود إلى تقييد التجارة بشدة وأثر بشدة على توافر الغذاء في الأسواق، كما أن ما يقرب من نصف اللاجئين والعائدين في شرق تشاد يواجهون جوعا حادا مع اقتراب موسم العجاف.

وحذرت المنظمة كذلك من أن مسار الحرب في السودان لايزال مثيرا للقلق العميق، وذلك مع اشتداد القتال، مبينة أنه سيؤدى إلى أكبر حالة طوارئ للجوع في العالم مع تردد أصداء أثار الصراع فى جميع أنحاء المنطقة بأكملها، موضحة أن هناك 28 مليون شخص يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء السودان وجنوب السودان وتشاد، بما ينذر بالإنزلاق إلى مستويات أعمق وأشد من الجوع.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: السودان المواد الغذائیة فی جنوب السودان فی السودان

إقرأ أيضاً:

يجب على حكومة السودان البدء في برنامج خاص بالعودة الجاذبة

الأولوية الآن في تسهيل عودة الشباب لمناطقهم وتمكينهم اقتصاديا عبر مشاريع تساهم في استقرارهم وتنمية مناطقهم. على الحكومة إنشاء صندوق لتمويل الشباب العائدين وتقديم إعفاءات جمركية وقروض بدون فوائد وتوزيع مشاريع زراعية وصناعية لهم..

يجب على الحكومة البدء في برنامج خاص بالعودة الجاذبة، ففي كل معسكر تدريب أو استنفار لا بد أن يكون هناك مركز لتدريب وتأهيل الشباب، تدريبهم على السلاح وعلى الزراعة والصناعة..

تحتاج الشمالية لعودة شبابها لتعميرها والدفاع عنها.ستكون الشمالية آمنة ومحصنة من أي هجوم للجنجويد إذا عاد سكانها دفاعا وتعميرا لها وكذلك الجزيرة وباقي المناطق.
#العودة_الجاذبة
#السودان

حسبو البيلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أزمة ممتدة: جنوب السودان بين صراعات السلطة والعنف العرقي
  • دعوات إلى سكان الفاشر لمغادرتها بعد احتدام المعارك ونقص الغذاء
  • يجب على حكومة السودان البدء في برنامج خاص بالعودة الجاذبة
  • «الهجرة الدولية» تصف الأوضاع في الخرطوم بـ «المأساوية»
  • تحذير أممي من تفاقم أزمة النزوح في السودان ودعوة لحماية المدنيين
  • السودان يغرق في الظلام.. هجوم جديد يفاقم أزمة الكهرباء
  • أطباء بلا حدود: مصدومون من مقتل موظف ثانٍ في غزة خلال أسبوعين
  • “الأونروا”: “إسرائيل” تستخدم الغذاء والمساعدات سلاحًا في غزة
  • الفاو تؤكد استقرار أسعار الغذاء عالمياً في آذار الماضي
  • 385 ألف درهم جوائز ترشيحات جماهير «كأس دبي العالمي»