بعد غياب أعقب ثورة ديسمبر عادت الأناشيد الجهادية لأنصار الحركة الاسلامية السودانية في الظهور مجددا عقب تفجر حرب أبريل بين الجيش السوداني والدعم السريع وانخراط مجموعاتهم في الحرب بجانب الجيش.

الخرطوم: التغيير

مؤخرا تصدرت وسائل التواصل الإجتماعي أغنية (براؤون يا رسول الله) وهي أنشودة جهادية تمجد جماعة (لواء البراء بن مالك) الاسلامية العسكرية التي ينتمي منسوبوها إلى نظام المخلوع عمر البشير.

وسيطرت الأنشودة على مواقع التواصل الاجتماعي في الصفحات السودانية وتغنت بها المغنية الشعبية عائشة الجبل والمغني الشاب أحمد فتح الله الشهير بـ (البنادول ) وغيرهما.

واحتفى عدد كبير من منسوبي المجموعات الإسلامية على وسائل التواصل الإجتماعي بالعمل بعد ظهور (لواء البراء بن مالك) على ساحة الحرب وتسيده المعارك التي أعادة سيطرة الجيش على مقر الإذاعة والتلفزيون بأم درمان.

واشتهر الإسلامويون منذ انقلابهم على الحكومة المنتخبة في العام 1989، بدغدغة المشاعر الدينية للسودانيين ومخاطبة العاطفة عبر أعمال دينية غنائية.

شعارات عدائية

ومنذ استيلائهم على السلطة قبل أكثر من 3 عقود تبنى مثقفو النظام الإسلامي شعارات ذات طابع عدائي لبعض الدول مثل: (أمريكيا روسيا قد دنا عذابها، عليّ إن لاقيتها ضِرابها).

وحملت الأعمال الفنية للإسلاميين الذين يُطلق عليهم الشارع السياسي السوداني (الكيزان) شعارات تقشفية في مظهرها تدعو لوداع الدنيا والاستعداد للآخرة والعمل لها مثل: (خندقي قبري وقبري خندقي).

وظهرت حينها الفرق الغنائية الاسلامية المدعومة من النظام الحاكم مثل فرقة (الصحوة) التي أنتجت أكثر من ألبوم غنائي وقتذاك.

وتوعد تلك الأغاني “المجاهدين” بالجنة والخلود فيها مثل: (زمرا في الجنة زمرا، خالدين في الجنة زمرا) و( ليش ليش يا مجاهد ما تتقدم للحور والجنة).

في ساحات الفداء

وأثناء الحرب ضد جنوب السودان الذي انفصل عن الدولة الأم في العام 2011 خلال فترة حكم الإسلاميين تحديدا اشتهر بصورة لافتة البرنامج التلفزيوني (في ساحات الفداء) الذي يعتبر البعض أنه ساهم في تأجيج الصراع بين الشمال والجنوب ذي الأغلبية غير المسلمة.

وهدف البرنامج وقتها الى أسلمة وعسكرة عقول الشباب والدعوة للجهاد عبر كتائب (الدفاع الشعبي) المحسوبة على النظام الحاكم.

ووقتذاك سيطرت هذه الشعارات البراقة على جيل التسعينيات الذي انقلب لاحقا وساهم في إسقاط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.

خطط عسكرة مختلف مظاهر الحياة في الدولة، واشتعلت في ذلك الوقت ونشطت حملات تجنيد إجباري للشباب مصحوبة بغسل الأدمغة والهتافات والأغاني الإسلامية.

كسب واستقطاب

تراجعت تلك الشعارات قليلا عقب توقف حرب في جنوب البلاد وتوقيع اتفاقية نيفاشا التي مهدت لانفصال جنوب السودان. ثم اختفت الإطاحة بنظام البشير، قبل ان تعود مع عودة نشاط للجماعات الإسلامية بعد انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في أكتوبر 2021.

ويرى الشاعر والملحن أيمن بشير أن “الكيزان أخطر تنظيم في التجنيد والكسب عبر العاطفة والأدب والفن). ويضيف: “على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك): “شكلت اناشيدهم الجهادية منذ التسعينيات وحتى بداية الألفينات وعصر ما قبل مواقع التواصل الاجتماعي وجدان معظم أبناء ذلك الجيل”.

وزاد: “هاهم يعودون من جديد ويروجون لـ (كتائب البراء بن مالك) بنفس الأسلوب الناجح المجرب وهذا إبداع في الكسب والاستقطاب”.

وبحسب بشير فإن انشودة (براؤون يارسول الله) اكتسحت ترندات مواقع التواصل الإجتماعي ويرددها نجوم الغناء الشباب حتى في حفلات الأعراس، مضيفا بالقول: “وحتى الفنانين الذين يتمتعون بسمعة سيئة ولايخبئون سفاهتهم ايضاً يرددونها”.

فيما يرى الشاعر عمر محمد نور السناري أن انشودة ( براؤون) أضعف من حيث الكلمة واللحن مقارنة بالقصائد القديمة التي اشتهرت بها الحركة الإسلامية.

ويعتقد السناري أن الأنشودة لا ترقى لمستوى أنشودة (أرض اللحاق) على سبيل المثال، ويضيف: “رغم ذلك فقد اكتسحت الميديا والسبب عندي راجع إلى خلو الساحة من أي أدب سياسي الآن يغطي عورة المرحلة”. وختم بالقول: “قبل الحرب كانت أدبيات اليسار هي سيدة الشأن”.

الوسومالإسلاميين السودانيين المخلوع عمر البشير الوحدات الجهادية حرب الجيش والدعم السريع كتيبة البراء بن مالك

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الإسلاميين السودانيين حرب الجيش والدعم السريع كتيبة البراء بن مالك التواصل الإجتماعی البراء بن مالک

إقرأ أيضاً:

العرب المُستبَاحَة

و تُستباح الشعوب بيننا و الجيوشُ فينا إن لم تك تشارك في استباحتنا فهي مشاركة بكونها صامته تتفرج علينا!
و نتلفَّت؛ و صراخ شعوبنا المنكوبة المُحتلَّة يضج بيننا و حولنا فنتيقَّن من هواننا و ذُلِّنا و عجزنا!

*
و السودان هان عند الجميع الدرجة التي تجعل من أبوظبي الداعمة لمليشيات الجنجويد في غزوها له تهدد و تتوعد لأن محل إقامة سكن سفيرها المحترم “المهجور” في الخرطوم المحتلة قُصف! و أنظمة العرب و حكوماتها و معها الجامعة العربية و الحبشة تتسابق في الشجب و التنديد دعماً أو مجاملة أو نفاقاً أو مؤامرة مع شيطان العرب و أمواله!
و كأن بيوت أهل السودان لم تقصف و تدك و تنهب و تحتل! بل و كأن ساكنيها لم يُقتَّلوا و يُذبَّحوا و يُغتصبوا و بسبب أبو ظبي و مشاركتها فيها!
فهل يستوي الحال إن لم يكن وراء ذاك الدعم ألف إن و إن!
ليبقى السبب هو البرهان الذي أذل السودان و شعبه و جيشه بوجوده قائداً علينا!
لأن وزر إحتلال السودان و استباحته سيظل يتحمل معظمه -البرهان- بما قدمه من تنازلات لصبي البشير و عصاباته و كتبنا عنه الكثير الكثير فلن نجتره نعيده.
و ها هو لا يعرف كيف يحسم الحرب معهم و لا يدري كيف أن ينقذ الشعب منهم!
لتستباح كرامة السودان الدولة و أمام من؟! أمثال تلك الدويلات من الأقزام و الأوهام!
*

و إغتيل زعيم حزب الله في لبنان لينشغل معظمنا و من خلفنا الأنظمة في الفتوى أمات شهيداً أم قتل المجرمَ؟!

فيستباح لبنان الدولة و نحن ما بين الشامت و الفرح و المتفرج على أن كيف ستدافع عن المصيبة التي ارتكبتها في حقه و فتحت عليه أبواب الحرب ذاك الحزب و من خلفه إيران؟!

حتى الجيش هناك كما الدولة الفاقدة للرئيس انشغل في تعداد النازحين و تجهيز الملاجيء و ترك الحدود للحزب و مقاومته منتظراً شامتاً أو عليها متفرجاً!
دولتك تستباح و تعلن عليها الحرب و الشعب فيها يقتل مهما كان السبب و المتسبب فعلماذا تنتظر و أنت الجيش؟!
*

و تُقصف اليمن و فيها جماعة الحوثي العميلة لإيران أيضاً!
و نعلم أن البعض منا يسعده القضاء عليه! و المليشيا هناك ساعدها العالم و سكت على احتلالها اليمن و الانسلاخ بجيشه! حوثي اليمن يستخدم الجيش في هجومه على دولة الاحتلال معلنا دفاعه عن غزة.
إذاً هو كحاكم لليمن و مالك لجيشها قد أعلن الحرب عليها.
انتهى
*
لتبقى غزة اليتيمة ليس لها إلا ربها ثم رجال المقاومة منها.
*

و بينما تتجهز باقي معظم دولنا و تستعرض لنا جيوشها و أسلحتها و ملابسها مُرسلة الرسائل هناك و هنا أن لا تقربونا! يظل يتبسَّم الغرب و الشرق لهم شامتاً على وضاعة و حقارة و هوان حالهم و رجالهم و كرامتهم و عروبتهم بل و حتى إسلامهم!
*

و تتكبر دولة العدوان و الإحتلال معلنة في غطرسة و غرور و تجبُّر تحميها الدولية و تحرسها الدول العظمى أنها قادرة على استباحة أي مكان بيننا!

و الرسالة تصل الجميع و الجميع يقيناً يفهمها.

*

إلى عبدالفتاح البرهان:

البرهان الذي وجوده بيننا أشعل فينا حرب المرتزقة من صبيانه و قطاع طرقه صعاليكه ليستبيحوننا جعل السودان في نظر الصهيونيّة من “دول النعمة” الخضراء!
هذا ليس والله من الشرف في شيء لنا أن يعتبرنا الصهاينة كذلك!
أليس الصواب و الحق معانا إن قلنا في البرهان كل ما قلناه؟
و ملاحظة صدقت أن كلما ابتعد البرهان عن الجيش و السودان انفتح الجيش و تقدم و كلما عاد إليه “…” هذا واقعنا؟!

محمد حسن مصطفى

mhmh18@windowslive.com

   

مقالات مشابهة

  • الحركة الاسلامية السودانية وتفكيك الجيش القومي السابق والمؤسسة العسكرية السودانية
  • مؤتمر البجا المعارض يدين قتل مدنيين على يد كتائب البراء ويطالب بتحقيق دولي
  • بعد انفصالها.. من هي “أم خالد” التي قلّدها المشاهير؟
  • بيان جديد لحزب الله عن العبوات التي استهدفت الجيش الاسرائيلي.. هذا ما جاء فيه
  • إفصاح!!
  • تسميتي لشارع المعونة بي شارع البراء بن مالك جابت لي رسائل كلها تهديد وإساءات
  • العرب المُستبَاحَة
  • بعد انفصالها.. من هي "أم خالد" التي قلّدها المشاهير؟
  • السفارة الأمريكية: نشعر بالقلق من الأضرار التي لحقت بمقر سفير الإمارات في السودان
  • الأخطاء القاتلة التي ارتكبتها الأمة الإسلامية