” هناك مشكلات كبيرة كارثية في مؤتمر باريس وهي:
١- يقوم المؤتمر دون حضور الحكومة السودانية مع العلم أن الأجندة الرئيسية للمؤتمر تحتوي على نقاط يجب إشراك الحكومة السودانية فيها كونها المعنية بمرور المساعدات الإنسانية، وما قامت به فرنسا وشركاؤها يُعزز بشكل كارثي خطة تقسيم السودان، ويدعم خط نشر الفوضى وتعزيز جرائم الدعم السريع ضد النساء والأطفال، وما قام به في دارفور و الخرطوم وولايات جنوب كردفان، بالإضافة إلى إفشاله الموسم الزراعي خلال عام كامل وحرمان ملايين المزارعين في ولايات دارفور وكردفان والجزيرة من حصاد محاصيلهم الغذائية مما يزيد من رقعة الجوع، بالإضافة إلى الهجوم على المرافق الصحية التي عطل فيها الدعم السريع ما يزيد عن ألف مؤسسة صحية.

٢- المؤتمر يتجاوز مبدأ ضرورة وقف الانتهاكات التي يقوم بها الدعم السريع في المناطق التي يوجد بها أصلا، وبالتالي فمؤتمر باريس يمنح مليشيا الدعم السريع شرعية في مناطق وجودها بدون مساءلة حول كيف جاءت هناك؟ وماذا فعلت حتى تحتل البيوت والقرى؟ وهذا فرق جوهري بين هذا الموقف وبين إعلان جدة ١١ مايو الذي يدعو لحماية المدنيين ووقف الانتهاكات والسماح بمرور المساعدات بدون اعتبار للمكان، فبيوت المواطنين وسلامتهم ليست محل كسب عسكري.

٣- إقامة المؤتمر بهذه الطريقة يكافيء الدعم السريع على جرائمه الإنسانية في السودان ويعزز من زيادة منهجيته التخريبية إذا كانت ستمنحه وضعية سياسية ودولية، وهذا سيغريه لمزيد الاستمرار في الحرب.

٤- دعوة ومشاركة دولة الإمارات الداعم الرئيسي لحرب الدعم السريع على المواطن السودان لهذا المؤتمر يمثل صفعة في وجه الضحايا والنازحين والمغتصبات كل من طالته يد النهب والقتل. هذا الأمر يسمح بإعطاء شرعية دولية لتمويل الحرب وزيادة معاناة المواطنين في السودان، إن الإمارات مسؤولة بشكل مباشر عن معاناة السودانيين وهذا الأمر يستدعي المحاسبة وليس المكافأة.

٥- مشاركة بعض القوى المدنية السياسية في المؤتمر وفي السمنار السياسي المقام بعد المؤتمر هو محل شبهة كبيرة، فالتعتيم وغياب الشفافية يدلان على منهجية قاصرة في تناول الشأن السياسي السوداني، ونحن نُجدد رفض الشعب السوداني لهذه الطريقة خصوصا وجود شخصيات مشبوهة لا صفة لها ولا أهلية مثل عبدالله حمدوك أو المحسوبين على جبهة تقدم، كل ذلك يزيد تعقيد المشكلة في السودان، فالفصيل السياسي المسمى تقدم وقع يوم ٢ يناير في أديس أبابا إعلانا مشتركا مع مليشيا الدعم السريع وظل يقدم الدعم السياسي لها بطريقة مفضوحة.

إننا ومن خلال عيوب مؤتمر باريس الكارثية نؤكد ترحيبنا بأي مؤتمر دولي يدعم السودان وفق أسس صحيحة تتمثل في:

١- حشد الدعم الدولي للسودان والعمل على وصول التعهدات التي ذكرت من قبل فنسبة ما تحقق ضئيل ومخجل تصل ل٤% فقط بحسب بعض التقارير.

٢- وجود الحكومة السودانية والتنسيق معها في مسألة المسارات فالسودان دولة ذات سيادة.
٣- عدم مساواة الطرفين وضرورة وجود إدانة واضحة للدعم السريع بسبب منهجية سياسات التجويع وسياسات قطع الطرق وسرقة المحاصيل الزراعية والإرهاب الذي يقوم به تجاه المدنيين. واستهدافه للمساعدات الإنسانية في دارفور و سرقتها في الجزيرة بالإضافة إلى جرائم الإغتصاب و بيع النساء في أسواق رق والاعتداء على المرافق الصحية، ودفن المواطنين أحياء في (اردمتا) والتهجير القسري في قرى الجزيرة و ولايات كردفان.

٤- يجب أن يُفصل المسار الإنساني بعيدا عن أي أجندة سياسية بحيث يكون المؤتمر فرصة من أجل ترشيد دور المجتمع الدولي في ملفات لا تخصم من فاعليته في الوصول إلى حل لأزمة الحرب، إن ربط المسار الإنساني بالشروط السياسي دليل على وجود خطة خبيثة لكسر إرادة الشعب السوداني وابتزازه بالمساعدات وهذه آلية عمل غير مقبولة تماما.
٥- وضع تنفيذ إعلان جدة 11 مايو في قمة الأجندة، والضغط على الدعم السريع من أجل تنفيذه بشكل فوري”

هشام عثمان الشواني

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع تستهدف محطة تحويليلة للكهرباء في دنقلا بمسيرة انتحارية 

وقعت الحادثة بحسب شهود في الساعة الواحدة صباحًا بتوقيت السودان، حيث هرعت فرق الدفاع المدني والعاملون بالمحطة لمحاولة إطفاء الحريق والسيطرة على تداعياته.

دنقلا: التغيير

استهدفت قوات الدعم السريع، فجر اليوم الإثنين، محطة تحويلية للكهرباء في مدينة دنقلا شمالي السودان بطائرة مسيرة انتحارية، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير بالموقع.

ووقعت الحادثة بحسب شهود في الساعة الواحدة صباحًا بتوقيت السودان، حيث هرعت فرق الدفاع المدني والعاملون بالمحطة لمحاولة إطفاء الحريق والسيطرة على تداعياته.

وتصاعدت مؤخراً هجمات قوات الدعم السريع باستخدام الطائرات المسيرة لاستهداف مواقع استراتيجية، من بينها محطات الكهرباء، كمحطة مروي والشواك في القضارف، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في مناطق واسعة وزاد من معاناة السكان المدنيين.

والأسبوع الماضي تعرض سد مروي بالولاية الشمالية لضربة مسيّرات قبل يومين، تسببت في انقطاع كامل للتيار الكهربائي عن معظم مناطق السودان (إظلام تام)، باستثناء بورتسودان.

يأتي هذا التصعيد وسط محاولات دولية لوقف إطلاق النار وحل الأزمة سياسيًا، دون تحقيق تقدم ملموس حتى الآن.

ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 صراعًا مسلحًا بين القوات المسلحة السودانية بقيادة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وأدى هذا الصراع إلى دمار واسع في البنية التحتية، خاصة في الخرطوم ودارفور وأجزاء أخرى من البلاد.

 

الوسومآثار الحرب في السودان الطائرات المسيرة انتهاكات الدعم السريع دنقلا مسيرة انتحارية

مقالات مشابهة

  • السودان: الدعم السريع توسع هجماتها على مناطق بشمال دارفور
  • 16 قتيلا في قصف للدعم السريع على مخيم يعاني المجاعة في دارفور  
  • هل تنجح مساعي البرهان في تطويق الدعم السريع بمنطقة الساحل؟
  • اتهامات لحفتر بدعم حميدتي.. هذه نسب المرتزقة في قوات الدعم السريع
  • الدعم السريع تستهدف المنشآت الحيوية في السودان وتعرض المدنيين للخطر
  • ياسر العطا: المرتزقة من جنوب السودان يشكلون 65% من قوات الدعم السريع
  • السودان: الدعم السريع تمهل المسلحين داخل مدينة الفاشر 48 ساعة للتسليم
  • مساعد قائد الجيش السوداني: المرتزقة من جنوب السودان يشكلون 65% من قوات الدعم السريع
  • الدعم السريع تستهدف محطة تحويليلة للكهرباء في دنقلا بمسيرة انتحارية 
  • السودان.. مقتل 88 من قوات «الدعم السريع» شمال دارفور