هل يدفع ملف الاقتصاد لتطبيع العلاقات بين إندونيسيا ودولة الاحتلال؟
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
يُتوقع أن يدفع ملف التعاون الإقتصادي والانضمام إلى أحد أبرز المنظمات الدولية الاقتصادية، علاقات التطبيع قدما بين إندونيسيا والاحتلال الإسرائيلي، رغم الحرب الوحشية في قطاع غزة.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير لها، إن إندونيسيا التي تعد أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة في العالم، أبدت التزامها وموافقتها على إقامة "علاقات دبلوماسية مع إسرائيل"، لأول مرة في التاريخ، وذلك بهدف الانضمام إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
ويتطلب انضمام إندونيسيا إلى المنظمة، موافقة جميع أعضائها الـ34 بمن فيهم، دولة الاحتلال الإسرائيلي التي أصبحت عضوا في المنظمة الدولية عام 2010، فيما قالت الصحيفة، إن المسؤولين طالبوا ببادرة حسن نية من إندونيسيا، في أعقاب انتقاداتها لحرب غزة.
من جهة أخرى، قال مصدران إسرائيليان مطلعان لشبكة "سي أن أن"، إن مسؤولين إسرائيليين أجروا من نظرائهم الإندونيسيين مباحثات على مدى الأشهر الثلاثة الماضية لتطبيع العلاقات بين الطرفين.
في المقابل نقلت صحيفة "جاكرتا بوست" الشهر الماضي عن آري دويبايانا، أحد كبار مساعدي الرئيس جوكو ويدودو، نفيه لتقرير صحفي سابق أفاد بأن إندونيسيا تخطط لإقامة علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإندونيسية لالو محمد إقبال، إن موقف إندونيسيا تجاه فلسطين لم يتغير، وإنها تحافظ على دعمها الثابت لاستقلال فلسطين عن طريق حل الدولتين.
وأضاف إقبال أنه "لا توجد خطط لفتح علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، خاصة وسط الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في غزة"، وأضاف: "ستظل إندونيسيا ثابتة دائماً لتكون في طليعة الدفاع عن حقوق الفلسطينيين".
وسمحت "إسرائيل" قبل نحو أسبوعين لطائرة تابعة للقوات الجوية الإندونيسية بالتحليق والمشاركة في أكبر عملية إسقاط جوي دولي للمساعدات لغزة في يوم واحد، بمشاركة تسع دول و14 طائرة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية التطبيع الإسرائيلي منظمة التعاون الاقتصادي إسرائيل اندونيسيا التطبيع منظمة التعاون الاقتصاد صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
من أوكرانيا إلى فلسطين: العدالة الغائبة تحت عباءة السياسة العربية
محمد عبدالمؤمن الشامي
في المحاضرة الرمضانية الـ 12 للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أشار إلى حقيقة صارخة لا يمكن إنكارها: الفرق الشاسع بين الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وبين تعامل الدول العربية مع القضية الفلسطينية. هذه المقارنة تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات جوهرية حول طبيعة المواقف السياسية، ومعايير “الإنسانية” التي تُستخدم بمكيالين في القضايا الدولية.
أُورُوبا وأوكرانيا: دعم غير محدود
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، سارعت الدول الأُورُوبية، مدعومةً من الولايات المتحدة، إلى تقديم كُـلّ أشكال الدعم لكييف، سواء عبر المساعدات العسكرية، الاقتصادية، أَو حتى التغطية السياسية والإعلامية الواسعة. لا تكاد تخلو أي قمة أُورُوبية من قرارات بزيادة الدعم لأوكرانيا، سواء عبر شحنات الأسلحة المتطورة أَو المساعدات المالية الضخمة التي تُقدَّم بلا شروط.
كل ذلك يتم تحت شعار “الدفاع عن السيادة والحق في مواجهة الاحتلال”، وهو الشعار الذي يُنتهك يوميًّا عندما يتعلق الأمر بفلسطين، حَيثُ يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين دون أن يواجه أي ضغط حقيقي من الغرب، بل على العكس، يحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود.
العرب وفلسطين: عجز وتخاذل
في المقابل، تعيش فلسطين مأساة ممتدة منذ أكثر من 75 عامًا، ومع ذلك، لم تحظَ بدعم عربي يقترب حتى من مستوى ما قُدِّم لأوكرانيا خلال عامين فقط. الأنظمة العربية تكتفي ببيانات الشجب والإدانة، فيما تواصل بعضها خطوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في تناقض صارخ مع كُـلّ الشعارات القومية والإسلامية.
لم تُستخدم الثروات العربية كما استُخدمت الأموال الغربية لدعم أوكرانيا، ولم تُقدَّم الأسلحة للمقاومة الفلسطينية كما تُقدَّم لكييف، ولم تُفرض عقوبات على “إسرائيل” كما فُرضت على روسيا، بل على العكس، أصبح التطبيع سياسة علنية لدى بعض العواصم، وتحول الصمت العربي إلى مشاركة غير مباشرة في استمرار الاحتلال الصهيوني وجرائمه.
المقاومة: الخيار الوحيد أمام هذه المعادلة الظالمة
في ظل هذا الواقع، يتجلى الحل الوحيد أمام الفلسطينيين، كما أكّـد السيد القائد عبد الملك الحوثي، في التمسك بخيار المقاومة، التي أثبتت وحدها أنها قادرة على فرض معادلات جديدة. فمن دون دعم رسمي، ومن دون مساعدات عسكرية أَو اقتصادية، استطاعت المقاومة أن تُحرج الاحتلال وتُغيّر قواعد الاشتباك، وتجعل الاحتلال يحسب ألف حساب قبل أي اعتداء.
وإن كانت أوكرانيا قد حصلت على دعم الغرب بلا حدود، فَــإنَّ الفلسطينيين لا خيار لهم سوى الاعتماد على إرادتهم الذاتية، واحتضان محور المقاومة كبديل عن الدعم العربي المفقود. لقد أثبتت الأحداث أن المقاومة وحدها هي القادرة على إحداث تغيير حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، بينما لم يحقّق التفاوض والتطبيع سوى المزيد من التراجع والخسائر.
المواقف بالأفعال لا بالشعارات:
عندما تُقاس المواقف بالأفعال لا بالشعارات، تنكشف الحقائق الصادمة: فلسطين تُترك وحيدة، بينما تُغدق أُورُوبا الدعم على أوكرانيا بلا حساب. هذه هي المعادلة الظالمة التي كشفها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حَيثُ يتجلى التخاذل العربي بأبشع صوره، ما بين متواطئ بصمته، ومتآمر بتطبيعه، وعاجز عن اتِّخاذ موقف يليق بحجم القضية.
إن ازدواجية المعايير لم تعد مُجَـرّد سياسة خفية، بل باتت نهجًا مُعلنًا، تُباع فيه المبادئ على طاولات المصالح، بينما يُترك الفلسطيني تحت القصف والحصار. وكما أكّـد السيد القائد عبد الملك الحوثي، فَــإنَّ المقاومة وحدها هي القادرة على إعادة التوازن لهذه المعادلة المختلة، مهما تعاظم التواطؤ، ومهما خفتت الأصوات الصادقة.