أعلنت عدة دول وشركات طيران عالمية، السبت، اتخاذها إجراءات احترازية، تحسباً لضربة إيران المحتملة على إسرائيل، إذ جرى تغيير مسارات بعض رحلات الطيران مؤقتاً، فيما منعت دول رعاياها من السفر إلى طهران وتل أبيب، ومناطق أخرى في الشرق الأوسط.

ودخلت إسرائيل، الجمعة، في حالة تأهب تحسباً لهجوم من إيران أو وكلائها مع تزايد التحذيرات الدولية من رد طهران على هجوم مطلع الشهر الجاري استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، وأسفر عن قتل 7 مسؤولين، أبرزهم محمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، إضافة لستة مسؤولين آخرين.

تحذيرات من السفر

بدورها، نصحت وزارة الخارجية الفرنسية مواطنيها بـ”عدم السفر إلى إيران ولبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية”.

وقالت وزارة الخارجية في بيان على منصة “إكس”، إن “أقارب الدبلوماسيين المقيمين في إيران سيعودون إلى فرنسا، وإنه أصبح من المحظور على موظفي الخدمة المدنية الفرنسيين القيام بأي مهام في إيران ولبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية”.

كما نصحت بولندا مواطنيها في تحديث لتوجيهات السفر، بعدم السفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان.

وقالت وزارة الخارجية البولندية في بيان: “لا يمكن استبعاد حدوث تصعيد مفاجئ للعمليات العسكرية وهو ما قد يسبب صعوبات كبيرة في مغادرة هذه الدول الثلاث”، مضيفة: “أي تصعيد قد يؤدي إلى قيود كبيرة على حركة الطيران وعدم القدرة على اجتياز المعابر الحدودية البرية”

من جانبها، منعت وزارة خارجية الهند رعاياها من السفر إلى إيران وإسرائيل، حتى إشعار آخر، نظراً لما وصفته بـ “الموقف السائد في المنطقة”.

وذكرت الوزارة في بيانها، إن الهنود في البلدين عليهم اتباع “أقصى التدابير الاحترازية الخاصة بسلامتهم، وأن يقيدوا تحركاتهم للحد الأدنى”.

وفي وقت سابق، منعت الولايات المتحدة موظفيها في إسرائيل وأفراد أسرهم من السفر لأغراض شخصية خارج مناطق تل أبيب الكبرى والقدس وبئر السبع.

وقالت السفارة الأميركية في تحذير أمني على موقعها على الإنترنت، الخميس: “لمزيد من الحذر، يُمنع موظفو الحكومة الأميركية وأفراد أسرهم من السفر لأغراض شخصية خارج مناطق تل أبيب الكبرى (بما في ذلك هرتسليا ونتانيا وإيفن يهودا) والقدس وبئر السبع حتى إشعار آخر”.

كما نصحت وزارة الخارجية في روسيا مواطنيها، بالامتناع عن السفر إلى الشرق الأوسط، وبخاصة إسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية.

وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف: “من المهم جداً حالياً أن يتحلى الجميع بضبط النفس، حتى لا يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار الوضع بشكل كامل في منطقة لا تنعم بالاستقرار، ولا يمكن التنبؤ بما سيحدث فيها”.

تغير مسار الرحلات الجوية

وجواً، قالت شركة طيران “كانتاس” الأسترالية، السبت، إنها غيرت مسار رحلاتها مؤقتاً بين بيرث ولندن، لمخاوف متعلقة بالشرق الأوسط، مع تزايد التوقعات بشن هجوم إيراني على إسرائيل.

وقال الناطق باسم الشركة: “نعدل مؤقتاً مسار رحلاتنا بين بيرث ولندن؛ بسبب الوضع في بعض أنحاء الشرق الأوسط (…) سنتواصل مع العملاء مباشرة، إذا حدثت أي تغييرات في الحجوزات”.

ولفتت الشركة إلى أنه “لم يتم تأجيل أو إلغاء أي رحلات جوية بين بيرث، عاصمة ولاية أستراليا الغربية، ولندن، لكن تم تعديل مسار الرحلات لتمر عبر سنغافورة.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الرد الايراني على اسرائيل القنصلية الايرانية شركات الطيران العالمية والأراضی الفلسطینیة وزارة الخارجیة السفر إلى من السفر

إقرأ أيضاً:

هل نحن على أعتاب حرب جديدة؟

في ليلة الرابع عشر من أبريل الماضي، كان الشرق الأوسط بأكمله يتابع بقلق التصعيد الخطير بين إيران وإسرائيل. كان برميل البارود بحاجة إلى عود ثقاب واحد لينفجر على هيئة حرب مفتوحة في منطقة الشرق الأوسط.. ورغم أن المسيرات الإيرانية والصواريخ البالستية ضربت القواعد إسرائيلية، وفق الكثير من التحليلات العسكرية، إلا أن التعاون الأمني الغربي مع إسرائيل خفف من حدة تلك الهجمات ومنع إلى حين نشوب الحرب المنتظرة.

تلك الأجواء المشحونة بالترقب تعود ثانية إلى المنطقة مع تصاعد حدة التصريحات بين حزب الله وإسرائيل، وتلك التصريحات توحي بإمكانية نشوب حرب مفتوحة قد تكون لها تداعيات كارثية على المنطقة بأسرها أكثر مما هي فيه الآن.

تنظر إسرائيل إلى حزب الله باعتباره التهديد الأخطر لها في الشرق الأوسط لأسباب كثيرة بينها قدرة الحزب على تعطيل فاعلية القبة الحديدية الإسرائيلية وضرب مؤسساتها الحيوية بما في ذلك القواعد العسكرية. لكن الحرب في حالة حدوثها لن تقتصر على الطرفين خاصة مع امتلاك حزب الله ترسانة صاروخية ضخمة تقدر بعشرات الآلاف من الصواريخ. وفقًا لتقديرات عسكرية، فإن الحرب قد تشمل هجمات صاروخية على المدن الإسرائيلية، ما سيؤدي إلى تصعيد عسكري واسع قد يشمل تدخل أطراف إقليمية أخرى، وهو سيناريو يحمل في طياته خطر توسع الصراع ليشمل المنطقة برمتها.

وتصاعدت التهديدات المتبادلة في الآونة الأخيرة، مع تصريح الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بأن «المقاومة مستعدة لكافة السيناريوهات»، مؤكدًا أن أي عدوان إسرائيلي سيُواجه برد صارم. في المقابل، حذرت القيادة الإسرائيلية من أن «أي استفزاز من حزب الله سيُواجه برد غير مسبوق»، مما يضع المنطقة على حافة الانفجار.

لكن لا يمكن مناقشة التوترات بين إسرائيل وحزب الله في معزل عن غزة، فالحرب على غزة في هذه اللحظة هي محرك كل القضايا في منطقة الشرق الأوسط وربما في الكثير من بقاع العالم الملتهبة.

وحزب الله يعتبر نفسه طرفا أساسيا في الحرب على قطاع غزة وبدأت معركته في الدفاع عنها، كما أكد أمين عام الحزب في اليوم التالي لبدء الحرب ما يعزز حدة التوترات ويزيد احتمالات اندلاع صراع شامل. في هذا السياق، يصبح السؤال الأكثر إلحاحًا هو: هل يمكن احتواء التوترات الحالية، أم أن المنطقة على أعتاب نزاع جديد قد يكون له تداعيات كارثية؟

في ظل هذه الظروف المعقدة، تصبح الحاجة إلى تدخل دولي ودبلوماسي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. يجب على القوى الكبرى العمل على تهدئة الأوضاع ومنع التصعيد، عبر إجبار إسرائيل أولا على وقف حربها الظالمة على قطاع غزة، وهذا دور أصيل للمجتمع الدولي الذي عليه أيضا العمل من أجل توفير حلول دائمة وعادلة للقضية الفلسطينية.

إن تجنب الحرب الشاملة في المنطقة ليس مجرد خيار، بل ضرورة حتمية للحفاظ على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. فالفشل في ذلك لن يؤدي إلا إلى إدامة دوامة العنف والمعاناة التي تعصف بالمنطقة منذ عقود، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني ويهدد بمزيد من الانهيارات الإنسانية والاقتصادية.

مقالات مشابهة

  • مشاهد للحظة قنص مستوطن في نابلس وتحذيرات إسرائيلية من تحول الضفة إلى ساحة مشابهة لغزة ولبنان (فيديو)
  • مصر للطيران: تسير غداً الأربعاء 18 رحلة جوية من الأراضي المقدسة
  • إيران تؤكد دعمها للمقاومة الفلسطينية وتلميحات بعملية “الوعد الصادق 2” ضد “إسرائيل”
  • حالة الطقس ليوم الثلاثاء 2 يوليو 2024: ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة وتحذيرات من ظواهر جوية
  • لوفتهانزا الألمانية: تعليق الرحلات الجوية الليلية من وإلى بيروت من 29 يونيو حتى 31 يوليو بسبب الوضع في الشرق الأوسط
  • غداً.. مصر للطيران تسير 21 رحلة جوية من الأراضي المقدسة
  • تركيا تسعى للتوازن مع إيران في سوريا ولبنان؟
  • البرلمان العربي يرحب بانضمام إسبانيا إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي
  • هل نحن على أعتاب حرب جديدة؟
  • غدا.. مصر للطيران تسير 19 رحلة جوية لعودة الحجاج من الأراضي المقدسة