السودان: مقتل طفلين بولاية سنار جراء قصف طائرة عسكرية لمنطقة ريفية
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
بحسب المدير التنفيذي رئيس لجنة أمن محلية سنجة، “ما تعرضت له مناطق خلوية حول مدينة سنجة جاء نتيجة إحداثيات خاطئة من قبل طائرة (انتنوف) نهار الجمعة راح ضحيته شخصين وليس 4، بجانب نفوق 4 رأس من الضأن بالقرب من منطقة حريري”.
سنجة: التغيير
تضاربت أنباء بشأن ضرب طائرة عسكرية لمنطقة ريفية بالقرب من حاضرة ولاية سنار سنجة، في وقت أكد شهود لـ (التغيير) أن الطائرة من طراز (أنتنوف) ألقت 3 قنابل في منطقة محاذية للنيل ما أدى لمقتل 3 أطفال رعاة وشخص رابع يعمل حارس بمزرعة بجانب بعض الماشية.
لكن مصادر أخرى أشارت إلى أن الطائرة أصابها عطل دفعها لإفراغ حمولتها من القنابل والمتفجرات خوفا من الانفجار.
من جانبها قالت محلية سنجة في بيان اطلعت عليه (التغيير) إن حادثة الطائرة الانتنوف بمحيط بالمحلية نهار الجمعة نتج عن تلقيها احداثيات خاطئة.
وأوضح المدير التنفيذي رئيس لجنة أمن المحلية ناصر عبدالله ناصر، أن “ما تعرضت له مناطق خلوية حول مدينة سنجة جاء نتيجة إحداثيات خاطئة من قبل طائرة (انتنوف) نهار الجمعة راح ضحيته شخصين وليس 4، بجانب نفوق 4 رأس من الضأن بالقرب من منطقة حريري”.
وأشار المدير التنفيذي للمحلية إلى أن الأجهزة المختصة أدت واجبها المهني، مؤكدا أن الأمور تحت السيطرة، وأنه ليس هنالك ما يدعو إلى زعزعة الأمن وإزعاج المواطنين.
ودعا عبدالله المواطنين بمحلية سنجة ومدينة سنجة على وجه التحديد لممارسة عملهم وحياتهم بصورة طبيعية.
الوسومآثار الحرب في السودان الطيران العسكري حرب الجيش والدعم السريع سنجة ولاية سنارالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الطيران العسكري حرب الجيش والدعم السريع سنجة ولاية سنار
إقرأ أيضاً:
الغاز وزياده معدل الانجاب في قري منطقة قٌلِي بولاية النيل الابيض
د. حامد عمر علي
درجت بعض هيئات الامم المتحدة و أيضاً بعض المنظمات الطوعية علي انفاذ بعض المشاريع التي تستهدف وقف التدهور البيئي وإعادة الغطاء النباتي خاصة الغابات. ويعتبر الجزء الشمالي الغربي من ولاية النيل الابيض والمتاخم لولاية شمال كردفان، من أكثر المناطق تأثراً بالتدهور البيئي المتمثل في التصحر وزحف الرمال التي غطت مساحات واسعةً من الأراضي الزراعية والرعوية علاوة علي تدهور الغطاء النباتي واضمحلال وزوال الأشجار . وللتغير المناخي اثار اخري أيضاً، تتمثل في زيادة وتيرة وتعاقب حالات الفيضانات وموجات الجفاف وتذبذب الأمطار و درجات الحرارة ، ولها كلها أثر ملحوظ في النشاط الاجتماعي والمعاشي للمجموعات البشرية خاصةً الرعاة و المزارعين. و كتيراً ما تسهم هذه الأنشطة، خاصة الاحتطاب وإنتاج الفحم في زيادة التدهور البيئي وتفاقمه وتعقيداته اذا لم يقابل ببعض التدخلات او المشاريع الناجعة كبدائل للانشطة المجتمعية السالبة التي تعتمد علي استنزاف الموارد الطبيعية. وكمثال لهذه التدخلات مشروع تعزيز خدمات المياه وسبل العيش الذي نفذته منظمة بلان سودان في بداية الألفية الثالثة بمنطقة قٌلٍي بولاية النيل الابيض. وقد شهدت تلك المنطقة تدهورًا مريعاً في القطاع النباتي و الغابي وزوال الاشجار بسبب اعتماد سكان المنطقة علي هذه الغابات في الحصول علي الحطب والفحم مما تسبب في المزيد من التدهور البيئي واستنزاف الغابات. وكان من نتيجة ذلك أن أصبح الحصول علي الحطب والفحم، بمرور الزمن، أمراً عسيراً. و إزاء هذا الوضع البيئي المتدهور لجأت الاسر الريفية في المنطقة (مضطرةً ) الي جمع روث البهائم ( الأبقار) واستخدامه كوقود عوضاً للفحم لطهي الطعام بصورة راتبة. لهذا الاستخدام المتمثل في حرق روث الابقار أضرار جمة . ويشمل ذلك الإصابات بالامراض الصدرية والتهابات الرئة والعيون والأضرار الاخري الناتجة من انبعاثات الغازات ، مثل غاز الميثان الذي يسبب الاختناق إذا تم استنشاقه بكميات كبيرة. كما أن جمع الروث نفسه وملامسته بالأيدي ونقله الي المنازل قد يساعد في إنتشار وتكاثر الحشرات خاصة الذباب والنمل والديدان، والي انتقال الامراض من الحيوان الي الانسان وتلوث المأكولات والمشروبات.
هدف المشروع الرائد الذي نفذته منظمة بلان سوزان في منطقة قٌلٍي الي إنعاش الغطاء النباتي وذلك بإدخال وتشجيع إستخدام الغاز المسال بدلاً من الفحم والحطب وروث البهائم. كما أسس المشروع صناديقً دوارة revolving funds في القري التي تم أختيارها لتمويل شراء اسطونات الغاز والبتوجازات وتوزيعها للاسر المختارة و المستوفية للشروط . وأيضاً اشرف المشروع علي تكوين وتدريب ما يعرف بلجان تنمية القري village development committees من النساء والرجال لادارة الصناديق الدوارة . وتشمل مهام هذه اللجان أيضاً اختيار الاسر المستوفية لشروط التوزيع وامتلاك الاسطوانات وكيفية التمويل والسداد . هذا وقد قامت ادارة المشروع باختيار واعتماد عدد من صغار التجار بالقري وتاهليهم ليكونوا وكلاء لأسطوانات الغاز كما قامت بتدريب المواطنين علي كيفية التعامل مع الاسطونات والبوتوجاز, بالاضافة الي التوعيه بأهمية الصحة العامة والمنزلية والنظافة الشخصية ونوع الأمراض ذات الصلة بالمياه وتلوثها والأضرار الصحية التي قد تنتج من حرق روث الحيوانات.
درجت معظم المنظمات اخضاع المشاريع بعد انتهاء الفترة المحددة لتنفيذ أنشطتها، الي ما يُعرف بالتقييم النهائي للمشروع . الهدف من هذا التقييم هو معرفة الي اي مدي تمكن المشروع من تحقيق أهدافه ، ولبي احتياجات المواطنين ، ومدى ملاءمته للمنطقة أو المجتمعات المختارة ، والاثر الاجتماعي والتنموي الذي أحدثه ، والدروس المستفادة منه ، وإمكانية تطبيقه في المناطق الأخرى . كلفتني منظمة بلان سودان برئاسة مجموعة الخبراء (د يعقوب عبدالله -عليه الرحمة - المختص في مجال البيئه والدرسات الاجتماعية، ود عبد الوهاب المكي في مجال الصحة العامه والاصحاح البيئي، ود مريم .... في مجال تنمية المرأة والنوع ) الذين اختارتهم منظمة بلان سودان لإجراء التقييم النهائي لهذا المشروع الحيوي وفقًا للمعايير المرجعية التي وضعتها المنظمة والجهات الممولة بدقة واحترافية عالية ، مما يلزم فريق التقييم بالالتزام بها قدر الإمكان . وكما هو معلوم للكثيرين فان طرق التقييم تعتمد علي مراجعة مستندات وثائق المشروع وتقاريره الدورية والزيارات الميدانية الى القري المستهدفة و اجراء اللقاءات المباشرة مع المجموعات البشرية و اعضاء لجان التنمية المستفيدة من المشروع وغيرها. وبالرغم من ان عمليات التقييم تحكمها البنود المرجعية ، الا ان الحصول علي المعلومات المناسبة التي تثري التقييم وتقريره تعتمد كذلك علي مهارات وخبرات المقيمين و مدي معرفتهم بجغرافية وثقافة وعادات المجتمع المعني. و من الاشياء المهمة في التقييم أيضا بناء الثقة بين المقيمين والمستفيدين من المشروع وتوضيح الغرض من التقييم قبل استنطاقهم . وكذلك لابد من احترام عادات المواطنين وثقافتهم ومعتقداتهم وغيرها من الاشتراطات الضرورية الاخري وفق متطلبات وحالة المكان والزمان . كما سبق القول فان الاهداف الرئيسية للتقييم تتمحور حول معرفة الاثار الايجابية والسلبية لاستخدام الغاز المسال في عمليات الطهي ومعرفة أثر المشروع علي البيئة المحيطة بالمنطقة ، مثل التناقص في معدل قطع الاشجار وأثره علي الصحة العامة مثل انخفاض معدل الالتهابات الصدرية و الاثار الايجابية الناتجة عن توفير وتحسين خدمات المياه في القري . وقف المقيمون علي كثير من النتائج الإيجابية وكذلك بعض السلبيات للمشروع ، ولكن من النتايج الايجابية التي لم تخطر علي بال فريق التقييم ، ولا حتي علي بال الذين صمموا المشروع (وأشاروا الي نتائجه المتوقعة) ، وكذلك الذين وضعوا البنود المرجعية للتقييم ، هو دور استخدام غاز الطهي في "زيادة معدل الانجاب بالمنطقة ". لقد عبر بعض رجال المنطقة في اكثر من قرية عن ذلك اثناء النقاش والحوار الجماعي group discussion عن هذا الامر بقولهم (جهرةً) ان لاستخدام الغاز المسال في الطهي المنزلي دور فعال في زيادة معدل الانجاب بالمنطقة . لقد الجمتني الدهشة وكذلك بقية الفريق من هذه الافادة ولكن سرعان ما تبددت الدهشة عندما أضاف بعض المواطنين في اكثر من قرية بقولهم " قبل استخدام الغاز، كانت النساء يستخدمن روث الابقار صباحاً و مساءً في طهي الطعام، كانت اجسامهن وملابسهن "معطنه بالدخان "وتفوح منهن رائحة الروث وهي رائحة طاردة تشعرك بالانقباض وتجبرك علي الابتعاد من النساء ، لذلك قلتْ الحميمية ، وتباعدت المراقد بيننا وبين النساء !.. ولكن بعد هذا المشروع و امتلاكنا لاسطوانات الغاز ( والبتوجازات ) وكذلك توفر الميآه النقية فارقت النساء استخدام الروث والفحم والحطب وأيضاً اصبح الحمام متاحاً يوميًا وبالتالي صارت النساء اكثر نضارة ونظافة ً وجاذبية.. طابت النفوس و تقاربت السراير (والباقي علي الله )".. وأردف المتحدث قائلا (الحمد لله كثرت المناسبات احتفاءاً بالمواليد). هذا الاثر الجانبي لاستخدام الغاز المسال في منطقة قٌلٍي او في ظروف معينة وبيئة شبيهة لها ، والذي لم يكن في حسبان مصممي المشروع ، لا شك أنه هام وغير متوقع . ورغم ذلك فإن فائدته علي مستوي سياسات التخطيط الاسري قد تحتاج الي المزيد من التحقق .إن استخدام الغاز هو لا شك عامل مساعد وهام وفق نتائج هذا التقييم ، ولكن ليس من الممكن ان ينسب له الفضل كله في زيادة معدل الانجاب. لكن ما اتفق عليه رأي المقيمين هو اهمية مراعاة ما يدعوا اليه اطباء الصحة العامة حول النظافة ، وقد تهيأت الظروف المناسبة لذلك بسبب توفر المياه النقية بالقري (كما تنبه الي ذلك المستفيدون انفسهم) وحلقات التوعيه بالصحة العامة والنظافة الشخصية،علاوة علي توقف استخدام النساء لروث البهايم في الطهي بتوفر الغاز، أدي كل ذلك الي تحسن مستوي الصحة العامة في قري المشروع وبالتالي "فإن النساء اصبحن اكثر نظافةً و نضارةً في الملبس و المظهر العام، مما قد يجعل ( الرجال اكثر انجذاباً وحميمية لهن ".
د حامد عمر
Email.hamidomer122@gmail.com