بقلم : سمير عبيد ..

أولا :-
نعود ونُكرر القول والاستنتاج ان منطقتنا عبارة عن قطعة شطرنج وسوف تتأثر تدريجيا بما يدور في غزة وبطريقة تسويتها. لانه في اخر المطاف لابد من تسوية وان هذه التسوية ستشمل العراق ودول .لذا فوضع المنطقة مقبل على متغيرات وبؤر توتر كمقدمات الى ولادة ” سايكس بيكو الجديدة / او الثانية ) وسوف تضرب بضلالها لبنان وسوريا والعراق واليمن وحتى الاردن ودول خليجية وايران وتركيا .

.الخ .ونعيد ونُكرر الاستنتاج الآخر وهو ان هناك دول سوف تكبر على حساب دول اخرى، وهناك دول سوف تُقضم لصالح دول اخرى ايضا وتماشيا مع سايكس بيكو الجديدة !
ثانيا :-
فعلى سبيل المثل لو نظرنا للعراق فهناك صراع خطير على العراق بين تركيا وايران .وبين قطر والامارات .وبين السعودية وايران .وبين محور واشنطن وبريطانيا والغرب ضد محور الصين وروسيا وايران وبالعكس . والطامة الكبرى ورغم هذه الصراعات داخل العراق ولكن العراق يفتقر للقيادة الوطنية الحريصة على العراق.ويفتقر للفريق الواحد، ويفتقر لرجالات الدولة الذين يستشعرون المخاطر ويصنعون اوراق الدفاع والمناورة .
ثالثا:-
وبالتالي ان قرار العراق متشظي أصلا نتيجة تشظي ولاءات الطبقة السياسية الحاكمة والذي انتبهت اليه اخيرا بريطانيا واقنعت الولايات المتحدة بأن العراق بات نشازاً و بحاجة ماسة الى التغيير ليواكب المرحلة القادمة وذلك من خلال تقاعد اجباري ل ٦٠ الى ٧٠٪؜ من الطبقة السياسية الحاكمة، وايقاف تغول احزاب وجماعات الاسلام السياسي الراديكالي وعلى الرغم من التنازلات الخرافية اللي قدموها ويقدمونها الى واشنطن ولندن والى المنظومة الغربية علناً وسراً مقابل بقاءهم في السلطة. ولكن بريطانيا عرّفت امريكا ان الشعب العراقي يكره الطبقة السياسية ولا يثق بها !
رابعا:-
فالرئيس السوداني وقبيل سفره الى واشنطن نسى هذا الواقع المرير الذي هو جزء منه فأفرط في التفاؤل بطريقة لفتت انتباه المراقبين والعارفين بعلل البيت العراقي. بحيث ادعى انه سيناقش ملفات كذا وكذا مع الاميركيين والحقيقة ليس كذلك . بل ان برنامج سفره ليس هكذا . فالسوداني يريد ان يُغطي على حقيقة وهي انه ذهب الى واشنطن حيث البيت الابيض ( مُستدعى ليسمع من القيادة الاميركية بعض الشروط والتوصيات.. وليس زائر طلبته الحاجة الاميركية لتسمع منه على الاطلاق) .ولهذا لم تحمله ايران اي رسالة للأميركيين و مثلما كانت تفعل طهران عندما كان يذهب رؤساء الحكومات العراقية السابقين والذين زاروا البيت الابيض. فالسوداني ذاهب لواشنطن بتوقيت خطير للغاية ليس فيه مجاملات من قبل الادارة الاميركية التي باتت محاصرة بمواعيد انتخابية وبصلافة نتنياهو وبالخطر القادم من محور الصين وروسيا الى منطقة نفوذ امريكا في الشرق الاوسط …الخ . ولهذا سوف يعود السوداني الى الى بغداد وعليه شروط لينفذها وبحالة فشل في تنفيذها او تردد او تقاعس سوف تذهب الامور الى مناحي جديدة وخطيرة في العراق !
خامسا :-
لذا نتعجب من الطبقة السياسية الحاكمة في العراق منذ اكثر من عشرين عاما والتي للاسلام السياسي سطوة وفيتو فيها . كونها لم تتعلم المصداقية ولم تتعلم الشفافية مع الشعب العراقي لا بل لازالت تمارس نفوذها في العراق على ان الشعب العراقي مجرد عبيد وخدم في مزارعهم .ولهذا لازالت تلك الطبقة السياسية تدعي امور غير موجودة ظنا منها ان العراقيين يعيشون بمكان معزول عن العالم ولا يعرفون ماذا يدور في العالم. وبالتالي تكذب عليهم تلك الطبقة السياسية التي مارست وتمارس انتهاكات حقوق الانسان، ومحاربة حرية التعبير ، ومارست وتمارس الكذب والدجل والفساد والمحسوبية وتخريب وتدمير مؤسسات الدولة وفرامل المجتمع العراقي. وتعتقد بسذاجة ان الاميركيين لا يعرفون ماذا يفعلون والحقيقة ان امريكا تعرف حتى الوان وماركات ملابسهم الداخلية هم وادواتهم بالفساد والغش والتزوير . وتعرف جيدا خلفيات وفصيلة دم والملابس الداخلية لوفد السوداني الى امريكا !
الخلاصة :
العراق مقبل على صراعات داخلية ” حزبية وفئوية ومناطقية ” كنوع من المخاض الذي سيلد واقع جديد . وان الطبقة السياسية بزعامة الاسلام السياسي غير مستعدة لها باستثناء اطلاق النار على الشعب عندما يخرج . لأنهم تعودوا على ذلك. ولكن هذه المرة ستكون ردة فعل الشعب مختلفة تماما. ولندن وواشنطن لديهما علم بذلك ولهذا استعدوا لملأ الفراغ لانه وللاسف لايوجد مشروع وطني جاهز ليملي هذا الفراغ !
سمير عبيد
١٣ نيسان ٢٠٢٤

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الطبقة السیاسیة

إقرأ أيضاً:

دبلوماسية الحل الوسط تهدئ الجدل العراقي: الشيباني إلى القمة بدل الشرع

24 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: تتأزم الأوضاع السياسية في العراق مع اقتراب موعد استضافة بغداد للقمة العربية الـ34 في 17 مايو 2025، حيث يثير حضور الرئيس السوري أحمد الشرع جدلاً داخلياً حاداً.

وينقسم البرلمان العراقي بين مؤيدين لحضور الشرع، بدعوة من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ومعارضين يمثلون فصائل شيعية وحزب “الدعوة الإسلامية”، ونواب جمعوا توقيعات لمنعه، مستندين إلى رفض شعبي متصاعد، خاصة بعد تسريب لقاء السوداني مع الشرع في قطر.

ويعكس هذا الانقسام تحديات العراق في استقبال شخصية مثيرة للجدل، بينما يسعى لتعزيز دوره الإقليمي.

وتبرز مقترحات حلول وسط لتفادي التوترات، إذ ترجح مصادر دبلوماسية عربية أن يرأس وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وفد دمشق بدلاً من الشرع.

وتؤكد هذه المصادر أن سوريا، كعضو في الجامعة العربية، مدعوة رسمياً، لكن حضور الشرع قد يعرقل أجواء القمة.

و تشير الرسائل الإقليمية الموجهة إلى دمشق إلى تفضيل هذا الحل لضمان استقرار الحدث.

ويعكس هذا التوجه رغبة عربية في دعم الدولة السورية مع تحفظات على إدارتها الجديدة.

وتواجه العراق معضلة موازنة التزاماته العربية مع ديناميكياته الداخلية. يؤكد السوداني عزمه على إنجاح القمة، مدعوماً بتحضيرات لوجستية مكثفة وتوجيه دعوات رسمية عبر وزراء إلى الدول العربية.

وتظهر هذه الجهود طموح بغداد لقيادة نقاشات إقليمية حول قضايا حساسة، كالقضية الفلسطينية، بينما تظل سوريا نقطة حساسة تتطلب مقاربة دبلوماسية دقيقة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • رئيس البرلمان العربي يهنئ مصر قيادة وحكومة وشعبا بمناسبة عيد تحرير سيناء
  • أطفال خارج السوق: خطة عراقية لانتشال الصغار من براثن العمل والتسوّل
  • السوداني: العراق يتجه الى توطين الصناعات الدوائية
  • مليشيتك المفضلة شنو؟ الشعب السوداني بعد الحرب
  • دبلوماسية الحل الوسط تهدئ الجدل العراقي: الشيباني إلى القمة بدل الشرع
  • مباحثات عراقية فرنسية في بغداد بشأن استقرار سوريا ومفاوضات واشنطن وطهران
  • ‏⁧‫مناقشة مع قادة الطبقة السياسية‬⁩ في ⁧‫العراق‬⁩ :-
  • السوداني يعلن دعم الكاردينال ساكو الكلداني العراقي لخلافة البابا فرنسيس
  • واشنطن في ورطة.. ماذا يحدث في البنتاجون تحت قيادة “هيجسيث”؟
  • [ جاهلية العملية السياسية الأميركية الحاكمة في العراقي ]