حزب الله أبرزهم.. كيف تحرّك حلفاء إيران في المنطقة منذ بدء الحرب في غزة؟
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
ذكرت "العربية"، أنّ وكلاء إيران نفّذوا ضربات ضد إسرائيل خلال الأشهر الماضية، ما زاد حدّة التوتر في المنطقة.
وفي الثامن من تشرين الاول 2023، وبعد يوم واحد من هجوم حماس، أطلق حزب الله صواريخ موجهة وقذائف مدفعية على المواقع التي تحتلها إسرائيل في مزارع شبعا، بهدف إسناد ومؤازرة حماس في غزة.
وقوبل هذا الهجوم بقصف إسرائيلي على الأراضي اللبنانية، ما تطور لاحقاً إلى سلسلة من الضربات والمناوشات اليومية على طول الحدود اللبنانية - الفلسطينية.
وفي الأسابيع الأخيرة استهدف مستوطنات في شمال إسرائيل. والحزب يمتلك ترسانة ضخمة من صواريخ أرض-أرض أغلبها صغيرة الحجم ومحمولة وغير موجهة، وفقا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
كذلك تمتلك قواته أيضاً بنادق هجومية ورشاشات ثقيلة وقذائف صاروخية الدفع، وقنابل تزرع على جوانب الطرق وأسلحة أخرى.
وفي الأسابيع الأخيرة، أدخل أسلحة جديدة بما في ذلك صاروخ أرض-أرض يصل مداه إلى 10 كيلومترات مع ورأس حربي يزن 50 كيلوغراما.
وكان حزب الله قد أطلق في السابق طائرات مسيرّة على إسرائيل، وفي عام 2006 ضرب سفينة حربية إسرائيلية بصاروخ أرض-بحر.
وفي ذات العام من حرب تموز قصف الحزب مدينة حيفا شمال إسرائيل.
وفي موازاة ذلك لدى إيران فصائل موالية لها في العراق، وأبرزها "المقاومة الإسلامية في العراق".
وخلال الحرب الحالية على غزة هاجمت هذه المجموعة القوات الأميركية المتمركزة في العراق وسوريا، مستخدمة طائرات مسيّرة.
كما أعلنت في مرات معدودة استهداف إيلات إلا أن إسرائيل لم تؤكدها.
أما في سوريا، فإيران سحبت مؤخراً العديد من قادة الحرس الثوري حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أما الفصائل التي تدعمها فلديها قدرات قد تصل الجولان فقط.
وأطلقت هذه الفصائل مثل "لواء القدس" المدعوم من إيران والمتواجد في محافظة القنيطرة، العديد من القذائف الصاروخية خلال الأشهر الماضية ما دفع إسرائيل للرد على مصادر القصف.
من جانبها أعلن الحوثيون استهداف إيلات أيضاً.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن الحوثي أطلق صاروخ كروز في آذار الماضي، وتمكن من اختراق أجواء إسرائيل والانفجار في شمال إيلات. (العربية)
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شعبان يكتب: قصف إيران.. ترامب يتلاعب بالعالم من أجل إسرائيل
حتى هذه اللحظة، لا يمكن الجزم بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اتخذ قرارًا نهائيًا بضرب إيران، ولكن كل المؤشرات تقول إنه قد يكون في الطريق إلى ضربها، وإن إسرائيل ستضغط بشدة لضرب إيران وشن حرب كبرى عليها خلال ولاية ترامب، حتى تُنهي هاجس القوة الإيرانية والرغبة في تصنيع سلاح نووي. فالفُرصة مناسبة اليوم، من وجهة النظر الإسرائيلية، للخلاص من القوة الإيرانية، والتي قد لا تتوافر بهذه الطريقة وهذا المناخ بعد ذلك.
والحاصل أن خطط قصف إيران قد تصاعدت بشدة خلال الأسبوعين الأخيرين، ففي الوقت الذي انخرطت فيه الولايات المتحدة مع إيران في محادثات مباشرة وغير مباشرة في سلطنة عُمان، للوصول إلى صيغة مقبولة بخصوص البرنامج النووي الإيراني، والهدف هو إنهاء قدرات هذا البرنامج وتفكيكه نهائيًا وسحقه على طريقة ما تم مع البرنامج النووي الليبي أو سيناريو ليبيا، وفق ما تم تداوله إعلاميًا، فإن ترامب لم يتوقف عن التهديد بضرب إيران، والقول إن ذلك مطروح على الطاولة.
وحكاية القنبلة النووية الإيرانية حكاية طال فيها الجدل طوال سنوات مضت، وصلت إلى نحو 10 سنوات، ومنذ قيام ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في عام 2015، وذلك مخافة أن تستطيع إيران الوصول إلى حلم امتلاك قنبلة نووية، وهو خط أحمر مرفوض أمريكيًا وإسرائيليًا. فالقنبلة النووية سلاح ردع، وليس سلاح قصف أو استخدام، وهذه القنبلة تملكها إسرائيل فعليًا، ولا تريد واشنطن ولا تل أبيب، بطبيعة الحال، أن تصل هذه القوة إلى النظام الإسلامي الحاكم في طهران.
وخلال الساعات الأخيرة، تفجّرت قنبلة إعلامية كبيرة بعدما فضحت صحيفة "نيويورك تايمز" خطة إسرائيلية قيل إنها كانت ستكون عبر كوماندوز إسرائيلي وضربات جوية أمريكية مكثفة، لتوجيه ضربة شاملة للبرنامج النووي الإيراني في مايو المقبل.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب أبدى اعتراضه عليها، وردّ هو بعد ذلك علانيةً بأنه ليس في عجلة من أمره لضرب إيران.
والحقيقة أن الوضع مُلتبس بشدة، لكن يمكن التوقف عند عدة نقاط شديدة الخطورة، ليس فقط تخص إيران، ولكن تخص المنطقة برمتها، وهي كالتالي:
-إيران لن تتخلى عن حلمها النووي، وهو حلم أنفقت عليه الكثير طوال 10 سنوات، وتحملت من أجله الكثير من الضغوط والعقوبات والحروب الاقتصادية ضدها.
-القنبلة النووية الإيرانية أصبحت قاب قوسين أو أدنى من طهران، وهذا باعتراف مدير وكالة الطاقة الذرية مؤخرًا، بعد وصول نسبة التخصيب إلى مستويات عالية.
-العداء التاريخي بين النظام الإسلامي الحاكم في طهران والولايات المتحدة وتل أبيب، يجعل طهران غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق معهما بخصوص القنبلة النووية، وهي تعلم حتمًا أنها لن تستفيد شيئًا من هذا الاتفاق سوى تعطيل حلمها في أن تكون الدولة الإسلامية الثانية بعد باكستان التي تحوز قنبلة نووية. كما أن طهران أقلمت نفسها على عقوبات أمريكية قاسية طوال السنوات الماضية، وملاحقة النفط الإيراني، لكنها نجحت في الالتفاف على هذا كله، واستطاع الحرس الثوري الإيراني أن يبني شبكة من الظل هائلة يُسيّر بها النفط الإيراني عبر العالم.
-والمعنى أنه لا شيء يُنتظر أكثر من هذا بخصوص العقوبات على إيران ماليًا واقتصاديًا وحول النفط، ولم يبقَ في جعبة واشنطن وتل أبيب إلا الحرب.
-قرار قصف إيران سيكون أحد أغبى قرارات ترامب. صحيح أن الأجندة الإيرانية مُخرّبة، وأنها ذات أهداف صارخة وتوسعية، وتأثيرها الأخطر على المنطقة العربية والعالم الإسلامي بحكم شبكاتها وميليشياتها المسلحة في العراق واليمن ولبنان وغزة، وإن كانت خرجت مؤخرًا من سوريا، لكن ضربها سيكون كارثة حقيقية، فالمعادلة تغيّرت كثيرًا، وطهران تستطيع أن تطال كثيرًا من المصالح والقواعد الأمريكية في المنطقة. وإذا اندلعت الحرب في قلب طهران، فإن رد إيران لن يكون هادئًا أو محسوبًا أو بترتيبات، بل المنتظر أن يكون صاعقًا بكل الأساليب التي تملكها، وفي أماكن تعرفها الولايات المتحدة، وفي دول وقواعد لا تنتظر فيها الولايات المتحدة حدوث أي قصف.
-السلاح النووي الإيراني قارب الانطلاق من القمقم، وربما لو لم يحدث الضرب في الشهور القادمة، أن تُعلن طهران صراحة، أو يتسرب للعالم رسميًا وللاتحاد الأوروبي، امتلاكها بالفعل لصواريخ وقنبلة نووية.
-والنهاية، قرار ضرب إيران، الذي يتم تجهيزه في الغرف الأمريكية والإسرائيلية، سيفجّر حرب الخليج الرابعة، ومؤكد أن الصين ستكون طرفًا فيها، وربما روسيا، رغم محاولات ترامب استمالة بوتين عبر ورقة أوكرانيا. والموضوع كله خطر وفوضى كبيرة في المنطقة، مع رئيس أمريكي يتلاعب بالعالم اقتصاديًا عبر رسوم يفرضها ثم يُجمّدها، ثم قرارات سياسية وعسكرية يُلوّح بها ثم يتراجع عنها..
.. ولاية ترامب ستكون ولاية الكوارث على العالم، وعلينا أن نتحسب لذلك.