لا تقلقوا إيران لن تهاجم إسرائيل ..لكنها قد تفعل ما هو أخطر
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
هل ستهاجم إيران إسرائيل؟ هذا السؤال كان الأكثر تداولا على الإطلاق في الأوساط السياسية و الإعلامية أمس الجمعة، حيث ترقبت إسرائيل بقلق هجوما من جانب إيران أو وحلفائها، مع تزايد التحذيرات من رد انتقامي على مهاجمة القنصلية الإيرانية في دمشق الأسبوع الماضي.
الجواب الانفعالي على سؤال الأمس، يقول إن غيران ستتضرب، وأنها محرجة جدا وعليها أن تظهر قوتها أخيرا بعد عشرات الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت نقاطا إيرانية في سوريا ولبنان، لكن ماذا لو فكرنا بطريقة أخرى، ماذا ستربح إيران إذا هاجمت إسرائيل و ماذا ستكسب؟.
تعلم إيران أن إسرائيل اتخذت من الحرب في قطاع غزة ذريعة لجذبها إلى نزال مع الولايات المتحدة، ويعلم المقربون من دوائر الحكومة الإسرائيلية، أن بنيامين نتانياهو يرى الآن الفرصة سانحة لمشاهدة نزال من الوزن الثقيل طالما ارادته إسرائيل وتمنعت عنه أمريكا، فالحسابات الأمنية الإسرائيلية لا تنطبق على الحسابات الجيوسياسية الأمريكية.
حاولت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ عام 1996 إلى اليوم إقناع الإدارات الأمريكية المتعاقبة بتوجيه ضربة لإيران، لكن الجواب الأمريكي كان دائما “لا” لن نفعلها، لماذا لأن إيران ببساطة ضرورة للمشروع الأمريكي في المنطقة، ولايمكن أن تستمر الصراعات الإقليمية على شكلها الحالي في حال تراجع الوجود الإيراني المضبوط بدقة “أمريكيا” و الذي تراه واشنطن تحت السيطرة في حين تخشاه إسرائيل التي لاتملك أي عمق يتحمل حربا مفتوحة مع قوة عسكرية حقيقية وليست مليشيا.
تعلم إيران أن بإمكانها توجيه ضربة لإسرائيل، ولديها خيارات محدودة، ضربات بالوكالة عبر “حزب الله ، الحوثيين”، أو ربما بشكل مباشر عبر قواعدها في سوريا، لكن إيران التي بنت مشروعا عسكريا في المنطقة يمتد من طهران إلى غزة مرورا ببغداد و دمشق و بيروت و صنعاء، تدرك أن الاشتباك المباشر مع إسرائيل الآن يعني بالضرورة اشتباكا مباشرا مع أمريكا وهذا واضح في التصريحات الأمريكية “سندافع عن إسرائيل” هكذا قال بايدن.
السؤال هل من مصلحة إيران أن تواجه أمريكا الآن، بالحسابات الدقيقة قطعا “لا” لأن المحور غير مستعد لحرب مفتوحة، ولذلك قد يكون الثمن انكفاء إيران حتى ولو وجهت ضربة موجعة لإسرائيل، في حين أن التريث قد يوفر فرصة تكون فيها واشنطن أقل حماسا من الآن لضرب إيران وليست واقعة تحت الضغط كما هو الحال الآن.
تدرك إيران أن ما يجري في غزة والحرب الطويلة المفتوحة على الفلسطينيين ليست إلا فرصة أعطيت لإسرائيل لتصفية حسابها نهائيا مع حركة حماس، وهذه الفرصة وافق عليها الجميع، وعندما نقول الجميع فإننا نعني “العرب و الأوروبيون و الأمريكان” فقط إيران كانت ضد هذه الفرصة لكنها لم تملك تعطليها، رغم أنها استطاعت إطالة الحرب أكثر مما توقع الجميع و تركت إسرائيل تتخبط في وحل غزة، لكنها”إيران” تعلم أن النهاية لن تكون إلا بالقضاء على نفوذ حماس العسكري و الشياسي في القطاع.
تلقت إيران ضربة مهينة في قنصليتها بدمشق، والمطلوب منها أن ترد حتى تؤكج لحفلفائها قبل أعدائها، أنها لاعب إقليمي يحسب له حساب، وإذا تلقى ضربة يستطيع أن يردها، لكن لاتستطيع إيران الرد إلا داخل إسرائيل، بعكس إسرائيل التيس تستطيع ضرب غيران في قطاع واسع يمتد من حدود الهند شرقا إلى المحيط الهندي و البحر المتوسط، لذلك خيار إيران الوحيد هو الحرب، فهل تفعلها و تخاطر بما راكمته خلال عقدين ونيف، منذ سقوط بغداد، هذا سؤال وجيه.
لكن غيران قد تفاجئ العالم برد غير تقليدي، ماذا لو أعلنت إيران اليوم أو غدا عن تجربة صاروخية لصورايخ بالستية قادربة على حمل رؤوس نووية، ماذا لو كشفت إيران عن جديد في ملفها النووي وتجاوزت الخطوط المرسومة، من سيفكر حينها بضرب إيران؟ وهل ستهاجمها واشنطن؟.
لدى إيران خيار مهم، كسر القاعدة النووية، وتجاوز الخطوط الحمر، عندها سيكون تدمير القنصلية الإيرانية في دمشق، ثمنا لتقدم إيران خطوة باتجاه امتلاك السلاح النووي، لا تستغربوا، فالدبلوماسية الإيرانية لديها تقاليد عريقة و تعرف كيف تحول الضغوط إلى فرص.
آخر تحديث: 13 أبريل 2024 - 12:08المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل إيران الحرب في غزة حزب الله رد إيراني سوريا إیران أن
إقرأ أيضاً:
تقرير: خبراء صواريخ روس توجهوا إلى إيران خلال مواجهة إسرائيل
تشير مراجعة رويترز لسجلات سفر وبيانات توظيف إلى أن عددا من كبار خبراء الصواريخ الروس زاروا إيران خلال العام المنصرم وسط تعزيز طهران تعاونها الدفاعي مع موسكو.
السجلات أظهرت أن جميع الروس لديهم خلفيات عسكرية رفيعة المستوى يشملون خبراء في الدفاع الجوي والصواريخ والمدفعية الرحلات الجوية جاءت وسط ضربات متبادلة بين إسرائيل وإيران
وحسب لتقرير جديد من رويترز، تم حجز السفر لخبراء الأسلحة السبعة من موسكو إلى طهران على متن رحلتين في 24 أبريل و17 سبتمبر من العام الماضي، وفق وثائق تحوي تفاصيل الحجزين الجماعيين بالإضافة إلى بيان الركاب للرحلة الثانية.
وأظهر مرسوم نشرته الحكومة الروسية ووثيقة على موقع وزارة الخارجية الروسية على الإنترنت أن سجلات الحجز تتضمن أرقام جوازات سفر الرجال، حيث يحمل ستة من السبعة الرقم "20" في بداية رقم الجواز.
ويشير ذلك إلى أن جواز السفر يُستخدم في أعمال رسمية للدولة، ويصدر لمسؤولين حكوميين في رحلات عمل خارجية وعسكريين يعملون انطلاقا من الخارج. ولم تتمكن رويترز من تحديد ما كان يفعله السبعة في إيران.
وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإيرانية إن خبراء الصواريخ الروس قاموا بزيارات متعددة لمواقع إنتاج الصواريخ الإيرانية العام الماضي، ومنها منشأتان تحت الأرض، وبعض الزيارات جرت في سبتمبر.
ولم يحدد المسؤول الموقع، طالبا عدم الكشف عن هويته لتتسنى له مناقشة المسائل الأمنية.
وقال مسؤول دفاعي غربي، يراقب التعاون الدفاعي الإيراني مع روسيا وطلب عدم الكشف عن هويته أيضا، إن عددا غير محدد من خبراء الصواريخ الروس زاروا قاعدة صواريخ إيرانية، على بعد 15 كيلومترا تقريبا غرب ميناء أمير آباد على الساحل الإيراني على بحر قزوين في سبتمبر.
ولم تتمكن رويترز من تحديد ما إذا كان الزوار الذين أشار إليهم المسؤولون يشملون الروس في الرحلتين.
وأفادت مراجعة لقواعد البيانات الروسية التي تحتوي على معلومات عن وظائف المواطنين أو أماكن عملهم، ومنها الخاصة بسجلات الضرائب والهواتف والسيارات، بأن الروس السبعة الذين حددتهم رويترز لديهم جميعا خلفيات عسكرية رفيعة المستوى، منهم اثنان برتبة كولونيل وآخران برتبة لفتنانت كولونيل.
وأظهرت السجلات أن اثنين من الخبراء في أنظمة صواريخ الدفاع الجوي، وأن ثلاثة متخصصون في المدفعية والصواريخ، بينما يتمتع أحدهم بخلفية في تطوير الأسلحة المتقدمة وعمل آخر في ميدان لاختبار الصواريخ. ولم تتمكن رويترز من تحديد ما إذا كان الجميع لا يزالون يقومون بتلك الأدوار، إذ تراوحت بيانات التوظيف من 2021 إلى 2024.
جاءت رحلاتهم إلى طهران في وقت حرج بالنسبة لإيران، التي وجدت نفسها منجرة إلى معركة انتقامية مع عدوها اللدود إسرائيل، تبادل فيها الجانبان شن ضربات عسكرية في أبريل وأكتوبر.
واتصلت رويترز بجميع الرجال عبر الهاتف. ونفى 5 منهم أنهم ذهبوا إلى إيران أو أنهم عملوا لصالح الجيش أو كلا الأمرين، بينما رفض أحدهم التعليق وأغلق آخر الهاتف.
ورفضت وزارتا الدفاع والخارجية الإيرانيتان التعليق على ذلك، وأيضا مكتب العلاقات العامة في الحرس الثوري، وهو قوة النخبة التي تشرف على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني. ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلب التعليق.
وقد أثر التعاون بين البلدين بالفعل على حرب روسيا على أوكرانيا، مع نشر أعداد كبيرة من طائرات شاهد المسيرة الإيرانية في ساحة المعركة. ووقعت موسكو وطهران اتفاقية عسكرية مدتها 20 عاما في العاصمة الروسية في يناير.