بالجالي والملاقف والحُصر المبللة.. أبرز طرق الأجداد لمواجهة الحر
تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT
رغم الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، والتي تعزى إلى التغيرات المناخية على مستوى العالم، فإن الأمور لم تكن أفضل حالا في الماضي، ففي العاشر من يوليو/تموز عام 1913 تم تسجيل أعلى درجة حرارة تم رصدها على كوكب الأرض، والتي بلغت 65.7 درجة مئوية في منطقة وادي الموت بالولايات المتحدة الأميركية، الأمر الذي يثير التساؤل حول الطريقة التي كان الأجداد يتعاملون بها مع ارتفاع درجات الحرارة، من دون مكيفات هواء، أو مراوح كهربائية.
تعد ألواح "الجالي" أحد أهم طرق تعديل الضوء، وتكييف الهواء، بداية من القرن الـ 13 الميلادي، تقريبا، وهو فن إسلامي، شاع استخدامه من المغرب إلى الهند.
"الجالي" هو ألواح ضخمة، تحل محل النوافذ، تساعد في خفض درجة الحرارة عبر ضغط الهواء المار عبر ثقوبها الزخرفية، فلا تمنح شكلا جماليا وهندسيا وحسب، بل تستغل أيضا الفيزياء؛ فثقوب الجالي مصممة على طريقة أنابيب فنتوري، وهي تقنية فيزيائية عبارة عن أنبوب واسع عند الطرفين، ضيق في المنتصف، وهكذا تبرّد النوافذُ الهواء عند دخوله.
وتتجلى أبرز نماذج "الجالي" في دلهي، حيث يقع أحد أشهر القصور التي استخدمت فن الجالي في التبريد، وهو قصر عيسى خان نيازي، المشيد في الفترة بين 1547 و1548.
"الجالي" هو ألواح ضخمة، تحل محل النوافذ، تساعد في خفض درجة الحرارة (شترستوك) الملاقف والسراديب والجدران العازلةفي كتابه "التبريد في التراث العلمي العربي" يرصد الباحث السوري، سائر بصمه جي، تطور صناع التبريد وطرائقها، وعلى رأسها التهوية والتكييف بواسطة الملاقف، تلك التي قال عنها شيخ المعماريين حسن فتحي في كتابه "عمارة الفقراء" إنها قادرة على خفض درجة الحرارة 10 درجات تقريبا، لذلك استخدمها في المدارس التي بناها في قرية "القرنة" في "الأقصر" بمصر، وكانت الملاقف واحدة من العناصر الأساسية في أسلوبه المعماري.
ووفق وارن جونسون، في كتابه "المحافظة على التبريد والتدفئة في العمارة الإسلامية"، فإن معادلة تكييف الهواء القديمة تكونت من ملف ونفق أرضي ونافورة، وكان "الملقف" يلتقط الهواء الخارجي الساخن، ويحوله إلى هواء بارد داخل نفق أرضي يستخدم في تبريد المسكن، ويقوم الملقف بدور مستودع كبير للكتلة الحرارية، حين تبرد أحجار البرج ليلا، وعندما يسخن الهواء نهارا في اليوم التالي، يبقى البرج باردا، ولأن الهواء البارد أثقل من الساخن، فإنه يخبط عبر البرج لينعش الغرف حين يصل إليها عبر النفق الأرضي.
تساعد الملاقف في خفض درجة الحرارة 10 درجات تقريبا (شترستوك)أشكال الملاقف عديدة، منها الشكل المثلثي المجوف الذي لا تزيد قاعدته على متر، وارتفاعه متر، وهو يُشيَّد فوق السطح العلوي للمنزل، ويفتح من ناحية الشرق، ويرتبط في نهايته بمجرى داخلي موجه نحو سرداب المنزل (قبو واسع جوه جميل صيفا) كان يوجد في معظم بيوت بغداد قبل انتشار المنازل الأسمنتية، وتكتمل المهمة عبر جدران معزولة بمواد جيدة على رأسها الطين، تحفظ للمنزل برودته صيفا ودفأه شتاء.
الحصر المبللةرغم جمال السجاد، وثمنه الباهظ، فإن الحصير المصنوع من ألياف النباتات يعد أفضل غطاء للأرضيات في وقت الصيف، ولا نتحدث هنا عن الحصير الحديث المصنوع من البلاستيك، بل المصنوع من ألياف القصب، والخوص، وغيرها، والذي لم يُستخدم كعازل يخفف حرارة الأرض فحسب، بل كان القدماء يقطرون الماء على الحصائر، للوصول إلى ما يسمى "التبريد التبخيري".
يعد الحصير المصنوع من ألياف النباتات؛ أفضل غطاء للأرضيات في وقت الصيف (شترستوك) تقنيات التبريد الذاتيةلجأ القدماء إلى تقنيات لتبريد الجسم، مثل تبريد مناطق النبض، عند الرسغين وجوانب الرقبة، باستخدام الماء البارد أو حتى قطعة قماش مبللة، هكذا تقل درجة حرارة الجسم بصورة أفضل. كما لجؤوا إلى توظيف الملابس في تخفيف الحرارة، عبر اختيار نوعيات قماش بعينها.
ففي كتابها "الطرق الشرقية القديمة للتخلص من الحر"، تشرح الكاتبة نادية الغزي، كيف لجأ القدماء إلى الألياف النباتية كالكتان والقنب والخيش، من أجل تخفيف أثر الحرار صيفا، كما هو الحال عام 1760 ق.م حين تم الاستعانة -في صنع ثياب الملكة "شيبتو" زوجة الملك زمري ليم، ملك مملكة حلب حاليا، وبناتها الست- بالكتان المصبوغ بالأصفر والأحمر والأزرق.
ومن بين الطرق أيضا إضافة بعض القطع إلى الملابس وعلى رأسها العمامة، تلك التي قال عنها أبو الأسود الدؤلي إنها "جُنة في الحرب، ومكنة من الحر، ومِدفأة من القر، ووقار في الندى، وواقية من الأحداث، وزيادة في القامة، وهي بعدُ عادة من عادات العرب".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الأرصاد تعلن موعد انخفاض درجات الحرارة.. بيان هام
الطقس في مصر.. حذرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية من تغييرات مفاجئة في الأحوال الجوية خلال الأيام القادمة، مشيرة إلى حالة الطقس وأبرز الظواهر الجوية المتوقعة على كافة الأنحاء.
وأشارت هيئة الأرصاد الجوية إلى أنه اعتبارا من يوم الأحد المقبل 24 نوفمبر، تشهد البلاد انخفاضا في درجات الحرارة بقيم تتراوح من 3 إلى 4 درجات مئوية على أغلب الأنحاء، يصاحب ذلك نشاط للرياح مما يزيد من الإحساس ببرودة الطقس، واضطراب الملاحة على البحر المتوسط، مع فرص لسقوط أمطار متفاوتة الشدة على مناطق متفرقة من شمال البلاد.
حالة الطقس يوم الأحد 24 نوفمبر 2024وبينت هيئة الأرصاد حالة الطقس يوم الأحد، حيث تنشط الرياح على كافة الأنحاء، مما يزيد من الإحساس ببرودة الطقس على فترات متقطعة.
وأكدت «الأرصاد» على سقوط أمطار خفيفة إلى متوسطة، على مناطق من السواحل الشمالية والوجه البحري على فترات متقطعة.
ولفتت إلى اضطراب الملاحة البحرية على البحر المتوسط، حيث ستكون سرعة الرياح من (60 إلى 85 كم /س)، وارتفاع الأمواج من (4 إلى 5 متر).
حالة الطقسدرجات الحرارة يوم الأحد 24 نوفمبر 2024القاهرة الكبرى والوجه البحري: العظمى 23 درجة مئوية، الصغرى 15 درجة مئوية.
السواحل الشمالية: العظمى 20 درجة مئوية، الصغرى 14 درجة مئوية.
شمال الصعيد: العظمى 24 درجة مئوية، الصغرى 13 درجة مئوية.
جنوب الصعيد: العظمى 29 درجة مئوية، الصغرى 16 درجة مئوية.
سقوط أمطارنصائح الأرصاد للمواطنينووجهت الهيئة العامة للأرصاد الجوية مجموعة من النصائح للمواطنين للتعامل مع التقلبات الجوية المنتظرة، وهي:
1- تجنب ارتداء الملابس الصيفية أو الشتوية الثقيلة، ويفضل ارتداء الملابس الخريفية أو الشتوية الخفيفة.
2- عند الخروج في الصباح الباكر أو العودة في وقت متأخر من الليل، يُنصح بارتداء جاكيت أو شال للحماية من البرودة.
3- توخي الحذر عند القيادة على الطرق، خصوصًا في الفترة ما بين الرابعة فجرًا والسابعة صباحًا، حيث من المتوقع وجود شبورة مائية تؤثر على الرؤية على بعض الطرق.
اقرأ أيضاًمائل للبرودة ليلا.. حالة الطقس المتوقعة غدا الجمعة 22 نوفمبر 2024
التفاصيل الكاملة لـ حالة الطقس وتحذيرات عاجلة من الأرصاد الجوية للمواطنين
حالة الطقس النهاردة.. ودرجات الحرارة اليوم الخميس بالمدن والمحافظات