٢٦ سبتمبر نت:
2025-01-27@16:53:05 GMT

إيران تكسب الجولة الأولى من حربها ضد اسرائيل

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

إيران تكسب الجولة الأولى من حربها ضد اسرائيل

وعلى الرغم من التغطية الإعلامية الكبيرة، وانشغال كبرى وسائل الإعلام الدولية بالحديث عن الرد الإيراني، واقتراب موعده، إلا أن ذلك لم يحدث حتى هذه اللحظة، فالجمهورية الإسلامية لا تسير وراء الدعايات، أو وراء ما تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي، بل هي تختار الوقت والمكان المناسبين، وتحدد متى ستكون ساعة الرد، وما هي الوسيلة والطريقة.

 وحتى هذه اللحظة يلازم الخوف والهلع الداخل الصهيوني، فجميع المؤسسات الحكومة أغلقت أبوابها، والكثير من الصهاينة باتوا ينامون في الملاجئ الداخلية، واستنفار كبير يعيشه الكيان المؤقت لم يسبق أن عاشه من ذي قبل.

ويقول أحد المحللين الإسرائيليين في تصريحات لوسائل إعلام عبرية:" إن الهدف الأساسي لإيران قبل الرد هو بث الرعب في قلوب الصهاينة عن طريق الحرب النفسية، مؤكدين أن الإيرانيين يدركون نقطة ضعف المجتمع الصهيوني، فو مجتمع جبان وهلع، وغير قادر على مواجهة الصعوبات".

وتناقلت وسائل الإعلام العربية والدولية منذ أيام العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر حجم الاستعداد الإيراني للرد على الكيان المؤقت، في تعمد على ضرب الروح المعنوية للصهاينة قبل الإقدام على أي عمل عسكري، ومن ضمن هذه المشاهد عرض أسلحة استراتيجية على متن عربات، وإطلاقها في تدريبات أو مناورات، إضافة إلى التصريحات المتعددة للقادة العسكريين والمسؤولين الإيرانيين التي تؤكد اقتراب الرد، وما صاحب ذلك من هالة إعلامية للوسائل الإعلامية الكبرى، التي تتبنى خطاباً اعلامياً ضخماً في هذا الجانب.

ويمكن القول بناء على كل هذه المعطيات إن طهران استطاعت أن تحقق انتصاراً على الصهاينة في الجولة الأولى، من خلال الحرب النفسية، والتلاعب بأعصابهم، وبات الكيان المجرم بانتظار الضربة بفارغ الصبر، كي يتخلص من هذا الكابوس المزعج، ويبدأ في اتخاذ اجراءاته بناء على نتائج الرد.

ولكن: هل ستستمر إيران في إطار حربها النفسية ضد العدو الإسرائيلي أم أنها ستستعجل الرد؟

والحقيقة أن طهران هي الوحيدة التي تعلم بموعد الرد، ومتى الرد، وهي التي تحدد وتختار الزمان والوقت المناسبين، لكن تأخير الرد لن يصب في صالح طهران على الإطلاق، والقادة الإيرانيون يدركون ذلك جيداً، لأنه سيفقد قيمته، فهنا سيعمل الأمريكيون والصهاينة، وأدواتهم على التقليل منه، حتى ولو كان موجعاً لهم، وسيدعون أن هذا الرد لا تأثير ولا قيمة له.

وفي قراءة لكل المعطيات والتصريحات للمسؤولين الإيرانيين فإن إيران قد حسمت أمرها، وأقرت على ضرورة الرد، وأن التواصل الدبلوماسي من قبل الأوروبيين وغيرهم لثني إيران عن الرد، أو البحث عن خيارات أخرى لم يفلح، كما أن تهديد الرئيس الأمريكي جون بايدين الذي طالب إيران بالامتناع عن الهجوم على الكيان الصهيوني هو الآخر لم يفلح.

يقول المسؤولون الإيرانيون إن الرد على إسرائيل سيكون صعباً ومتنوعاً، وبالتأكيد فإن طهران قد بحثت كل السبل، وأعدت الخطة جيداً، وعملت حسابها لكل ردود الفعل سواء كانت من الإسرائيليين أو الأمريكيين أو غيرهم، والكل ينتظر التنفيذ وكيفية الرد.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

هل ستجلس إيران إلى طاولة المفاوضات مع ترامب؟

خلال العامين الماضيين، كانت إيران تحضّر لإحتماليّة عودة ترامب إلى السلطة في الولايات المتّحدة الأولى بشكل جدّي. المواجهة الأولى مع إدارة ترامب انتهت بهزيمة مُذلّة لإيران، فالرجل دفعها إلى حافة الإفلاس التام مالياً، وشدد الخناق على أذرعها، وقام باغتيال أعظم قائد لديها، وحرمها من إمكانية الرد. لكن الأدهى من كل ذلك أنّه وبخلاف الرؤساء الأمريكيين السابقين، لم يكن بإمكان إيران تقدير موقف ترامب أو توقّع خطوته التالية وقد حرمها ذلك من إمكانية التحضير لخطوات مضادة أو المناورة.

الولاية الأولى لترامب أعطت الإيرانيين تصوّراً غير تقليدي عن الرجل، الأمر الذي كان يتطلب التحضير بشكل مختلف لولاية ثانية محتملة له. ومن أجل ذلك، قامت إيران بأوسع عملية دعم لأذرعها في المنطقة في عهد بايدن مستفيدة من الانفتاح الذي أبداه الرئيس الديمقراطي ورفع العقوبات عنها وعن أذرعها والانخراط معه في مفاوضات متقطّعة معها.

الولاية الأولى لترامب أعطت الإيرانيين تصوّراً غير تقليدي عن الرجل، الأمر الذي كان يتطلب التحضير بشكل مختلف لولاية ثانية محتملة له. ومن أجل ذلك، قامت إيران بأوسع عملية دعم لأذرعها في المنطقة في عهد بايدن مستفيدة من الانفتاح الذي أبداه الرئيس الديمقراطي ورفع العقوبات عنها وعن أذرعها والانخراط معه في مفاوضات متقطّعة معها. عمدت إيران بعد ذلك إلى الترويج لمفهوم وحدة الساحات، أي ربط ساحات الأذرع ببعضها البعض بحيث يزيد ذلك من قدرة الجميع الكليّة، كما أنّه يشتت العدو ويحرمه من إمكانية الرد الأحادي. علاوة على ذلك، وبعد سنوات طويلة من التهديد بإمكانية اغلاق مضيق هرمز، بتحضير الحوثيين لإستهداف باب المندب على البحر الأحمر على اعتبار أنّه أقل حساسية عن مضيق هرمز ولكنّه يوصل نفس الرسالة.

لقد كانت غاية طهران تقوم على فرضية أنّه في حال فوز إدارة بايدن، فإنّ إيران ستكون في وضع افضل إقليمياً للتفاوض على الاتفاق النووي، وفي حال فوز ترامب  فانّ إيران ستكون في وضع أفضل هذه المرّة لمواجهة أي تصعيد مشابه لما جرى في ولاية ترامب الأولى. عندما شنّت حماس عملية 7 أكتوبر في 2023، استغلت إيران الحدث لإختبار ما تحضّرت له خلال الفترة التي سبقتها. شهدنا عمليات على مختلف الجبهات فيما وصف بـ"وحدة الساحات"، وشهدنا استخداماً لأسلحة إيرانية ومسيّرات، والأهم أنّ الحوثي حظي بالفرصة المطلوبة لإختبار أمكانية وتداعيات عرقلة الملاحة في باب المندب.

ومع مرور الأشهر الأولى، بدا أنّ استراتيجية إيران تذهب في الإتجاه الصحيح، وأنّها جاهزة لسيناريو ترامب أيضاً، لكن سرعان ما وقعت في خطأ في الحسابات أدى إلى سلسلة من التداعيات المدمّرة. حصل هذا عندما قررت إسرائيل قلب الطاولة على إيران وعدم الإلتزام بقواعد اللعبة التي كان الإيراني وأذرعه يعتقدون أن تل أبيب ستلتزم بها، وهو نفس الخطأ الذي وقع فيه هذا المحور أيضا في عام 2006.

بدأ الأمر بسلسلة من الاغتيالات في عدد من البلدان بما في ذلك اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، داخل حصل من حصون الحرس الثوري في طاهران وخلال فترة تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، ومن ثم عمليات استخباراتية وهجمات غير متوقعة (كعملية البيجر ضد حزب الله في لبنان، وضرب الحوثي في اليمن). انتهت هذه المرحلة بتوجيه ضربات إلى طهران وأذرعها بشكل أدى إلى صدمة حيث لا يزال الجانب الإيراني يجهل إلى حد كبير كيف حصلت هذه التطورات غير المتوقعة دفعة واحدة.

هذا الوضع يستلزم بحث إيران عن وقت مستقطع ومحاولات تهدئة وتخفيف التصعيد من أجل كسب الوقت اللازم لفهم ما جرى ومحاولة ترميم استراتيجية إيران الإقليمية التي بدا أنها انهارت بعد عقود من التخطيط والاستثمار والتنفيذ. الحاجة المُلحّة للوقت المستقطع هذا دفع حزب الله إلى اتفاق مُذل مع إسرائيل وقد ترافق مع تصريحات لمسؤولين إيرانيين ينتمون إلى مؤسسات مختلفة. منهم من أخذ يمدح بالأمريكيين مشيرا إلى أنّه لا مشكلة حقيقية مع الجانب الأمريكي.

في حقيقة الأمر إن كان هناك عرض جيد، سيأخذونه على الأرجح، لكن تركيزهم سيكون بالدرجة الأولى على كسب الوقت ومحاولة تمرير السنوات الأربع القادمة دون أن يتحولوا إلى ساحة لحرب محتملة. ومن المسؤولين الإيرانيين من أخذ يركّز في تصريحاته على أن إيران لا تريد الحروب في المنطقة ولاسيما مع إسرائيل، ومنهم من دعا إلى إيجاد قواسم مشتركة مع الجانب الأمريكي للبناء عليها إقليميا كما حصل سابقا في العراق، وحتى أنّ شخصية مثل لاريجاني المقرّب من المرشد الأعلى قال أنّه لا مشكلة في التفاوض مع الإدارة الأمريكية على اتفاق. في المقابل، بدا أنّ ترامب لا يريد من نتنياهو أن يجرّه إلى حيث لا يريد هذه المرّة، لكنّه يريد أن يستغل اندفاع اسرائيل وكذلك ضعف إيران للتوصل إلى اتفاق جديد مع الإيرانيين.

التعبير عن هذه الرغبة علاوة على الظروف الراهنة تشير إلى أنّ إمكانية أن يذهب الطرفان باتجاه التفاوض، لكن بدوافع مختلفة. وهنا يبرز السؤال هل يريد الإيرانيون اتفاقا حقيقيا؟ في حقيقة الأمر إن كان هناك عرض جيد، سيأخذونه على الأرجح، لكن تركيزهم سيكون بالدرجة الأولى على كسب الوقت ومحاولة تمرير السنوات الأربع القادمة دون أن يتحولوا إلى ساحة لحرب محتملة. سيساعدهم ذلك كما ذكرنا سابقا في التقاط أنفاسهم وبناء استراتيجيتهم، أو هكذا يعتقد الإيرانيون. المشكلة ستحصل إذا ما قرر الإسرائيليون وضع ترامب في موقف صعب، أو إذا أدرك الأخير أنّ الإيرانيين يماطلون فقط من اجل كسب الوقت. وعلى أي حال، لن ننتظر كثيراً لنرى في أي إتّجاه ستسير الأمور فيما بعد.

مقالات مشابهة

  • إيران تعلن الحصول على طائرة متطورة من روسيا
  • إيران تتحدث عن "مشاورات" للتعامل مع سياسات ترامب تجاه طهران
  • إيران تنفي طلب «التفاوض المباشر» مع الولايات المتحدة
  • الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على عدة مدن فلسطينية مساء اليوم
  • الاسيرة أربيل يهود التي تلح اسرائيل الافراج عنها قبل الموعد .. صورة
  • وسط أزمة اقتصادية خانقة والتضخم المرتفع.. إيران تواجه تحديات رفع الأجور
  • الكيان الصهيوني باق في لبنان بدعم أميركي!
  • هل ستجلس إيران إلى طاولة المفاوضات مع ترامب؟
  • اعتقال مراهقتين في إيران رقصتا في نصب الجندي المجهول بطهران (فيديو)
  • طهران تعترف : لم تكن إيران على علم بهجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل