“لوفيغارو” تتحدّث عن 3 سيناريوهات لهجوم عسكري إيراني على إسرائيل
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
السيناريوهات الثلاثة لهجوم عسكري إيراني على إسرائيل، قالت صحيفة “لوفيغارو” في مقال كتبه جورج مالبرونو، الصحافي بالصحيفة المختص في شؤون منطقة الشرق الأوسط، إن الولايات المتحدة تعمل على زيادة المكالمات الهاتفية مع القادة ذوي النفوذ على إيران، من أجل منع ضربة من شأنها أن تهدد بإغراق الشرق الأوسط في تصعيد خطير للغاية للعنف.
مرة أخرى، جاءت الأخبار المطمئنة نسبياً من سلطنة عمان، الوسيط المعتاد بين العدوين الأمريكي والإيراني. وبحسب عدة مصادر إيرانية نقلا عن وكالة رويترز، فإن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بعث برسالة إلى واشنطن، الأحد، خلال زيارته مسقط، مفادها أن “رد” بلاده لن يؤدي إلى “تصعيد” للتوترات، وأن طهران “لن تتعجل” في الرد على الهجوم الإسرائيلي في دمشق. وأكد مصدر استخباراتي أمريكي، نقلاً عن رويترز، من جهته أن الرد الإيراني سيكون “منضبطاً” و“غير تصعيدي”، وأن طهران “ستدعو على الأرجح” وكلاءها الإقليميين إلى إطلاق عدد معين من الصواريخ على إسرائيل. والحديث هنا عن حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية العراقية والمتمردين الحوثيين اليمنيين.
السيناريو الأول: شن ضربة من الأراضي الإيرانية
واعتبرت “لوفيغارو” أن هناك ثلاثة سيناريوهات للرد الإيراني.. الأول والأكثر إثارة للخوف هو ضربة إيرانية غير مسبوقة، تنطلق من أراضيها وتستهدف إسرائيل. ومن شأن هذا الخيار أن يمثل قطيعة مع السياسة الإيرانية التقليدية. والواقع أن طهران، التي واجهت في الماضي اغتيالات لكبار أعضاء جهازها العسكري، لم ترد قط بشكل مباشر على إسرائيل أو الولايات المتحدة. كما هو الحال بعد تصفية عماد مغنية، أحد رموز حزب الله وإيران، في دمشق عام 2008، في عملية إسرائيلية أمريكية مشتركة. وجاء الانتقام بعد سنوات، عندما سعت إيران ووكلاؤها إلى مهاجمة المصالح الإسرائيلية في بلغاريا.
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بعث برسالة إلى واشنطن، الأحد، خلال زيارته مسقط، مفادها أن “رد” بلاده لن يؤدي إلى “تصعيد” للتوترات
ثم في عام 2020، عندما قضت الولايات المتحدة على الجنرال القوي قاسم سليماني في هجوم بطائرة بدون طيار في بغداد، اكتفت إيران بإطلاق بضعة صواريخ على قاعدة عين الأسد العسكرية العراقية، شمال بغداد، حيث كان الجنود الأمريكيون متمركزين. ولم يكن للخطاب الإيراني العدواني آثار.
ونقلت “لوفيغارو” عن خبير في الشؤون الإيرانية لم تذكر اسمه، استبعاده أن تهاجم إيران إسرائيل، موضحا أن النظام الإيراني، الذي يخرج من الاحتجاجات الشعبية، يواجه أزمة اقتصادية خطيرة، وهو قلق بشأن إعادة انتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة، ويعرف أن هجومه لن يثني إسرائيل عن الرد بقسوة شديدة، وهو ما أرادت إيران تجنبه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
السيناريو الثاني: الرد عبر وكلاء إيران في الشرق الأوسط
ورأت “لوفيغارو” أن السيناريو الثاني، هو الأرجح، بقيام إيران بالرد عبر وكلائها في الشرق الأوسط، كي تحفظ ماء وجهها وتتجنب الوقوع في “الفخ” الذي نصبته لها إسرائيل. وهذا الرد الكلاسيكي غير المتكافئ، سيسمح لطهران بـ “إنكار” مسؤوليتها العملياتية بينما تجعل الآخرين ينتقمون لـ“جريمة” دمشق. والهدف الذي كثيرا ما يذكره الخبراء هو مرتفعات الجولان السورية، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، والتي غادرت منها الطائرات المقاتلة الإسرائيلية لقصف القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية. وهي طريقة للحد من ردود الفعل الإسرائيلية. ومن الممكن أن تصل أهداف أخرى إلى منشآت حساسة في إسرائيل والتي قد يقصفها حزب الله من لبنان.
السيناريو الثالث: مهاجمة المصالح الإسرائيلية خلال الأشهر المقبلة
أما السيناريو الثالث – تتابع “لوفيغارو” – فهو ألا يحدث رد على الفور، على أن تهاجم إيران و/أو ”وكلاؤها” المصالح الإسرائيلية في الخارج في الأشهر أو السنوات المقبلة، في أفريقيا، على سبيل المثال. وأشارت “لوفيغارو” إلى أن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أوضح أن بلاده “لا تسعى إلى توسيع نطاق الحرب”.
فمنذ 7 من أكتوبر/ تشرين الأول، سعت إيران، التي لم يتم إبلاغها بالهجوم من قبل حماس في إسرائيل، إلى تجنب الدخول في “حرب شاملة” ضد الدولة العبرية. وفي يناير/كانون الثاني، عُقدت محادثات بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين في مسقط بعمان، من أجل “تهدئة الأمور” في خضم حرب غزة. ومن باب “التضامن” مع حليفها الفلسطيني الذي تساعده ماليا ولوجستيا منذ سنوات، تسمح طهران لوكلائها بضرب إسرائيل أو المصالح الأمريكية والغربية في البحر الأحمر، لكنهم (الوكلاء) يكررون أن هجماتهم ستتوقف في حال توقف إطلاق النار قطاع غرة.
فبعد أن وصلت إلى عتبة القنبلة النووية، لم تعد إيران، مهتمة بضرب إسرائيل منشآتها النووية رداً على ذلك. ومن ناحية أخرى، إذا كان الهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية قد يؤدي إلى توحيد بعض الإيرانيين خلف النظام، فإن كثيرين آخرين، من ناحية أخرى، سيبتهجون بهذا السيناريو الذي يحمل كل المخاطر، تقول “لوفيغارو”.
ترجمة القدس العربي
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: أسرى إسرائيل أمريكا إيران عمان الولایات المتحدة الشرق الأوسط على إسرائیل
إقرأ أيضاً:
نائب مدير لوفيغارو زار جامعة الروح القدس -الكسليك
لبّى نائب مدير صحيفة لو فيغارو الفرنسية، إيف تريارد دعوة من جامعة الروح القدس – الكسليك لزيارة حرم الجامعة، حيث استقبله رئيس الجامعة، الأب طلال هاشم في مكتبه، وتم خلال اللقاء البحث في الأوضاع العامة والشؤون التربوية.
بعد ذلك، التقى تريارد طلاب الجامعة، لاسيما طلاب الإعلام والترجمة والحقوق والعلوم السياسية، الذين طرحوا أسئلتهم على المحاضر خلال جلسة حوارية بعنوان: "الصحافة التدخّلية: مساحة للحوار والوساطة والتفكير الديناميكي"، هدفت إلى استكشاف قوة الصحافة في تشكيل الحوار العالمي.
أدارت الجلسة الدكتورة ليا يحشوشي، في حضور رئيس الجامعة الأب طلال هاشم وأعضاء مجلسها، إضافة إلى شخصيات سياسية وديبلوماسية وتربوية وإعلامية...
وقد أتاح هذا الحدث الاستثنائي الذي نظمه مكتب العلاقات الدولية في الجامعة،" فرصة كبيرة أمام الطلاب للتفكير في التحديات الجديدة التي تواجه الصحافة الدولية ودورها في المجتمع المعاصر"، كما اشارت الجامعة في بيان.
رحّبت الدكتورة يحشوشي بالحضور في بداية اللقاء، مشيرةً إلى "أن الصحافة ليست مجرد نقل للمعلومات، بل دورها يتعدى ذلك إلى التوضيح والتدخل وحتى إحداث بعض الجدل". وأشارت إلى "التحديات التي يفرضها العصر الرقمي على الصحافة، حيث تنتشر الشائعات بسرعة هائلة، ويُستخدم الذكاء الاصطناعي في كتابة المقالات"، متسائلة: "كيف يمكننا الموازنة بين السرعة والدقة، الاستقلالية والالتزام، والتقنيات الحديثة والقيم الصحفية؟ هذا بالضبط ما سنستكشفه اليوم مع السيد إيف تريارد، الذي يُشرّفنا بمشاركة خبرته معنا".
ثم ألقى عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة الأب الدكتور وسام الخوري أشاد فيها "بمسيرة الضيف التي تعكس شغفه بالمعرفة والتحليل، إذ جمع بين دراستي القانون والآداب ليحقق نجاحًا في المجال الصحفي"، منوهًا "بمكانته في صميم القضايا الإعلامية المعاصرة." وشدد على "أهمية التبادل بين المهنيين والأجيال الشابة"، مشيرًا إلى" التزام الجامعة بتكوين عقول حرة وناقدة ومسؤولة". كما شدد على "دور الجامعة في تأهيل الشباب، والدفاع عن قيم المعرفة والحقيقة والمساهمة بفعالية في تقدم المجتمع، رغم التحديات العديدة التي يواجهها لبنان".
ثم بدأ تريارد محاضرته متناولًا أحد المواضيع الرئيسية، وهو العلاقة المعقدة بين الإعلام والسياسة. وأبرز الدور الحاسم للصحفيين في تغطية الأزمات، لا سيما خلال جائحة كوفيد-19، مؤكدًا "أن الأزمة الصحية قد أظهرت أهمية الإعلام في تشكيل الرأي العام، لكنها كشفت أيضًا عن مخاطر المعلومات السريعة والمتحيزة أحيانًا". وأشار إلى "أن تحرير الأخبار يؤدي إلى تداخل الحدود بين الحقائق والآراء، وهي ظاهرة باتت واضحة بشكل خاص في النقاشات التلفزيونية والمقالات الصحفية. وهذا يثير تساؤلات حول مسؤولية وسائل الإعلام في تشكيل الخطاب العام وتأثير القرارات السياسية على وعي المواطنين".
وكانت من أبرز محاور النقاش مسألة الاستقلالية الصحفية. وفي هذا الإطار، أوضح تريارد أن" المسار التحريري للمؤسسات الإعلامية غالبًا ما يتأثر بمالكيها واحتياجاتها الاقتصادية، وهي ظاهرة تبرز بوضوح في فرنسا، حيث تسيطر المجموعات المالية الكبرى على جزء كبير من الصحافة". وقارن هذا الواقع بالوضع في لبنان، حيث "يرتبط الإعلام غالبًا بالمصالح السياسية أو الطائفية". وأكد أن" التحدي الحقيقي للصحافة اليوم هو الحفاظ على حرية التحقيق والتعبير رغم هذه القيود"
في عصر تتسارع فيه وتيرة تداول المعلومات، خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، حذر تريارد من المخاطر المرتبطة بالتضليل الإعلامي والأخبار الزائفة.
وقال: "الذكاء الاصطناعي أداة قوية، لكنه لن يحل محل العمل الميداني، والتحليل، والقدرة النقدية للصحفي"، مؤكدًا "ضرورة أن يتعلم الصحفيون الجدد استخدام الأدوات الرقمية الحديثة، مع الالتزام بالمبادئ الأساسية للمهنة: التحقق من المصادر، الدقة، والتحقيق المتعمق".
وعن تغطية الإعلام الفرنسي للأوضاع في لبنان، أقر تريارد بأن فرنسا، رغم علاقاتها التاريخية المتميزة مع لبنان، شهدت" تراجعًا في تأثيرها السياسي والإعلامي في المنطقة خلال السنوات الأخيرة".
وأثار الطلاب قضية كيفية تناول الصحافة الفرنسية للأزمات اللبنانية، حيث يُنظر إلى تغطيتها أحيانًا على أنها غير كافية أو تركز على زوايا محددة. ودارت نقاشات حول كيفية اختيار وسائل الإعلام الدولية للمواضيع التي تغطيها، والمسؤولية الملقاة على عاتق الصحفيين المحليين في جذب الانتباه إلى القضايا اللبنانية.
هذا وتميزت الجلسة الحوارية بالمشاركة الناشطة للطلاب، حيث أتيحت الفرصة لطرح الأسئلة التي تعنيهم. وتناولت النقاشات مواضيع متنوعة، من صحافة الرأي إلى مستقبل الصحافة المطبوعة، ودور الصحفي في النزاعات الدولية.
وفي ختام الجلسة، وجّه تريارد رسالة للصحفيين الشباب: "كونوا فضوليين، اطرحوا الأسئلة، لا تكتفوا بالنسخة الأولى من الأحداث. دوركم هو البحث عن الحقيقة، حتى عندما تكون مزعجة." عبارة ترددت أصداؤها في القاعة، مذكّرة الطلاب بأن الصحافة، في جوهرها، هي التزام بالحقيقة وخدمة للجمهور.
كما وفّرت هذه الجلسة الحوارية للطلاب فرصة استثنائية للتفاعل مع شخصية بارزة في المشهد الإعلامي الفرنسي، وفهم التحديات التي تواجه الصحافة في عالم دائم التغير. ما سيترك أثرًا في مسيرتهم الأكاديمية والمهنية.
وجال بعدها تريارد في حرم الجامعة في الكسليك، حيث اطلع على المختبرات العلمية والمكتبة العامة، مبديًا إعجابه بما لمسه من مستوى أكاديمي عالٍ وتطوّر من الناحية التكنولوجية، ليختتم زيارته بجولة في كلية الطب والعلوم الطبية في جبيل.