تحت رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك.. منتدى فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة حول الصحة النفسية يعقد فعالياته في أبوظبي
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
تحت رعاية سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسَّسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، أعلن المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، البرنامج التمهيدي لمنتدى فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة حول الصحة النفسية، الذي يُعقَد في 10 أكتوبر 2024 في أبوظبي.
ويهدف المنتدى الذي يركِّز بشكل خاص على الأطفال واليافعين والأسر، إلى إطلاق حوار شامل عن قضايا الصحة النفسية المرتبطة بالأمومة والطفولة في دولة الإمارات. ويركِّز أيضاً على اعتماد النهج المجتمعي لتعزيز الوعي وتوفير الدعم وطرح حلول فعّالة لهذه القضايا، ويمثِّل منصة لتبادل الخبرات ومناقشة السياسات الخاصة وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية في هذا المجال.
وتتضمَّن فعاليات المنتدى حواراً شاملاً بين المعنيين والمتخصِّصين في مجال الصحة النفسية بغرض تعزيز النهج المجتمعي في التعامل مع القضايا المتعلقة بهذا المجال، إلى جانب دعم الوعي والتعلُّم ومناقشة أنظمة الدعم والسياسات والاستراتيجيات، وتعزيز الشراكات لتحقيق الشمولية وتسهيل الوصول إلى الحلول الفاعلة بالاعتماد على الابتكار والبحث والتمكين من خلال الروايات الشخصية والتجارب الناجحة في مجال التعامل مع قضايا الصحة النفسية.
ويتماشى المنتدى مع رؤية سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك بأنَّ الأطفال يجسِّدون ماضي الأمة وحاضرها ومستقبلها، ما يتطلَّب من الجهات المعنية توفير الموارد اللازمة لتنشئتهم وتعليمهم بطريقة متكاملة.
وأكَّد معالي عبدالرحمن العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، أنَّ إطلاق منتدى فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة، بتوجيهات سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، يمثِّل خطوة استراتيجية نحو تحقيق رؤية القيادة الحكيمة في تعزيز جودة الحياة وترسيخ دعائم صحة الأم والطفل والأسرة كأولوية وطنية، وصياغة المبادرات التي تستجيب لاحتياجات المجتمع بكفاءة وفاعلية، ما يعكس قيم دولة الإمارات وطموحاتها في بناء مجتمع صحي يتمتَّع أفراده بالسعادة والإيجابية والرفاهية.
وقال معاليه: «إنَّ وزارة الصحة ووقاية المجتمع حريصة على دعم توصيات المنتدى وتحويلها إلى برامج مبتكرة وفعّالة، في إطار تعاون وشراكة مجتمعية ومؤسَّسية، ما يسهم في تحقيق رؤية مستقبلية مستدامة لصحة الأم والطفل والأسرة في دولة الإمارات».
وأشاد معاليه بدور المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في ترجمة رؤية سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك في بناء مجتمع متماسك ومزدهر ينعم بالصحة النفسية والجسدية، ما ينسجم مع الاستراتيجيات الطموحة للدولة ومكانتها وتنافسيتها في مجال صحة الأسرة والمجتمع.
وأكَّدت سعادة الريم عبدالله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، أنَّ منتدى فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة، الذي وجَّهت بتنظيمه سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، والذي يُعقَد تحت رعايتها، هو من المبادرات التي يعود الفضل في إطلاقها إلى رؤية سموّها في الارتقاء بالخدمات المقدَّمة إلى الأم والطفل، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، باعتبارهما عنصرين أساسيين في بناء المجتمع ولبنتين لا يمكن له أن يستقر ويتطوَّر من دون مساهمتهما في مسيرته.
وقالت سعادة الفلاسي: «إنَّ المنتدى سيعمل على معالجة الجوانب المتعدِّدة الأوجه للصحة النفسية في الأمومة والطفولة، بما يتماشى مع التزام دولة الإمارات نحو تعزيز بيئة مجتمعية صحية وداعمة للأمهات والأطفال واليافعين، وبما يسهم في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة في توفير أفضل مستويات الرفاهية والعيش الرغيد لكلِّ مَن يعيش على أرض دولة الإمارات».
وأشارت سعادتها إلى أنَّ النتائج المتوقَّعة للمنتدى تتضمَّن تعزيز فهم تحديات الصحة النفسية لدى الأمهات والأطفال وكبار السن، وتعزيز أنظمة وسياسات الدعم المجتمعي لتحسين الرعاية في هذا المجال، ويشمل ذلك تحسين التمويل والوصول إلى الخدمات، وزيادة التعاون بين قطاعات الرعاية الصحية والتعلُّم والخدمات الاجتماعية والقطاع الخاص في تنظيم وإطلاق مبادرات الصحة النفسية المتكاملة، إلى جانب تطوير استراتيجيات وأُطر الصحة النفسية المناسبة ثقافياً لتعزيز الوقاية والتدخُّل.
وأكَّدت الفلاسي أنَّ المجلس الأعلى للأمومة والطفولة لن يدخر جهداً في سبيل الإسهام بشكل فاعل في تحقيق أهداف التنمية المجتمعية في دولة الإمارات، والوصول إلى مجتمع يتمتَّع أفراده جميعاً بأفضل مستويات الصحة النفسية والاستقرار الاجتماعي.
وقالت شايستا آصف، الرئيس التنفيذي لمجموعة «بيورهيلث»: «إنني سعيدة برؤية هذه الجهود الاستثنائية التي نَجم عنها تأسيس (منتدى فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة). إنَّ هذه المبادرة الرائدة التي تحظى برعاية كريمة من سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، تعكس الالتزام الكبير تجاه الرعاية الصحية النفسية التي تُوفَّر لأهمِّ ركائز مجتمعنا التي تشمل الأمهات والأطفال والعوائل. ولا شكَّ أنَّ ما يبذله المجلس الأعلى للأمومة والطفولة من جهود حثيثة لتسليط الضوء على الصحة النفسية وأثرها في المجتمعات هو أمر في غاية الأهمية ومحل تقدير كبير، وهو ما يمثِّل نهجاً واضحاً قائماً على أفضل أساليب الرعاية الصحية العامة؛ وهو ما يتوافق تماماً مع رؤية وأهداف (بيورهيلث). إنَّ الصحة النفسية حجر الأساس لبناء مجتمع قوي ومزدهر، والاعتراف بأهميتها سيمهِّد الطريق لمجتمع أكثر صحة وسعادة».
وينظِّم المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في إطار التحضير للمنتدى وضمن فعالياته، سلسلة من الورش والجلسات النقاشية التي تتناول مواضيع متنوّعة تشمل الصحة النفسية للأمهات، وديناميكيات الأسرة، والاستخدام العلاجي للفنون التعبيرية، ودور النشاط البدني في تعزيز الرفاه النفسي، وأهمية مبادرات الصحة النفسية في البيئات التعليمية والغذاء.
ويناقش المنتدى في إطار فعالياته جملة من المواضيع التي تركِّز على رعاية الطفل وتنشئته، من بينها دور الأسرة باعتبارها الملاذ الآمن الأول له، والمؤسَّسة الاجتماعية الأساسية لتربيته ورعايته صحياً واجتماعياً خصوصاً في السنوات الأولى من حياته التي تعدُّ أهمَّ مراحل نموّه، والعامل الأساسي في نجاحه صحياً واجتماعياً وتشكيل مستقبله وتكوين شخصيته في المراحل الحياتية الأخرى، وكذلك دور المدرسة في تعزيز الصحة والسلامة النفسية والاجتماعية للأطفال، الذي يشمل مهام الأخصائي النفسي والاجتماعي في المؤسَّسات التعليمية فيما يتعلَّق بقدراتها وفعاليتها في تقديم الخدمة عند التعامل معهم، وطبيعة الأنشطة اللاصفية التي تنظَّم في المدارس ودورها في إشباع احتياجات الأطفال وخاصة الترفيهية والفنية والإبداعية والاجتماعية والنفسية والجسدية، والمدى التوعوي في البيئة المدرسية ونوع العلاقات المؤسَّسية بين الأسرة والأنظمة المدرسية، ومدى نجاح أنظمة الدعم في توجيه سلوك الأطفال وتحسين تحصيلهم العلمي.
ويناقش الحدث دور المؤسَّسات المجتمعية والصحية في توفير الرعاية النفسية للأطفال، ومنها المؤسَّسات العلاجية ووسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الاتصال الجماهيري، والأندية، والمراكز الترفيهية، والمؤسَّسات الثقافية والدينية.
ويتضمَّن برنامج المنتدى الذي يُنفَّذ بالتعاون مع شركاء المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، برنامجاً توعوياً تثقيفياً عن الصحة النفسية يستهدف جميع فئات المجتمع في إمارات الدولة كافة، وتتم خلاله الاستعانة بالمتخصِّصين وأصحاب الخبرة في هذا المجال على مدى الأشهر التي تسبق انعقاد المنتدى.
وسيُنفَّذ البرنامج في مدن أبوظبي والعين والظفرة ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القيوين ورأس الخيمة، وسيتضمَّن ورش عمل حول الصحة النفسية للأمهات، وديناميكيات الأسرة والصحة النفسية، والعلاج بالفنون التعبيرية والرياضة والرفاهية، ومبادرات الصحة النفسية على مستوى المدرسة، وسد فجوة التواصل والقيادة المجتمعية في الصحة النفسية، والصحة النفسية ورعاية المسنين، والأصوات الرقمية وصنّاع التغيير.
ويشمل البرنامج ورشاً توعوية لأمهات أصحاب الهمم، منها ورشة «قهوة همة» التي ستُعقَد في أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة، وتتناول عناوين عدّة من أبرزها الذكاء العاطفي يحسِّن الصحة النفسية، وكيف يكون عقلي صحياً، والحفاظ على الصحة النفسية من الانهيار، والاكتئاب وطرق علاجه.
ويخصِّص البرنامج التوعوي الذي ينظِّمه «المجلس» ضمن الفعاليات التحضيرية للمنتدى، فعالية لموظفي الشركاء تركِّز على الصحة النفسية والراحة والسعادة ونشر الإيجابية بين الموظفين، عبر إلقاء الضوء على «مهارات حياتية لتعزيز الصحة النفسية»، وأهمية العمل الجماعي في هذا الجانب، وآثار اللياقة البدنية والفنون في الصحة النفسية.
وفي الجانب التدريبي تتضمَّن فعاليات البرنامج تدريبات على الإسعافات الأولية مخصَّصة للاختصاصيين الاجتماعيين والبالغين في المدارس الذين يتعاملون مع الأطفال مباشرة، وكذلك الإسعافات الأولية النفسية للأطفال واليافعين، وهو برنامج متخصِّص مصمَّم لتوفير الدعم النفسي الفوري للأطفال واليافعين في حالات الطوارئ أو الأحداث المؤلمة الأخرى أو أعقاب الكوارث، وكذلك برنامج «أنا أدعم أصدقائي»، لتمكين اليافعين من التعرُّف على علامات الضيق لدى أقرانهم، والاستجابة بطريقة داعمة ومفيدة. بهدف الحدِّ من وصمة العار المحيطة بقضايا الصحة العقلية وتعزيز ثقافة التعاطف والتفاهم ودعم الأقران، فضلاً عن تدريب اليافعين على مهارات العواطف بغرض توفير المهارات العملية والدعم لكلٍّ من اليافعين ومقدِّمي الرعاية لهم للتعامل مع الاضطرابات العاطفية بشكل فعّال.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الشیخة فاطمة بنت مبارک دولة الإمارات الصحة النفسیة هذا المجال فی هذا
إقرأ أيضاً:
تحت رعاية رئيس الدولة... عبدالله بن زايد يفتتح الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب
أبوظبي - الرؤية
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، افتتح سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، خلال الفترة من 26 إبريل إلى 5 مايو 2025، في مركز أدنيك أبوظبي، تحت شعار "مجتمع المعرفة... معرفة المجتمع".
وقام سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بجولة على أجنحة المعرض، واطلع على أبرز الإصدارات الحديثة لدور النشر المحلية والعالمية، التي تسهم في الارتقاء بقطاع النشر والأدب وإثراء الساحة الثقافية العالمية. كما استمع سموه إلى آراء الناشرين بشأن التحديات والفرص التي يشهدها القطاع، في ظل التحولات الرقمية المتسارعة.
واختار المعرض لنسخة هذا العام "ثقافة حوض الكاريبي" ضيف شرف، والعالم الموسوعي ابن سينا شخصية محورية، و"ألف ليلة وليلة" كتاب العالم.
ويعزز المعرض مفهوم المعارض الثقافية الشاملة من خلال احتضان هذه الدورة لأكثر من 2000 فعالية متنوعة، منها فعالية "مجلس الشعر"، التي تقام للمرة الأولى، إضافة إلى النسخة الأولى من مؤتمر "رقمنة الإبداع"، الذي يركز على دمج التكنولوجيا الحديثة بالنشر، ما يرسخ دور أبوظبي المحوري في استدامة صناعة النشر، وقيادة قطاع النشر دولياً.
ويدعم شعار المعرض هذا العام "مجتمع المعرفة... معرفة المجتمع" إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، العام 2025 عاماً للمجتمع. ويبلغ عدد الناشرين المشاركين في الدورة الـ34 من المعرض 1400 دار نشر من 96 بلداً، ويعكس هذا الإقبال الكبير مكانته بوصفه منصة عالمية لصناع النشر والمفكرين والمبدعين، ومحطة رئيسة لإطلاق إصداراتهم الجديدة والترويج لها، بالاستفادة من السمعة الرائدة التي يحظى بها المعرض في قطاع النشر الدولي، والموثوقية التي يتسم بها بين عشاق القراءة ورواد الثقافة في العالم.
وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: "يجسد معرض أبوظبي الدولي للكتاب إيماننا بأن المعرفة تشكل جسراً للحوار والتفاهم بين الثقافات، وركيزة للتقدم والازدهار الإنساني. وتشهد هذه الدورة برنامجاً حافلاً بالفعاليات والبرامج التي تؤكد من جديد التزام أبوظبي بتكريس قيم الشمولية والتنوع الثقافي. ويسلط المعرض الضوء على قدرة الكتاب على نقل المعرفة، وتحفيز الإلهام عبر الأجيال. وفي (عام المجتمع) في دولة الإمارات العربية المتحدة، نمضي قدماً في تعزيز مكانة اللغة العربية، والاحتفاء بدور الأدب كمنارة للإبداع تضيء طريقنا نحو مستقبل أفضل".
وقال سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: "تعكس الدورة الحالية من معرض أبوظبي الدولي للكتاب قيمة الثقافة والقراءة في التجربة التنموية الرائدة لدولة الإمارات وعاصمتها أبوظبي، وتبرز- عبر محاورها وبرامجها المتنوعة- مستوى الاهتمام الذي تحظى به اللغة العربية وصناعة الكتاب والنشر، والصناعات الإبداعية، ضمن جهود خدمة المجتمع، من خلال تعزيز علاقته باللغة العربية لغةً لهويته الثقافية المكتنزة بقيمه الأصيلة المستمدة من ثقافة المكان وتراثه".
وأضاف سعادته: "تتناغم هذه الدورة مع إعلان عام 2025 ليكون عام المجتمع، من خلال برنامج متكامل من الفعاليات التي تلائم أذواق واحتياجات فئات المجتمع كافة، انسجاماً مع أهداف دولة الإمارات ورؤيتها في تعزيز التنوع الثقافي، وتوسيع حصة قطاع النشر ومشاركته في التنمية المستدامة، وتسريع جهود استكمال منظومة الاقتصاد المعرفي".
وتابع سعادته: "تتكامل مشاريع المعرض ومبادراته مع أهداف مركز أبوظبي للغة العربية في تعزيز مكانة اللغة العربية وحضورها، ودعم ثقافة القراءة والتسامح والتعايش، وهو ما تتضافر برامج المعرض لاستكماله عبر اختيار العالم الجليل ابن سينا شخصية محورية، والكتاب العربي الأكثر تأثيراً في مخيلة الإنسانية (ألف ليلة وليلة) ليكون كتاب العالم، والاحتفاء بثقافة حوض الكاريبي الفريدة ضمن برنامج ضيف الشرف تأكيداً للبعد الإنساني الذي تحرص أبوظبي على تحقيقه في مشاريعها الثقافية كافة".
وتجسد الدورة الحالية من المعرض رؤية إمارة أبوظبي الثقافية، التي تسعى إلى ترسيخ مكانتها وجهة للثقافة العربية، ومنصة للتبادل الفكري العالمي، وتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب، وتشتمل فعاليات المعرض على تنوع لافت يغطي مساحة واسعة من الموضوعات التي تشمل المجتمع، والفنتازيا، والاستدامة، والعلوم العربية، والذكاء الاصطناعي، والابتكار، ما يجعل من زيارته تجربة فريدة من نوعها غنية بالتنوع لما يقدمه من برامج متكاملة تتوزع على خمسة برامج.
ويمثل محور "أستلهم" البرنامج الثقافي للمعرض، الذي ينظم فعاليات في مجالات الشعر، والأدب، والفنون، والترجمة، والنقاشات الثقافية، إضافة إلى عقد جلسات نقاشية، وحوارات، وورش عمل، ومحاضرات تضم نخبة من المفكرين، والأدباء، والمبدعين في لقاءات تستكشف الجوانب المختلفة للأدب، والفنون، والفكر.
ويتميز البرنامج الثقافي هذا العام بمجلس الشعراء، الذي يواكب شغف الجمهور للشعر والكلمة المغناة عبر تجارب سابقة للمركز، ويتضمن أمسيات مخصصة للشعر النبطي، والشعر الفصيح، تصاحبها موسيقى مستمدة من القصائد وإيقاعاتها، إضافةً إلى أمسيات يلتقي خلالها الشعراء العرب بنظرائهم من ثقافات أخرى، في تفاعل إبداعي عابر للحدود.
ويضيء البرنامج الثقافي على كتاب "ألف ليلة وليلة" في إطار النسخة الثانية من مبادرة كتاب العالم التي أطلقها المعرض في عام 2024، ليقف الجمهور على أكبر منجزات المخيلة القصصية الإنسانية، والتاريخ الروائي العربي، في رحلة تخيلية في عوالم الأدب والسينما والموسيقى.
ويواصل برنامج بودكاست من أبوظبي تقديم محتوى ثقافي صوتي متميز في موسمه الثالث، مستضيفاً نخبة من أبرز صناع المدونات الصوتية في العالم العربي وخارجه، ليقدموا محتوى يناقش موضوعات ملهمة تلبي اهتمامات الجمهور وتغذي شغفهم بالمعرفة، إلى جانب مساحة يفردها للأصوات الشابة.
وإضافة إلى برنامج الشخصية المحورية "ابن سينا"، وجناح ضيف الشرف، يتضمن البرنامج جلسات توقيع الكتب من خلال ركن التواقيع الذي يستضيف عدداً من أبرز الكتاب، ويتيح للجمهور لقاءهم والحصول على أحدث إصداراتهم.
ويعزز البرنامج المهني للمعرض "أتطور" مكانة إمارة أبوظبي العالمية في استدامة قطاع النشر العالمي، ويتيح للناشرين عقد الشراكات، عبر توفير فرص التواصل مع 1,400 ناشر من مختلف أنحاء العالم.
ويسعى البرنامج المهني للمعرض لاستكشاف مستقبل النشر والصناعات الإبداعية، مع التركيز على تأثير الذكاء الاصطناعي، عبر ورش عمل، وندوات رئيسة، إضافة إلى استكشاف الفرص الجديدة في الصناعات الرقمية والإبداعية، من خلال إطلاق النسخة الأولى من مؤتمر «رقمنة الإبداع»، الذي يناقش كيفية دمج التكنولوجيا في الفنون والنشر، وتحقيق التفاعل بين التقنيات الحديثة والإبداع التقليدي، ما يوفر للمشاركين رؤى مهمة حول استراتيجيات النمو والابتكار في مجالاتهم، إلى جانب مبادرة «ردهة الأعمال»، التي توفر مساحة للتواصل والشراكات المهنية بين الناشرين.
ويحافظ المعرض على تنوعه ومساحته الترفيهية من خلال برنامج "أبدع"، الذي يضيء على تنوع فنون الطهي في العالم المرتبطة بالتراث الحضاري للشعوب، إضافة إلى معارض وورش التصوير الفنية، ويتضمن البرنامج سينما الصندوق الأسود التي تعرض مجموعة مختارة من الأفلام العربية القصيرة، إلى جانب برنامج موسيقي يحييه فنانون مميزون على مدى أيام المعرض.
ويشكل برنامج الأطفال والناشئة أولوية في فعاليات مركز أبوظبي للغة العربية، في إطار استراتيجية مستدامة ينتهجها لتعزيز حب اللغة العربية وترسيخها في عقول الأطفال وقلوبهم، وتمكينهم من التعبير عن أنفسهم، ما يدعم ارتباطهم بهويتهم الثقافية، انطلاقاً من أن الأطفال يشكلون مستقبل الدولة الثقافي والحضاري، والضامن الحقيقي لاستدامة ريادتها الثقافية العالمية.
ويقدم محور "أتعلم" تجربة تعليمية ساحرة للأطفال والناشئة تجمع بين التعليم والترفيه، وتشمل ورش عمل، وأنشطة تفاعلية تسلط الضوء على اللغة العربية في الأركان المخصصة للأطفال والناشئة، وهو ركن "ألفا" ضمن بيئة تعليمية جاذبة.
ويسلط برنامج "استكشف" الخاص ببرامج العارضين والشركاء الضوء على إسهامات الشركاء الحكوميين من خلال الأنشطة الثقافية، ما يعزز الروابط بين أوساط المجتمع الأدبي العالمي. وفي ركن خاص يحتضنه "تحت ظلال الغاف"، يعيش الحضور تجربة أدبية فريدة مع كاتب يقرأ مقتطفات من أعماله، ويتفاعل مع جمهوره، ويوقع لهم نسخاً من مؤلفاته.
ويدعم المعرض تعزيز مكانة اللغة العربية من خلال برامج مبتكرة تشجع على القراءة والإبداع، تماشياً مع استراتيجية دولة الإمارات التي تسعى إلى بناء مجتمع قارئ قادر على إنتاج محتوى عربي يواكب التحولات الرقمية، عبر دعم المواهب الأدبية الناشئة، وإثراء المكتبة العربية بإصدارات تحاكي العصر الحديث.
ويتوقع أن يسجل المعرض هذا العام رقماً قياسياً في عدد الزوار يتجاوز 300,000 زائر، ما يعكس نجاح مركز أبوظبي للغة العربية في توسيع الإقبال على المعرفة والثقافة، وإعادة الزخم الحضاري لمعارض الكتب بوصفها تظاهرات اجتماعية ثقافية، ويؤكد الدور الريادي للدولة، ودورها الحضاري في إحياء الثقافة، واستدامة صناعة النشر، وإثراء المشهد الثقافي الدولي، وترسيخ مكانتها وجهةً للإبداع والمعرفة.