هكذا سقط قيصر النفط طارق العيسمي في فنزويلا
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
كان طارق العيسمي أحد أقوى الرجال في فنزويلا ومقرباً من الرئيس الراحل هوغو تشافيز ثم من خليفته نيكولاس مادورو... لكنه أصبح حاليا في السجن بتهمة تشغيل أحد أكبر "أنظمة الفساد" في صناعة النفط.
في ما يلي النقاط الرئيسية لتوقيف وزير النفط السابق (2020-2023) والنائب السابق للرئيس (2017-2018). وأطلقت على هذه القضية تسمية "تاريكازو"، وهي مستوحاة من "ماراكانازو"، أي الهزيمة المفاجئة لمنتخب البرازيل في نهائي بطولة كأس العالم لكرة القدم 1950 على أرضه.
التوقيف
اعتقل العيسمي (49 عاما) صباح الثلاثاء في كراكاس. وعرض النائب العام طارق وليم صعب صوراً ومقاطع فيديو للوزير السابق مكبل اليدين، ويرتدي قميصاً أسود، يرافقه عنصرا شرطة ملثمان. كما أوقف وزير الاقتصاد السابق سيمون زيربا و"المشغّل المالي" سامارك لوبيز.
يواجه العيسمي احتمال السجن 30 عاما بتهم "الخيانة واختلاس أموال عامة واستغلال النفوذ وغسل أموال وتشكيل عصابة تآمر جنائي".
وذكرت الصحف الفنزويلية أن هؤلاء اختلسوا أكثر من 15 مليار دولار من شركة النفط العملاقة المملوكة للدولة "بتروليوس دي فنزويلا" ("بي دي في أس ايه").
اللغز
اختفى العيسمي من الحياة العامة بعد استقالته في آذار/ مارس 2023 عند تكشّفت الفضيحة. وكان عدد من المسؤولين والموظفين المقربين منه في الشركة النفطية وهيئات حكومية قد أوقفوا. وأثيرت بشأنه شائعات عدة، راوحت بين وفاته وفراره إلى إحدى الدول التي تعد من الملاذات الضريبية.
وتعليقا على غياب العيسمي لأكثر من عام ثم توقيفه بشكل مفاجئ، قال صعب، الثلاثاء، إن "كل شيء في (يتم) في الوقت المناسب، وحان الوقت المناسب".
ويرى أستاذ العلوم السياسية لويس سالامانكا أن الحكومة "تسعى إلى إحداث تأثير انتخابي، وتحفيز الناخبين التشافيزيين لإخراجهم من سباتهم" قبل نحو أربعة أشهر من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 28 تموز/ يوليو.
وقال إن "مادورو الساعي لولاية ثالثة مدتها 6 سنوات، لا يملك قاعدة صلبة".
ويتوقع أن تكون مكافحة الفساد والإفلات من العقاب مع رمزية سقوط شخصية مهمة، من العناوين الأساسية في حملة مادورو.
في المقابل، يتفق خبراء آخرون على أن "تاريكازو" جزء من عملية تطهير.
ويشير هؤلاء إلى أن ظهور عصابة "ترين دي أراغوا" الإجرامية يعود إلى وقت كان العيسمي فيه حاكما لولاية أراغوا (2012-2017). ولم يذكر المدعي العام هذه الروابط المفترضة مع المجموعة التي أصبحت إحدى أكبر المنظمات الإجرامية في أمريكا اللاتينية.
السياق
لجأت الحكومة الفنزويلية إلى العملات المشفرة للالتفاف على العقوبات المالية الأمريكية والحظر النفطي.
في 2020، أصدرت الحكومة قانونًا يسمح بالالتفاف على بعض القواعد القانونية من دون أن تجازف باحتمال المحاسبة. وحذّر خبراء حينذاك من إلغاء هذه الضمانات، ما يوفّر أرضاً خصبة للفساد.
في حديثه عن "مافيا"، أكد صعب أن العيسمي ومساعديه باعوا النفط بعملات أجنبية ثم حولوها إلى عملة مشفرة في شركات واجهة لجعل عملية الاختلاس "غير قابلة للرصد من قبل هيئات الرقابة".
وتقول منظمة "ترابارنسيا فنزويلا" (Transparencia Venzuela) المعنية بالشفافية، إن شركة النفط الوطنية خسرت نحو 17 مليار دولار في أنشطة العملات المشفرة بين 2020 و2023.
وأوضح صعب أن العيسمي "بدأ التعامل مباشرة، من دون أي إجراءات إدارية، مع شحنات" النفط، مشيرا إلى أن "ملايين الدولارات (...) نقدا أو ذهبا" نقلت "في حقائب سفر" إلى الخارج.
هجوم ودفاع
عندما اتهمت الولايات المتحدة العيسمي بتهريب المخدرات في 2020، فتح البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة لكنه محروم من صلاحيات الحكم، تحقيقا ضد العيسمي وسمارك لوبيز. لكن المحاكم أوقفت العملية.
وكتب فريدي غيفارا النائب المعارض السابق الذي قاد التحقيقات، على منصة "إكس" أن الحكومة "دافعت عن الرجلين وهاجمتنا بسببهما".
وأوضح جوليو تشيليني مدير شركة لوغ (LOG) الاستشارية "في ذلك الوقت، كان كبار المسؤولين بمن فيهم المعتقلون اليوم، يستفيدون من حماية كبيرة".
وفي 2022، دعم العيسمي صعب في تحقيق ضد الوزير السابق رافائيل راميريز بتهمة ارتكاب "احتيال ضخم" بقيمة 4,85 مليارات دولار.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية طارق العيسمي فنزويلا الفساد فساد فنزويلا طارق العيسمي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
فنزويلا توافق على استقبال مواطنيها المرحّلين من الولايات المتحدة
أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، صباح السبت عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أن فنزويلا وافقت على استقبال مواطنيها المرحّلين من الولايات المتحدة.
وقال ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال "فنزويلا وافقت على استقبال جميع المهاجرين غير الشرعيين الفنزويليين الذين كانوا متواجدين في الولايات المتحدة، بما في ذلك أفراد عصابة (ترين دي أراغوا). علاوة على ذلك، وافقت فنزويلا على توفير وسائل النقل اللازمة لإعادتهم".
وكانت فنزويلا قد قبلت لفترة وجيزة رحلات إعادة المرحّلين خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، قبل أن تتوقف هذه الرحلات.
وقد جعل ترامب من عمليات الترحيل الجماعي أولوية في حملته الانتخابية، غير أن الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، كان قد رفض سابقًا استقبال مواطنيه المرحّلين، كما أن العلاقات المتوترة بين واشنطن وكراكاس حالت دون إعادة الفنزويليين إلى بلادهم.
ويأتي هذا التطور بعد اجتماع المبعوث الخاص لترامب، ريتشارد غرينيل، يوم الجمعة في كراكاس مع الرئيس مادورو، وهو لقاء كشف عنه لأول مرة عبر شبكة CNN، ويُعتبر لافتًا بالنظر إلى أن واشنطن لا تعترف رسميًا برئاسة مادورو، الذي تتهمه المعارضة الفنزويلية بسرقة الانتخابات الأخيرة.
ومن جهته، حذّر زعيم المعارضة الفنزويلية، إدموندو غونزاليس أوروتيا، الذي تعترف به الولايات المتحدة كرئيس منتخب لفنزويلا وحضر حفل تنصيب ترامب، البيت الأبيض من إبرام أي اتفاق مع مادورو بشأن رحلات الترحيل.