سودانايل:
2024-12-22@11:15:50 GMT

ثورة ديسمبر بين الفشل وضعف الأحزاب (1/4)

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
إذا حاولنا قراءة ثورة ديسمبر في حدود التظاهرات التي بدأت في ولاية النيل الأزرق في سبتمبر 2018م و تظاهرت عطبرة في ولاية نهر النيل في ديسمبر 2018م سوف لا تقودنا إلي النتيجة المطلوبة لمعرفة ماهية أسباب الضعف الذي كان يضرب الأحزاب السياسية السودانية، و جعلها تفشل في إدارة الإزمة السياسية بالصورة التي تجعلها تقبض على خيوط العملية السياسية.

. عندما انفجرت التظاهرات بصورة مستمرة بعد تظاهرات عطبرة في ديسمبر 2018م، كان الوعي في الشارع أعلى درجة من الوعي داخل الأحزاب، لذلك استمرت التظاهرات دون أي تدخل مباشر من قبل القيادات السياسية، بل أن الشارع كان يحاول أن يبرز قيادات جديدة بأدوات متعددة في خوض معركته السياسية، و دخل تجمع المهنين على الخط لكي ينظم عملية الخروج و يحرض على المواجهة، و كانت الجماهير هي التي تنظم نفسها في مسيراتها المتحركة داخل الأحياء و المدن في العاصمة و الولايات.. تدخل تجمع المهنيين هو الذي فتح الباب لدخول الأحزاب عندما قدم لها " إعلان الحرية و التغيير" كمنفذ للدخول، هذا الإعلان تسبب في عدم بروز قيادات من الشارع..
أن الأحزاب السياسية قبل اجتماعات " أتفاقية نيفاشا 2005" كانت منظمة في تحالف عريض هو " التجمع الوطني الديمقراطي" كان تحالف التجمع قد وصل إلي مشروع سياسي توافقت عليه الأحزاب في العاصمة الاريترية " إعلان اسمرا 1995م" لكن الملاحظ أن الحركة الشعبية في كل حواراتها مع الإنقاذ لم تجعل إعلان اسمرا مرجعية لها، و هذه المسألة كنت قد كتبت عنها في وقتها في جريدة الخرطوم التي كانت تصدر في القاهرة و تسألت لماذا تجعل الحركة الشعبية إعلان أسمرا وراء ظهرها في الحوارات مع الإنقاذ؟ و أصدرت المقالات في كتب بعنوان " الحركة الشعبية و الجيش الشعبي قراءة في الفكر و الخطاب السياسي" الغريب في الأمر كانت كل الأحزاب تتمسك بالصمت و لا تنقد الحركة كأنها سلمت أمرها لها.. و عندما ظهرت نتائج " تفاقية نيفاشا" في توزيع المحاصصات كان نصيب المؤتمر الوطني 52% إضافة إلي 6% للأحزاب التي تشارك المؤتمر الوطني في السلطة. و كان نصيب الحركة الشعبية منفردة 28% و نصيب بقية كل عضوية تحالف التجمع الوطني 14% و ذهبوا و شاركوا في السلطة خاضعين مطأطئين رؤسهم بهذه القسمة الضيزى. حزب الأمة بقيادة الإمام الصادق كان قد خرج من تحالف التجمع لذلك لم يشارك في السلطة و كان الناقد الوحيد لها.. أشارت أتفاقية نيفاشا لحالة الضعف التي كانت تضرب الأحزاب السياسية. و عجزت جميعها أن تنقد الحركة الشعبية.. ثم جاءت المساومة السياسية بين الحركة الشعبية و المؤتمر الوطني داخل البرلمان في عمليتي " الاستفتاء على الوحدة و تعديل القوانين المقيدة للحريات" و هزمت الأحزاب في البرلمان و لم تقدم الأحزاب أي نقد للحركة الشعبية بل صبت جام قضبها على المؤتمر الوطني رغم الذي خانها حليفها السابق.. هذه أشارات كانت تبين أن القوى السياسية كانت في حالة من الضعف الذي لا يستطيع أن يمكنها من خوض صراع و مواجهة مع خصومها، الأحزاب لم تطالب بالمشاركة في حوارات نيفاشا، و لم تبدي أي اعتراض لعدم المشاركة بل كانت حريصة على المشاركة بالقسمة الضيزى هل فهم الناس لماذا فشلت الفترة الانتقالية و ضعف اداء الأحزاب..
بعد انفصال الجنوب جاءت الانتخابات في 2010م و لم تستطيع الأحزاب أن تخوضها كوحدة متحالفة ضد المؤتمر الوطني لأنها كانت تعاني من انقسامات، و بعض منها خاض الانتخابات على دوائر جغرافية حليفا للمؤتمر الوطني مثل " الاتحاديين" الذين شاركوا في السلطة. بعد الانتخابات زاد الانقسام بين اصدقاء الأمس.. قوى الاجماع الوطني كان فيها قوتين رئيسيتين " الحزب الشيوعي – المؤتمر الشعبي" أما بقية القوى السياسية الأخرى عبارة عن أحزاب و مجموعات صغيرة لا تملك قواعد مؤثرة .. الثاني قوى نداء السودان فيها قوتين رئيسيتين " حزب الأمة القومي – الحركات المسلحة" و مجموعة من الأحزاب و المنظمات الصغير.. كان أول أختبار للمواجهة بين المؤتمر الوطني و أحزاب المعارضة ثورة سبتمبر 2013م التي خرج فيها الشارع و تعرض لضرب نار قتل فيه أكثر من مئتي، بين حالة الضعف في الأحزاب التي عجزت عن المواجهة و قيادة الشارع.. حالات الاغتيال أدت لخروج مجموعة غازي صلاح الدين من المؤتمر الوطني..
بعد ثورة ديسمبر أكتشفت الإنقاذ أنها فقدت الشارع لذلك بادرت بخطاب الوثبة في 2014م الذي خلق أيضا واقعا جديدا، حيث ذهب للقاء كل من حزب الأمة و المؤتمر الشعبي، بقى المؤتمر الشعبي و شارك في السلطة، و رجع حزب الأمة لكي يوسع دائرة تحالفه.. مشاركة المؤتمر الشعبي في السلطة بعد تشكيل الحكومة عقب خطاب الوثبة و دخول أعضاءه في البرلمان، أضعف تحالف قوى الاجماع، و أثر أيضا سلبا على قوى المعارضة.. وجه الحزب الشيوعي كل نقده لقوى نداء السودان التي كانت تبحث عن تسوية سياسية عبر التفاوض و سماها ب "الهبوط الناعم " بينما لهثت قوى نداء السودان وراء ثامبو أبيكي رئيس جنوب أفريقيا الأسبق المكلف من الأمم المتحدة بعملية التسوية..
جاءت أتخابات 2015م و كانت ضعيفة من ناحية الإقبال الجماهيري، حيث استخدمت فيها السلطة أغلبية مؤسساتالدولة من ناحية الترغيب و الترهيب، و استخدمت عربات الحكومة لنقل المواطنين و رغم ذلك كان الإقبال ضعيفا جدا. بعد الانتخابات ضعفت المعارضة.. أن الكلمات التي كان قد كتبها السكرتير السابق للحزب الشيوعي في ورقة " حضرنا و لم نجدكم" لم تكن كلمات بهدف تسجيل موقف من خلال الحضور. بل كانت عبارة تعبر حالة الضعف و غياب القوى السياسية في الشارع.. قوى نداء السودان حصرت فاعليتها مع ثامبو أمبيكي.. و قوى الإجماع حصرت نشاطها لمعارضة أصحاب الهبوط الناعم.. لكن برز حزب المؤتمر السوداني من خلال نشاط عضويته في الأسواق و رهانه على المشاركة في انتخابات 20 – 20 لمصارعة المؤتمر الوطني في الانتخابات، هذا الرهان جعل السلطة تغض الطرف عن حركة أعضائه.. حزب البعث شهد انقسامات عديدة، أضعفت الحزب تماما و جعلته يحصر نشاطه في قوى الاجماع الوطني.. الاتحاديون كانوا منقسمين البعض يشارك في السلطة من خلال مجموعتي الميرغني و الهندي، و البقية الأخرى انقسمت بين قوى الاجماع و نداء السودان.. كانت الأحزاب جميعها تعاني من الهزال الشديد..
انفجرت الثورة و كانت الأحزاب في حالة من الضعف، الذي جعلها عاجزة أن توحد كلمتها، غيباب المشروع السياسي، ثم بعد الوثيقة الدستورية انقسمت، و أخيرا فقدت الشارع الذي نفض يده منهم جميعا، هذا الضعف هو الذي ضيع الثورة، تماما... السؤال هل الثورة سوف تعودة مرة أخرى هذا سوف أجاوب عليه المقال القادم.. نسأل اللح حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المؤتمر الشعبی الحرکة الشعبیة المؤتمر الوطنی حزب الأمة فی السلطة التی کان

إقرأ أيضاً:

في ذكراها السادسة كيف تم إجهاض ثورة ديسمبر؟

بقلم: تاج السر عثمان

١
في الذكرى السادسة لثورة ديسمبر، نستلهم دروسها حتى لا تتكرر تجربة إجهاضها التي قادت للحرب اللعينة، بترسيخ الحكم المدني الديمقراطي، وابعاد العسكر والدعم السريع عن السياسة والاقتصاد، ونحن نسير في تكوين اوسع جبهة جماهيرية قاعدية لوقف الحرب واسترداد، وذلك من خلال النقد والنقد الذاتي، بمتابعة تطور المخططات للانقلاب علي ثورة ديسمبر من القوى المضادة لها في الداخل والخارج. ننطلق من الوقائع لا من التصورات الذهنية المسبقة والأوهام ، ويمكن تحديد تلك المخططات في الآتي:
٢
بعد اندلاع ثورة ديسمبر ، تم التوقيع علي ميثاق إعلان ” الحرية والتغيير” والذي توحدت حوله قوي الثورة ، وانطلقت الثورة بعنفوان وقوة أكثرعلي أساسه باعتباره البديل الموضوعي للنظام الإسلاموي الفاشي الدموي ، وكانت كما اوضحنا في مقالات ودراسات سابقة في اهم النقاط التالية:
– تشكيل حكومة انتقالية من كفاءات وطنية بتوافق جميع أطياف الشعب السوداني، تحكم لمدة أربع سنوات. – وقف الحرب بمخاطبة جذور المشكلة السودانية ومعالجة آثارها وعمل ترتيبات أمنية مكملة لاتفاق سلام عادل وشامل وقيام المؤتمر الدستوري الشامل لحسم القضايا القومية.
– وقف التدهور الاقتصادي وتحسين حياة المواطنين في كل المجالات المعيشية والتزام الدولة بدورها في الدعم الاجتماعي وتحقيق التنمية الاجتماعية من خلال سياسات دعم التعليم والصحة والاسكان مع ضمان حماية البيئة ومستقبل الأجيال.
– إعادة هيكلة الخدمة المدنية والعسكرية (النظامية) بصورة تعكس استقلاليتها وقوميتها وعدالة توزيع الفرص فيها دون المساس بشروط الأهلية الكفاءة.
– استقلال القضاء وحكم القانون ووقف كل الانتهاكات ضد الحق في الحياة فورا ، والغاء كل القوانين المقيدة للحريات وتقديم الجناة في حق الشعب السوداني لمحاكمة عادلة وفقا للمواثيق والقوانين الوطنية والدولية.
– تمكين المرأة السودانية ومحاربة كافة أشكال التمييز والاضطهاد التي تتعرض لها.
– تحسين علاقات السودان الخارجية علي أسس الاستقلالية والمصالح المشتركة والبعد عن المحاور ، مع ايلاء أهمية خاصة لاشقائنا في دولة جنوب السودان.
٣
بعد وصول الثورة الي ذروتها في اعتصام القيادة العامة ، تم انقلاب اللجنة الأمنية للنظام البائد بهدف قطع الطريق أمام الثورة، واستمرت المقاومة باسقاط الفريق ابنعوف، ومع اشتداد المقاومة والمطالبة بالحكم المدني، تمت المحاولة الانقلابية بمجزرة فض الاعتصام ، والتي أعلن فيها البرهان انقلابه على ميثاق ” إعلان الحرية والتغيير” بقيام انتخابات بعد 9 شهور وإلغاء الاتفاق مع” قوى التغيير” الذي خصص لها 67 % من مقاعد التشريعي، لكن موكب 30 يونيو 2019 قطع الطريق أمام الانقلاب بعد المجزرة، وتمت العودة للمفاوضات مع قوى الحرية والتغيير، وتم التوقيع على الوثيقة الدستورية “المعيبة” التي تجاوزت ميثاق ” إعلان الحرية والتغيير”، فما هي أبرز نقاط “الوثيقة الدستورية” : –
– تراجعت ” الوثيقة الدستورية” عن ” إعلان الحرية والتغيير” ، واصبحت الفترة الانتقالية ( 39 شهرا) ، وتكوين مجلس سيادة من 11 ( 5 عسكريين و6 مدنيين) ، لمجلس السيادة الرئاسة خلال في 21 شهرا الأولي، والشق المدني في الفترة الانتقالية الثانية 18 شهرا!!. كما أعطت المكون العسكري حق تعيين وزيري الدفاع والداخلية والانفراد بالاصلاح في القوات النظامية. وقننت الوثيقة الدعم السريع دستوريا ، واعتبرته مؤسسة عسكرية وطنية حامية لوحدة الوطن ولسيادته وتتبع للقائد العام للقوات المسلحة وخاضعة للسلطات السيادية.
– اعتبرت “الوثيقة الدسترية” المراسيم الصادرة من 11 أبريل 2019 سارية المفعول ما لم تلغ أو تعدل من قبل المجلس التشريعي ، أما في حالة تعارضها مع أي من أحكام الوثيقة تسود أحكام الوثيقة. بالتالي ابقت الوثيقة الدستورية كما جاء في المراسيم علي وجود السودان في محور حرب اليمن ، والقوانين المقيدة للحريات التي ظلت سارية المفعول ولم يتم إلغايها..
٤
تم التنكر من المكون العسكري للوثيقة الدستورية رغم عيوبها ، ولم يتم تنفيذ بنودها كما في البطء والفشل في الآتي:
– محاسبة منسوبي النظام البائد في الجرائم التي ارتكبت منذ يونيو 1989.
– معالجة الأزمة الاقتصادية ووقف التدهور الاقتصادي ، وزاد الطين بلة الخضوع لتوصيات صندوق النقد الدولي برفع الدعم الذي زاد من حدة الغلاء والسخط علي الحكومة مما يهدد بسقوطها.
– الاصلاح القانوني وإعادة بناء المنظومة القانونية ، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات واستقلال القضاء وحكم القانون.
– تسوية أوضاع المفصولين من الخدمة المدنية والعسكريين وعدم اصدار قرار سياسي وبعودتهم.
– استمرار الانتهاكات ضد المرأة ( كما حدث في حالات الاغتصاب التي سجلتها مجازر دارفور واعتصام القيادة العامة . الخ.
– سياسة خارجية متوازنة تحقق المصالح الوطنية العليا للدولة ، وتعمل علي تحسين علاقات السودان الخارجية ، وبنائها علي أسس الاستقلالية والمصالح المشتركة مما يحفظ سيادة البلاد وأمنها، بل تم الخضوع للاملاءات الخارجية كما في تنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي بطريقة فوق طاقة الجماهير استنكرها حتى صندوق النقد الدولي وانتقد الحكومة علي تلك الطريقة في التنفيذ التي تؤجج الشارع وتهدد استقرار البلاد والفترة الانتقالية، والخضوع للابتزاز في التطبيع مقابل الرفع من قائمة الدول الراعية للارهاب، فضلا عن دفع التعويض (335 مليون دولار) عن جرائم ليس مسؤولا عنها شعب السودان.
– تفكيك بنية التمكين الذي ما زال قويا ، وقيام دولة المؤسسات.
– تغول المجلس السيادي علي ملف السلام ، وتأخير تكوين التشريعي والولاة المدنيين بعد اتفاق المكون العسكري مع الجبهة الثورية، وعدم تكوين مفوضية السلام التي من اختصاص مجلس الوزراء، والسير في منهج السلام الجزئي والقائم علي المحاصصات حتى توقيع اتفاق سلام جوبا الذي وجد معارضة واسعة.
– تسليم البشير ومن معه للجنائية الدولية، وإعلان نتائج التحقيق في مجازر الاعتصام ومظاهرات ومواكب المدن( الأبيض، كسلا، قريضة، . الخ).
– انتهاك وثيقة الحقوق باطلاق الرصاص علي المواكب والتجمعات السلمية مما أدي لاستشهاد وجرحي
– عدم تكوين التشريعي.
٥
الانقلاب علي الوثيقة الدستورية:
وأخيرا جاءت اتفاقية جوبا التي كرّست الانقلاب الكامل علي “الوثيقة الدستورية”، ولم تتم اجازتها بطريقة دستورية بثلثي التشريعي كما في الدستور، بل تعلو بنود اتفاق جوبا علي الوثيقة الدستورية نفسها، كما قامت علي منهج السلام الذي حذرنا منه منذ بدايته، والذي قاد لهذا الاتفاق الشائه الذي لن يحقق السلام المستدام، بل سيزيد الحرب اشتعالا قد يؤدي لتمزيق وحدة البلاد مالم يتم تصحيح منهج السلام ليكون شاملا وعادلا وبمشاركة الجميع.
كان من الأهداف تعطيل الفترة الانتقالية وتغيير موازين القوي لمصلحة القوى المضادة للثورة ، ويتضح ذلك عندما وقع المكون العسكري اتفاقا مع الجبهة الثورية بتأجيل المجلس التشريعي وتعيين الولاة المدنيين، وجاءت الاتفاقية بشكلها لتغيير موازين القوي لصالح قوى “الهبوط الناعم ” بإعطاء نسبة 25% في التشريعي للجبهة الثورية و3 في السيادي و5 في مجلس الوزراء ، مما يحقق أغلبية يتم من خلالها الانقلاب علي الثورة..
اضافة للسير في الحلول الجزئية والمسارات التي تشكل خطورة علي وحدة البلاد ، ورفضها أصحاب المصلحة أنفسهم.
السير في منهج النظام البائد في اختزال السلام في محاصصات دون التركيز علي قضايا جذور مجتمعات مناطق الحرب من تعليم وتنمية وصحة وإعادة تعمير، فقد تمّ تجريب تلك المحاصصات في اتفاقات سابقة (نيفاشا، ابوجا، الشرق،. الخ) وتحولت لمناصب ووظائف دون الاهتمام بمشاكل جماهير مناطق النزاعات المسلحة في التنمية والتعليم والصحة وخدمات المياه والكهرباء وحماية البيئة، وتوفير الخدمات للرحل و الخدمات البيطرية، وتمّ إعادة إنتاج الحرب وفصل الجنوب، من المهم الوقوف سدا منيعا لعدم تكرار تلك التجارب.
جاء انقلاب ٢٥ أكتوبر 2021 ليطلق رصاصة الرحمة على الوثيقة الدستورية الذي وجد مقاومة جماهيرية كبيرة، وفشل حتى في تشكيل حكومة، مما أدي للتدخل الإقليمي والدولي لفرض الاتفاق الإطاري الذي أعاد الشراكة وكرس الدعم السريع واتفاق جوبا، وقاد للصراع على السلطة والثروة بين قيادتي الدعم السريع والجيش، الذي اتخذ شكل دمج الدعم السريع في الجيش و فجر الصراع المكتوم، وقاد للحرب الجارية حاليا.

٦
من العرض السابق تتضح الخطوات التي سارت عليها القوى المضادة للثورة كما في تغيير نسب المجلس لإجهاض الثورة التي رفضتها لجان المقاومة وتجمع المهنيين ، في مواجهة ومقاومة مستمرة لقواها التي أكدت استمرارية جذوتها ، وكان طبيعيا أن ينفرط عقد ” تحالف قوى الحرية والتغيير”، وينسحب منه الحزب الشيوعي وقبل ذلك جمد حزب الأمة نشاطه فيه، بعد أن سارت بعض مكوناته في خط “الهبوط الناعم “والتحالف مع المكون العسكري لإعادة إنتاج سياسات النظام البائد القمعية والاقتصادية وتحالفاته العسكرية الخارجية ، ومنهج السلام الجزئي الذي يعيد إنتاج الحرب ولا يحقق السلام المستدام.
كل ذلك يتطلب بمناسبة الذكرى السادسة للثورة أوسع حراك في الشارع بمختلف الأشكال وقيام أوسع تحالف من القوى الراغبة في استمرار الثورة واستعادة مسار الثورة على أساس ” ميثاق قوى الحرية والتغيير في يناير 2019 وتطويره)، وتحقيق الديمقراطية والتحول الديمقراطي، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ، وعودة كل شركات الذهب والبترول والجيش والأمن والدعم السريع وشركات الماشية والمحاصيل النقدية والاتصالات لولاية المالية، ودعم الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي بما يقوي الصادر والجنية السوداني وتوفير العمل للعاطلين من الشباب، ورفض السير في السياسة الاقتصادية للنظام البائد في رفع الدعم وتخفيض العملة والخصخصة،، وانجاز مهام الفترة الانتقالية وتفكيك التمكين والانتقال للدولة المدنية الديمقراطية التعددية ، ورفض الحلول الجزئية في السلام بالحل الشامل والعادل الذي يخاطب جذور المشكلة.
– إلغاء كل القوانين المقيدة للحريات ، وإلغاء قانون النقابات 2010، واجازة قانون نقابة الفئة الذي يؤكد ديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية، ورفع حالة الطوارئ ، واطلاق سراح كل المحكومين ونزع السلاح وجمعه في يد الجيش وحل جميع المليشيات (دعم سريع ومليشيات الكيزان وجيوش الحركات. الخ) وفقا الترتيبات الأمنية، وتكوين جيش قومي موحد مهني تحت إشراف الحكومة المدنية. لضمان وقف الحرب واستعادة مسار الثورة. وعودة النازحين لمنازلهم وقراهم وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
– تسليم البشير والمطلوبين للجنائية الدولية ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب وضد الانسانية.
– عودة النازحين لقراهم وحواكيرهم ، وإعادة تأهيل وتعمير مناطقهم ، وعودة المستوطنين لمناطقهم ، وتحقيق التنمية المتوازنة.
– السيادة الوطنية ووقف ارسال القوات السودانية لمحرقة الحرب في اليمن، فلا يمكن تحقيق سلام داخلي، والسودان يشارك في حروب خارجية لا ناقة له فيها ولا جمل، والخروج من المحاور العسكرية، وقيام علاقاتنا الخارجية مع جميع دول العالم علي اساس المنفعة والاحترام المتبادل، وتصفية كل بؤر الارهاب والحروب في السودان.

alsirbabo@yahoo.co.uk

   

مقالات مشابهة

  • كتابات تتحدى الحرب: ثورة 19 ديسمبر او اين ذهب الوطن
  • سفارة روسيا في لشبونة: الأضرار التي لحقت بالسفارة البرتغالية في كييف كانت بسبب قوات الدفاع الجوي الأوكرانية
  • بين شرعية الممول والشرعية الشعبية.. المجلس الرئاسي سنتان من الفشل الوطني
  • هل كانت ثورة ام وهم الواهمين
  • (عودة وحيد القرن) كانت من أنجح العمليات التي قام بها قوات الجيش السوداني
  • استفتاء 19 ديسمبر .. جذوة الثورة ما تزال حية
  • في ذكراها السادسة كيف تم إجهاض ثورة ديسمبر؟
  • سودانيون يحيون ذكرى ثورة 19 ديسمبر بـ«احتجاجات إسفيرية» .. أنصار البشير يتحدونهم بالنزول إلى الشوارع
  • لقد كانت أيام ديسمبر هي أجمل أيام حميدتي
  • استفتاء 19 ديسمبر ..جذوة الثورة ما تزال حية